دزاير 54
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.

دزاير 54 دخول

description جوانب الخصوصية في زواجه وزوجاته عليه الصلاة والسلام Empty جوانب الخصوصية في زواجه وزوجاته عليه الصلاة والسلام

more_horiz
كثيرةٌ هي الخصائص التي ميّز الله بها نبيّه محمداً - mسلم -على غيره من البشر ، إظهاراً لقدره ومكانته ، وإعلاءً لمرتبته وشأنه، ومع جانب مهم من تلك الخصوصيات ، وهو الجانب المتعلّق ببشريّته - mسلم - وحاجته إلى الزواج من النساء والسكن إليهنّ كغيره من بني البشر ، تلبيةً لنداء الفطرة ، وتحقيقاً للراحة النفسية والطمأنينة القلبية .

وسوف ينتظم حديثنا عن هذا الجانب في أربعة محاور ، نتناول في كل واحد منها إحدى تلك الخصوصيّات ، مستعينين بالله تعالى وحوله وقوّته .

الزواج بأكثر من أربع

فمن خصائصه - mسلم - ، إباحة الزواج بأكثر من أربع ، وذلك أنه معصوم من الجور الذي قد يقع فيه غيره في جانب النساء ، إضافةً لما في زيجاته المتعدّدة من مصالح عامة دعت إليها الحاجة واقتضتها ظروف الدعوة ، وفي ظلّها تحقّقت الكثير من الأهداف المهمة ، والتي كان منها : نشر الدعوة الإسلامية ، ونقل جوانب حياته الخاصة داخل إطار بيته إلى الأمة من بعده ، وبيان بطلان الحقوق المقرّرة للتبنّي – من خلال زواجه بزينب بنت جحش رضي الله عنها - ، والارتباط بعدد من القبائل ورجالها بالمصاهرة مما يعطي الدعوة قوة ومنعة ، وقد تمّ بسط هذه المعاني وغيرها في موضوعٍ بعنوان : " شبهات حول زواج النبي - mسلم -"

ومن المعلوم أن رسول الله - mسلم - تزوّج إحدى عشرة امرأة ، توفي عن تسعٍ منهنّ : عائشة وحفصة وزينب بنت جحش ، وأم سلمة وصفية وأم حبيبة ، وميمونة وسودة وجويرية ، كما ذكر ابن حجر في "فتح الباري" وابن القيم في "زاد المعاد" .

قبول الواهبة نفسها له


ومن خصائصه - mسلم - أن الله تعالى أباح لنبيّه أن يتزوّج بمن تهب نفسها له من غير صداقٍ ، وذلك في قوله تعالى : { وامرأة مؤمنة إن وهبت نفسها للنبي إن أراد النبي أن يستنكحها خالصة لك من دون المؤمنين } ( الأحزاب : 50 ) ، وقوله : { ترجي من تشاء منهن وتؤوي إليك من تشاء } ( الأحزاب : 51 ).

فإذا فوّضت المرأة نفسها للنبي – mسلم – وأرادها لنفسه فلا يجب عليه أن يعطيها صداقاً ، بخلاف ما لو فوّضت نفسها إلى رجل آخر فإنه متى دخل بها وجب لها مهر مثلها ، كما حكم رسول الله - mسلم - في بروع بنت واشق الأشجعية رضي الله عنها لما فوّضت رجلاً فتوفي قبل أن يدخل بها .

ومن النساء اللاتي وهبن أنفسهنّ له - mسلم - أم شريك خولة بنت حكيم بن أمية السلمية رضي الله عنها ، إذ جاءت إليه - كما في صحيح البخاري - فقالت : يا رسول الله ، جئت لأهب لك نفسي ، فنظر إليها - mسلم -فصعّد النظر إليها وصوّبه ، ثم انصرف عنها ولم يقبلها .

ومنها تلك المرأة التي جاءت أمها إلى النبي - mسلم -تعرضها عليه ، فقالت : يا رسول الله ، ابنة لي صفاتها كذا وكذا -وذكرت من حسنها وجمالها - فآثرتك بها ، ولم تزل تمدحها حتى ذكرت أنها لم تمرض ولم تشتك شيئا قط ، فقال لها : ( لا حاجة لي في ابنتك ) رواه أحمد .

