لقد تم ملؤها الجزائر منذ 10،000 قبل الميلاد، كما هو مبين في الحديقة الوطنية
تاسيلي. الشعوب الأصلية في شمال افريقيا هم من السكان الأصليين متميزة، ودعا البربر، [17] من قبل اليونان
والرومان ثم العرب.
الجزائر خلال العهد الفينيقي
الفينيقيون هم أمة سامية من ولد كنعان بن لاوذ بن سام بن نوح عليه السلام كانوا
يستقرون بجزيرة العرب وارتحلوا بعد ذلك إلى الشام مع إخوانهم ليستقروا بفينيقيا،
أرض لبنان الحالية وجزء من سوريا وفلسطين، وصار الشام يطلق عليها أرض كنعان وهم
العرب في نسبهم ووطنهم.
كان الفينيقيون يسيطرون على التجارة الداخلية والخارجية لسواحل البحر المتوسط،
بعد أن أنشئوا محطات تجارية، من أبرزها قرطاجنة عام 814 ق.م على الساحل التونسي.
ولقد امتد نفوذ قرطاجنة ليصل إلى غاية السواحل الجزائرية، ليؤسسوا بها مدناً ساحلية
جزائرية، كبجاية وتنس وشرشال وهيبون (عنابه)، جيجل ووهران.
العلاقات السياسية لقد كانت العلاقات الجزائرية مع قرطاجنة موصوفة بالمودة، وهذا
ما يظهر جليا من خلال العلاقات التجارية والمصاهرة التي كانت بينهم، فقرطاجنة لم
تشأ أن تبسط نفوذها على الأراضي الجزائرية، مدام مصالحها مضمونة من خلال التحالفات
التي كانت قائمة بين أمراء البربر، ومدام هذا الأمر يجعل من قرطاجنة الوصية
والحامية على الإمارات البربرية.
العلاقات الاقتصادية لم يكن يهم قرطاجنة التوسع في الأراضي الجزائرية، بقدر ما
كان يهمها استثمار أهل البلاد واستغلالهم، وهذا ما جعل البرابرة يكرهونهم، لأن هذا
الاستغلال كان قبيحا وقاسيا، فهدف قرطاجنة من خلال إقامة تلك العلاقات الودية مع
الجزائريين، هو ضمان القدر الكافي من الأمن للسماح بالازدهار التجاري.
الفترة الرومانية
-اطلقت الامبراطورية الرومانية علي القسم الشرقي من المملكة التي كان يحكمها
الملك بطليموس ابن يوبا الثاني اسم مقاطعة موريطانية القيصرية prov.mauretania
caesareeansis كان ذالك عام 42م بعد أن غزا الامبراطور كاليغولا باغتيال بطليموس
لتصبح المملكة في حوزة الإقليم العسكري الخاضع لسلطة التاج الامبراطوري
مباشرة.ومعروف ان موريطانية الشرقية أصبحت تنعت بالقيصرية نسبة لعاصمتها الإدارية
ايول /شرشال/حاليا التي غير اسمها يوبا الثاني واطلق عليها لقب ولي نعمته
الامبراطور *اوكتافيوساغسطس*الملقب بقيصر تكريما له وعرفانا بفضله عليه ثم عمل علي
جعلها مدينة مشابهة للمدن الهلينسية في مضهرها العمراني ومضمونها الحضاري ونضرا
للشهرة التي بلغتها عاصمة المملكة ايام تحولها الي الإدارة الرومانية كان طبيعيا ان
يتخذ منها مقرا لحكام المقاطعة وتسمي المقاطعة الجديدة المقامة علي القسم الغربي من
موريطانيا بمقاطعة موريطانية الطنجية prov.mauretania tangitana نسبة لمدينة طنجة
التي اتخذ منها الحاكم الروماني مقرا لقيادته.وقد كانت طنجة بدورها مدينة عريقة
وعاصمة لمملكة بوغود من قبل وموريطانية مصطلح جغرافي اشتقه الأقدمون من اسم *المور*
وهم اقوام ليبية قديمة كانت تسيطر علي المناطق الغربية من بلاد المغرب وأغلب الضن
ان للمصطلح جذور فنيقية علي اعتبار القرابة اللغوية من حيث اللفض والمعني بين عبارة
/ماحورين/ الفينيقية التي تعني اهل المغرب أو المغاربة الذين يقطنون الجهات التي
تغرب فيها الشمش وهي مطابقة لما تعنيه كلمة *مغرب*في العربية.وعبارة *ماور*
أو*مور*mouros التي حافضت علي نفس المدلول الجغرافي عند اليونان والرومان ومنهما
الي اللغات الاروبية الحديثة.ولعل اقتناع الرومان بدقة مدلول هذا المصطلح هو الذي
جعلهم يحتفضون به ولم يغيروه ولو جزئيا رغم الخلط الذي نضن انه ربما كان يحدث لهم
عندما ابقوا علي مقاطعتين متجاورتين تسميان به /موريطانية القيصرية-موريطانية
الطنجية/ اذان كلا المقاطعتين تقعان في جهة الغرب بالنسبة اليهم ولايميز بينهما سوي
اسمي عاصمتيهما وحتي المقاطعة الثالثة التي استحدثوها فيما بعد علي الجزء الشرقي من
القيصرية احتفضوالها بنفس الاصطلاح وميزوها عن المقاطعتين القديمتين باسم عاصمتها
الإدارية *سيتيفيس sitifis*فدعوها *موريطانية السيتفية*
الممالك البربرية
كان القرطاجيين اثرهم الحضاري في البربر، فعنهم اخد البربر مبادئ النظم الإدارية
والاجتماعية وبعض الصناعات وعلى الاخص التعدين وعصر الزيوت والخمور
وعندما اشتد الصراع بين روما وقرطاجة، ونشبت بينهما الحروب البونيقية التي
استمرت 120 عاما ـ من 264 ق.م. إلى 146 ق. م. ـ استطاع البربر ان يتحرروا من نفوذ
قرطاجية، وكوّنوا لآنفسهم دولة مستقلة شملت الأوسط والأقصى.
