حسرة وندم
الدنيا بها العديد من الفرص التي يعطيها الله
تعالى للإنسان كي يغير ما ساء من أقوال وأفعال وعلى الإنسان أن ينتهز
هذه الفرص قبل أن يباغته ريب المنون.
الموت باب وكل الناس داخله فليت شعري بعد الباب ما الدار الدار جنة
خلد إن عملت بها يرضى الإله وإن خالفت فالنار هما محلان ما للناس غيرهمـا
فاختر لنفسك أي الدار تختـار
إذن على الإنسان أن يختار الطريق الذي سيسلكه.. طريق الخير أم طريق
الشر.. وبناء على ذلك يكون المصير .والجزاء من جنس العمل.
جدير بنا أن نتكلم عن حسرة الكفار يوم القيامة، وسنستند على ذلك من
قوله تعالى: "يوم يعض الظالم على يديه يقول ياليتني اتخذت مع
الرسول سبيلا (27) ياويلتى ليتني لم أتخذ فلانا خليلا (28) لقد أضلني
عن الذكر بعد إذ جاءني وكان الشيطان للإنسان خذولا(29).
الآيات الكريمة السابقة تحكي عظم الحسرة والندامة التي تعتري الكفار
يوم القيامة، فهاهم يتحسرون ويتلومون على ما بدر منهم من عصيان للرسول،
وكذلك يندمون على اتباع كل شخص صرفهم عن طريق الهداية وطريق القرآن..
وقد أخبرنا المولى تعالى بأن الشيطان يخذل بني آدم (وكان الشيطان للإنسان
خذولا).
وهناك العديد من الآيات القرآنية التي تتحدث عن ندم الكفار يوم القيامة
ومن ذلك قوله تعالى (ولو ترى إذ وقفوا على النار فقالوا ياليتنا نرد
ولا نكذب بآيات ربنا ونكون من المؤمنين (27).
إذن يوم المحشر لا مجال للتمني للعودة في الدنيا من أجل فعل الأعمال
الصالحة.. لأن الموقف هو موقف حساب وجزاء، وليس موقف عمل.. أجارنا
الله من عذاب الجحيم الأليم... اللهم آمين