هاتفك الذكي يتحول إلى محطة إنترنت متنقلة ~
نسمع ونرى اليوم ومن خلال جولاتنا في الأسواق والمحلات التجارية، أو عبر
أوقاتنا التي نقضيها في تصفح وتقليب صفحات الإنترنت، غير المنتهية،
والمليئة بالكثير من الأمور التي سمعنا عنها وقد نكون رأيناها، والكثير
الكثير من الأمور التي لم نسمع عنها ولم تلتفت أعيننا إليها. نسمع اليوم
ونرى المئات وحتى الآلاف من التقنيات والتكنولوجيا المتنوعة والمتعددة،
والتي تأتينا في العديد من الأجهزة التقنية والتكنولوجية المختلفة، التي
نراها في أسواقنا أو نسمع عنها فقط، والتي لا نعرف كيفية الاستفادة منها أو
كيفية تشغيلها، أو أن جهازك التكنولوجي الذي تمتلكه يحتوي على مثل هذه
التقنية أو تلك التكنولوجيا.
عندما تذهب إلى أحد المحال أو المراكز التجارية لشراء هاتف ذكي جديد، أو
جهاز لوحي ذكي أو كمبيوتر محمول... أو غير ذلك من الأجهزة التقنية
والتكنولوجية، فإنك وبدون أدنى شك، ستجد أن البائع قد بدأ بمحاضرة مطولة عن
ميزات وخصائص هذا الجهاز الذي تنوي شراءه، ابتداءً من القطع الفنية
المميزة التي يحتويها هذا الجهاز، مروراً بشكله الجذاب والأخاذ ومواصفات
رشاقته ونحافته، وانتهاءً بالوظائف التي تعد ولا تحصى التي يقدمها، لمن
يشتريه ويقتنيه.
وستجد نفسك أمام سيل من هذه الميزات والخصائص التي قد توقع في حيرة ما
بعدها حيرة، والتي ستجعل من مهمة شرائك لهذا الجهاز أمراً غاية في الصعوبة
والتعقيد.
دليل الاستخدامقبل سنوات ليست بالقليلة من اليوم، كنت عندما ترغب في شراء
جهاز تكنولوجي مهما كان نوعه، كنت تلاحظ أن هذا الجهاز صغير الحجم مثلاً،
يأتيك بالعديد من الكتيبات التي تحتوي على مئات الصفحات من التعليمات
والإرشادات، التي تساعدك في التعرف على كل صغيرة وكبيرة في هذا الجهاز،
وحتى تتمكن من الاستفادة القصوى منه، ومن الميزات والخصائص التي يأتي بها
ويقدمها لك.والتي قد يكون بعضها هو الأساس الذي يميز هذا الجهاز مرتفع
الثمن عن ذلك الجهاز ذو الثمن القليل. أما اليوم فعندما تشتري جهازا
تكنولوجيا معيناً، فإنك لن تجد دليل الإرشادات والاستخدام، الذي كنت تراه
سابقاً. مرافقا للعديد من الأجهزة التكنولوجية التي تشتريها اليوم، وحتى لو
وجدت بعض الكتيبات الإرشادية، فتكون كتيبات حول السلامة العامة أو كتيبات
تشرح بعض خطوات التشغيل الأساسية، والتي على الغالب لا تحتاج إلى شرح كبير.
ميزات بلا فائدة
تأتينا الأجهزة التقنية والتكنولوجية اليوم، وعلى مختلف مسمياتها وأشكالها
وأنواعها، بالمئات من الميزات والخصائص والوظائف العديدة، والتي يعرف بعضٌ
منا كيفية التعامل معها، ولا يدري الغالب منا أين وكيف يمكن استخدامها أو
الاستفادة منها، والقائمة في هذا المجال كثيرة وتطول. والمشكلة الرئيسية
هنا تكمن في أن بعض الأجهزة التقنية تأتينا بأسعار تفوق قريناتها من
الأجهزة التي تنظم إلى نفس الفئة والدرجة، والسبب في ذلك أن تأتي بهذه
الميزة وتلك الخاصية الجديدة، والتي قد لا يستخدمها ولا يدري عنها معظم
الزبائن المقبلين على شراء هذه الأجهزة، التي إما أن تكون الإعلانات قد
أغرتهم لشرائها، أو يكون أحد الأصدقاء قد نصحهم بها.
