[center]السلام عليكم
من منا لم يسمع بقصة بائعة الكبريت ؟!
بائعة الكبريت هي قصة يمكن ادارجها ضمن الادب العالمي ، اسهب الكتّاب و
المعلقون الكتابة عنها و اشتقاق قصص احرى تتمحور حول شخصيات مشابهة اما
القصة الاصلية فيمكن ان نلخصها كما يلي :
- بائعة الكبريت فتاة يتيمة ، تعيش في الشوارع تحصل على علب الكبريت من رجل
شجع تبيعه للناس و في ليلة راس السنة يشتد البرد فتجلس على قارعة الطريق
حاسرة الرأس حافية القدمين و قد تسلل البرد الى اضلاعها فتبدأ باشعال اعواد
الثقاب و كل عود يمثل لها صورة لطالما تمنت ان تتحقق في الحياة و في
النهاية تنطفئ اعواد الكبريت كلها و تموت الفتاة من البرد وسط عيدان الثقاب
..
حاول بعدهم ان يزيد عن الراوية الاصلية باحداث اخرى تزيد وضع هذه الفتاة سوءا :
- بائعة الكبريت فتاة توفيت امها فتزوج والدها من امراة اخرى اخذت تعذبها و
تضربها و تحرمها الطعام و الشراب و اخذت حذائها الاخير لتبقيها حافية
القدمين و مزقت ثوبها الازرق الذي يستر جسدها الشبه عاري ففضلت الفتاة
الهرب من هذا الجحيم لتبيع الكبريت ..
نجد في الروايتين تقاطعات كثيرة منها :
الرموز التي تمثلها عيدان الثقاب و هي ترمز الى الحياة و الامل المفقود ..
و ضع هذه الفتاة التعسة فهي حافية القدمين ممزقة الثياب خاوية المعدة جائعة بائسة ..
هذه القصص لا نفتئ نراها يوميا في بلادنا من مظاهر الفقر و الجوع التي
تنتشر خاصة في اطراف المدن و انا لا يسعني الحديث الا عن بلدي فمنذ فترة
خرجنا الى احد المطاعم القريبة من دمشق و هي في ريف المدينة فممرنا من
منطقة ( دون ذكر اسماء ) بائسة فيها كل مظاهر الاسى و الشقاء اطفالها
الصغار عراة يلعبون بمياه المجاري و الطين الوسخ و هم حفاة اشباه عراة و
الروائح الكريهة تنبعث من هنا و هناك !!
في النهاية لا يسعنا الا ان نشعر و نحس بعذاب هؤلاء الناس الفقراء و في
احوالهم البائسة و نحاول ان نساعدهم بما تيسر من مال او ثياب او طعام
فعندما نرمي احذيتنا القديمة المهملة لنتذكر انه هناك فتيات و صبية لا
يعرفون قيلسات اقدامهم لانهم منذ جاءوا الى هذه الدنيا وهم حفاة يملا الطين
اقدامهم لنتذكر دائما انه هناك في هذه العالم ، في بلادنا و في افريقيا و
شرق اسيا و امرايكا اللاتينية ، اناسا من هذا النوع ربما ينتظرون الجوع ان
يهلكهم او ان يصرون على التشبث باي بارقة امل تمنحهم القوة لانتظار الغد
الافضل ......
[/center]