في سابقة هي الأولى من نوعها في تاريخ بكالوريا الاستقلال،
انتهك مترشحو 2013، حرمة هذا الامتحان المصيري باحتجاجهم على صعوبة أسئلة
مادة الفلسفة، إلى درجة تخريب الممتلكات العمومية والاعتداء بالضرب على
حراسهم، فلم تنفعهم لا "عتبة الدروس" ولا الدروس الخصوصية.. فتواصلت
الانتهاكات بممارسة الغش جماعيا في أكثر من مركز إجراء من دون خوف ولا هم
يحزنون.. وإن كانت بكالوريا 2013 قد تميزت بهذه "الاستثناءات"، غير أنها لم
تخل من الأمور الحزينة، الغريبة والطريفة في نفس الوقت... فطالعوا
التفاصيل..

مرشحة تطالب بهاتفها "أيفون" بعد ضبطها تغش.. وآخر يتوسل حارسته للسماح له
"
بالكوبياج"

ومن
الأمور الطريفة التي حدثت في بكالوريا 2013، والتي أضحكتنا فعلا هي ما حدث
بأحد مراكز الإجراء بالجزائر وسط، أين ضبط الحراس المكلفون بمراقبة
المرشحين مترشحة حرة متلبسة بالغش باستخدامها للهاتف النقال من نوع
"أيفون"، وبعدما تم اكتشاف أمرها تم نزع الهاتف منها الذي سيبقى على مستوى
المصالح المختصة كدليل على الغش، فراحت تتوسل المسؤولين بالمركز لكي
يمنحوها إياه متنازلة عن الشريحة بحجة أن هاتفها غالي الثمن وقد كلفها 6
ملايين سنتيم، وبطبيعة الحال رئيس المركز رفض، لكن المترشحة لم تقف عند هذا
الحد بل تجاوزت حدودها وتوجهت إلى مديرية التربية بالجزائر وسط بحكم أن
المركز الذي اجتازت به الامتحان يقع في نفس المقاطعة الإدارية، وهناك التقت
بأحد المسؤولين مطالبة باسترجاع هاتفها النقال غالي الثمن وعند رفض طلبها
ردت عليهم بسخرية بأنها هي غشت وفقط لكن شكيب خليل سرق مجمع سوناطراك
بأكمله. ولكم أن تعلقوا على الظاهرة، وبعدما باءت مهمة المترشحة بالفشل
تدخلت زميلتها التي كانت برفقتها فراحت تستشهد بالرئيس بوتفليقة أمام مسامع
الحضور، ليتم توقيفها مباشرة من قبل عناصر الأمن.

وأما
بمركز الإجراء غاني الجيلالي ببولوغين، فقد سجل الحراس حالة غريبة وطريفة
في نفس الوقت، بحيث أقدم مترشح نظامي يدرس بثانوية الطوالبي بباب الوادي
شعبة علوم تجريبية، يعيد امتحان البكالوريا للمرة الثالثة على التوالي، على
إخراج "شفرة حلاقة" وقام بتهديد حراسه بأنه في حالة لم يسمحوا له بالغش
سيشوه جسده كلية، ليوجه حديثه إلى إحدى الحارسات التي كانت متواجدة بنفس
القاعة، وراح يتوسلها لكي تسمح له بالغش في اختبار مادة التاريخ
والجغرافيا، مقابل أن يزوجها، وراح يكرر ذلك أمام مسامع الحاضرين ومن دون
خجل ولا خوف، وبأنه سيلتزم بوعده وسيزوجها في القريب العاجل من أحد أبناء
حيه بباب الوادي. ولكم أن تعلقوا على هذه الحالة الطريفة فعلا عندما أصبح
الزواج والدخول إلى القفص الذهبي يقاس "بالكوبياج"...



وفاة مترشحين اثنين وأحزان تخيم على عائلتيهما

لكن
الأمور الحزينة التي ميزت بكالوريا 2013، هو ما حدث للمترشح بناي رياض
يدرس بساحة أول ماي وقد اجتاز الامتحان بأحد المراكز الكائنة بالمحمدية
الجزائر، الذي توفي إثر إصابته بسكتة قلبية في اليوم الذي اجتاز فيه اختبار
مادة الرياضيات، أي في ثاني يوم من امتحان البكالوريا. وحسب ما صرح به
زملاؤه الذين زاروه في منزله بعد سماع نبإ وفاته بأن والدته قد أصيبت بصدمة
كبيرة وتوجد في حالة يرثى لها. وأما في اليوم الثالث من امتحان البكالوريا
فقد انتقل مترشح متمدرس بشعبة "آداب وفلسفة" اجتاز الاختبارات بمركز
الإجراء ديدوش مراد بئر مراد رايس، إلى مثواه الأخير بعد إصابته بسكتة
قلبية عقب إجرائه لاختبار مادة الفلسفة.



