الحمد لله العظيم المنان... الحمد لله واسع الفضل قديم الاحسان الحمد لله حمدا كثيرا طيبا مباركا فيه، الحمد لله
الرحيم الرحمن الذي بشكره يلهج اللسان اعترافاً بفضله وجوده وكرمه ،
والصلاة و السلام على سيدنا محمدالمبعوث بالدين القويم والأخلاق الحسان
،أما بعد


فأحمد الله أن خرجت
من الحادثة سليما معافى وأشهد رب السماواة والأرض أني إشتقت للمنتدى
وأحبابي وإخواني فيه خصوصا إخواني المشرفين اللذين طالما أزعجتهم بلفت
الإنتباه للتجاوزات والمواضيع المكررة ،أشهد الله أني أحبكم في الله
،وأسأل الله بهذا الحب أن يجمعني وإياكم تحت ظل عرشه الكريم مع حبيبنا
وقرة أعيننا محمد mسلم.


أحبتي في الله قبل
أسبوع تعرضت لحادثة سير خطيرة وأنا عائد من المسجد وكنت فرحا بدراجتي
اللتي إشتريتها ،واللتي كانت أمنية بالنسبة لي حيث أني بذلت الكثير من
المال لأحصل عليها (110000درهم) رغم أن أمي حفظها الله لم تطمئن لهاته
الفكرة فاضررت لكي أخفي عنها الأمر ،وبعد أسبوع من إقتنائها كان فرحي شديد
ولم تعد أمي تراني حتى بعد منتصف الليل ،فقالت لي يا بني أنا لست مرتاحة
لتأخرك وللأسف كنت أتجاهل هذا الكلام ودخلني الغرور والعياذ بالله لدرجة
أنني حين كنت أقودها أستغل فرصة وجود الشارع خاليا فأطلق العنان للسرعة
إلى ما فوق ال100كلم في الساعة دون مبالاة وذلك بوسوسة من الشيطان ،والله
كأنه يقول لي:" زد السرعة ولا تبالي " إلى أن جاء اليوم الموعود حيث خرجت
لكي أصلي المغرب في مسجد الحسن الثاني وكذبت على والدتي حين قلت لها سأعود
باكرا اليوم وكانت نيتي أن أخرج بالدراجة إلى مدينة مجاورة مع أحد الإخوة
اللذي يملك دراجة مماثلة ،وقد قررنا مسبقا أن نتسابق ومن سيصل الأول هو من
سيدفع ثمن العشاء،بعد الصلاة ،تذكرت أنني نسيت أن آخذ مفتاح البيت لأني
سأعود متأخرا كعادتي وأثناء عودتي كانت في نيتي أن أركن الدراجة بعيدا عن
الحي اللذي أقطن به ، وبعد إقترابي من محطة البنزين اللتي سأركنها بها قلت
في نفسي أن لا مانع من زيادة السرعة لكي أصل ، لفت إنتباهي شرطي المرور
فأردت تفاديه مباشرة بعدها وجدت شاحنة أمامي بوضع أفقي ،حاولت إستخدام
الفرامل لكن المسافة كانت قريبة جدا فإستدارت الدراجة أفقيا وإصطدمت
بجانبي الأيمن بالشاحنة ولم أشعر بنفسي إلا بعد مرور حوالي 5 دقائق ، حين
إسترجعت الوعي وقفت مندهشا لما رأيت ، رأيت الدراجة محطمة بالكامل وكل من
يراها يقول أن صاحبها لن ينجو ، والكل إندهش حينما يراني لم أصب ولو بخدش
، لكني ولوقع الصدمة لم أتمالك نفسي فتوسلت لصديقي اللذي كان أيضا بدراجته
أن لا يخبر أمي اللتي إن عرفت ما حصل ستصاب بمكروه وكان ذلك بالفعل، حيث
أنهم أخبروها أني كنت مع صديقي في دراجته وتعرضت لحادث بسيط .


نقلت بعد ذلك
للمستشفى وأنا أعاني من الصدمة نفسية فلم أستطع حتى الكلام سوى مع أمي
المسكينة (والله أكتب وأنا أبكي) اللتي لم تفارقني مدة 3 أيام في المستشفى
والله رأيت مناظر لن تفارق مخيلتي ، رأيت شابا في مقتبل العمر فارق
الحياة بحادثة سيارة وقد كان الخمر ملأ ثيابه ، وآخر بترت ساقه بحادثة
دراجة كان هو الآخر يقودها بسرعة ناهيك عن مناظر أخرى رأيتها لمرضى
ومعطوبين بالعشرات ،فكنت أبكي وأحمد الله أن نجاني من هذا الحادث .


إخواني في الله ،قد
يبدو للبعض منا أن تجاهل أوامر الوالدين في أمور (تافهة) لن يضرك بشيئ ،
لا والله يا أحبتي فأنا أحد العبر اللتي أسأل الله أن تكون قد بلغت
القلوب ، لاتتجاهل أمر والديك مهما بلغت في السن ، لاتقل أنهما لا يعلمان
أين مصلحتك ، لا تفعل أمرا - كبيرا كان أو صغيرا - إلا بعد نيل رضاهما
ومباركتهما له ، الله الله يا إخواني في والدينا ،والله الخير كل الخير في
رضائهما .


في
الأخير أعتذر لإطالتي عليكم لأنه ليس لي أصدقاء كثر أحكي لهم قصتي سوى
أنتم يا أحبائي والله لو لم يكن هذا المنتدى يعني لي الشيئ الكثير ما كتبت
موضوعي ، أسأل الله أن يوفقنا لمرضاته ولطاعة الوالدين ، كما أني لا أنسى
أن أقول لأخي "المهلهل" و"أبي الليث" أني إشتقت لهما ولإزعاجهما بلفت الإنتباه بعد أيام المستشفى ،هذا ما إكتشفت بعد الحادث -للعبرة- Iconللمواضيع المكررة.


أخوكم أبو جعفر