ا
الوفاء بالوعد صفة أخلاقية من أجلّ
صفات الإنسان . ... نموذجاً أخلاقياً في
ذلك
الوفاء من الأخلاق الكريمة وهو صفة من صفات النفوس الشريفة ومن أعظم الصفات الإنسانية فالناس مضطرون إلى التعاون ولايتم تعاونهم إلا بمراعاة العهود والفاء به ولولا ذلك لتنافرت القلوب
والغدر الذي هو ضده من أصعب الأمور على النفوس ولا يرتكبه صاحب قلب شريف ونفس زكية تخلت عن الرذائل وتحلت بالفضائل
الوفاء أن يلتزم الإنسان بما عليه من عهود ووعود وواجبات
والفاء صفة من صفات الله عز وجل ( ومن أوفى بعهده من الله )
وهو صفة من صفات الرسل قال تعالى ( وإبراهيم الذي وفى )
وهو صفة من صفات المؤمنين الصادقين ( من المؤمنين رجال صدقوا ما عاهدوا الله عليه فمنهم من قضى نحبه ومنهم من ينتظر وما بدلوا تبديلا ) الأحزاب 23
ومن أهم أسباب خلف العهد النسيان وعدم العزيمة قال تعالى ( ولقد عهدنا إلى ادم من قبل فنسى ولم نجد له عزما ) طه 115
لكن الوفاء في الأمم السابقة كان نادرا بل حل محله الفسق قال تعالى ( وما وجدنا لأكثرهم من عهد وإن وجدنا أكثرهم لفاسقين ) الأعراف 102
لاعهد لهم تركوا العهد الذي أخذه الله منهم ( وإذ أخذ ربك من بني ادم من ظهورهم ذريتهم وأشهدهم على أنفسهم الست بربكم قالوا بلى شهدنا أن تقولوا يوم القيامة إنا كنا عن هذا غافلين ) الأعراف 172
قال تعالى ( الم أعهد إليكم يابنى ادم ألا تعبدوا الشيطان إنه لكم عدو مبين وأن اعبدوني هذا صراط مستقيم ) يس 60 فتركوا عبادة الرحمن وعبدوا الشيطان
بل خلد الله كلب أهل الكهف لوفائه في صحبتهم فقد صحبهم فقال تعالى ( سيقولون ثلاثة رابعهم كلبهم ويقولون خمسة سادسهم كلبهم رجما بالغيب ويقولون سبعة ثامنهم كلبهم قل ربى أعلم بعدتهم ) الكهف 22
وذكر النبي المنافق فقال أية المنافق ثلاث ( إذا حدث كذب وإذا وعد أخلف وإذا أؤتمن خان ) البخاري
والوفاء أنواع منه الوفاء بالعقود قال النبي ( المسلمون عند شروطهم ) وقال تعالى (يا أيها الذين امنوا أوفوا بالعقود ) المائدة 1 فإن تعاقدت على شيء فأد ماعليك ولا تماطل قال النبي
سلم ( من أخذ أموال الناس يريد أداءها أدى الله عنه ومن أخذها يريد إتلافها أتلفه الله تعالى ) البخاري
ومنه القرض والسلفة والرهن – من أخذها يريد أداءها أدى الله عنه وهو في خير لكن إن أخذها يريد إتلافها لحاجة في نفسه أو تبذيرا أو يتلفها على صاحبها ولا يريد الوفاء بل يحتال فهو غادر وسوف يرفع له لواء الغدر يوم القيامة .فالشهيد يغفر له كل شئ إلا الدين فلابد من سداده