يسهل عليك الاستخفاف ببصرك، لكن هذا الموقف قد يتغير حين يحدث شيء ما يشوش بصرك.
صحيح أن بصر كل واحد منا يتغير مع العمر ولا نستطيع تفادي كل مشاكل
العينين، لكن الرعاية الجيدة للعينين تسهم كثيرا في حماية البصر، وتحول دون
الإصابات وتخفف خطر تعرضك لبعض
أمراض العيون.
ما هي الرعاية الجيدة للعينين؟
إنها
تعني استعمال أغطية واقية للعينين في الحالات التي قد تعرض عينيك للخطر،
كما تعني تطوير عادات جيدة لتفادي اجهاد أو حسور العين، وتعني أيضا فحص
بصرك بانتظام وإبقاء الحالات الطبية
المزمنة مثل داء السكر وضغط الدم المرتفع تحت أفضل سيطرة ممكنة.
ومن المهم أيضا تعلم كيفية التعرف إلى العوارض التي قد تنذر بمشكلة خطيرة
في العين لأنها قد تستلزم انتباها طبيا فوريا، وكما يقول المثل الشائع:
“الوقاية خير من قنطار علاج”، لذا، من الأفضل
الحؤول دون مشاكل العينين وليس التكيف مع حياة مشوبة ببصر معاق.
العوارض التي قد تنذر بمشكلة خطيرة في العين
• استهلال مفاجيء لرؤية ضبابية أو مشوشة.
• أضواء وامضة أو بقع سوداء.
• هالات أو سراب حول الأضواء.
الأغطية الواقية للعينين
لعل
إحدى أفضل الطرق لحماية بصرك تتمثل في استعمال نظارات الأمان في الأوضاع
التي قد تؤذي عينيك، فاستعمال الوقاية الملائمة للعينين يمكن أن تحول دون
90 في المئة من كل إصابات العين
، فالعديد من هذه الاصابات يحدث في
العمل أو أثناء ممارسة الرياضة والنشاطات الترفيهية، وبما أن ضوء الشمس قد
يؤذي عينيك، توفر النظارات الشمسية أيضأ وقاية مهمة.
حماية العين في العمل
تعتبر
الأدوات الآلية والمعدات الثقيلة والمواد الكيميائية القوية من مخاطر مكان
العمل التي قد تعرض عينيك للخطر، والواقع أن إصابات مكان العمل هي سبب
رئيسي لأذى العين وفقدان البصر والعمى،
فالعديد من العمال الذين تعرضوا لاصابات في العيون لم يستعملوا الوقاية الملائمة للعيون أو لم يستعملوا أية وقاية على الإطلاق.
فاذا
كانت مهنتك محفوفة بخطر إصابة العين، يتوجب قانونا على مستخدمك (صاحب
العمل) تزويدك بنظارات الأمان، كما أن العمال الموجودين في محيط صناعي،
بما في ذلك الذين يعملون بالأدوات
الآلية، ملزمون باستعمال هذه النظارات.
ويفترض بعامل اللحام أن يضع قناعا على وجهه لحجب الأشعة فوق البنفسجية الساطعة الناجمة عن عملية اللحام.
كما تعتبر وقاية العينين أساسية في المزارع والمتاجر والمختبرات أثناء
التعاطي مع الأسمدة ومبيدات الحشرات والمواد الكيميائية الكاوية والمذيبات.
حماية العين حول المنزل
تحدث
بعض إصابات العين الأكثر شيوعا أثناء إنجاز الناس للمهام اليومية، فدهن أو
زيت الطهي المتناثر، ومواد التنظيف أو منظفات مصارف المياه المتناثرة، أو
المواد الكيميائية المرشوشة في الحديقة
قد تؤذي عينيك، وهكذا تفعل المطهرات، والمذيبات، ومنظفات الفرن، والمبيضات والعديد من المنتجات المنزلية الأخرى.
وتعتبر المواد المحتوية على الأمونيا والكلور والمواد القلوية أو الصباغ
خطرة جدا، لذا، أثناء القيام بمهام خطرة، إحم نفسك من خلال استعمال نظارات
الأمان، وفي حال وجود أحد لمساعدتك، إحرص
على استعماله وقاية للعينين أيضا.
إذا
كنت تعمل في سيارة فاستعمل نظارات الأمان لمنع الصدأ أو الجسيمات الأخرى
من الدخول إلى عينيك، ومن الجيد أيضا استعمال أغطية واقية للعينين أثناء
إنجاز العديد من أعمال الترميم المنزلية
والهوايات.