و لعل أشهر ملوك البربر في هذه الفترة هو مسينيسا، فقد وقف حياته في خدمة بلاده
وتوفير مصالح شعبه، وعمل على نشر اللغة القومية بين الشعب، وكوّن جيشا واسطولا
بربريا قويا، وضرب النقود باسمه، وارتقى بوسائل الري والفلاحة وجلب لذلك الخبراء
الفنيين من اليونان وإيطاليا، وعمل على توطيد علاقاته مع روما عروة قرطاجة ليحقق
هدفه الذي عاش يعمل له وهو توحيد المغرب
و قد ظل في نزاع مع قرطاجة، ناصرته فيه روما ولكنها ارسلت جيوشها خشية ان يتغلب
على قرطاجة ويوحد شمال أفريقيا ويتعاضم امره ولا تامن روما القوة التي تنجم عن
الوحدة السياسية المغربية. وعندما انتصرت روما على قرطاجة ودمرتها عام
ق, م. قسمت بلاد المغرب إلى ثلاث وحدات إدارية هي..... 146
أفريقيا كانت تشمل أكثر المدن التونسية وقد وضعت تحت الإدارة الرومانية
مباشر..1
قسنطنية وقسمت مناصفة إلى مملكتين، وحدة برئسة مسبسا ابن مسينسا نوميديا.. وكانت
تمتد من البلاد ال تونسية إلى..2 و الاخر برئسة يوقورطا
مورطانيا ووضع على رأسها القائد البربري بوكوس هذا ولم يخضع الملك يوقورطا
للرومان، وبذل جهوده في ترقية شعبه..3 وعمل على توحيد بلاد المغرب واستطاع ان يبسط
نفوذه على نوميديا كلها وخشيت روما ان يودين له كل المغرب فأعلنت عليه الحرب،
وانتصر الرومان وما هو جدير بالذكر ان بوكوس، ملك موريطانيا وصهر يوقورطا وقف إلى
جانب روما في حربها ضد يوقورطا، وعندما فر هذا الأ خير التجأ إلى بوكوس فسلمه هذا
إلى أعدائه، وكافأته روما بأن ضمت مملكته الجزء الغربي من نوميديا
وقد تمتعت موريطانا الغربية بالاستقلال والرخاء والنهضة في ضل ملكها يوبا الثاني
__25,ق، م...إلى 40 ميلادية ,,وقد سهر هذا الملك على خدمة بلاده ومصالح رعاياه ونهض
بالزراعة والري وازدهرت الحياة الاقتصادية في عهده.. وقد جمل عاصمته شرشال التي
أطلق عليها اسم القيصرية وجلب إليها الفنانين والمهندسين من مصر واليونان.. وشيدوا
في أنحائها القصور الجملة والهياكل الفخمة. وأصبحت موطن الشعراء والفلاسفة والكتاب.
