أكرهك جداً... لأنني ذات يوم أحببتك
بنقاء الطفلة... وطيش المراهقة
وشوق المرأة العاشقة.. ولم تبال
أكرهك جداً... لأنني ذات يوم كتبتك كالكلمات الناطقة
كالأساطير الخرافية... كالحكم ، كالأمثال
أكرهك جداً... لأنني ذات يوم لونتك بدم قلبي
ودموع أحلامي... ورسمتك كالفرح ، كالخيال
أكرهك جداً... لأنني ذات يوم أدمنتك وعشقتك كالوطن
وعانيتك كالألم... وبكيتك برعب الأطفال
أكرهك جداً... لأنني ذات يوم أدخلتك مدن أحلامي
وقلاع أحزاني... وأبحت لك حكمي ، واحتلالي
أكرهك جداً... لأنني ذات يوم لمحتك تبحث عنها في عيني
وتطارد عطرها في ضفائري... وترسم وجهها بدخان اشتعالي
أكرهك جداً... لأنني ذات يوم خلتك تراقصها بجنون
وتحمل ورودك الحمراء إليها... وصارعت كالغريق أمواج خيالي
أكرهك جداً... لأنني ذات يوم رأيتك تغادرني كسحب الصيف
وتنسحب كالأوهام الزائفة... وتدفن رأسك النعامة في الرمال
أكرهك جداً... لأنني ذات يوم ودعتك وعدت منك كالبقايا
كالمدن المهجورة... كالضياع.. كالأطلال
أكرهك جداً... لأنني ذات يوم رجوتك أن تعيدني إلى نفسي
أن تمنحني حريتي... أن تكسر أغلالي
أكرهك جداً... لأنني ذات يوم ناديتك فوقفت أمامي كالغريب
ووقفت أمامي كالحجارة... ووقفت أمامي كالتمثال
أكرهك جداً... لأنني ذات يوم سألتك لماذا ترحل؟ ولماذا نفترق؟
ولماذا أبقى معلقة فوق مشانق سؤالي؟
أكرهك جداً... لأنني ذات يوم تمنيتك فخدعت بك قلبي
وخدعت بك عقلي... وحملت همك في صدري كالجبال
أكرهك جداً... لأنني ذات يوم قاومتك كالذنوب العظيمة
كالمعاصي... كالخطايا.. كالإنحلال
أكرهك جداً... لأنني ذات يوم عشقتك كالعمر الجميل
فكان وجهك عيدي... وكان صوتك احتفالي
أكرهك جداً... لأنني ذات يوم تبعتك فزرعت الشوك في طريقي
وحملتني فوق طاقتي... وحملتني فوق احتمالي..
كلمة أخيرة :
لا تقلق لن أكرهك... ولن أتحاشى الحديث عنك
ولن أغير طريقي حين أراك أمامي..
لن أمنحك هذه الأهمية أبداً...
على الطرح المميز