حماية العين في الملعب
يمكن
للمشاركة في النشاطات الرياضية أو الترفيهية أن تسبب لك أكثر من توتر في
العضلات أو كدمة عرضية، فالكرة الصلبة أو القرص المطاطي الذي يرتطم بعينك
بسرعة كبيرة قد يسبب ضررا
كبيرا، ويمكن لوكزة الإصبع أن تكشط قرنية
العين أو تمزقها، وقد تؤدي الصدمة أحيانا إلى كسر عظام قرب العين. وقد
تفضي الرياضات المائية إلى تهيج العين أو التهابها، إلا أنه يمكن الحؤول
دون
العديد من هذه الإصابات من خلال استعمال أغطية واقية للعين، واعلم أن النظارات العادية والعدسات اللاصقة ليست كافية.
العدّة الصحيحة
إحم نفسك باستعمال الوقاية الصحيحة أثناء ممارسة الرياضة، وإذا كان لديك أولاد، أجبرهم على استعمال الوقاية الملائمة أيضا لعيونهم.
• كرة السلة/ كرة القدم الشعبية / رياضة الراكيت : نظارات ذات عدسات بولي كربونات.
• البايسبول: خوذة مع قناع للوجه من البولي كربونات أثناء التقاط الكرة. نظارات ذات عدسات بولي كربونات في الملعب.
• كرة القدم الأمريكية: خوذة مع درع للعين من البولي كربونات للوجه وقناع سلكي للوجه.
• هوكي الجليد: خوذة مع وقاية كاملة للعين.
• كرة الطلاء: نظارات خاصة بكرة الطلاء.
• لعبة اللكروس: خوذة مع وقاية كاملة للوجه.
• السباحة: نظارات سباحة كتيمة للماء.
حماية العين في الشمس
يمكن
لأشعة الشمس فوق البنفسجية أن تؤذي العين والبشرة على حد سواء. كما أن
الضوء الاصطناعي القوي المنبعث من مصادر مثل اللحام أو مصابيح الاسمرار قد
يحرق القرنية والملتحمة تماما مثل
ضوء الشمس. وقد يسهم التعرض
الطويل الأمد للاشعة فوق البنفسجية في نشوء مرض العين، ولاسيما إعتام عدسة
العين (المياه البيضاء) والضمور البقعي المرتبط بالشيخوخة.
والواقع أن أفضل طريقة لحماية عينيك من الشمس تتمثل في استعمال النظارات
الشمسية المصممة لحجب الأشعة فوق البنفسجية، وليس ضروريا أن تكون النظارات
الشمسية باهظة حتى تكون فعالة.
إبحث عن النظارات التي تحجب 90 إلى
100 في المئة من الأشعة فوق البنفسجية من الفئتين “أ” و “ب”. ولكي تكون
النظارات الشمسية أكثر فاعلية. يجب أن تنطبق تماما على وجهك أو تكون مزودة
بأطر ملتفة.
استعمل النظارات الشمسية كلما خرجت من المنزل لأكثر من بضعة دقائق. وتذكر
استعمالها حتى في الأيام الغائمة لأن الغيوم لا تحجب الاشعة فوق
البنفجسية.
يمكنك التخفيف من الوهج – أي الضوء المرتد عن الاسطح
الناعمة مثل الرصيف والماء والرمل والثلج – باختيار عدسات أكثر دكنة تحجب
المزيد من الضوء المرئي. فالعدسات المستقطبة تحجب الوهج
المنعكس،
علما أنه لا علاقة أبدا للاستقطاب بامتصاص الاشعة فوق البنفسجية. فإذا كنت
تفكر في شراء نظارات مستقطبة فتحقق من اللصيقة للتأكد من توفيرها أكبر
وقاية ممكنة من الاشعة فوق البنفسجية.
متعة آمنة في الشمس
بالإضافة إلى استعمال النظارات الشمسية. إتبع هذه الإرشادات لإبقاء عينيك محميتين في الشمس:
• إعتمر قبعة او قلنسوة عريضة. فـ 50 في المئة من ضوء الشمس يأتي من فوق الرأس مباشرة وقد يتخطى معظم النظارات الشمسية.
• لا تنظر أبداً إلى الشمس بصورة مباشرة، حتى لو كنت تضع النظارات
الشمسية، لأن هذا قد يسبب ضرراً دائما بعينيك، وقد تؤذي عينيك أيضاً نتيجة
التحديق الدائم في الشمس المنعكسة على الماء.
• ضع القناع الحاجب للشمس على وجهك وحول عينيك، بما في ذلك الجفنين.
