[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة]
آمال ايراني *
يقصد بالتدخين السلبي أو التدخين غير
المباشر عملية استنشاق الدخان المنبعث من منتجات التبغ التي يستخدمها
الآخرون والتدخين السلبي على الأطفال يعني أن الطفل لا يدخن، ولكنه يتعرض
لدخان من حوله خاصة الأبوين. وقد يصل إلى حد أن الشخص غير المدخن والمعرّض
للدخان قد يتعرض لضرر يعادل تدخينه عشر سجائر في اليوم، إن الأطفال نظرا
لصغر حجم الرئة لديهم وعدم اكتمال نمو الجهاز المناعي، فإنهم يكونون معرضين
لخطر التدخين السلبي أكثر من غيرهم من الفئات العمرية.
وتكون رئة الأطفال الذين يتعرضون للتدخين السلبي من قبل الأبوين أو
أحدهما في المنزل أقل كفاءة وقدرة على أداء وظائفها بالمقارنة مع أقرانهم
ممن لا يتعرضون لآثار التدخين السلبي. والجدير بالذكر فإن الأطفال في طور
النمو تكون أجسامهم في غاية الحساسية لأي متغيرات تحدث من حولهم. وقد لوحظ
أن الأطفال المعرضين لآثار التدخين السلبي في المنزل هم أكثر عرضة للإصابة
بنوبات الربو الشعبي الحادة المتكررة، وهي غالبا ما تكون شديدة وقد تشكل
خطورة على حياتهم، وهما لا تزالان في طور النمو إلى السلبية المذكورة سابقا
عند الكبار ولكن التأثير هنا أشد والضرر أكبر حيث إن الرئة لا تعطى الفرصة
لأن تنمو بشكل طبيعي بل تتعرض لتأثير الدخان الهدام عليها حتى من قبل أن
تعطى الفرصة لتطور أساليب الحماية الضرورية واللازمة ليعيش الطفل بشكل
طبيعي، كما يؤثر التدخين السلبي على مستوى ذكاء الطفل وضعف السمع.
ومن الإحصاءات المنشورة والمعلنة في هذا المجال في أمريكا على سبيل
المثال قدرت بعض الدراسات أن التدخين السلبي غير المباشر مسؤول عن التسبب
بحوالي 150 ألف – 300 ألف حالة إصابة بالتهابات الشعب الهوائية السفلى عند
الأطفال، وتزداد نسبة الإصابة بأمراض حساسية الصدر وقلة أو ضعف كفاءة الرئة
في أداء وظيفتها والإصابة بالأزيز والصفير مع النفس وفي حالات أخرى يظل
الطفل يشتكي من السعال المزمن والمزعج له وللآخرين
[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة]
من حوله.
كما يؤدي التدخين السلبي عند تعرض الأطفال له إلى تجمع السوائل داخل
الأذن الوسطى وقد يكون سببا إلى دخول هؤلاء الأطفال للمستشفى وللعمليات
الجراحية وهم في سن مبكر. والأطفال المصابون بداء الربو هم على الأخص
معرضون لمزيد من المعاناة والمضاعفات عند تعرضهم للتدخين السلبي ولا تقتصر
آثار التدخين السلبي على أمراض السرطان، بل إنها تمتد لتشمل أمراض القلب
والرئة وكذلك الجلطات.
إن الطفل منذ الصغر يلاحظ الفرق بين ما يقوم به أبواه بعكس ما يقولانه
وإن أكثر الأطفال والمراهقين يحبون أن يصبحوا كأحد الوالدين عندما يكبرون،
لذلك فهناك بعض المؤشرات التي يمكن ملاحظتها على الطفل، والمراهق كعلامات
لبدء محاولاته في التدخين، إذا كانت أول تلك العلامات هي "رائحة ملابسه،
السعال، ضيق بالتنفس، حس التخريش الدائم في البلعوم، بحة الصوت، رائحة
النفس مزعجة، تراجع اهتمامه بالرياضة، زيادة عدد مرات الرشح وتصبغ
الأسنان".
أطفالنا فلذات أكبادنا، فعليك الامتناع عن التدخين في وجود الأطفال
والرُضع والحوامل كذلك، إذ أن هؤلاء الأطفال الذين لا خيار لهم يستنشقون
الدخان في وقت تكون فيه أجسامهم ليست قوية، مما يجعل إصابتهم بالأمراض
أسهل.
* قسم خدمات التثقيف الصحي
[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة]