القسام ـ خاص:

تعجز الكلمات عن الخروج ... كما يجف حبر القلم عن الكتابة ... وينشغل العقل بشكل دوامة ... بحثاً عن كلمات أو ربما حروف تخرج لتقال أو تكتب أمام صمود الأسرى الفلسطينيين في السجون الصهيونية، وإنه مهما قيل أو كتب أو قص أو حتى نثر أو كتبت به الأشعار سيبقى كقطرة ماء في بحر أمام صمود هؤلاء خلف قضبان الحديد.

وهنا لا بد لنا أن نتذكر ونذكر من حولنا من عرب وعجم بأن قضبان الحديد الصهيونية تخفي خلفها أكثر من أحد عشر ألف أسير، فيما غيب مئات الآلاف على مراحل منذ الاحتلال الصهيوني لفلسطين، فكانت لنا هنا وقفة مع أسير قائد أفنى 22 عاماً من حياته في السجون ولا يزال، وهو مؤسس الجهاز الأمني لحركة حماس في قطاع غزة، إنه الأسير المجاهد يحيى السنوار أبو إبراهيم.

نبذة عن حياة القائد القسامي يحيى السنوار

القائد القسامي الكبير مؤسس الجهاز الأمني لحركة المقاومة الإسلامية حماس، إنه الأسير يحيى إبراهيم حسن السنوار، من مواليد 1962 في مخيم خانيونس للاجئين جنوب قطاع غزة، وتعود جذوره الأصلية إلى مجدل عسقلان المحتلة عام 1948.

أنهى يحيى السنوار أبو إبراهيم، دراسته الثانوية في مدرسة خانيونس الثانوية للبنين، ليلتحق بعدها لإكمال تعليمه الجامعي في الجامعة الإسلامية بغزة، ليحصل على درجة البكالوريوس في اللغة العربية، حيث عمل في مجلس الطلاب خمس سنوات، فكان أميناً للجنة الفنية، واللجنة الرياضية، ونائب لرئيس، ورئيسا للمجلس ثم نائبا لرئيس مرة أخرى.

أسس أبو إبراهيم جهاز الأمن والدعوة (مجد)، التابع لحركة للإخوان المسلمين في قطاع غزة عام 1985، وبدأ إعداد ملفات أمنيه، وأجرى تحقيقا مع عدد من العملاء، ومع اندلاع الانتفاضة بدأت (مجد) فعليات نشطة بالتنسيق مع الجهاز العسكري للحركة والذي كان يطلق عليه حينها (مجاهدو فلسطين).

اعتقلت قوات الاحتلال الصهيوني يحيى اعتقالا إدارياً في 20-1-1988، ثم انتقل لتحقيق وحكم عليه بالسجن أربع مرات مدى الحياة ثلاثين سنة نقل في فترة اعتقاله التي وصلت 22 عاماً عشرات المرات بين السجون، وقضى غالبيه فترة الاعتقال في العزل الانفرادي.

وفيما يلي نص الحوار الذي أجراه مراسل موقع القسام مع عائلة الأسير القسامي يحيى السنوار ..........



كيف كانت ردة فعلكم انتم كعائلة أسير وقائد قسامي عند سماعكم نبأ أسر شاليط؟

نحن كعائلة اسير راودنا شعور بالفرحة حيث أصبح لدينا أمل بان يرى ابننا النور في صفقة مشرفة ينجزها أبناء المقاومة وعلى رأسهم كتائب الشهيد عز الدين القسام والكثير من المشاعر اختلطت لدينا عندما سمعنا بنبأ العملية ولكن بعد أن تبين موقف المقاومة وبخاصة كتائب القسام وموقفها الثابت في المطالبة بالإفراج عن كافة أسرانا وعلى رأسهم ابننا يحيى تاكد لدينا باننا سنراه قريبا بيننا بإذن الله



هل علقتم الآمال على صفقة التبادل ؟

نحن نعتقد أن يحيى يجب أن يكون ضمن الصفقة لعدة اعتبارات، فهو قائد، وهو صاحب محكومية عالية، وهو ممن قضوا في السجن فترة زادت عن عشرين عاماً، كما أنه من المرضى، وجميع هذه الأسباب تجعله منطقياً ضمن الصفقة وأملنا في الله كبير.

وأضافت، نعتقد أن يحيى وأمثاله، ممن قضوا محكوميات عالية، جميعهم يجب أن يتم الإفراج عنهم، أيا كانت تنظيماتهم، لأنهم اعتقلوا وقضوا زهرات شبابهم في سجون الاحتلال الصهيوني، وما تبقى من أعمارهم من حقهم أن ينعموا به، وهذا ليس منه عليهم، لأنهم أعطوا الوطن ما يجب أن يقدموا، وليتنا جميعا نقدم جزءاً مما قدموا خلال ما يزيد عن عشرين عاماً من العذاب والمعاناة.

ونحن عولنا على سياسة التفاوض لإخراج الأسرى كثيرا ولكنها لم تجدي نفعا ولكن بعد خروج عشرين أسيرة من سجون الاحتلال في المرحلة الأولى من صفقة التبادل أصبحت لدينا ثقة كاملة بان كتائب القسام حريصة على فك أسرى أبناء الشعب الفلسطيني من السجون الصهيونية .