الأمر الذي جعل مثل هذه الميزات والمواصفات الكثيرة والمتنوعة، تشكل عبئاً
على معظم المستخدمين، الذين يرغبون في ركوب موجة التطور، والذين لا يجدون
الوسيلة والسبيل لتعلم كيفية الاستفادة القصوى من الخدمات والوظائف العديدة
والمتنوعة، التي تأتي بها هواتفهم الذكية مثلاً، أو كمبيوتراتهم اللوحية
أو المحمولة، أو غير ذلك من الأجهزة التقنية الحديثة والكثيرة.
ميزات هاتفي الذكي
ومن أكثر الأجهزة التقنية التي تأتينا اليوم بميزاتها ووظائفها وخدماتها
الكثيرة، والتي لا يعلم غالبية الزبائن إلا القليل منها، هي الهواتف
الذكية، مختلفة الأشكال والأنواع، وخصوصاً تلك التي تعمل بأشهر أنظمة
التشغيل الحالية، آي أو أس من آبل، وأندرويد من جوجل.
فهذه الهواتف التي يستخدمها المئات منا، لاستقبال وإجراء المكالمات
الهاتفية، والرسائل النصية، وممارسة بعض الألعاب، لم توجد لتلبية هذه
الأمور فقط.
إنما جاءت بها الشركات العالمية المصنعة، لتكون بمثابة الرفيق والصاحب
الجديد لمستخدمها، والتي تقدر على تلبية المئات من أوامرهم بطرفة عين،
والقادرة في نفس الوقت على تلبية احتياجاتهم وتنفيذ رغباتهم في هذا العالم
الإلكتروني المليء بكل جديد كل يوم.
تعج هواتفنا الذكية اليوم بالعديد من الميزات والخصائص التي، لم نسمع عنها
ولم نحاول تجربة بعضها، ومن هذه الميزات العملية والتي قد تفيد العديد منا،
وتلبي بعض احتياجاتهم وخصوصاً في الأوقات الصعبة، هي تحويل الهواتف
والأجهزة اللوحية الذكية إلى «محطات بث إنترنت متنقلة»، بمعنى آخر، أن يصبح الهاتف أو الجهاز الذي بين يديك بمثابة «راوتر»
متنقل يمكن الأجهزة الأخرى التي لا يوجد بها إنترنت، من الاتصال بالإنترنت
من خلاله. حيث إن معظم الهواتف والأجهزة اللوحية الذكية، تمتاز بهذه
الميزة، التي تجعلها قادرة على بث الإنترنت منها إلى العديد من الأجهزة
الأخرى المختلفة، وذلك من خلال الاتصال المباشر لهذه الأجهزة بهاتفك الذكي
الذي يحتوي على الإنترنت.
محطة الإنترنت من أندرويد
معظم الهواتف الذكية التي تعمل بنظام التشغيل من جوجل «أندرويد»، أو نظام التشغيل من «آبل آي أو أس»،
تأتي بهذه الميزة، والتي تمكن هاتفك من أن يبث الإنترنت من خلاله،
وبالتالي يجعلك توصل جهاز اللابتوب أو مشغل الموسيقى الخاص بك آي بود مثلاً
على الإنترنت من خلال هاتفك، والذي يجب أن تتوفر فيه خدمة الإنترنت في
الأساس. وتكمن الفائدة هنا، إذا كان هاتفك الذكي يحتوي على باقة إنترنت 3G،
وكان أي من الأجهزة التي تمتلكها أنت أو أصدقاءك لا يحتوي على الإنترنت،
وترغب في إيصاله بالإنترنت، فيمكنك من خلال هذه الخطوات البسيطة من جعل
هاتفك يبث الإنترنت، لتوصيل الأجهزة الأخرى عليه.
واليوم سنقوم بشرح الخطوات اللازمة لكيفية تفعيل هذه الخدمة على هواتف
أندرويد، وسنكمل الخطوات الخاصة بتفعيل هذه الخدمة على هواتف وأجهزة آبل
الذكية، غداً. والمثال على تطبيق هذه الخطوات في هواتف أندرويد الذكية هي
النسخة رقم 2.3.6 من نظام التشغيل.
