دزاير 54
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.

دزاير 54 دخول

descriptionرب أني مسني الضر وأنت أرحم الراحمين Emptyرب أني مسني الضر وأنت أرحم الراحمين

more_horiz
تفسير قوله تعالى : {{وَأَيُّوبَ إِذْ نَادَى رَبَّهُ أَنِّي مَسَّنِيَ
الضُّرُّ وَأَنتَ أَرْحَمُ الرَّاحِمِينَ * فَاسْتَجَبْنَا لَهُ
فَكَشَفْنَا مَا بِهِ مِن ضُرٍّ وَآتَيْنَاهُ أَهْلَهُ وَمِثْلَهُم
مَّعَهُمْ رَحْمَةً مِّنْ عِندِنَا وَذِكْرَى لِلْعَابِدِينَ }} الآنبياء
83 – 84
يذكر تعالى عن أيوب عليه السلام ما كان أصابه من البلاء في
ماله وولده وجسده وذلك أنه كان له من الدواب والأنعام والحرث شيء كثير
وأولاد كثيرة ومنازل مرضية فابتلي في ذلك كله وذهب عن آخره ثم إبتلي في
جسده يقال بالجذام في سائر بدنه ولم يبق منه سليم سوى قلبه ولسانه يذكر
بهما الله عز وجل حتى عافه الجليس وأفرد في ناحية من البلد ولم يبق أحد من
الناس يحنو عليه سوى زوجته كانت تقوم بأمره ويقال إنها احتاجت فصارت تخدم
الناس من أجله وقد قال النبي mسلم أشد الناس بلاء الأنبياء
ثم الصالحون ثم الأمثل فالأمثل وفي الحديث الآخر يبتلى الرجل على قدر دينه
فإن كان في دينه صلابة زيد في بلائه وقد كان نبي الله أيوب عليه السلام
غاية في الصبر وبه يضرب المثل في ذلك وقال يزيد بن ميسرة لما ابتلى الله
أيوب عليه السلام بذهاب الأهل والمال والولد ولم يبق شيء له أحسن الذكر ثم
قال أحمدك رب الأرباب الذي أحسنت إلي أعطيتني المال والولد فلم يبق من
قلبي شعبة إلا قد دخله ذلك فأخذت ذلك كله مني وفرغت قلبي فليس يحول بيني
وبينك شيء لو يعلم عدوي إبليس بالذي صنعت حسدني قال فلقي إبليس من ذلك
منكرا قال وقال أيوب عليه السلام يا رب إنك أعطيتني المال والولد فلم يقم
على بابي أحد يشكوني لظلم ظلمته وأنت تعلم ذلك وأنه كان يوطأ لي الفراش
فأتركها وأقول لنفسي يانفس إنك لم تخلقي لوطء الفراش ما تركت ذلك إلا
ابتغاء وجهك رواه ابن أبي حاتم وقد روي عن وهب بن منبه في خبره قصة طويلة
ساقها ابن جرير وابن أبي حاتم بالسند عنه وذكرها غير واحد من متأخري
المفسرين وفيها غرابة تركناها لحال الطول وقد روى أنه مكث في البلاء مدة
طويلة ثم اختلفوا في السبب المهيج له على هذا الدعاء فقال الحسن وقتادة
إبتلي أيوب عليه السلام سبع سنين وأشهرا ملقى على كناسة بني إسرائيل تختلف
الدواب في جسده ففرج الله عنه وأعظم له الأجر وأحسن عليه الثناء وقال وهب
بن منبه مكث في البلاء ثلاث سنين لا يزيد ولا ينقص وقال السدي تساقط لحم
أيوب حتى لم يبق إلا العصب والعظام فكانت امرأته تقوم عليه وتأتيه بالرماد
يكون فيه فقالت له امرأته لما طال وجعه يا أيوب لو دعوت ربك يفرج عنك فقال
قد عشت سبعين سنة صحيحا فهو قليل لله أن أصبر له سبعين سنة فجزعت من ذلك
فخرجت فكانت تعمل للناس بالأجر وتأتيه بما تصيب فتطعمه وإن إبليس انطلق
إلى رجلين من أهل فلسطين كانا صديقين له وأخوين فأتاهما فقال أخوكما أيوب
أصابه من البلاء كذا وكذا فأتياه وزوراه واحملا معكما من خمر أرضكما فإنه
إن شرب منه برئ فأتياه فلما نظرا إليه بكيا فقال من أنتما فقالا نحن فلان
وفلان فرحب بهما وقال مرحبا بمن لا يجفوني عند البلاء فقالا يا أيوب لعلك