• تجنب أكشاك الاسمرار التجارية. وإذا أصريت على استعمالها، تأكد من حصولك على النظارات الواقية الملائمة من صالون التجميل.
• هناك بعض العقاقير التي تجعل عينيك أكثر حساسية للضوء، وتشمل هذه
العقاقير التيتراسيكلين (أكروميسين V، سوميسين)، والدوكسيسيكلين (دوكسي 100
ودوكسي 200 وفيبراميسين)،
والألوبورينول (ألوبريم، زيلوبريم)
ومشتقات الفينوثيازين، مثل الكلوربرومازين (ثورازين) والثيوريزادين
(ميلاريل). استعمل النطارات الشمسية والقبعة كلما خرجت من المنزل طالما أنك
تتناول واحدا
من هذه العقاقير.
• إذا كنت تعاني من مرض
في العين مثل الضمور البقعي، تكون أكثر عرضة لضرر العين المرتبط بالأشعة
فوق البنفسجية. لذا، إحم عينيك كلما خرجت من المنزل، مهما كانت الفترة
وجيزة.
كيفية التعاطي مع طارئ في العين
في حال حدوث
إصابة في العين، راجع طبيب العيون فورا أو توجه إلى مركز طوارئ أو قسم
الطوارئ في المستشفى، فالفداحة الكاملة للضرر لا تظهر على الدوام، وحتى لو
بدت الإصابة بسيطة، فإنها
قد تسبب ضررا دائما للعين إذا بقيت من دون معالجة.
إذا تعرضت لأصابة غير حادة أو جرح في عينك
• غطّ العين بوقاء ما، ثبّت مثلا القطعة السفلية من كوب بلاستيكي فوق محجر عينك.
• لا تضع أي مرهم أو دواء في العين، ولا تحول شطف العين.
• لا تفرك العين، فهذا قد يمزق النسيج ويسبب المزيد من الضرر.
• تجنب تناول الاسبيرين والايبوبروفين (أدفيل، موترين، وما شابه) أو
عقاقير أخرى غير ستيرودية مضادة للالتهاب، فهي ترقق الدم وقد تسبب النزف.
إذا دخلت مادة كيميائية إلى العين
•
أشطف العين بالماء لتخفيف كل رواسب المادة الكيميائية وإزالتها. حاول فتح
جفنيك قدر الإمكان. أشطف العين بماء متدفق لمدة 15 دقيقة على الأقل. إحن
رأسك نحو الجانب المصاب بحيث لا تدخل
المادة الكيميائية إلى العين غير المصابة.
• بعد شطف العين، غطها بلبادة طرية. خذ وعاء المادة الكيميائية معك إلى
قسم الطوارئ أو دوّن اسم المادة الكيميائية على ورقة صغيرة لاخذها معك.
في حال وجود شيء غريب في العين
•
لا تحاول إزالة أي شيء موجود على القرنية أو يبدو أنه ملتصق أو غارز في
بياض العين (الصلبة). لا تفرك العين. غط عينيك بلبادة طرية.
• إذا كان الشيء الغريب يطفو على بياض العين أو داخل الجفن. حاول إزالته بواسطة زاوية قطعة قماش نظيفة او كرة قطنية.
تفادي اجهاد العين
تؤدي
القراءة في الضوء الباهت إلى تخريب عينيك، أليس كذلك؟ خطأ. فهذه خرافة
تماما مثل الفكرة القائلة إن الجلوس على مسافة قريبة جدا من شاشة التلفزيون
أو القراءة في الضوء الوامض توذي
بصرك. فهذه العادات لا تسبب ضررا
دائما لعينيك، لكن أي عمل دقيق، مثل المطالعة أو عمل الكمبيوتر أو الأشغال
اليدوية، قد يفضي إلى اجهاد العين. فقد تشعر بالجفاف أو التهيج أو التقرح
أو التعب
في عينيك. وقد تعاني من ارتجاج الرؤية أو الصداع أو تقرح العنق.
أثناء إنجاز عمل دقيق:
تأكد
من توجيه الضوء تماما على ما تنجزه. ورغم أن المصباح البالغة قوته 60 إلى
100 واط قد يكون كافيا لشخص يتمتع ببصر عادي، قد تبرز الحاجة إلى مصباح
بقوة 150 أو 200 واط إذا كنت
تعاني من الضمور البقعي أو من تضاؤل
البصر نتيجة أسباب أخرى. وحين تغيّر المصباح، تأكد من استيعاب ركيزة الضوء
لقوة واط المصباح الجديد.