ولتطبيق هذه الخطوات بنجاح، يجب أن يتوفر لديك في البداية أمور رئيسية:
◆ هاتف ذكي يعمل بنظام التشغيل أندرويد، يحتوي على باقة إنترنت.
◆ جهاز تكنولوجي «مهما كان نوعه» يحتوي على تقنية اتصال «الإنترنت اللاسلكي».
◆ جهاز تكنولوجي يحتوي على منفذ USB تقليدي، إذا كان لا يحتوي على تقنية اتصال لاسلكي.
قم بتطبيق هذه الخطوات التالية في هاتفك الذكي:
◆ قم بالذهاب إلى قائمة البرامج الرئيسة وابحث عن قسم «الإعدادات/Setting»، والخاص بإعدادات الجهاز.
◆ ثم اذهب إلى الخيار الخاص «بالشبكات والشبكة اللاسلكية/Wireless and network»، واضغط عليه.
◆ ابحث عن الخيار الخاص «بالربط أو التقييد ونقطة الاتصال النقالة /Tethering and portable hotspot».
وهو الخيار المسؤول عن مشاركة بيانات الإنترنت الخاصة بهاتفك المتحرك، مع
أجهزة خارجية مختلفة، عبر منفذ USB، أو عبر بث الإنترنت من هاتفك وجعله
نقطة اتصال واي فاي متنقلة.
◆ ستجد أمامك خيارين، للاتصال بالإنترنت من خلال هاتفك الذكي، الأول «تقييد USB/Tethering USB»، وهو الذي يمكنك من وصل الهاتف الذكي بوصلة USB مع الجهاز المراد تزويد الإنترنت به، ولنقل «اللابتوب»، والذي يشترط به، أن يعمل إما بنظام التشغيل ويندوز «7 أو فيستا» أو نظام التشغيل لينوكس. أما الخيار الثاني «نقطة اتصال واي فاي متنقلة/Portable Wi-Fi hotspot»،
والتي ستتمكن من خلالها من تحويل هاتفك إلى نقطة اتصال واي فاي متنقلة،
قادر على بث الإنترنت منه، واستقباله في الأجهزة الأخرى، التي تحتوي على
تقنية الاتصال اللاسلكي.
◆ قم باختيار وتفعيل الخيار الثاني والمسؤول
عن نقطة اتصال واي فاي متنقلة، وستظهر لك رسالة تحذيرية تطلب منك إلغاء
تفعيل الإنترنت اللاسلكي إذا كنت تستخدمه، وتفعيل باقة الإنترنت 3G الخاصة
بك بدلاً عنه. ستلاحظ في خانة الإشعارات، ظهور إشارة إنترنت زرقاء اللون،
وهي دليل لك أن خدمة نقطة اتصال واي فاي المتنقلة، قد تم تفعيلها، وأنها
بدأت ببث الإنترنت من خلال هاتفك.
◆ اضغط على الخيار الثالث والخاص بإعدادات نقطة اتصال واي فاي المتنقلة /Portable Wi-Fi hotspot setting».
وستظهر لك مباشرة رسالة توضيحية، تخبرك بأنه بإمكانك تحويل هاتفك إلى نقطة
اتصال «راوتر» لبث الإنترنت من خلاله وتوصيل عدد 8 أجهزة مختلفة بهاتفك
واستخدامها عبر الواي فاي، لباقة الإنترنت الخاصة به. اضغط بالموافقة بعد
قراءتها.
◆ ملاحظة: انتبه إذا قمت بعمل هذه الخطوة،
فالأجهزة التي ستوصل بهاتفك ستستخدم باقة الإنترنت المدفوعة الخاصة بك،
والتي إذا تجاوزتها ستجد نفسك تدفع مبالغ إضافية عن الفواتير الشهرية التي
اعتدت عليها.
