دزاير 54
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.

دزاير 54 دخول

descriptionالصيام عبادة الإخلاص : Emptyالصيام عبادة الإخلاص :

more_horiz
الصيام عبادة الإخلاص :


أيها الأخوة الكرام، الصيام عبادة الإخلاص، أحياناً الإنسان يشك
بإخلاصه، لكن إذا كان صائماً والصوم كهذه الأيام في الأيام الحارة، الحرارة
أربع وأربعون أو خمس وأربعون، والساعة الثانية عشرة يكاد يموت من العطش،
ودخل إلى بيته، والثلاجة جاهزة، والماء البارد جاهز، ولا أحد يراه، ما الذي
يمنعه أن يضع قطرة ماء في فمه؟ إيمانه بالله، كأن الله حينما تصوم يقول
لك: أنت تحبني، وأنت مؤمن بي، وبعلمي، وبوجودي، ما الذي يمنعك؟ الثلاجة
أمامك، والماء البارد أمامك، وأنت وحدك في البيت، والنوافذ كلها مغلقة، ضع
كأس ماء في فمك، لا تستطيع.
لذلك قالوا: الصيام عبادة الإخلاص، أُقرب لكم
هذا المعنى؛ الأب إذا أمر ابنه أن ينظف أسنانه فهذا لصالح الابن والأمر
واضح، أمره أن يكتب وظائفه، الأمر واضح لصالح الابن، قد يلقي على ابنه مئات
التوجيهات، كلها واضحة لصالح الابن، لكن لو أن الابن جائع جداً، والطعام
موضوع على الطاولة، والطعام نفيس جداً، والأب قال لابنه: لا تأكل، هذه ليست
واضحة، أكل والده، والطعام حلال، وهو جائع، لا تأكل قال له: حاضر، ما هذا
الابن؟ هذا الابن له ثقة بوالده مطلقة، الله نهاك عن الزنا، وعن الخمر، وعن
السرقة والكذب، لكن قال لك: لا تأكل، لا تشرب ماء، ثماني عشرة ساعة من دون
ماء، ولا تأكل لقمة، سمعاً وطاعة، لذلك قالوا: الصيام عبادة الإخلاص، معك
دليل قطعي على أنك مؤمن بالله، وعلى أنك تخاف الله، وعلى أنك تعلم علم
اليقين أن الله يراك، ولو كنت وحدك في البيت، الصيام عبادة الإخلاص، لأنه
منعك من المباحات، لكن هناك مشكلة كبيرة، إذا منعك الله عز وجل من
المباحات في رمضان فلأن تمتنع من المحرمات من باب أولى، منعك أن تأكل، منعك
أن تشرب، هل يعقل أن تدع الطعام والشراب من أجل ربك وتكذب؟ وتغتاب؟
وتحتال؟ مستحيل، أعطاك حالة صعبة جداً، شيء مباح، طبيعي العالم كله يأكل
ويشرب، أنت كمسلم وفي أيام الصيف ممنوع أن تأكل، وأن تشرب، فإذا خضعت لأمر
الله في منع المباحات، هل يعقل ألا تخضع له في المعاصي والآثام؟ مستحيل
وألف ألف ألف مستحيل، لذلك الصيام يقوي إرادة طاعة الله عز وجل، تركت
المباحات فلأن تمتنع عن المحرمات من باب أولى، وهذا معنى قول النبي عليه
الصلاة والسلام في الحديث الصحيح:

(( كل عمل ابن آدم له، إلا الصيام فإنه لي وأنا أجزي به ))

[ متفق عليه عن أبي هريرة ]

الصلاة له، والحج له، والصدق له، والأمانة له، والطاعة له، والاستقامة له:
(( كل عمل ابن آدم له، إلا الصيام فإنه لي وأنا أجزي به ))

[ متفق عليه عن ابى هريرة ]

هذا الصوم خضوع لمشيئة الله.
بالمناسبة يا أخوان كلما اتضحت حكمة الطاعة،
وأقبلت عليها، لك أجر، لكن حينما تغيب عنك حكمة الطاعة، وتقبل عليها،
فالأجر مضاعف، كلما اتضحت حكمة الطاعة قلّ الأجر، لكن كلما لم تتضح هذه
الحكمة، أي الطعام حلال، وأنا إنسان لابدّ من أن آكل، لا تأكل، لا تشرب، و
لكنك لا تستطيع أن تقنع أجنبياً بالصيام، يقول لك: الصيام فوق طاقتنا، لمَ
لا آكل؟ المسلم عنده شيء رائع؛ الخضوع لمنهج الله.
(( كل عمل ابن آدم له، إلا الصيام فإنه لي وأنا أجزي به ))

[ متفق عليه عن أبي هريرة ]

غض البصر ينبغي أن يكون على مدى العام لكنه يتضح في رمضان :

أيها الأخوة الكرام، من البديهيات التي ينبغي أن تكون على مدى العام لكن في رمضان تتضح قيمتها غض البصر، قال تعالى:
﴿ قُلْ لِلْمُؤْمِنِينَ يَغُضُّوا مِنْ أَبْصَارِهِمْ ﴾

[ سورة النور: 30 ]

أنت جالس في البيت، والغرفة مظلمة، وأمامك
بناء آخر، وفيه شرفة، والجارة خرجت بثياب متبذلة، إذا ملأت عينك من محاسنها
هل في الأرض كلها جهة تستطيع أن تضبط هذه المخالفة؟ مستحيل، الله عز وجل
يقول:
﴿ يَعْلَمُ خَائِنَةَ الْأَعْيُنِ وَمَا تُخْفِي الصُّدُورُ ﴾

[ سورة غافر: 19 ]

الله وحده يعلم خائنة الأعين وما تخفي الصدور.
أيها الأخوة، الملخص أن رمضان دورة مكثفة يمكن
أن تنتهي بالعتق من النار، بل تنتهي بمغفرة كل الذنوب والآثام، بل تنتهي
برضوان الله تعالى، على أن يكون صياماً لا عادة من عوائدنا.

descriptionالصيام عبادة الإخلاص : Emptyرد: الصيام عبادة الإخلاص :

more_horiz
الصيام عبادة الإخلاص : 218213
privacy_tip صلاحيات هذا المنتدى:
لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
power_settings_newقم بتسجيل الدخول للرد