أصبح السوق اليومي للخضر والفواكه المتواجد بمدخل مدينة بوسعادة بمثابة المصدر الرئيسي للأمراض التي تسببها اللحوم البيضاء والحمراء على حد سواء.

وما زاد الطين بلة هو عرض اللحوم بطرق عشوائية ولا تراعى فيها الشروط اللازمة لحفظ هذه الأغذية السريعة التلف ،إن مايربوا عن الأربعين تاجرا يبيعون مختلف أنواع اللحوم بطريقة غير شرعية ينشطون بالسوق المذكور ،و في ظل صمت السلطات المحلية على إخلال المعنيين بدفتر الشروط الذي يربطهم بالبلدية. التي تعد هي صاحبة الأرضية والمربعات المستأجرة. وما يقرب من 250 تاجرا يستغلون مختلف حجرات هذا
السوق اليومي يوجد من بينهم 40 شخصا يمتهنون الجزارة الفوضوية لبيع اللحوم
الحمراء والدواجن رغم أن نشاطهم الرئيسي هو بيع الخضروات والفواكه. وهو
وضع يمثل خطرا
كبيرا على صحة المستهلك، خصوصا وأن التجار المعنيين لا يحترمون أدنى الشروط الصحية لعرض الأغذية حيز الاستهلاك وخصوصا السريعة التلف منها كاللحوم، وفي مقدمتها غياب الطابع البيطري الذي يجيز صلاحية المادة للاستهلاك،
وانعدام أجهزة التبريد لدى البعض، إلى جانب انتشار الأوساخ ومصادر التلوث
بشكل مخيف وهذا ما يكتشفه المتجول بين مختلف أركان وحجرات السوق، مما
يعرّض المستهلك لمخاطر التسمم
.يحدث هذا رغم وجود قرار بلدي رقم 56 الصادر بتاريخ 25/07/ 1999الذي يمنع بيع اللحوم بالسوق اليومي والأماكن العمومية التي لا تتوفر فيها شروط بيع مثل هذه المواد. وبقيت التعليمات التي رافقت القرار أو جاءت بعده كما هو الحال مع القرار رقم 96 الصادر في جانفي 2000، والذي يمنع بيع الدواجن وذبحها في الأسواق العمومية التي لا تتوفر علي الشروط الصحية، ليأتي القرار رقم 1043 والمتعلق بتنظيم الممارسات التجارية والحرفية غير القارة وتمنع مادته 12 بيع المواد سريعة التلف كاللحوم الحمراء والبيضاء. وألزم القرار مصالح البلدية بالسهر على المراقبة الدورية للشروط الصحية، إلا أن هذه القرارات لم تكن ملزمة لأحد. ويضاف إلى هذا دفتر الشروط الذي يربط التاجر باعتباره مستأجرا من البلدية، ويستثني بيع اللحوم الحمراء والبيضاء في مادتيه 22 و24 والتي يكون عقابها غلق المربع المؤجّر. كل هذا ولا تزال الفوضى عارمة بالسوق واللحوم معروضة صباح مساء وفي ظروف لا يمكن معها أن يسلم المستهلك من أضرار صحية. وكان لمصالح المراقبة بمعية أعوان الأمن تدخلات سابقة على مستوى السوق، وتم حجز كميات من اللحوم تبيّن بعد الفحص البيطري أن معظمها غير صالح للاستهلاك، بسبب الأمراض كالكيس المائي أو السل وغيرهما. وغير بعيد عن عارضي اللحوم تنتشر القمامات وفضلات السوق ومعها الكلاب في مشهد يومي، ألفه سكان مدينة السعادة .
وهم
يطالبون السلطات المحلية الأمنية بالتدخل الفوري لتنظيم ما وصفوه بسوق
المهازل في حين لم يخفي الأهالي المجاورون له من سكان حي 17 جوان- القيسة
- امتعاضهم الشديد من هذه المعضلة .بالرغم من الصرخات التي وجهوها للعديد
من السلطات وما أكثرها خلال السنوات السابقة . ويبقى
أملهم في الاستجابة لمطالبهم والتي باتت تؤرقهم وإعادة النظر في تنظيم
أكثر لهذا السوق خدمة للمصلحة العامة. خصوصا ونحن في فصل الصيف الذي تكثر
فيه الأمراض وتنتشر الروائح الكريهة المنبعثة من تلك القمامات و التي تجبر
الكثير من السكان على غلق كل النوافذ والبقاء في غرف مغلقة تجنبا لهذه الروائح