لم يبقَ في الحيِّ منْ ربعٍ ولا طللِلم يبقَ في الحيِّ منْ ربعٍ ولا طللِ
لم يبقَ في الحيِّ منْ ربعٍ ولا طللِ | إلا رهينة ُ دمعٍ أوْ دمٍ طلل |
مشاهدٌ للهوى العذري لو ذكرتْ | أنستْ بما كانَ في صفينِ والجملِ |
راحَ الفراقُ بأرواحِ الرفاقِ فكمْ | دمٌ يراقُ بغيرِ البيضِ والأسلِ |
و ربَّ معتصمٍ بالصبرِ تيمهُ | بعدُ الفريقِ وفقدُ الجيرة ِ الأولِ |
تباعدَ العهدُ عنْ دارٍ رضعتُ بها | معَ المحبينَ دارِ اللهوِ والغزلِ |
حياكَ يا دارَ همْ بالرقمتينِ حيا | يهمى بمنهمرٍ في الروضِ منهملِ |
و فاحَ بالعنبرِ الهنديروحُصبا | في عبقريٍّ ربى أبهى منَ الحللِ |
و لاحَ في الشعبِ ذاكَ الطلُّ مبتسماً | عنْ ثغرِ زهرٍ بنارِ النورِ مشتعلِ |
فلا ترى العينُ إلا ما تسرُّ بهِ | منْ مورقٍ خضرٍ أوْ مونقٍ خضلٍ |
رعياً لجيرة ِ مجدٍ يومَ كنتُ وهمْ | في ظلِّ شملٍ على اللذاتِ مشتملِ |
و في الخدورِ بدورُ في محاجرها | سحرٌ منَ الحسنِ يدني آجلَ الأجلِ |
نعسٌمكحلة ٌ لمسٌمعسلة ٌ | يا حبذااللعسَ الممزوجُ بالعسلِ |
ليتَ الفريقُِ الذي فارقتهمْعلموا | أنَّ الخليَّ فؤادي منهُ غيرُ خلى |
تهفو نوازعُ قلبي كلما هتفتْ | حمائمُ الأيكِ في الإشراقِ والطفلِ |
و ما وقوفي معَ الركبانِ في دمنٍ | بالغورِ لا ناقتي فيها ولا جملي |
و فيعواجة َنارٌبتُّأرقبها | كأنها نارُ موسى ليلة َ الجملِ |
أو نورُ هديٍ يريكَ الشمسَ طالعة ً | في نقطة ِ المجدِ لا في نقطة ِ الحملِ |
حيث ُالصفاتُ بفضلِ الذاتِ شاهدة ٌ | في مشهدِ الحكمى الفردِ والبجلى |
السيدينِ الكريمينِ اللذينِ هما | في الصالحينَ كخيرِ الخلقِ في الرسلِ |
طودى ْ علاً وإمامى ْ أمة ٍ وسطٍ | منْ سادة ٍ ذكرهمْ في الوحى حيثُ تلى |
مخصصينَ ببشرى رحمتي وسعتْ | مخاطبينَ بكنتمْ خيرَ في الأزلِ |
لزيمهمْ بعرى التوفيقِ معتصمٌ | و للنزيلِ لديهمْ أكرمُ النزلِ |
و جارهمْ في الحمى الأعلى ومادحهمْ | يحظى بما شاءَ في الدارينِ منْ أملِ |
أولاكَ في الأوليا أضحتْ ولا يتهمْ | كأنها ملة ُ الإسلامِ في المللِ |
صفهمْ بما شئتَ منْ علمٍ ومنْ عملٍ | و اضربْ لمثلهمُ الأعلى منَ المثلِ |
ياظاميءَ القصدِ ذا المرعى الخصيبِ فعجْ | نحوَ الكثيبِ لدى شربٍ ومغتسلِ |
و انظرْبعينكَآثاراًمباركة ً | تمحو بها ما اجترحناهُمنَالزللِ |