كنت تسر شيئا وتظهر غيره فلذلك ابتلاك الله فرفع رأسه إلى السماء فقال هو
يعلم ما أسررت شيئا أظهرت غيره ولكن ربي ابتلاني لينظر أأصبر أم أجزع
فقالا له يا أيوب اشرب من خمرنا فإنك إن شربت منه برأت قال فغضب وقال
جاءكما الخبيث فأمركما بهذا كلامكما وطعامكما وشرابكما علي حرام فقاما من
عنده وخرجت امرأته تعمل للناس فخبزت لأهل بيت لهم صبي فجعلت لهم قرصا وكان
ابنهم نائما فكرهوا أن يوقظوه فوهبوه لها فأتت به إلى أيوب فأنكره وقال ما
كنت تأتيني بهذا فما بالك اليوم فأخبرته الخبر قال فلعل الصبي قد استيقظ
فطلب القرص فلم يجده فهو يبكي على أهله فانطلقي به إليه فأقبلت حتى بلغت
درجة القوم فنطحتها شاة لهم فقالت تعس أيوب الخطاء فلما صعدت وجدت الصبي
قد اسيتقظ وهو يطلب القرص ويبكي على أهله لا يقبل منهم شيئا غيره فقالت
رحمه الله يعني أيوب فدفعت إليهالقرص ورجعت ثم إن إبليس أتاها في صورة
طبيب فقال لها إن زوجك قد طال سقمه فإن أراد أن يبرأ فليأخذ ذبابا فليذبحه
بإسم صنم بني فلان فإنه يبرأ ويتوب بعد ذلك فقالت ذلك لأيوب فقال قد أتاك
الخبيث لله علي إن برأت أن أجلدك مائة جلدة فخرجت تسعى عليه فحظر عنها
الرزق فجعلت لا تأتي أهل بيت فيريدونها فلما اشتد عليها ذلك وخافت على
أيوب الجوع حلقت من شعرها قرنا فباعته من صبية من بنات الأشراف فأعطوها
طعاما طيبا كثيرا فأتت به أيوب فلما رآه أنكره وقال من أين لك هذا قالت
عملت لأناس فأطعموني فأكل منه فلما كان الغد خرجت فطلبت أن تعمل فلم تجد
فحلقت أيضا قرنا فباعته من تلك الجارية فأعطوها أيضا من ذلك الطعام فأتت
به أيوب فقال والله لا أطعمه حتى أعلم من أين هو فضوعت خمارها فلما رأى
رأسها محلوقا جزع جزعا شديدا فعند ذلك دعا الله عز وجل فقال « رب إني مسني
الضر وأنت أرحم الراحمين » قال ابن أبي حاتم حدثنا أبي حدثنا موسى بن
إسماعيل حدثنا حماد حدثنا أبو عمران الجوني عن نوف البكالي أن الشيطان
الذي عرج في أيوب كان يقال له مبسوط قال وكانت إمرأة أيوب تقول أدع الله
فيشفيك فجعل لا يدعو حتى مر به نفر من بني إسرائيل فقال بعضهم لبعض ما
أصابه إلا بذنب عظيم أصابه فعند ذلك قال « رب إني مسني الضر وأنت أرحم
الراحمين » وحدثنا أبي حدثنا أبو سلمة حدثنا جرير بن حازم عن عبد الله بن
عبيد بن عمير قال كان لأيوب عليه السلام أخوان فجاءا يوما فلم يستطيعا أن
يدنوا منه من ريحه فقاما من بعيد فقال أحدهما للآخر لو كان الله علم من
أيوب خيرا ما إبتلاه بهذا فجزع أيوب من قولهما جزعا لم يجزع من شيء قط
فقال اللهم إن كنت تعلم أني لم أبت ليلة قط شبعان وأنا أعلم مكان جائع
فصدقني فصدق من السماء وهما يسمعان ثم قال اللهم إن كنت تعلم أني لم يكن
لي قميصا قط وأنا أعلم مكان عار فصدقني فصدق من السماء وهما يسمعان ثم قال
اللهم بعزتك ثم خر ساجدا فقال اللهم بعزتك لا أرفع رأسي أبدا حتى تكشف عني
فما رفع رأسه حتى كشف عنه وقد رواه ابن أبي حاتم من وجه آخر مرفوعا بنحو
هذا فقال أخبرنا يونس بن عبد الأعلى أخبرنا ابن وهب أخبرني نافع بن يزيد
عن عقيل عن الزهري عن أنس بن مالك أن رسول الله mآله وسلم
قال إن نبي الله أيوب لبث به بلاؤه ثماني عشرة سنة فرفضه القريب والبعيد
