هل سحر النبي الأعظم سيدنا محمد mسلم؟



الإجابة

هذا ثبت في الحديث الصحيح أنه وقع في المدينة ، وعندما استقر الوحي
واستقرت الرسالة ، وقامت دلائل النبوة وصدق الرسالة ، ونصر الله نبيه على
المشركين وأذلهم ، تعرض له شخص من اليهود يدعى : لبيد بن الأعصم ، فعمل له
سحرا في مشط ومشاطة وجف طلعة ذكر النخل ، فصار يخيل إليه أنه فعل بعض الشيء
مع أهله ولم يفعله ، لكن لم يزل بحمد الله تعالى عقله وشعوره وتمييزه معه
فيم يحدث به الناس ، ويكلم الناس بالحق الذي أوحاه الله إليه ، لكنه أحس
بشيء أثر عليه بعض الأثر مع نسائه ، كما قالت عائشة رضي الله عنها : إنه
كان يخيل إليه أنه فعل بعض الشيء في البيت مع أهله وهو لم يفعله فجاءه
الوحي من ربه عز وجل بواسطة جبرائيل عليه السلام فأخبره بما وقع فبعث من
استخرج ذلك الشيء من بئر لأحد الأنصار فأتلفه وزال عنه بحمد الله تعالى ذلك
الأثر وأنزل عليه سبحانه سورتي المعوذتين فقرأهما وزال عنه كل بلاء وقال
عليه الصلاة والسلام ما تعوذ المتعوذون بمثلهما ولم يترتب على ذلك شيء مما
يضر الناس أو يخل بالرسالة أو بالوحي ، والله جل وعلا عصمه من الناس مما
يمنع وصول الرسالة وتبليغها .

أما ما يصيب الرسل من أنواع البلاء فإنه لم يعصم منه عليه الصلاة والسلام ،
بل أصابه شيء من ذلك ، فقد جرح يوم أحد ، وكسرت البيضة على رأسه ، ودخلت
في وجنتيه بعض حلقات المغفر ، وسقط في بعض الحفر التي كانت هناك ، وقد
ضيقوا عليه في مكة تضييقا شديدا ، فقد أصابه شيء مما أصاب من قبله من الرسل
، ومما كتبه الله عليه ، ورفع الله به درجاته ، وأعلى به مقامه ، وضاعف به
حسناته ، ولكن الله عصمه منهم فلم يستطيعوا قتله ولا منعه من تبليغ
الرسالة ، ولم يحولوا بينه وبين ما يجب عليه من البلاغ فقد بلغ الرسالة
وأدى الأمانة mسلم .

من فتاوى الشيخ عبد العزيز بن باز يرحمه الله تعالى


2الإجابة

ومن مفتريات الصحيحين على رسول الله mآله رواية لم يروها أحد
سوى عائشة بنت أبي بكر وصارت بعد ذلك ذريعة وحربة بأيدي أعداء الإسلام
للنيل من الإسلام ورسوله هي قصة سحر النبي mآله


وخلاصة
القصة هي : أن الساحر اليهودي لبيد بن الأعصم من بني زريق سحر النبي ( صلى
الله عليه وآله ) حتى كان الرسول ( mآله ) يتخيل أنه يعمل
عملا ما ، بينما هو لا يعمله ، وتارة يتصور أنه قد أتى إحدى زوجاته في حين
لم يكن هكذا ، وإليك النص :


عن عائشة قالت : سحر النبي ( صلى
الله عليه وآله ) حتى أنه يخيل إليه أنه يفعل الشئ وما فعله ، حتى إذا كان
ذات يوم وهو عندي ، دعا الله ودعاه ثم قال ( mآله ) : أشعرت
يا عائشة إن الله قد أفتاني فيما استفتيته فيه . قلت : وما ذاك يا رسول
الله ( mآله ) ؟ قال ( mآله ) : جاءني رجلان
فجلس أحدهما عند رأسي ، والآخر عند رجلي ، ثم قال أحدهما لصاحبه : ما وجع
الرجل ؟ قال : مطبوب . قال : وما طبه ؟ قال : لبيد بن الأعصم اليهودي من
بني زريق . قال : في ماذا ؟ قال : في مشط ومشاطة وجف طلعة ذكر . قال : فأين
هو ؟ قال : في بئر ذي أروان . قال : فذهب النبي ( mآله ) في
أناس من أصحابه إلى البئر ، فنظر إليها وعليها نخل ، ثم رجع إلى عائشة ،
فقال : والله لكأن ماءها نقاعة الحناء ، ولكأن نخلها رؤوس الشياطين . قلت :
يا رسول الله أفأخرجته ؟ قال ( mآله ) : لا ، أما أنا فقد
عافاني الله وشفاني ، وخشيت أن أثور على الناس منه شرا ، وأمر بها فدفنت .


رواه
البخاري ومسلم في صحيحيهما عن عائشة ، وأخرج البخاري حديثا آخر في الموضوع
نفسه عن عائشة أنها قالت : سحر الرسول الله ( mآله ) حتى
كان يرى يأتي النساء ولا يأتيهن . قال سفيان : وهذا أشد ما يكون من السحر
إذا كان .

و قد نجد حتى في كتب الشيعة بعض الأحاديث المدسوسة التي تشير إلى المعنى و لكننا لا نقيم لها وزنا لأنها طعن في عصمته روحي فداه .

والأحاديث المروية حول هذا الموضوع كلها تنص على أن النبي ( صلى الله عليه
وآله ) قد أثر به السحر إلى حد أصبح يخيل إليه أنه قد صنع الشئ وما صنعه ،
ولازم ذلك أن يكون قد فقد رشده ، ومن الجائز عليه في تلك الحالة أن يتخيل
أنه قد صلى ولم يصل ، وأن يتخيل شيئا يتنافى مع نبوته بل مع إنسانيته
فيفعله .

إن الذين رووا هذا الحديث ودونوه هم المسحورون لأنهم لا
يفكرون بما يكتبون ، ويروون ولا يتثبتون ، وكيف يصح على نبي لا ينطق عن
الهوى - كما وصفه ربه - أن يكون فرية للمشعوذين ؟ فيفقد شعوره ويغيب عن
رشده ومع ذلك يصفه القرآن بأنه لا ينطق إلا بما يوحى إليه ، ويفرض على
الناس أجمعين أن يقتدوا بأقواله وأفعاله ، والمسحور قد يقول غير الحق ويفعل
ما لا يجوز فعله على سائر الناس ، وقد يخرج عن شعوره وادراكه