ولاسيما ان يوبا نفسه كان مولعاًُ بالعلم. الف عدة كتب في الفلسفة والجغرارفية
والتاريخ والموسيقة، وبذل من ناحيته عناية فائقة بنشر
الثقافة والمعرفة بين رعاياه ,,,,,,,,,,,,
ولم يكتمل للرومان بسط مطلق نفوذهم على جميع بيلاد المغرب الا بعد أن فشلت ثورة
تاكفريناس. الذي أعلن العصيان في نوميديا و الثورة على روما، وعندما استسلم، بسطت
روما سلطانها على بلاد المغرب واستعمرتها بشكل مباشر واستقر حكمها لشمال
أفريقيا
الحضارة الرومانية في أفريقية الشمالية
استوطن الرومان بلاد المغرب وبذلوا طاقاتهم في استعمارها وعملوا عل تكثر ارض
المغرب من إنتاج ما يمون روما وبذلك حفرو الابار وشقوا القنوات ونضموا وسائل الري
وتعهدوا الفلاحة وأقاموا القناطر والطرقات ومن ذلك الطرق المرصوفة الكبيرة التي
وصلت بين المدن الكبرى مثل الطريق الذي كان يصل بين طنجة وسلامارا بالعرائش ومن
طنجة إلى وليلة وطريق تلمسان وليلة وقرطاجنة قسنطينة وطرابلس وتافنة وقد استخدمت
هذه الطرق في الشؤون التجارية ورغم أن الرومان كانو قد شقوها لأغراض عسكرية
وقد تزايد الإنتاج الزراعي والحيواني والصناعي لبلاد المغرب حتى أصبحت شمال
أفريقية تمول روما بالحبوب والفواكه والخمور والصوف والزيوت والمرمر والمصابيح
الزيتية والاقمشة والاواني والخيول والبغال وكذلك كانت شمال أفريقية تمد روماة
بالحيوانات الضاري التي كانت عاصمة الامبراطورية تحتاجها في ألعابها وحفلاتها ونتج
عن ازدهار التجارة، ان ارتفع مستوى المعيشة وتضخمت الثروات وعددت المباني الفخمة
وتزايد عدد السكان كما ازدهر الفن والادب ومختلف العلوم وظهر من بين البرابرة كتاب
مبدعون وفلاسفة خالدون سيما بعد دخول المسيحية بنحو قرنين إلى البلاد ومن ذلك
الكاتب ترتوليان الذي ولد بمدينة قرطاجنة والذي درس الحقوق وعمل قسيسا وصل إلى روما
حيث مات عام 222 م واشهر مؤلفاته تلك التي قاوم بها الوثنية و من اعلام الفكر
المغربي القديس أوغيستين الذي ولد عام 354 م ومات عام 430 م بمدينة عنابة واشهر
مؤلفاته | مدينة الألهة و قد بدا ازدهار الفن في المغرب خلال العهد الروماني في
تشييد الهيكل الفخمة المزدانة بالأعمدة الرخامية ة الماثيل الجميلة والمساريح
والحمامات المزدانة بالفسيفسا وامتازت المنازل بالاروقة والاعمدة الرخمية
والنافورات والحدائق ,, ولا تزل بعض هذه الأثار الرومانية منتشرة في مختلف أنخاء
بلاد الشمال الأفريقي سيما من سوسة إلى وليلة بالمغرب الأقصى
الاحتلال الوندالي
الاحتلال الوندالي لبلاد المغرب:تم بين سنتي 429 م إلى 534 م ا/: أسباب الاحتلال
الوندالي لبلاد المغرب: الطمع في ثروات المغرب استنجاد الوالي الرماني بهم رغبة الو
ندال في الوصول إلى روما عن طريق المغرب ضغط قبائل القوط عليهم ب/: دخول الوندال
إلى المغرب: دخلوا من الجهة الغربية للمغرب عبر مضيق جبل طارق وزحفوا حتى وصلوا إلى
قرطاجة واستقرا هناك ج/: سياسة الوندال: قاموا بإعمال تخريبية كبيرة واخذوا الأراضي
الخصبة لهم، وعاملو المغاربة بوحشية د/:انبعاث الإمارات المستقلة بالمغرب:تمكن
المغاربة في طل الحكم الوندالي من إنشاء الإمارات التالية: مملكة التافنة: تمتد من
الشلف إلى ملوية مملكة الحضنة: تشمل منطقة التيطري مملكة الاوراس: وتشمل الشمال
الشرقي من الجزائر ه/: سقوط دولة الوندال: انتهى الحكم الوندالي بالمغرب سنة 534 م
على يد البيزنطيين ويخضع المغرب بعد ذالك للحكم البيزنطي
الاحتلال البيزنطي
بعد انهيار الدولة الرومانيه وانقسامها بين الامبراطورية الغربيه التي يسيطر
عليها القوط والامبراطوريه الشرقيه "البيزنطيه" وعاصمتها "القسطنطينيه"وقعت الجزائر
تحت حكم الاحتلال البيزنطي وذلك حتى عصر الفتوحات الاسلاميه
الجزائر في ظل الدول الإسلامية
الدولة الرستمية
الدولة الرستمية نشأت في المغرب الأوسط ـ الجزائر حاليا ـ على يد الإمام عبد
الرحمن بن رستم
اشتهرت هذه الدولة بنظام الشورى المطبق فيها، وبعدالة أئمتها، وصلاحهم وتقواهم
وعلمهم، وبازدهارها، وقد كان يعيش تحت ظلها أتباع كل المذاهب الإسلامية، وكانوا
يمارسون عبادتهم بكل حرية وأمان، وكانت لهم مساجدهم وبيوتهم الخاصة التي يعيشون
فيها مصانين الحقوق بعدل وإنصاف من غير تفريق بين مذهب ومذهب
امتدت حدود الدولة الرستمية في فترة من فتراتها الزاهرة من حدود مصر شرقا إلى
مدينة تلمسان في أقاصي المغرب الأوسط غرب.، هجم عليها أبو عبد الله الشيعي داعية
الفاطميين في سنة 296هـ، فدمرها وعاث فيها فسادا، وقتل أهلها، ولم يكتف بذلك، بل
قام بإحراق مكتبة المعصومة بعد أن أخذ منها الكتب الرياضية والصناعية.
استمرت هذه الدولة لما يقرب من 140 سنة، منذ أن نشأت في عام 156 وحتى عام 296
للهجرة، أي أكثر من عمر الدولة الأموية.