إلا رجلين من إخوانه كانا من أخص إخوانه له كانا يغدوان إليه ويروحان فقال
أحدهما لصاحبه تعلم والله لقد أذنب أيوب ذنبا ما أذنبه أحدمن العالمين
فقال له صاحبه وما ذاك قال منذ ثماني عشرة سنة لم يرحمه الله فيكشف ما به
فلما راحا إليه لم يصبر الرجل حتى ذكر ذلك له فقال أيوب عليه السلام ما
أدري ما تقول غير أن الله عز وجل يعلم أني كنت أمر على الرجلين يتنازعان
فيذكران الله فأرجع إلى بيتي فأكفر عنهما كراهية أن يذكر الله إلا في حق
وكان يخرج في حاجته فإذا قضاها أمسكت إمرأته بيده حتى يبلغ فلما كان ذات
يوم أبطأت عليه فأوحى الله إلى أيوب في مكانه أن اركض برجلك هذا مغتسل
بارد وشراب رفع هذا الحديث غريب جدا وروى ابن أبي حاتم حدثنا أبي حدثنا
موسى بن إسماعيل حدثنا حماد أخبرنا علي بن زيد عن يوسف بن مهران عن ابن
عباس قال وألبسه الله حلة من الجنة فتنحى أيوب فجلس في ناحية وجاءت امرأته
فلم تعرفه فقالت يا عبد الله أين ذهب هذا المبتلى الذي كان ههنا لعل
الكلاب ذهبت به أو الذئاب فجعلت تكلمه ساعة فقال ويحك أنا أيوب قالت أتسخر
مني يا عبد الله فقال ويحك أنا أيوب قد رد الله علي جسدي وبه قال ابن عباس
ورد عليه ماله وولده عيانا ومثلهم معهم وقال وهب بن منبه أوحى الله إلى
ايوب قد رددت عليك أهلك ومالك ومثلهم معهم فاغتسل بهذا الماء فإن فيه
شفاءك وقرب عن صحابتك قربانا واستغفر لهم فإنهم قد عصوني فيك رواه ابن أبي
حاتم وقال أيضا حدثنا أبو زرعة حدثنا عمرو بن مرزوق حدثنا همام عن قتادة
عن النضر بن أنس عن بشير بن نهيك عن أبي هريرة عن النبي صلى الله عليه
وآله وسلم قال لما عافى الله أيوب أمطر عليه جرادا من ذهب فجعل يأخذ منه
بيده ويجعله في ثوبه قال فقيل له يا أيوب أما تشبع قال يا رب ومن يشبع من
رحمتك أصله في الصحيحين وسيأتي في موضع آخر وقوله « وآتيناه أهله ومثلهم
معهم » قد تقدم ابن عباس أنه قال ردوا عليه بأعيانهم وكذا رواه العوفي عن
ابن عباس أيضا وروى عن ابن مسعود ومجاهد وبه قال الحسن وقتادة وقد زعم
بعضهم أن اسم زوجته رحمة فإن كان أخذ ذلك من سياق الآية فقد أبعد النجعة
وإن كانأخذه من نقل أهل الكتاب وصح ذلك عنهم فهو مما لا يصدق ولا يكذب وقد
سماها ابن عساكر في تاريخه رحمه الله تعالى قال ويقال اسمها ليا بنت منشا
بن يوسف بن يعقوب بن إسحاق بن إبراهيم قال ويقال ليا بنت يعقوب عليه
السلام زوجة أيوب كانت معه بأرض البثنية وقال مجاهد قيل له يا أيوب إن
أهلك لك في الجنة فإن شئت أتيناك بهم وإن شئت تركناهم لك في الجنة وعوضناك
مثلهم قال لا بل أتركهم في الجنة فتركوا له في الجنة وعوض مثلهم في الدنيا
وقال حماد بن زيد عن أبي عمران الجوني عن نوف البكالي قال أوتي أجرهم في
الآخرة وأعطى مثلهم في الدنيا قال فحدثت به مطرفا فقال ما عرفت وجهها قبل
اليوم وكذا روى عن قتادة والسدي وغير واحد من السلف والله أعلم وقوله «
رحمة من عندنا » أي فعلنا به ذلك رحمة من الله به « وذكرى للعابدين » أي
وجعلناه في ذلك قدوة لئلا يظن أهل البلاء أنما فعلنا بهم ذلك لهوانهم
علينا وليتأسوا به في الصبر على مقدورات الله وإبتلائه لعباده بما يشاء
وله الحكمة البالغة في ذلك