صدمة أدخلته المستشفى بسبب انفجار قارورة.. ومترشحة تصاب بأزمة قلبية

والمضحك
أو المحزن في نفس الوقت، هو ما حدث لمترشح متمدرس بمركز الإجراء محمد
منتوري ببن عكنون، الذي أصيب بصدمة كبيرة نقل على إثرها إلى مستشفى بئر
طرارية بالأبيار لتلقي الإسعافات الأولية، بعد انفجار قارورة ماء في وجهه
التي عبأها بأقراص مهدئة من نوع "upsa ".
وبعد تلقيه العلاج عاد إلى المركز لاستكمال الامتحان، في حين أصيبت مترشحة
أخرى حرة بأزمة قلبية بسبب أسئلة الفيزياء التي وجدتها صعبة، بحيث تم
نقلها على جناح السرعة إلى المستشفى الجامعي نفيسة حمودي بحسين داي، لتنقل
بعدها إلى مستشفى القبة لتلقي العلاج، وبعد تحسن وضعيتها الصحية تم إرجاعها
إلى المركز لاستكمال الامتحان. كما أصيبت إحدى الحارسات أمس بمركز الإجراء
بالثعالبية بحسين داي، بكسر على مستوى ساقها، فراحت تطالب رئيس المركز
بتعويض مادي عن إصابتها، مما أدخل رئيس المركز في حيرة كبيرة..


إعفاءات بالجملة للمترشحين في اختبار مادة الألمانية

واضطر
المدير العام للديوان الوطني للامتحانات والمسابقات، علي صالحي، إلى
التدخل أمس في اللحظات الأخيرة قبل انطلاق اختبار مادة الألمانية بالنسبة
إلى المترشحين شعبة آداب ولغات أجنبية الذين لم يدرسوا هذه المادة طوال
الموسم الدراسي فوجدوا أنفسهم في مأزق، ليقوم في تلك اللحظات بإعفائهم وسمح
لهم بمغادرة قاعات الامتحان، رغم أنه من المفروض أن يحصلوا على الإعفاء
خلال السنة الدراسية وليس يوم الاختبار...


الأحرار والنظاميون يحطمون الرقم القياسي في الغش

وعلمت
"الشروق" من مصادر مطلعة أن الحراس المكلفين بمراقبة المرشحين بمركز
الإجراء عبد الرحمان بن رستم ببوزريعة، ضبطوا مترشحة متمدرسة شعبة آداب
ولغات أجنبية متلبسة بالغش، باستخدام الهاتف النقال، وفور ضبطها تم اتخاذ
كافة الإجراءات الضرورية والتي ستحرم من اجتياز امتحان شهادة البكالوريا
طيلة 5 سنوات. كما ضبط الحراس بمركز الإجراء الإدريسي الكائن بساحة أول ماي
الجزائر، 3 مترشحين أحرار، متلبسين بالغش، منهم مترشحة واحدة تم ضبطها تغش
باستعمال تقنية البلوتوث، ومترشحين اثنين الأول ضبط يغش بالهاتف النقال
والثاني أخرج مسودة ووضعها فوق الطاولة.


'لونباف'' يطالب باسترجاع "كرامة" الأساتذة الحراس

ندد
الاتحاد الوطني لعمال التربية والتكوين بما حدث للكثير من الأساتذة الحراس
بسبب امتحان مادة الفلسفة، سيما منهم الذين أشهر في وجوههم بعض مترشحي
شهادة البكالوريا أسلحة بيضاء، محاولين الاعتداء عليهم، حيث أكد عمراوي
المتحدث باسم "لونباف"، في تصريح لـ"الشروق" قائلا:

يستوجب
على وزارة التربية حماية الأساتذة نتيجة أدائهم لهذه المهام بكل مسؤولية
وإننا نثق في الأساتذة الحراس، ونتيجة لذلك فهم من لهم الحق في القرار
النهائي بالنسبة إلى التلاميذ الذين مارسوا عمليات الغش". وقال عمراوي إنه
من العار أن نرى في امتحان رسمي يتعرض الأستاذ الحارس للتعنيف من قبل
تلميذه، مطالبا وزارة التربية بالتحرك لأجل إرجاع كرامة الأستاذ الحارس.

نصف مليون عائلة جزائرية على الأعصاب بسبب البكالوريا Bac2013_113204962