نجح عبد الرحمن بن رستم في توطيد دعائم دولته خلال الفترة التي قدر له أن يحكمها
(144-168هـ) وقد خلفه من بعده ابنه عبد الوهاب الذي بقى في حكم الدولة الرستمية
عشرين سنة، ثم "أفلح بن عبد الوهاب" الذي حكم أكثر من خمسين عامًا (188-238هـ)، ثم
تتابع في حكم الدولة الرستمية خمسة من الأمراء، هم: أبوبكر بن أفلح، وأبو اليقظان،
فأبو حاتم، فيعقوب ابن أفلح، فاليقظان ابن أبى اليقظان آخر أمرائهم.
من أشهر مدن الدولة الرستمية : مدينة " تيهرت " العاصمة، ومدينة " وهران "
ومدينة " شلف " ومدينة " الغدير " والمدينة " الخضراء "
اهتم أئمة الدولة الرستمية بالجانب الاقتصادي لدولتهم، فاهتموا بالزراعة وكانت
تكثر فيها البساتين وزراعة الحبوب، والعصفر والكتان وال، والنخيل، ومختلف
الفواكه، والتين والزيتون، فكانت تدر عليهم أرباحا طائلة، وقد كانت تكثر فيها
الأنهار، وأقام الرستميون خزانات وأحواض للماء كبيرة اكتشفها الأثريون، وكانت محكمة
التصميم والهندسة، ليحافظوا على الماء أيام الجفاف، بل إنهم أوصلوا الماء إلى
البيوت عن طريق الأنابيب وشق القنوات.
واهتموا كذلك بالرعي وتربية الماشية، لكثرة المراعي الخصبة في الدولة الرستمية،
فكانوا يربون الغنم والبقر والجمال والخيول والبغال والحمير، وكانت تجارتها رائجة،
وتصدر إلى الدول المجاورة، وكانوا يستغلونها في إنتاج الصوف، قال ابن حوقل يصف
الماشية في تيهرت وأحوازها : " وهي أحد معادن الدواب والماشية والغنم والبغال
والبراذين الفراهية، ويكثر عندهم العسل والسمن ".
وقد اهتم الرستميون بالتجارة أيما اهتمام، فأنشئوا الأسواق في مختلف المدن،
فكانت رائجة بشتى أنواع البضائع والمؤن التي تأتي من داخل الدولة الرستمية نفسها أو
من الدول الأخرى عن طريق العلاقات التجارية، حيث أنه كانت للدولة الرستمية علاقات
تجارية مع الكثير من الدول كالأندلس ومصر وبلاد السودان وغيرها من الدول في المشرق
والمغرب، فكانت القوافل التجارية تخرج من الدولة الرستمية محملة بشتى أنواع البضائع
والمؤن إلى تلك الدولة، وتعود كذلك محملة بالبضائع التي تنتج في تلك البلاد، وكانت
تجارة الذهب وبيع الرقيق رائجة في ذلك الوقت، وللدولة الرستمية نشاط كبير فيها،
ووصل النشاط التجار ي في الدولة الرستمية إلى حد أنه كان يوجد بها التخصص في
الأسواق، فكان بها سوق النحاس، وسوق الأسلحة، وسوق الصاغة، وسوق الأقمشة وغيرها من
الأسواق.
وكذلك اهتمت الدولة الرستمية بإنشاء المكتبات العلمية الزاخرة بمختلف فنون العلم
والآثار، ومن مكتباتها المشهورة مكتبة " المعصومة " التي كانت تحوي آلافا من
المجلدات والكتب، أوصلها بعض الباحثين إلى ثلاثمائة ألف مجلد، فكانت تحوي بين
رفوفها كتبا في علوم الشريعة من تفسير وحديث وفقه وتوحيد، وكتبا في الطب والرياضيات
والهندسة والفلك والتاريخ واللغة وغيرها من العلوم المختلفة، ولم تكن كتبها مقتصرة
على مذهب بعينه بل كانت تجمع مؤلفات لمختلف المذاهب الإسلامية، ومن المكتبات
المشهور الأخرى " خزانة نفوسة " الجامعة لآلاف الكتب، وكذلك لم تخل منازل العلماء
في الدولة الرستمية من وجود المكتبات الخاصة.
الدولة الإدريسية
كانت مناطق المغرب الغير التابعة للدولة الرستمية قبل ظهور الأدارسة تتكون من
عدة إمارات تتنازع حكمها قوى مختلفة في الشمال والوسط والجنوب، ويتوزع سكانه بين
إتباع عدة ديانات سماوية وعبادة الأوثان. تمكن المولى إدريس بن عبد الله المنتسب
للبيت النبوي الشريف من الوصول إلى المغرب سنة 788م وبايعته القبائل البربرية
بمدينة وليلي، فوضع بذلك نواة ثالث دولة مستقلة عن الخلافة في العالم الإسلامي بعد
إمارة قرطبة والدولة الرستمية، وهي الدولة الإدريسية.
بعد مقتل إدريس الأول بايعت القبائل ابنه إدريس الثاني سنة 803 م، الذي أسس
مدينة فاس واتخذها عاصمة لحكمه، كما عمل على تنظيم الإدارة والجيش وتوحيد البلاد،
ولم تتجاوز حدود الأدارسة غربًا منطقة تلمسان. بعد وفاة إدريس
الثاني تنازع أبناؤه على الحكم، فانقسمت المملكة وضعفت حتى سقوطها سنة 974 م.