◆ هنا ستصل إلى القسم المختص بتخصيص
الإعدادات الخاصة بنقطة اتصال واي فاي في هاتفك، والتي ستجعلك تختار الاسم
الخاص وكلمة المرور، بنقطة الاتصال الجديدة والخاصة بهاتفك، والتي تمكن
الآخرين من توصيل أجهزتهم عليها. اضغط على الخيار الخاص بإعدادات نقطة
الاتصال واي فاي /Configure Portable Wi-Fi hotspot».
وستظهر لك ثلاثة خيارات رئيسية، الأول مخصص باسم نقطة الاتصال، يمكنك وضع
أي اسم تريد، لاحظ أن هذا الاسم هو الاسم الذي يجب أن يبحث عنه الطرف الذي
يرغب بالاتصال بالإنترنت من خلال هاتفك. ثم حدد نوع الحماية التي ترغب بها،
وبعد ذلك حدد كلمة المرور التي ترغب بحماية نقطة اتصال واي فاي الخاصة
بهاتفك بها، ولا تنسى أن كلمة المرور هذه هي التي سوف تعطيها للطرف الذي
يرغب بالاتصال بالإنترنت من خلال هاتفك. اضغط على حفظ /Save، بعد تحديدك
لهذه الأمور.
قم بتطبيق الخطوات التالية في الجهاز الآخر:
وبعد إتمامك بنجاح للخطوات السابقة في هاتفك الذكي، اذهب إلى الجهاز الآخر
الذي ترغب في توصيل الإنترنت إليه من هاتفك المتحرك وعبر نقطة الاتصال
الجديدة التي فعلتها وأنشأتها للتو. والمثال هنا، لنقل جهاز آي باد 1،
والذي لا يحتوي على تقنية 3G، وترغب في توصيل الإنترنت إليه. فقم بالتالي:
◆ قم بالذهاب إلى الإعدادات الخاصة بالكمبيوتر اللوحي، واذهب إلى قسم الشبكة اللاسلكية.
◆ هناك قم بالبحث عن الشبكات الجديدة
المتوفرة، وهنا ستلاحظ أن هناك شبكة جديدة قد ظهرت لك، وهي الشبكة الخاصة
بنقطة الاتصال الخاصة بهاتفك، والتي أنشأتها للتو.
◆ اضغط على الشبكة الجديدة، الخاصة بهاتفك،
ثم اضغط كلمة المرور التي قمت بتحديدها مسبقاً، وستجد أن كمبيوترك آي باد
أو أي جهاز آخر، وإذا تم تطبيق هذه الخطوات عليه بنجاح، فاتصل بالإنترنت من
خلال نقطة الاتصال الخاصة بهاتفك الذكي، ومن خلال ما يتوفر في هذا الهاتف
من باقة إنترنت 3G.
- إما إذا كنت ترغب في توصيل الإنترنت
لكمبيوتر لا يوجد به اتصال لاسلكي، فيمكنك ذلك من خلال وصلة USB، ويمكنك
ذلك من خلال توصيل هاتفك الذكي بكمبيوترك المحمول، عبر منفذ USB، واختيار
وتفعيل الخيار الأول في هاتفك الذكي «تقييد USB/USB Tethering»، والموجود في قسم «التقييد ونقاط الاتصال المتنقلة/Tethering and portable hotspot». وبالتالي يقوم هاتفك الذكي بتزويد كمبيوترك المحمول بالإنترنت، عبر وصلة USB، ومن خلال باقة الإنترنت الموجودة في الهاتف.
سلاح ذو حدين
قد يغفل البعض أن باقة البيانات الخاصة بهواتفهم والمتوفرة من مزودي
الاتصالات، لها حجم معين ومحدد، وهي بالتالي سلاح ذو حدين، تفيدك في الحد
الأول من خلال استخدام الحجم المخصص لك في الشهر، والاستفادة منه كاملاً
واستهلاكه سواء في هاتفك الذكي أو عبر الأجهزة المتصلة بهذا الهاتف، من
خلال نقاط الاتصال التي أشرنا إليها. وتضرك في الحد الثاني، إذا ما تجاوزت
هذا الحجم الشهري المخصص لك، وتأتيك بفواتير ذات أرقام لم تعتد عيناك على
رؤيتها. ولهذا حاول أن تنتبه وتحذر من حجم وكمية البيانات المتوفرة لديك
قبل نهاية كل شهر.