خاب وخسر من ادرك رمضان فلم يغفر له :


أيها الأخوة الكرام ، صعد النبي عليه الصلاة والسلام منبره، وضع رجله
على أول درجة، فقال: آمين، صعد على الدرجة الثانية فقال: آمين، صعد الدرجة
الثالثة فقال: آمين، ما فهم الصحابة شيئاً، فلما انتهت الصلاة والخطبة
قالوا: يا رسول الله علامَ أمّنت؟ فقال: جاءني جبريل فقال لي: ـ هذا أخطر
حديث بالخطبة ـ "خاب وخسر من أدرك رمضان فلم يغفر له، إن لم يغفر له فمتى؟"

خاب وخسر من أدرك رمضان فلم يغفر له : 06
شهر
التوبة، شهر الصيام، شهر التراويح، شهر الفجر في المسجد، خاب وخسر من أدرك
رمضان، فلم يغفر له، إن لم يغفر له فمتى؟ هذا الشهر شهر التوبة، شهر
القرب، شهر الحب، شهر الصلاة، شهر القرآن، شهر العبادة، والله لا يوجد مانع
أن تلغى العادات التي ألفها الناس في السهرات والولائم كل يوم في رمضان،
اجعلها بعد رمضان، اجعل هذه اللقاءات بعد رمضان، اجعل هذا الشهر شهر عبادة،
تصلي المغرب، تأكل أكلاً معتدلاً تهيئ نفسك للتراويح، حاول أن تكون مع
الله في التراويح، أتمنى ـ وكلامي دقيق ـ أكثر الناس عندما يأتي رمضان
يعبدون الله و يستقيمون، فإن انتهى عادوا إلى ما كانوا عليه، جاء رمضان
الثاني صعد ثم هبط، لم يستفد شيئاً، تصور أن رمضان درجاً صعد وصل إلى
إنجازات، تابع طوال العام، جاء رمضان الثاني صعد وتابع، صعود ونزول لا
يوجد، هناك صعود وصعود، هكذا أراد الله من رمضان، كل شهر تعمل قفزة نوعية
تتابعها طوال العام، أي صليت الفجر ثلاثين يوماً في الجامع، بعد رمضان
تتابع صلاة الفجر في المسجد، صليت العشاء في المسجد بعد انتهاء رمضان تتابع
الصلاة في المسجد لأنه:

(( من صلى الفجر في جماعة فهو في ذمة الله حتى يمسي، ومن صلى العشاء في جماعة فهو في ذمة الله حتى يصبح ))

[ أحمد]
(( مَنْ صَلَّى الصُّبْحَ فَهُوَ فِي ذِمَّةِ اللَّهِ عَزَّ وَجَلَّ ))

[سنن ابن ماجة عَنْ سَمُرَةَ ابْنِ جُنْدَبٍ ]
(( مَنْ صَلَّى الْعِشَاءَ فِي جَمَاعَةٍ فَهُوَ كَمَنْ قَامَ نِصْفَ اللَّيْلُِ ))

[ مسلم عَنْ عُثْمَانَ بْنِ عَفَّانَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ]

إن صليت الفجر في جماعة والعشاء في جماعة فأنت مغطى اليوم بأكمله ليلاً ونهاراً بحفظ الله.