تاسيلي. الشعوب الأصلية في شمال افريقيا هم من السكان الأصليين متميزة، ودعا البربر، [17] من قبل اليونان
والرومان ثم العرب.
الجزائر خلال العهد الفينيقي
الفينيقيون هم أمة سامية من ولد كنعان بن لاوذ بن سام بن نوح عليه السلام كانوا
يستقرون بجزيرة العرب وارتحلوا بعد ذلك إلى الشام مع إخوانهم ليستقروا بفينيقيا،
أرض لبنان الحالية وجزء من سوريا وفلسطين، وصار الشام يطلق عليها أرض كنعان وهم
العرب في نسبهم ووطنهم.
كان الفينيقيون يسيطرون على التجارة الداخلية والخارجية لسواحل البحر المتوسط،
بعد أن أنشئوا محطات تجارية، من أبرزها قرطاجنة عام 814 ق.م على الساحل التونسي.
ولقد امتد نفوذ قرطاجنة ليصل إلى غاية السواحل الجزائرية، ليؤسسوا بها مدناً ساحلية
جزائرية، كبجاية وتنس وشرشال وهيبون (عنابه)، جيجل ووهران.
العلاقات السياسية لقد كانت العلاقات الجزائرية مع قرطاجنة موصوفة بالمودة، وهذا
ما يظهر جليا من خلال العلاقات التجارية والمصاهرة التي كانت بينهم، فقرطاجنة لم
تشأ أن تبسط نفوذها على الأراضي الجزائرية، مدام مصالحها مضمونة من خلال التحالفات
التي كانت قائمة بين أمراء البربر، ومدام هذا الأمر يجعل من قرطاجنة الوصية
والحامية على الإمارات البربرية.
العلاقات الاقتصادية لم يكن يهم قرطاجنة التوسع في الأراضي الجزائرية، بقدر ما
كان يهمها استثمار أهل البلاد واستغلالهم، وهذا ما جعل البرابرة يكرهونهم، لأن هذا
الاستغلال كان قبيحا وقاسيا، فهدف قرطاجنة من خلال إقامة تلك العلاقات الودية مع
الجزائريين، هو ضمان القدر الكافي من الأمن للسماح بالازدهار التجاري.
الفترة الرومانية
- موريطانية القيضرية* الجزائر في ظل الاحتلال الروماني
-اطلقت الامبراطورية الرومانية علي القسم الشرقي من المملكة التي كان يحكمها
الملك بطليموس ابن يوبا الثاني اسم مقاطعة موريطانية القيصرية prov.mauretania
caesareeansis كان ذالك عام 42م بعد أن غزا الامبراطور كاليغولا باغتيال بطليموس
لتصبح المملكة في حوزة الإقليم العسكري الخاضع لسلطة التاج الامبراطوري
مباشرة.ومعروف ان موريطانية الشرقية أصبحت تنعت بالقيصرية نسبة لعاصمتها الإدارية
ايول /شرشال/حاليا التي غير اسمها يوبا الثاني واطلق عليها لقب ولي نعمته
الامبراطور *اوكتافيوساغسطس*الملقب بقيصر تكريما له وعرفانا بفضله عليه ثم عمل علي
جعلها مدينة مشابهة للمدن الهلينسية في مضهرها العمراني ومضمونها الحضاري ونضرا
للشهرة التي بلغتها عاصمة المملكة ايام تحولها الي الإدارة الرومانية كان طبيعيا ان
يتخذ منها مقرا لحكام المقاطعة وتسمي المقاطعة الجديدة المقامة علي القسم الغربي من
موريطانيا بمقاطعة موريطانية الطنجية prov.mauretania tangitana نسبة لمدينة طنجة
التي اتخذ منها الحاكم الروماني مقرا لقيادته.وقد كانت طنجة بدورها مدينة عريقة
وعاصمة لمملكة بوغود من قبل وموريطانية مصطلح جغرافي اشتقه الأقدمون من اسم *المور*
وهم اقوام ليبية قديمة كانت تسيطر علي المناطق الغربية من بلاد المغرب وأغلب الضن
ان للمصطلح جذور فنيقية علي اعتبار القرابة اللغوية من حيث اللفض والمعني بين عبارة
/ماحورين/ الفينيقية التي تعني اهل المغرب أو المغاربة الذين يقطنون الجهات التي
تغرب فيها الشمش وهي مطابقة لما تعنيه كلمة *مغرب*في العربية.وعبارة *ماور*
أو*مور*mouros التي حافضت علي نفس المدلول الجغرافي عند اليونان والرومان ومنهما
الي اللغات الاروبية الحديثة.ولعل اقتناع الرومان بدقة مدلول هذا المصطلح هو الذي
جعلهم يحتفضون به ولم يغيروه ولو جزئيا رغم الخلط الذي نضن انه ربما كان يحدث لهم
عندما ابقوا علي مقاطعتين متجاورتين تسميان به /موريطانية القيصرية-موريطانية
الطنجية/ اذان كلا المقاطعتين تقعان في جهة الغرب بالنسبة اليهم ولايميز بينهما سوي
اسمي عاصمتيهما وحتي المقاطعة الثالثة التي استحدثوها فيما بعد علي الجزء الشرقي من
القيصرية احتفضوالها بنفس الاصطلاح وميزوها عن المقاطعتين القديمتين باسم عاصمتها
الإدارية *سيتيفيس sitifis*فدعوها *موريطانية السيتفية*
الممالك البربرية
كان القرطاجيين اثرهم الحضاري في البربر، فعنهم اخد البربر مبادئ النظم الإدارية
والاجتماعية وبعض الصناعات وعلى الاخص التعدين وعصر الزيوت والخمور
وعندما اشتد الصراع بين روما وقرطاجة، ونشبت بينهما الحروب البونيقية التي
استمرت 120 عاما ـ من 264 ق.م. إلى 146 ق. م. ـ استطاع البربر ان يتحرروا من نفوذ
قرطاجية، وكوّنوا لآنفسهم دولة مستقلة شملت الأوسط والأقصى.
