القسام ـ خاص :

أكد عضو المكتب السياسي لحركة حماس الدكتور محمد نزال أن معركة الفرقان مثلت تحولاً كبيراً بالنسبة للمقاومة الفلسطينية، فها هي المقاومة تثبت صمودها وأصالتها وتدافع عن عرين غزة دفاع الأبطال دفاع الشرفاء، لم تلن لها قناة ولم ترهبها الدبابات ولا القنابل الفسفورية ولا الصواريخ ولا طائرات الـ إف16 ولا البوارج الحربية بل كان شعار أبناء القسام وأبناء المقاومة "الذين قال لهم الناس إن الناس قد جمعوا لكم فاخشوهم فزادهم إيماناً وقالوا حسبنا الله ونعم الوكيل".



وفيما يلي نص الحوار الذي أجراه موقع القسام مع الدكتور محمد نزال القيادي في حركة المقاومة الإسلامية حماس ...

ـ انطلقت حركة حماس مع انطلاقة اليوم الأول للانتفاضة الأولى، هل كنتم تنتظرون هذا اليوم أم أن الأمر كان مجرد قدر أن جاءت انطلاقة حركة حماس في انطلاق اليوم الأول للانتفاضة؟

برأيي أنه عندما تكون الأمور مقدّرة فإن الحديث عن .. يتم تحديدها لإطلاق حركة ما لا تكون تلك العملية والأهمية عندما تقود الظروف والمعطيات إلى بروز حركة مقاومة، فحركة حماس انطلقت بشكل طبيعي وبولادة طبيعية وليست قيصرية إذ إن الموعد الذي انطلقت فيه تزامن مع بداية وميلاد مرحلة جديدة في حياة الشعب الفلسطيني وهي الانتفاضة الكبرى التي انطلقت عام 87 لهذا يمكن القول إن ولادة حركة حماس كانت متزامنة مع ميلاد أعظم انتفاضة في حياة الشعب الفلسطيني حتى الآن.



ـ كيف تطورت حركة حماس من مرحلة الحجر والسكين إلى ما نراه اليوم؟

بالتأكيد أنه مثلما يتدرج الإنسان في مراحل حياته من الرضاعة إلى الطفولة إلى مرحلة الفتوّة إلى مرحلة الشباب إلى مرحلة الشيخوخة ثم الكهولة تتدرج الحركات من مرحلة إلى مرحلة مع فارق أن الإنسان يموت ويمضي إلى ربه ولكن الحركات الحيّة القادرة على التجديد وعلى استخلاص الدروس والعبر هي التي يمكنها أن تبقى حيّة إلى أن يرث الله الأرض ومن عليها، ودائماً ديمومة الحركات يكون بديمومة مبادئها ورسالتها والمشروع الذي تحمله، ولهذا حركة حماس ما تميزت به وما أبدعت به أنها تمكنت خلال 22 عاماً أن تفرض نفسها كلاعب مهم ليس على المستوى المحلي الفلسطيني فحسب بل على المستوى العربي والإقليمي والدولي بحيث لا يمكن لأحد أن يتجاوز هذه الحركة أو أن يقفز عن دورها وكلمتها.



ـ ماذا تمثل المقاومة في قاموس حماس، وهل لا زلتم تتمسكون بميثاقكم أم من الممكن تغيير بعض مبادئه تماشياً مع انفتاح الحركة؟

المقاومة ركيزة من ركائز الإستراتيجية الحماسية وستبقى المقاومة باقية ما بقي الاحتلال، فلا يمكن للمقاومة أن تتقاعد كما يريد لها البعض ولا يمكن للمقاومة أن تموت كما يريد لها البعض الآخر، ولا يمكن للمقاومة أن تستأصل فالمقاومة أصبحت ثقافة والمقاومة أصبحت نهجاً والمقاومة أصبحت حياة، ونحن شعارنا المقاومة حياة في مواجهة الشعار الذي رفعه البعض وهو المفاوضات حياة.



ـ حماس بعد 22 عاماً كيف يراها الدكتور محمد نزال ؟

بالنسبة لي فإنني أتحدث من البيت الداخلي لحركة حماس ولهذا قد تكون شهادتي مجروحة، ولكنني أريد أن أنقل لكم شهادات من هو خارج البيت هذه الشهادات تقول بموضوعية إن حماس لم تعد تنظيماً حزبياً أو فئوياً يختص بالعاملين في هذا التنظيم ولكن حماس أصبحت فكرة وثقافة من خلال ما بثته وزرعته في نفوس أبناء هذه الأمّة، فحماس قدمت نماذج متميزة ونماذج جديدة في المقاومة والثبات والإصرار على الحقوق، قدمت نماذج في مواجهة الاستبداد والطغيان والظلم ولهذا أستطيع أن أقول أن حماس بعد 22 عاماً باتت تمثل ولله الحمد أمل الأمة وباتت تمثل ضميرها وباتت تمثل نموذجاً يحتذي به لكل أبناء هذه الأمّة.