descriptionرب أني مسني الضر وأنت أرحم الراحمين Emptyرد: رب أني مسني الضر وأنت أرحم الراحمين

more_horiz
رب أني مسني الضر وأنت أرحم الراحمين 272169


يا أخي القناص على الموضوع المميز

جعله الله في ميزان حسناتك

وغفر لك

تقبل مروري وخالص شكري

descriptionرب أني مسني الضر وأنت أرحم الراحمين Emptyرد: رب أني مسني الضر وأنت أرحم الراحمين

more_horiz
بـــارك الله فيـــــــك وجزاك الله عنا كل خيـــر

descriptionرب أني مسني الضر وأنت أرحم الراحمين Emptyرد: رب أني مسني الضر وأنت أرحم الراحمين

more_horiz
رب أني مسني الضر وأنت أرحم الراحمين Pix432

catووو
على الموضـــوع
يعطيكِ العافية
بإنتظــار جديدك عزيز(تـ)ـي
واصلـــ(ي)
cheers

descriptionرب أني مسني الضر وأنت أرحم الراحمين Emptyرد: رب أني مسني الضر وأنت أرحم الراحمين

more_horiz

شكرا لك أخي على الموضوع الجميل والنصائح الذهبية التي قدمتها لنا



رب أني مسني الضر وأنت أرحم الراحمين Basma27

descriptionرب أني مسني الضر وأنت أرحم الراحمين Emptyرد: رب أني مسني الضر وأنت أرحم الراحمين

more_horiz
السلام عليكم ورحمه الله وبركاته
بارك الله فيك اخى على الموضوع الرائع
جعله الله فى ميزان حسناتك
privacy_tip صلاحيات هذا المنتدى:
لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
power_settings_newقم بتسجيل الدخول للرد