و لعل أشهر ملوك البربر في هذه الفترة هو مسينيسا، فقد وقف حياته في خدمة بلاده
وتوفير مصالح شعبه، وعمل على نشر اللغة القومية بين الشعب، وكوّن جيشا واسطولا
بربريا قويا، وضرب النقود باسمه، وارتقى بوسائل الري والفلاحة وجلب لذلك الخبراء
الفنيين من اليونان وإيطاليا، وعمل على توطيد علاقاته مع روما عروة قرطاجة ليحقق
هدفه الذي عاش يعمل له وهو توحيد المغرب
و قد ظل في نزاع مع قرطاجة، ناصرته فيه روما ولكنها ارسلت جيوشها خشية ان يتغلب
على قرطاجة ويوحد شمال أفريقيا ويتعاضم امره ولا تامن روما القوة التي تنجم عن
الوحدة السياسية المغربية. وعندما انتصرت روما على قرطاجة ودمرتها عام
ق, م. قسمت بلاد المغرب إلى ثلاث وحدات إدارية هي..... 146
أفريقيا كانت تشمل أكثر المدن التونسية وقد وضعت تحت الإدارة الرومانية
مباشر..1
قسنطنية وقسمت مناصفة إلى مملكتين، وحدة برئسة مسبسا ابن مسينسا نوميديا.. وكانت
تمتد من البلاد ال تونسية إلى..2 و الاخر برئسة يوقورطا
مورطانيا ووضع على رأسها القائد البربري بوكوس هذا ولم يخضع الملك يوقورطا
للرومان، وبذل جهوده في ترقية شعبه..3 وعمل على توحيد بلاد المغرب واستطاع ان يبسط
نفوذه على نوميديا كلها وخشيت روما ان يودين له كل المغرب فأعلنت عليه الحرب،
وانتصر الرومان وما هو جدير بالذكر ان بوكوس، ملك موريطانيا وصهر يوقورطا وقف إلى
جانب روما في حربها ضد يوقورطا، وعندما فر هذا الأ خير التجأ إلى بوكوس فسلمه هذا
إلى أعدائه، وكافأته روما بأن ضمت مملكته الجزء الغربي من نوميديا
وقد تمتعت موريطانا الغربية بالاستقلال والرخاء والنهضة في ضل ملكها يوبا الثاني
__25,ق، م...إلى 40 ميلادية ,,وقد سهر هذا الملك على خدمة بلاده ومصالح رعاياه ونهض
بالزراعة والري وازدهرت الحياة الاقتصادية في عهده.. وقد جمل عاصمته شرشال التي
أطلق عليها اسم القيصرية وجلب إليها الفنانين والمهندسين من مصر واليونان.. وشيدوا
في أنحائها القصور الجملة والهياكل الفخمة. وأصبحت موطن الشعراء والفلاسفة والكتاب.