ـ كيف تقيم رحيل القادة الكبار عن مسيرة الحركة، والذين كان آخرهم الدكتور نزار ريان والشيخ سعيد صيام؟

لا شك أن رحيل القادة يمثل خسارة لحركة حماس وللشعب الفلسطيني وللأمة العربية والإسلامية ولكل أحرار العالم، فنحن إزاء نماذج قيادية فذّة، ولكن بالمقدار الذي تضررت حركة حماس أو خسرت باستشهاد هؤلاء القادة العظام فإنها حققت مكاسب كبيرة جداً وأولى هذه المكاسب أنها قدمت القدوة والنموذج وترجمت الشعارات والأقوال إلى أفعال حيث إمّا حركة تقدم قادتها وفي مقدمتهم الشيخ المؤسس أحمد ياسين رحمه الله، هذه حركة نالت إعجاب الناس وتقديرهم وأن القيادات وأبناء القيادات تستشهد وتتقدم الركب خلافاً لكثير من القيادات التي تنآى بنفسها وبأهلها وبأولادها عن هذه المسيرة مسيرة الجهاد والمقاومة.



ـ هل تمكن الصهاينة من إضعاف الحركة والحد من قدراتها العسكرية بعد حرب الفرقان.

على العكس مثلت معركة الفرقان تحولاً كبيراً بالنسبة للمقاومة الفلسطينية، فها هي المقاومة تثبت صمودها وأصالتها وتدافع عن عرين غزة دفاع الأبطال دفاع الشرفاء، لم تلن لها قناة ولم ترهبها الدبابات ولا القنابل الفسفورية ولا الصواريخ ولا طائرات الـ إف16 ولا البوارج الحربية بل كان شعار أبناء القسام وأبناء المقاومة "الذين قال لهم الناس إن الناس قد جمعوا لكم فاخشوهم فزادهم إيماناً وقالوا حسبنا الله ونعم الوكيل".



ـ بعد 22 عاماً على الانطلاقة هل باتت حماس اليوم أقرب إلى تحقيق أهدافها الكبرى؟

أعتقد أننا الآن خطونا خطوات واسعة في الاقتراب من تحقيق أهدافنا الإستراتيجية ولكنه بالتأكيد لا يمكن لأحد أن يقول أننا وصلنا إلى نقطة قريبة جداً بحيث أصبحنا قاب قوسين أو أدنى، ولكن نستطيع أن نقول أنا اقتربنا من تحقيق أهدافنا الإستراتيجية وأننا تمكّنا من إعادة المشروع الصهيوني إلى الوراء فالمشروع الصهيوني الآن يتدانى وهذه ليست مجرد أماني أو رغبات أو تطلعات فحسب ولكنه الواقع وأستطيع أن أقول أن الكيان الصهيوني الآن انتقل من مرحلة البقاء إلى مرحلة البحث عن البقاء إلى مرحلة البحث عن النقاء والمقصود بالبقاء الوجود هذه مرحلة تم تجاوزها إلى مرحلة البحث عن النقاء وهو البحث عن ما يسمى بيهودية الدولة.



ـ من وجهة نظركم ما الذي يميز الانطلاقة 22 ؟

الذي يميز هذه الانطلاقة أنها تأتي بعد عام تقريباً على العدوان الغاشم على قطاع غزة الذي استهدف فيما استهدفه الإطاحة بحركة حماس بعد محاولات عديدة للإطاحة بها فالحصار السياسي والاقتصادي وما مثله طيلة الفترة الماضية ومن ثم جاء العدوان كل ذلك من أجل الإطاحة بحركة حماس عبر تأليب المجتمع الفلسطيني وجماهير المجتمع عليها ولكن فضل الله تبارك تعالى علينا كان عظيماً وكان فضل الله عليك عظيماً أما حركة حماس صمدت وثبتت إلى جانب الشعب الفلسطيني العظيم في قطاع غزة ولهذا تأتي هذه الذكرى في أجواء حرب الفرقان ومعركة الفرقان التي ردت الغاشم إلى نحره ورد الله الذين كفروا بغيظهم لم ينالوا خيراً.



ـ كلمة تقولها لأبناء كتائب القسام في ذكرى انطلاقة الحركة .

أقول لكم يا كتائب العز والفخار يا كتائب الكرامة والسؤدد أقول لكم لقد أبليتم بلاءً حسناً في كل معارككم كنتم القدوة كنتم الشجعان كنتم رجال الرجال كنتم خيرة الخيرة كنتم صفوة الرجال لهذا أقول لكم امضوا على بركة الله، رحم الله شهداءكم وفك قيد أسراكم وكونوا عباد الله إخواناَ وكونوا أذلة على المؤمنين أعزة على الكافرين ابقوا أيديكم على الزناد، واصلوا مقاومتكم، كونوا كما عودتمونا ضراغم في الوغى أسوداً في النزال، هذا عهدنا بكم نسأل الله أن يوفقكم وأن يسدد خطاكم نسأله تعالى أن يسدد رميكم وأن تكونوا شامة كما عودتمونا دائماً على جبين هذه الأمة، هذه رسالتي إليكم وأقول لكم إننا ننتظر صفقة مشرفة تبادلون فيها الأسير الإسرائيلي بمئات الأبطال من قيادات شعبنا لفلسطيني وقيادات المقاومة الذين في سجون الاحتلال ينتظرون اليوم الذي يتحررون فيه من هذه السجون ويحسن الله تبارك وتعالى إذ يخرجهم من السجن إن شاء الله، هذه رسالتي إليكم يا أبناء القسام ويا قيادات القسام ويا أيها الأبطال.