دزاير 54
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.

دزاير 54 دخول

descriptionالبنات الثلاث Emptyالبنات الثلاث

more_horiz
تلك الليلة كانت عاصفة، والبنات الثلاث الصغيرات في أسرتهن. الهواء يصفر كعواء كلاب جائعة، وأغصان الشجر تصفق مهتاجة وكأنها تتقصف. لم يكن يشعرن بالبرد، فالغرفة دافئة والأغطية صوفية ناعمة.‏

الأم التي يحلو لها في مثل هذه الليلة أن تستعيد حكايات جدتها تقول:‏

ـ كان ياما كان... في قديم الزمان..‏

تقاطعها الكبرى:‏

ـ عرفنا الحكاية.. كان هناك ثلاث بنات يغزلن... حتى يأكلن.‏

ترد الأم وهي تتنهد:‏

ـ لا... لم تحزري.. ليست هذه هي الحكاية.‏

تنبر الوسطى:‏

ـ ثلاث بنات خياطات... يشتغلن في قصر السلطان... والصغيرة اسمها (حب الرمان)..‏

وهي التي أضاعت (الكشتبان).‏

تضحك الأم وتقول:‏

ـ بل الوسطى التي اسمها حب الرمان... وهي التي عن قصد وعمد رمت في الماء الكشتبان.‏

تكمل الصغرى:‏

ـ ذلك لأنها كسولة... وملولة. لاتحب الإبرة والخيطان... وتتلهى مع أولاد الجيران.‏



الكبرى تسأل:‏

ـ وما اسم البنت الأولى إذن؟‏

تقول الأم:‏

ـ قمر الزمان...‏

ـ والثالثة؟ /تسأل الصغرى/‏

تجيب الأم:‏

ـ اسمها نيسان.‏

وبينما الأم ترد الأغطية فوق البنات صرخن محتجات:‏

ـ نريد حلماً... لاحكاية. نريد حلماً.. حلم... حلم.‏

ـ حسناً../تقول الأم/ ـ أغلقن النوافذ.. وأطفئن النور ولتطلب كل واحدة منكن حلماً لها.. وسأضعه قبل أن أنصرف تحت مخدتها.‏

قالت الكبرى:‏

- أنت اعطينا ياأمي .. أنت اعطينا . دائماً أنت تعطيننا أكثر من أحلامنا‏

ـ أعطيك مهراً أشقر جميلاً... بل أبيض.. تكبرين ويكبر معك، وتصبحين فارسة.‏

همست الكبرى لأختيها:‏

ـ وكيف سأتصرف مع الحصان الصغير؟ كيف سأعتني به.. بطعامه وشرابه.. بنومه وصحوه..بلهوه وجريه؟ لا.. لا أريد.. لماذا لاتعطيني أمي سيارة بيضاء ونظيفة أدير محركها في لحظة فتحملني إلى حيث أشاء؟‏

قالت الأم للوسطى:‏

ـ وأنت أعطيك خمسة أرانب بيضاء جميلة... تلك التي في الحديقة. تلاعبينها كالقطط، وتتسلين بمنظرها... بتكاثرها وتوالدها.‏

همست الوسطى لأختيها:‏

ـ ولماذا لاتعطيني فراء هذه الأرانب؟ فأصنع منها قبعة وقفازات، وربما صنعت معطفاً.‏

قالت لها الكبرى وهي تضحك:‏

ـ والخياطات الثلاث سيساعدنك في ذلك.‏

أكملت الوسطى:‏

ـ بل هما اثنتان.. لأن الصغرى عاقبوها فطردوها من العمل.. وأنزلوها إلى المطبخ لتقشر الثوم والبصل.‏

وقبل أن تعطي الأم للصغرى أي شيء بادرتها هذه قائلة:‏

ـ أما أنا فأريد فراشة ملونة... أجنحتها زرقاء ووردية... لابل صفراء وبنفسجية.. تنتقل بين الزهور بلطف وحبور... تنشر الأحلام وتطويها. أليست أميرة الطبيعة في جبالها وبساتينها وبراريها؟‏


عند الفجر اشتدت العاصفة أكثر وأكثر.. حطمت النوافذ والأبواب.. اقتلعت الخزانات.. كسرت المرايا... بعثرت الثياب.. وأطارت كل شيء. وأفاق الجميع خائفين مذعورين.‏

وقفت الأم مع بناتها الثلاث.. حائرات واجمات.. فلا بيت يأوين إليه.. ولاسيارة يركبنها.. وهن يرتجفن من البرد.‏

صهل حصان صغير عن بعد كأنما هو يعلن عن نفسه.‏
وقبل أن تتم كلامها كانت قد استغرقت في النوم.‏

[/size]
قالت الكبرى:‏
هذا حصاني.. ماكان أغباني ظننت أن الحلم لن يتحقق.‏

وقالت الوسطى وهي تمد يديها الباردتين إلى قفص الأرانب:‏

ـ ما أجملها.. ما أدفأها.. ماأنعمها... عددها أكثر من خمسة... سبعة... عشرة، لاأدري ، كنت أحبها ولاأدري. تحتاج صغارها من يرعاها... وأنا سأرعاها.‏

أما الصغرى فقد نظرت حولها ولم تكن هناك فراشة واحدة بعد العاصفة فقد جرفتها كلها، قالت:‏

ـ لكنني أنا دوماً معي حلمي... فراشتي هنا في قلبي.. لا هنا في رأسي... لا هنا في عيني...‏

ودمعت عيناها وهي ترى أجنحة الفراش تتطاير في الهواء، وظلت تردد:‏

ـ آه... ما أجملها ف


راشة... فراشت

descriptionالبنات الثلاث Emptyرد: البنات الثلاث

more_horiz

شكرا لك الهام على القصة

للبنات الثلاث

descriptionالبنات الثلاث Emptyرد: البنات الثلاث

more_horiz
البنات الثلاث 218213
على القصة

descriptionالبنات الثلاث Emptyرد: البنات الثلاث

more_horiz
شكرا بامروك
privacy_tip صلاحيات هذا المنتدى:
لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
power_settings_newقم بتسجيل الدخول للرد