ولاسيما ان يوبا نفسه كان مولعاًُ بالعلم. الف عدة كتب في الفلسفة والجغرارفية
والتاريخ والموسيقة، وبذل من ناحيته عناية فائقة بنشر
الثقافة والمعرفة بين رعاياه ,,,,,,,,,,,,
ولم يكتمل للرومان بسط مطلق نفوذهم على جميع بيلاد المغرب الا بعد أن فشلت ثورة
تاكفريناس. الذي أعلن العصيان في نوميديا و الثورة على روما، وعندما استسلم، بسطت
روما سلطانها على بلاد المغرب واستعمرتها بشكل مباشر واستقر حكمها لشمال
أفريقيا
الحضارة الرومانية في أفريقية الشمالية
استوطن الرومان بلاد المغرب وبذلوا طاقاتهم في استعمارها وعملوا عل تكثر ارض
المغرب من إنتاج ما يمون روما وبذلك حفرو الابار وشقوا القنوات ونضموا وسائل الري
وتعهدوا الفلاحة وأقاموا القناطر والطرقات ومن ذلك الطرق المرصوفة الكبيرة التي
وصلت بين المدن الكبرى مثل الطريق الذي كان يصل بين طنجة وسلامارا بالعرائش ومن
طنجة إلى وليلة وطريق تلمسان وليلة وقرطاجنة قسنطينة وطرابلس وتافنة وقد استخدمت
هذه الطرق في الشؤون التجارية ورغم أن الرومان كانو قد شقوها لأغراض عسكرية
وقد تزايد الإنتاج الزراعي والحيواني والصناعي لبلاد المغرب حتى أصبحت شمال
أفريقية تمول روما بالحبوب والفواكه والخمور والصوف والزيوت والمرمر والمصابيح
الزيتية والاقمشة والاواني والخيول والبغال وكذلك كانت شمال أفريقية تمد روماة
بالحيوانات الضاري التي كانت عاصمة الامبراطورية تحتاجها في ألعابها وحفلاتها ونتج
عن ازدهار التجارة، ان ارتفع مستوى المعيشة وتضخمت الثروات وعددت المباني الفخمة
وتزايد عدد السكان كما ازدهر الفن والادب ومختلف العلوم وظهر من بين البرابرة كتاب
مبدعون وفلاسفة خالدون سيما بعد دخول المسيحية بنحو قرنين إلى البلاد ومن ذلك
الكاتب ترتوليان الذي ولد بمدينة قرطاجنة والذي درس الحقوق وعمل قسيسا وصل إلى روما
حيث مات عام 222 م واشهر مؤلفاته تلك التي قاوم بها الوثنية و من اعلام الفكر
المغربي القديس أوغيستين الذي ولد عام 354 م ومات عام 430 م بمدينة عنابة واشهر
مؤلفاته | مدينة الألهة و قد بدا ازدهار الفن في المغرب خلال العهد الروماني في
تشييد الهيكل الفخمة المزدانة بالأعمدة الرخامية ة الماثيل الجميلة والمساريح
والحمامات المزدانة بالفسيفسا وامتازت المنازل بالاروقة والاعمدة الرخمية
والنافورات والحدائق ,, ولا تزل بعض هذه الأثار الرومانية منتشرة في مختلف أنخاء
بلاد الشمال الأفريقي سيما من سوسة إلى وليلة بالمغرب الأقصى
الاحتلال الوندالي
الاحتلال الوندالي لبلاد المغرب:تم بين سنتي 429 م إلى 534 م ا/: أسباب الاحتلال
الوندالي لبلاد المغرب: الطمع في ثروات المغرب استنجاد الوالي الرماني بهم رغبة الو
ندال في الوصول إلى روما عن طريق المغرب ضغط قبائل القوط عليهم ب/: دخول الوندال
إلى المغرب: دخلوا من الجهة الغربية للمغرب عبر مضيق جبل طارق وزحفوا حتى وصلوا إلى
قرطاجة واستقرا هناك ج/: سياسة الوندال: قاموا بإعمال تخريبية كبيرة واخذوا الأراضي
الخصبة لهم، وعاملو المغاربة بوحشية د/:انبعاث الإمارات المستقلة بالمغرب:تمكن
المغاربة في طل الحكم الوندالي من إنشاء الإمارات التالية: مملكة التافنة: تمتد من
الشلف إلى ملوية مملكة الحضنة: تشمل منطقة التيطري مملكة الاوراس: وتشمل الشمال
الشرقي من الجزائر ه/: سقوط دولة الوندال: انتهى الحكم الوندالي بالمغرب سنة 534 م
على يد البيزنطيين ويخضع المغرب بعد ذالك للحكم البيزنطي
الاحتلال البيزنطي
بعد انهيار الدولة الرومانيه وانقسامها بين الامبراطورية الغربيه التي يسيطر
عليها القوط والامبراطوريه الشرقيه "البيزنطيه" وعاصمتها "القسطنطينيه"وقعت الجزائر
تحت حكم الاحتلال البيزنطي وذلك حتى عصر الفتوحات الاسلاميه
الجزائر في ظل الدول الإسلامية
الدولة الرستمية
الدولة الرستمية نشأت في المغرب الأوسط ـ الجزائر حاليا ـ على يد الإمام عبد
الرحمن بن رستم
اشتهرت هذه الدولة بنظام الشورى المطبق فيها، وبعدالة أئمتها، وصلاحهم وتقواهم
وعلمهم، وبازدهارها، وقد كان يعيش تحت ظلها أتباع كل المذاهب الإسلامية، وكانوا
يمارسون عبادتهم بكل حرية وأمان، وكانت لهم مساجدهم وبيوتهم الخاصة التي يعيشون
فيها مصانين الحقوق بعدل وإنصاف من غير تفريق بين مذهب ومذهب
امتدت حدود الدولة الرستمية في فترة من فتراتها الزاهرة من حدود مصر شرقا إلى
مدينة تلمسان في أقاصي المغرب الأوسط غرب.، هجم عليها أبو عبد الله الشيعي داعية
الفاطميين في سنة 296هـ، فدمرها وعاث فيها فسادا، وقتل أهلها، ولم يكتف بذلك، بل
قام بإحراق مكتبة المعصومة بعد أن أخذ منها الكتب الرياضية والصناعية.
استمرت هذه الدولة لما يقرب من 140 سنة، منذ أن نشأت في عام 156 وحتى عام 296
للهجرة، أي أكثر من عمر الدولة الأموية.