ومع تخيير النبي - mسلم -في قبول الواهبات أو ردّهن ، وجعل مردّ ذلك إلى مشيئته ورغبته ، إلا أنه لم يقبل واحدة منهنّ ، كما قال ابن عباس رضي الله عنهما : " لم يكن عند النبي - mسلم -امرأة وهبت نفسها له ، ولم يكن عنده امرأة إلا بعقد النكاح " ، سوى ما يُذكر من كون زينب بنت خزيمة الهلالية إحدى تلك الواهبات ، فإن صحّت تلك الرواية فتكون هي الوحيدة من الواهبات التي قبلها النبي - mسلم - زوجة له .

تحريم أزواجه من بعده

أجمع العلماء قاطبة على تحريم الزواج ممن توفي عنهن رسول الله - mسلم - من أزواجه تحريماً مؤبداً ، لأنهن أزواجه في الدنيا والآخرة ، وفي ذلك تطييبٌ لخاطره عليه الصلاة والسلام ، وصيانةٌ لجنابه ومقامه ، وحمايةٌ له من الأذى في عرضه بعد موته ، قال تعالى: { وما كان لكم أن تؤذوا رسول الله ولا أن تنكحوا أزواجه من بعده أبدا إن ذلكم كان عند الله عظيما } ( الأحزاب:53 ) .

ثم إن الله سبحانه وتعالى جعل زوجاته في مقام الأمهات للمؤمنين ، فقال سبحانه : { وأزواجه أمهاتهم } ( الأحزاب : 6 ) ، فاقتضى ذلك أن يكون الزواج منهنّ بمنزلة الزواج من الأمهات .

وبذلك تجب لهنّ – بموجب هذه الأمومة – جملة من الحقوق كالاحترام والطاعة ، ولزوم التوقير والتبجيل ، دون أن يعني هذا الوصف ثبوت أحكام أمومة النسب وما تستلزمه من جواز الخلوة بهنّ ، أو انعقاد المحرميّة أو تحريم الزواج من أخواتهن وغير ذلك من الأحكام .

تحريم زواجه من غير المسلمات

حرّم الله على نبيّه الزواج من غير المسلمات ، وذلك لقول الله تعالى :{ يا أيها النبي إنا أحللنا لك أزواجك اللاتي آتيت أجورهن وما ملكت يمينك مما أفاء الله عليك وبنات عمك وبنات عماتك وبنات خالك وبنات خالاتك اللاتي هاجرن معك وامرأة مؤمنة إن وهبت نفسها للنبي إن أراد النبي أن يستنكحها خالصة لك من دون المؤمنين } ( الأحزاب : 50 ) ، وقال ابن عباس رضي الله عنهما في تفسير الآية : " حرم عليه كل ذات دين غير الإسلام " . رواه الترمذي .

ثم إن زوجات النبي - mسلم -في الدنيا يرافقنه في الجنّة ، وذلك لا يكون إلا لمن كانت مؤمنة بالله ربّا وبالإسلام دينا وبمحمد - mسلم - نبيّا ورسولاً .

وهكذا نرى أن زواج النبي - mسلم - من أمهات المؤمنين قد اكتنفته اختصاصات لا تنبغي لأحد من بعده ، ولعل الله ييسر لنا وقفات أخرى نتمّم فيها هذا الموضوع ، والله الموفّق .

موقع مقالات اسلام ويب

description جوانب الخصوصية في زواجه وزوجاته عليه الصلاة والسلام Emptyرد: جوانب الخصوصية في زواجه وزوجاته عليه الصلاة والسلام

more_horiz
أجــمل وأرق باقات ورد
لموضوعك الجميل
تــحــياتي لك
كل الود والتقدير
دمت برضى من الرحــمن
لك خالص احترامي
privacy_tip صلاحيات هذا المنتدى:
لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
power_settings_newقم بتسجيل الدخول للرد