لا تبغِ بالربعِ عنْ تلكَ الربا بدلاً | فالشمسُ طالعة ٌ تغنيكَ عنْ زحلِ |
حيثُ الجنابُمنيعٌ والحمى حرمٌ | معظمٌأزلي الفضلِ لمْ يزلِ |
أهذهِطيبة ٌ ما بينَ منبرها | و قبرها روضة ٌمسلوكة ُالسبلِ |
أمِالصفا والمصلى والنقا ومنى | والحجرُ والحجرُ المخصوصُ بالقبلِ |
سرٌّ عليهِ قلوبُ الخلقِ عاكفة ٌ | لدى وليينَ حازوا فضلَ كلِّ ولى ِ |
يا منْتشبهُ منْ جهلٍ بهِ بهما | ليسَ التكحلُ في العينينِ كالكحلِ |
إنَّ الفضائلَ حيثُ الشخصُ متحدٌ | و الناسُ أجمعُ في شخصينِ عنْ رجلِ |
سيفينِ في غمدٍقلبينٍ في كبدٍ | روحينِ في جسدٍ نورينِ في بدلِ |
بدرينِ في الخضرة ِ القدسية ِ ارتقيا | ذؤابة َ العزِّ والحظِّ العليِِّّ على ِ |
يا لاثماً تربَ أرضٍ شرفتْ بهما | جددْ بها عهدَ ودٍغيرَ منفصلِ |
واسجدْ لربكَ شكراً وادعُ مبتهلاً | فكمْ هنالكَ منْ داعٍ ومبتهلِ |
و انزلْ بمنْ حلَّ في القبرينِ مصطحباً | حسنَ الظنونِ وسلْ ما شئتهُ تنلِ |
و لا تقلْ كانَ هذا في حياتهما | فالجاهُ جاههما والحالُ لمْ يحلْ |
يا سادتي حصحصَ الحقُّ العدا هدموا | مجدى فغلوا يدا الأشرارِ بالشللِ |
كونوا لمادحكمْ عبدَ الرحيمٍ حمى | و فرجوا عنهُ ما في القلبِ منٍ شغلِ |
كهلُ كبيرُ وأطفالٌ وحاشية ٌ | لا يقدرونَ على التحويلِ والنقلِ |
و باغضٌ يشمتُ الأعداءَ بي حسداً | منهُ فسوموهُ ذلَّ الويلِ بالنكلِ |
إني انتصرتُ بكمْ واللهُ أصركمْ | أينَ الحمية ُ منكمْ بالحماية ِ ليِ |
و أيُّ نقصٍ عليكمْ أنْ أكونَ لكمْ | مولى يليني الجنابَ الرحبَ حيثُ يلي |
كمْعمًَّبركماللهِدرُّكما | بالخيرِ يا سيدي حافٍ ومنتعلُ |
و كمْ دعا بكما نفسي فداؤكما | مستنصرٌ فانثني بالنصرِ عنْ عجلِ |
لمَ لا وظلكما صافٍ وبحركما | طامٍ فما حاجة الظامي إلى الوشلِ |
و أنتما أملُ الراجي وعطفكما | أهلُ الغريبِ وأمنُ الخائفِ الوجلِ |
و نحنُ دنيا وأخرى في ذمامكما | نرجو النجاة َ إذا ضاقتْ عرا الحيلُ |
لا زلتما لمنارِ الدينِ تكرمة ً | و عصمة ً ماجرى التفصيلُ في الجملِ |
و ها كما عقدَ جيدِ الحورِ ألفهُ | مهاجريٌّقليلُ العلمِ والعملِ |
أعدهُ في الأعادي سبفَ نصرتهِ | و درعَ عصمتهِ في الحادثِ الجللِ |
و جادَ قبريكمافي كلِّآ ونة ٍ | روحُ الإلهِ بصوبِ العارضِ الهطلِ |
واستوطنتْ رحمة ُ الرحمنَ تربكما | تفيضُ بالفضلِ في الإصباحِ والأصلِ |