نجح عبد الرحمن بن رستم في توطيد دعائم دولته خلال الفترة التي قدر له أن يحكمها
(144-168هـ) وقد خلفه من بعده ابنه عبد الوهاب الذي بقى في حكم الدولة الرستمية
عشرين سنة، ثم "أفلح بن عبد الوهاب" الذي حكم أكثر من خمسين عامًا (188-238هـ)، ثم
تتابع في حكم الدولة الرستمية خمسة من الأمراء، هم: أبوبكر بن أفلح، وأبو اليقظان،
فأبو حاتم، فيعقوب ابن أفلح، فاليقظان ابن أبى اليقظان آخر أمرائهم.
من أشهر مدن الدولة الرستمية : مدينة " تيهرت " العاصمة، ومدينة " وهران "
ومدينة " شلف " ومدينة " الغدير " والمدينة " الخضراء "
اهتم أئمة الدولة الرستمية بالجانب الاقتصادي لدولتهم، فاهتموا بالزراعة وكانت
تكثر فيها البساتين وزراعة الحبوب، والعصفر والكتان وال، والنخيل، ومختلف
الفواكه، والتين والزيتون، فكانت تدر عليهم أرباحا طائلة، وقد كانت تكثر فيها
الأنهار، وأقام الرستميون خزانات وأحواض للماء كبيرة اكتشفها الأثريون، وكانت محكمة
التصميم والهندسة، ليحافظوا على الماء أيام الجفاف، بل إنهم أوصلوا الماء إلى
البيوت عن طريق الأنابيب وشق القنوات.
واهتموا كذلك بالرعي وتربية الماشية، لكثرة المراعي الخصبة في الدولة الرستمية،
فكانوا يربون الغنم والبقر والجمال والخيول والبغال والحمير، وكانت تجارتها رائجة،
وتصدر إلى الدول المجاورة، وكانوا يستغلونها في إنتاج الصوف، قال ابن حوقل يصف
الماشية في تيهرت وأحوازها : " وهي أحد معادن الدواب والماشية والغنم والبغال
والبراذين الفراهية، ويكثر عندهم العسل والسمن ".
وقد اهتم الرستميون بالتجارة أيما اهتمام، فأنشئوا الأسواق في مختلف المدن،
فكانت رائجة بشتى أنواع البضائع والمؤن التي تأتي من داخل الدولة الرستمية نفسها أو
من الدول الأخرى عن طريق العلاقات التجارية، حيث أنه كانت للدولة الرستمية علاقات
تجارية مع الكثير من الدول كالأندلس ومصر وبلاد السودان وغيرها من الدول في المشرق
والمغرب، فكانت القوافل التجارية تخرج من الدولة الرستمية محملة بشتى أنواع البضائع
والمؤن إلى تلك الدولة، وتعود كذلك محملة بالبضائع التي تنتج في تلك البلاد، وكانت
تجارة الذهب وبيع الرقيق رائجة في ذلك الوقت، وللدولة الرستمية نشاط كبير فيها،
ووصل النشاط التجار ي في الدولة الرستمية إلى حد أنه كان يوجد بها التخصص في
الأسواق، فكان بها سوق النحاس، وسوق الأسلحة، وسوق الصاغة، وسوق الأقمشة وغيرها من
الأسواق.
وكذلك اهتمت الدولة الرستمية بإنشاء المكتبات العلمية الزاخرة بمختلف فنون العلم
والآثار، ومن مكتباتها المشهورة مكتبة " المعصومة " التي كانت تحوي آلافا من
المجلدات والكتب، أوصلها بعض الباحثين إلى ثلاثمائة ألف مجلد، فكانت تحوي بين
رفوفها كتبا في علوم الشريعة من تفسير وحديث وفقه وتوحيد، وكتبا في الطب والرياضيات
والهندسة والفلك والتاريخ واللغة وغيرها من العلوم المختلفة، ولم تكن كتبها مقتصرة
على مذهب بعينه بل كانت تجمع مؤلفات لمختلف المذاهب الإسلامية، ومن المكتبات
المشهور الأخرى " خزانة نفوسة " الجامعة لآلاف الكتب، وكذلك لم تخل منازل العلماء
في الدولة الرستمية من وجود المكتبات الخاصة.
الدولة الإدريسية
كانت مناطق المغرب الغير التابعة للدولة الرستمية قبل ظهور الأدارسة تتكون من
عدة إمارات تتنازع حكمها قوى مختلفة في الشمال والوسط والجنوب، ويتوزع سكانه بين
إتباع عدة ديانات سماوية وعبادة الأوثان. تمكن المولى إدريس بن عبد الله المنتسب
للبيت النبوي الشريف من الوصول إلى المغرب سنة 788م وبايعته القبائل البربرية
بمدينة وليلي، فوضع بذلك نواة ثالث دولة مستقلة عن الخلافة في العالم الإسلامي بعد
إمارة قرطبة والدولة الرستمية، وهي الدولة الإدريسية.
بعد مقتل إدريس الأول بايعت القبائل ابنه إدريس الثاني سنة 803 م، الذي أسس
مدينة فاس واتخذها عاصمة لحكمه، كما عمل على تنظيم الإدارة والجيش وتوحيد البلاد،
ولم تتجاوز حدود الأدارسة غربًا منطقة تلمسان. بعد وفاة إدريس
الثاني تنازع أبناؤه على الحكم، فانقسمت المملكة وضعفت حتى سقوطها سنة 974 م.