يعلم جميعنا أن هناك زيادة مضطردة في نسبة هؤلاء
المضطربين جنسيا، والذين قد يقومون بمثل هذه الأمور ويهددون حياة أبنائنا
النفسية من جراء التعرض لموقف مثل هذا على أيدي واحد منهم، خاصة أن كل
الدراسات التي تمت على الأطفال الذين يتعرضون للتحرش الجنسي تؤكد مدى
الدمار الذي يخلفه على نفسية الطفل والذي قد يستمر مدى الحياة، ويشكل خبرة
سلبية تؤثر على حياتهم وعلاقاتهم وتقييم الذات لديهم وغير ذلك، كما أنه
يؤثر أيضا على كفاءتهم في العلاقة بالشريك بعد الزواج.



لهذا كله وجب التنبيه على الأطفال بصورة بسيطة من خلال
بعض التوجيهات التي تبدو كأنها من سياق الحديث، بحيث لا تشغل بال الطفل ولا
تؤثر عليه فترفع مثلا من حب الاستطلاع لديه أو ترعبه من التواجد مع
الآخرين كما نوهنا، فمثلا حينما تحضن الأم أطفالها فإنها تشير إلى أن هذا
الحضن أو هذه الطريقة من التقبيل لماما وبابا فقط.




ونشير في مثال آخر حينما يرتدون بعض الملابس في المنزل
بأنه يجب عليهم الحفاظ على أجسامهم وأنه مباح لنا مثل هذه الملابس في
منزلنا فقط.. وهكذا بحيث يتم الأمر دون تعمد ويأتي في المواقف المختلفة
ليرسي الأساس لديهم بأن هناك حدودا للتعامل مع الآخرين.




كذلك يجب أن نعلمه خصوصية جسمه، وأنه غير مصرح لأحد
بلمسه بطريقة تضايقه، ونؤكد على كلمة "كل الناس" بحيث يعتبره أمرا عاديا،
إضافة إلى أن الكثير للأسف من هؤلاء الذين يقومون بالتحرش يكونون من
المقربين للطفل وأسرته.




أيضا علينا أن نعلمه بعض أساليب الدفاع عن النفس، ومنها
مثلا أن يصرخ بقوة عند تعرضه لموقف ما، ونترك الأمر مفتوحا ونقول له أي
سلوك يبدو من الآخر أنه يرغب في تقييدك أو لمس جسمك أو غير ذلك.




ومن الضروري أيضا أن نشجع أبناءنا على الحديث إلينا في
كل الأمور التي تحدث لهم خلال اليوم، وأن نبني الثقة بيننا وبينهم في حوار
ودي يساعدهم على إخبارنا بأي أمر يتعرضون له.




ودورنا نحن كآباء بخلاف التنبيه والتوعية أن نحفظهم من
المبيت عند أحد، أو التواجد مع أشخاص كبار لفترة طويلة دون رقابة.. هذا
واجبنا نحوهم.


حفظكم الله.. وحفظ أطفالكم جميعا.