بسم الله الرحمن الرحيم

اهلا وسهلا بكم مع ╝◄ سنوناس ►╚


المواعظ والأثار

أقسام الناس


طريق النجاة العلم النافع، وكل من على هذا الطريق يرجون النجاة، فلا تكن مع الصنف الثالث.
قال علي بن أبي طالب رضي الله عنه لكميل بن زياد: "الناس ثلاثة: فعالم رباني، ومتعلم على سبيل نجاة، وهمج رَعاع أتباع كل ناعق".
أخي الحبيب! إن لم تكن عالماً فلا أقل من أن تكون متعلماً ترجو النجاة.
همج رَعاع: كل من لا عقل ولامروءة له، وهم أسافل الناس، وكل من لا رأي له.
ناعق: مِن نعق الراعي بالغنم إذا صاحبها وزجرها.
وهنا تشبيه بليغ؛ فكأنما الناس الذين يتبعون كل مناد لمذهب جديد أو فكر منحل كالغنم لا يفقهون مما يقوله الراعي أكثر من الصوت فيتبعونه حيث نادى.

صفة العاقل اللبيب


شرف الله عز وجل الإنسان بالعقل الذي يفهم به مراد ربه وأوامره، فمن حافظ على هذه النعمة بأن وظفها لمعرفة الصواب من الخطأ، وما يجب أن يفعل، وما يجب أن يترك، فهو العاقل اللبيب . . . وهذه دعوة لأن تكون كذلك.

قيمة الوقت


الحقيقة التي لا مراء فيها أن رأس مال العبد عمره وساعات حياته ، وهو إما مضيعٌ لها بالغفلة أو الذنوب والسيئات، وإما معمِّر لها بفعل الخيرات والحسنات.
ويوم القيامة يرى ما قدَّم من عمل بين يديه فشقي أو سعيد :{ فَأَمَّا الَّذِينَ شَقُواْ فَفِي النَّارِ لَهُمْ فِيهَا زَفِيرٌ وَشَهِيقٌ {106} خَالِدِينَ فِيهَا مَا دَامَتِ السَّمَاوَاتُ وَالأَرْضُ إِلاَّ مَا شَاء رَبُّكَ إِنَّ رَبَّكَ فَعَّالٌ لِّمَا يُرِيدُ {107} وَأَمَّا الَّذِينَ سُعِدُواْ فَفِي الْجَنَّةِ خَالِدِينَ فِيهَا مَا دَامَتِ السَّمَاوَاتُ وَالأَرْضُ إِلاَّ مَا شَاء رَبُّكَ عَطَاء غَيْرَ مَجْذُوذٍ }[هود:106-108].


الوقت هو الحياة


وهبنا الله تعالى هذه الحياة، وسخر لنا فيها كل شيء، وأرسل إلينا رسلاً، وأنزل علينا كتباً حتى نعبده، ونقيم شرعه ودينه، فالعاقل الموفق من يملأ كل لحظة من حاضر عمره ووقته بفائدة أو عمل صالح، والمخذول من حُرِم الخير في دنياه، وفارقها ولم يرى أجمل ما فيها ـ طاعة الله ـ قال رسول الله mسلم : ( الدنيا ملعونة، ملعون ما فيها إلا ذكرَ الله وما والاه، وعالماً أو متعلماً ) [صحيح الجامع الصغير:3414].


انتبه


علامة إعراض الله تعالى عن العبد اشتغاله بما لا يعنيه فضلاً عن اشتغاله بمعصية سيده ومولاه ، وإن امرءاً ذهبت ساعة من عمره في غير ما خلق له لجدير بأن تطول عليه حسرته، وفي هذه النصيحة كفاية لمن كان له مسكة من عقل ﴿وَمَا يَذَّكَّرُ إِلاَّ أُوْلُواْ الألْبَابِ﴾[آل عمران:7].
قال تعالى : ﴿وَالْعَصْرِ ﴿1﴾ إِنَّ الْإِنسَانَ لَفِي خُسْرٍ ﴿2﴾ إِلَّا الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ وَتَوَاصَوْا بِالْحَقِّ وَتَوَاصَوْا بِالصَّبْرِ﴾[سورة العصر].