هل تؤيدون الإفراج عن يحيى ضمن صفقة التبادل وإبعاده خارج الوطن ؟

وأشارت العائلة، إلى أن الإفراج عن يحيى وغيره ممن اعتقلوا ما يزيد عن عشرين عاماً والموافقة على ترحيلهم خارج الوطن، لا يعنى الحرية لهم، بل يعنى عقوبة جديدة بحقهم، موضحاً أن الاحتلال سجنهم عشرين عاماً أو أكثر ظلما لأنهم قاوموا الاحتلال، مشدداً على أن المقاومة حق مشروع كفله القانون الدولي والشرائع السماوية على حد سواء.

وبينت أن النفي خارج حدود الوطن يعني عقوبة أخرى غير شرعية أيضا والأصل أن يتم إخراجهم إلى بيوتهم التي حرموا من الحياة فيها عشرات السنين.



كيف تنظرون إلى صمود وثبات المفاوض الحمساوي في وجه العدو الصهيوني؟

وذكرت العائلة، أن صمود المفاوضين في قضية التبادل يحظى منا بالإعجاب، وندعوهم للمزيد من الثبات والإصرار والصمود، رغم كل العقبات، وقال نحن لا نتعجل النتائج بل ننتظر ونسأل: ما هي النتائج، ولا نريد السرعة، بل نريد ثمرة ذلك العمل، ألا وهي الإفراج عن جميع الذين طرحت أسمائهم دون تراجع عن اسم واحد.

وقالت نأمل من الجهات الآسرة مزيداً من الحرص، لئلا تقع في إشكالات وثغرات أمنية، يمكن للعدو أن يصل لا سمح الله من خلالها للجندي الأسير شاليط، مضيفة نحن واثقون بالله تعالى أولا، ثم بالفصائل الآسرة أن يتم التبادل على خير وجه، فرغم كل الضغوطات لازالت المطالب كما هي، وإننا لم نعول على صفقة حزب الله مطلقاً، ولم نفاجأ بما حدث فيها، واليوم نحن رغم ثقتنا بالقسام والفصائل الآسرة، إلا أن ثقتنا بالله عز وجل هي رأس ما لنا ويقيننا أن الله تعالى لن يخيبنا.



ما هو شعوركم عندما ترون يحيى خارج الأسر ؟

أكدت عائلة الأسير القائد القسامي ، أنه لا يمكن أن يوصف شعورهم حال خروج يحيى من السجن، لكنهم دون شك سيكونون في فرحة عارمة لا يمكن تقديرها الآن، مشيراً إلى أن هذا الشعور يمكن أن يوصف إذا احتضنوه في غزة خارج القيد.

وأضافت، أن وفاة والدته رحمها الله دون أن تراه فذلك قدر الله، وما شاء الله كان، ولها الأجر إن شاء الله، وعجلة التاريخ لا تتوقف بموت أحد، وقالت الفرحة قطعا كانت أعم لو كان الإفراج عن يحيى لو كانت الوالدة موجودة لكنها إرادة الله تعالى هي الغالبة.



ما مطالبكم من القسام وفصائل المقاومة الأسرة للجندي الصهيوني جلعاد شاليط ؟

وطالبت العائلة، كتائب القسام وفصائل المقاومة بالمزيد من الثبات والصبر والمصابرة والمرابطة، والثبات على الأهداف والعمل من أجل تحقيق الغايات التي لا تراجع عنها، واستمرار الحذر واليقظة، وألا يخدعوا من القريب أو البعيد، وأن يتعرفوا على طريقتهم، وأن يأخذوا استعداهم دوما مخافة المفاجأة التي طالما استخدمها الصهاينة عبر تاريخهم الأسود.



هل من كلمة توجهونها لذوي الأسرى في السجون الصهيونية؟

دعت، أهالي الأسرى بأن يثقوا بفرج الله تعالى لأبنائكم, فمهما طال ليل الظلمة, لا بد للفجر من بزوغ, وسننال بإذن الله أجر ذلك البعد عن أبنائنا وإخواننا وآبائنا المعتقلين, ومهما كانت ثقتكم بالقسام أو غير القسام يجب أن لا ننسى أن اعتمادنا أولا وأخير على الله وحده, لأنه لا يتحقق أمر إلا به حيث يقول تعالى: "فلو اجتمع الإنس والجن على أن ينفعوك بشيء لم ينفعوك إلا بشيء قد كتبه الله لك".

وقالت عائلة السنوار، للمعتقلين أن يثقوا بفرج الله وأن يعلموا أن سجانيهم مخلوقين, لا يملكون لأنفسهم حياة ولا سعادة , ولا زيادة في عمر, وأن الله وحده بيده مقاليد كل شيء, فهو الحاكم في السماء والأرض, والأمر أمره, ومتى أراد الله خروجكم ستخرجون بعز عزيز أو بذل ذليل, واعلموا أن كل دقيقة تقضونها في سجون الاحتلال لكم بها أجر فقد اصطفاكم الله بهده الحسنات على غيركم، ثبتكم الله, وأعانكم, وصبركم, وفك أسركم جميعاً عما قريب بإذن الله.

وهنا يبقى سؤال مفتوح للعالم وللقادة بشكل خاص إلى متى سيبقى أكثر من أحد عشر ألف أسير مغيبين في السجون الصهيونية تحت التعذيب والاهانة والحرمان من أدنى متطلبات العيش الكريم دون أن يحركوا ساكناً، وليعلموا أن هؤلاء أمانة في أعناقهم سيحاسبون عليها غداً بإذن الله، وإن التاريخ لا يرحم أحداً فأفيقوا من سباتكم أفيقوا من نومكم العميق وانجدوا هؤلاء الأحرار خلف القضبان.