الحمدلله والصلاة والسلام على رسول الله اما بعد :

فهناك حقائق مؤكدة غائبة عنا حسيا ولكنها حاضرة معنويا
عليها من كتاب الله تعالى وسنة المصطفى mسلم دلائل وشهود
حقائق غيبية لايستثنى منها كافر دون مسلم ولكنها تختلف نهاياتها
سوف يمر بها كل صغير وكبير ذكراً كان اوانثى
فمن هذه الحقائق حقيقة ماذُكرت في مجلس الا كدرته
يحيد عنها الناس وهي لهم ملازمة
حقيقة لكل نفس منها نصيب قال الله تعالى ( كل نفس ذائقة الموت)
انها حقيقة النهاية والفناء قال الله تعالى ( كل من عليها فان ويبقى وجه ربك ذو الجلال والإكرام)
انها حقيقة الموت هادم اللذات ومفرق الجماعات
هو الموت مامنه ملاذ ومهرب .... متى حط ذا عن نعشه ذاك يركب
نشاهد ذاعين اليقين حقيقةً .... عليه مضى طفل وكهل وأشيبُ
انها لحظات حاسمة حينما يأتي ملك الموت بأمر من الله تعالى لقبض تلك الروح فقد يكون اناأو انت ذلك الانسان
فان كانت من ارواح الصالحين كتب لها كتاب في عليين وماادراك ماعليون كتاب يشهده المقربون
اما ان كانت روح خبيثه فيكتب لها كتاب في سجين في الارض السفلى
وبعد ذلك فسيأتي القبر وماأدراكم ماالقبر ذلك القبر الذي يقول عنه الحبيب mسلم (إن القبر أول منازل الآخرة فإن نجا منه فما بعده ايسر منه وإن لم ينج فما بعد اشد منه )
وإن للقبر ضمة لا ينجو منها أحد كبيراً كان أو صغيراً ، صالحاً أو طالحاً ، وقد جاء في الأحاديث ما يدل على ذلك قال mسلم : عن سعد بن معاذ لقد ضُم ضمة ثم فرج عنه ، وسعد هذا الذي تحرك له عرش الرحمن وفتحت له أبواب السماء، وشهده سبعون ألفاً من الملائكة

وقال mسلم : إن للقبر ضغطة ، لو كان أحد ناجياً منها، نجا منها سعد بن معاذ. وقال mسلم: لو أفلت أحد من ضمة القبر، لنجا هذا الصبي. قاله mسلم بعدما دفن صبي ، والصبي لا ذنب له
فلوأنااذا متنا تركنا لكان الموت غاية كل حي
ولكنا اذامتنا بعثنا ونسأل بعدها عن كل شئ
وفي القبريأتي اول الأسئلة والمناقشة من ربك ومادينك ومن نبيك
اما المسلم التقي فجوابه سلساً سهلاً بأن ربه الله ودينه الاسلام ونبيه محمد mسلم فهذا يفتح له باباً من الجنة
وإما إن كان فاجراً أو كافراً فيكون جوابه لكل سؤال بأن يقول هاه هاه لأ أدري ويكون جزاؤه بأن يفتح له باباً الى النار والعياذ بالله
وفي تلك الحفرة المظلمة ستكون سعادة العبد او شقاءه حسبما جنى في دنياه من أعمال إن خيراً فخيراً وإن شراً فشرا
فمن كانت أعماله صالحه سريعا الى طاعة الله فيُبشر بالذي يسره فسيأتيه عمله عل هيئة رجل حسن الوجه حسن الثياب طيب الريح ثم يُبشر برضوان من الله وجنات فيها نعيم مقيم
ومن كانت اعماله سيئة بطيئاً عن طاعة الله فسيأتيه عمله على هيئة رجل قبيح الوجه قبيح الثياب منتن الريح ثم يقيض له اعمى اصم ابكم في يده مرزبة فيضربه ضربة حتى يصير بها تراباً ثم يعيده الله كما كان ثم يضربه ضربة اخرى فيصيح صيحة يسمعه كل شئ الا الثقلين ثم يفتح له باب من النار ويمهد من فرش النار
عباد الله :اعلموا يقينا وصدقا واعتقاداً بأن احد هذه الأحوال لابد وان تمر بكل انسان
فإمامُبشر بروح وريحان وجنة نعيم
واما نُزل من حميم وتصليةُ جحيم
مُرَّعلى النبي mسلم بجنازة فقال: مستريح ومستراح منه ،قالوا يا رسول الله: ما المستريح والمستراح منه ؟ فقال: العبد المؤمن يستريح من تعب الدنيا وأذاها إلى رحمة الله, والفاجريستريح منه العباد والبلاد والشجر والدواب
وجاء رجل من الأنصار, فسلم على النبي mسلم فقال : يا رسول الله أي المؤمنين أفضل ؟ قال mسلم أحسنهم خلقا قال : فأي المؤمنين أكيس؟ قال: mسلم أكثرهم للموت ذكراً وأحسنهم لما بعده استعداداً
فعليناجميعاً اغتنام الحياة قبل الموت ، والصحة قبل المرض ،
والغنى قبل الفقر ، والشباب قبل الهرم ، والفراغ قبل الشغل ،
فتزوّدوا بالأعمال الصالحة والبعد عن الأعمال السيئة قبل حلول الأجل
واستعدوالما بعد الموت بالتوبة الصادقة والعودة العاجلة
تزود من التقوى فإنك لاتدري .. اذا جن ليل هل تعيش الى الفجر
وكم من صحيح مات من غيرعلة .. وكم من سقيم عاش حيناً من الدهر
فكم من فتى امسى واصبح ضاحكاً .. وقد نسجت اكفانه وهولايدري
وكم من صغار يرتجى طول عمرهم .. وقد قبضت ارواحهم ليلة القدر
وكم من عروس زينوها لزوجها .. وقد ادخلت اجسادهم ظلمة القبر
اللهم انا نسألك حسن الخاتمة
اللهم اجعل آخر كلامنا من الدنيا لاإله الا الله
اللهم انَّا نعوذ بك من عذاب وفتنة القبر
اللهم انَّا نعوذ بك من عذاب وفتنة القبر
اللهم انَّا نعوذ بك من عذاب وفتنة القبر
وصلى الله وسلم على نبينا محمد

الشيخ / فهد عبدالرحمن السرداح