الخوف من العواقب الخطيرة لمشاهدة أفلام الرعب ويظهر في صورة تصرفات غير طبيعية
نعم
نشاهد أفلام الرعب ونتشوق لها فهي تمثل لنا شيا مثيرا يغير الرتابة التي
نعاني منها في الحياة، إنها شيء يخطف الأبصار ويحرك دقات القلوب ويزلزل
الجسم بالكامل، لكن يجب علينا أن نعرف ماهي إيجابيات وسلبيات مشاهدتها وما
النتائج التي قد تترتب علي ذهابنا عمدا لعمل ذلك؟
لماذا يوجد فرق
بين الناس وكيف ينظرون إلى هذه النوعية من الأفلام؟ هل هو شيء غير صحي ولست
بحاجة إلى الكشف عن شخصيتك دون أن تعرض نفسك لها؟ ولتوضيح هذا الجانب تم
إجراء الكثير من الأبحاث لكن النتائج كانت مختلطة.
هل يعتبر من يتجنب مشاهدة أفلام الرعب أشخاص جبناء ضعيفو الشخصية؟
بالطبع
لا، فهذا الرأي وضع في الغالب بواسطة أشخاص يشعرون بحاجة إلى إظهار
أنفسهم، حيث يقوم الرجال في ثقافتنا العصرية ببعض الأعمال المتهورة
المحفوفة بالمخاطر عن طيب خاطر فقط، ليثبتوا أنهم رجال ويريدون استعراض
جوانب رجولتهم بطرق متعددة ومنها مشاهدة أفلام من الرعب المركز.
على
العكس من ذلك هناك أناس آخرون لا يمكنهم التعرض لهذه الأفلام، ويرى
العلماء أن هذا يعود إلى مشكلات هرمونية، فعندما يدرك المخ أن هناك تهديد،
يرسل إشارات للجسم بإفراز دفعة قوية من هرمون الأدرينالين، وينتج
الأدرينالين هرمون الإندروفين، وإذا أدرك الشخص أن هذا التهديد ليس حقيقيا
يقوم هرمون الإندروفين بتحويل عملية الخوف إلى نوع من المتعة.
بينما
عندما يعاني الشخص من نظام هرموني ضعيف، فلن يحصل جسمه على نسبة كافية من
هرمون الإندروفين لتساعدة على الاستمتاع، كذلك إذا حدث العكس وتم إفراز
الهرمونات بشكل زائد عن الطبيعي، لن يكون لديه وقت كاف لتحديد عما إذا كان
هذا التهديد حقيقي أم لا، مما يزيد من الشعور بالخوف والتخيل بأن هذه
المشاهدة سوف تسبب الأذى له لذا يبادر بالابتعاد عنها
آثار مشاهدة أفلام الرعب:
ما هي الآثار السلبية لمشاهدة أفلام الرعب؟
يقول (Glenn Sparks) أستاذ التواصل بجامعة (Purdue) أن ردود الأفعال الجسمانية التي تنتج عن مشاهدة أفلام الرعب تشمل ما يلي:
1- توتر في عضلات الجسم.
2- انخفاض درجة حرارة الجلد.
3- ارتفاع حاد في ضغط الدم.
4- زيادة في معدل ضربات القلب تقدر بـ15 نبضة في الدقيقة.
تلك
هي بعض التغيرات التي ربما لا تصدق حدوثها لمجرد جلوسك ومشاهدة فيلم مرعب،
هذا بالإضافة إلى الآثار النفسية التي تترتب عليها حيث يلعب المخ دورا
كبيرا في تنظيم الجوانب العاطفية الناتجة عن مشاهدة تلك الأفلام بشكل دائم.
هذه
علامة تدعو للحذر، لأنك لن تعرف متي سيتطور شعور الخوف لديك من كل ما يحيط
بك، لذا يجب التعرف على كل الآثار الناتجة عن مشاهدة أفلام الرعب.
القلق:
القلق
من الآثار الواضحة لأفلام الرعب على الأطفال والبالغين على حد سواء، في
حين يكون طويل الأمد لدى الأطفال ليستمر حتى مرحلة البلوغ، ويتمثل في حالة
من فقدان الأمان حيث يتخيل الشخص أن تلك الأشياء التي تحدث خلال الأحداث
يمكن أن تصبح أمرا واقعيا سوف يتعرض له.
الأرق:
من التأثيرات
النفسية والفورية على عقل من يشاهد أفلام الرعب هي قلة النوم، حيث يواجه
الشخص صعوبة في النوم خلال ليلة أو أيام قليلة وقد تصل إلى شهور فور
مشاهدته لتلك الأفلام.
وبعدها يكون الفرد بحاجة إلى استخدام مصباح
للإضاءة الليلية أثناء نومه لأن ما شاهده الشخص بالفيلم سوف يسيطر عليه
ويؤدي إلى عدم النوم، وقد تستمر هذه الحالة من أسبوع حتى عام كامل.
الخوف:
الخوف من العواقب الخطيرة لمشاهدة أفلام الرعب ويظهر في صورة تصرفات غير طبيعية تشمل ما يلي:
- الخوف من الظلام.
- التشبث بالرفيق أثناء النوم.
- البكاء.
- الصراخ.
- الرعشة.
- الإصابة بالغثيان في بعض الحالات.
- فقدان السيطرة على المخاوف وخاصة من الموت.
الرهاب:
يصاب بعض الأشخاص عند مشاهدتهم لأفلام الرعب بالرهاب من الأشياء التي يتم تمثيلها بالفيلم وتشمل ما يلي:
1- الحيوانات.
2- الحشرات.
3- الزواحف.
4- الحرائق.
5- الفيضانات.
6- الدم.
7 - المياه.
8- الحقن.
9- الإصابة.
10- المرتفعات.
11- الأماكن المغلقة.
12- الأصوات المرتفعة.
13- الوجوه المشوهة.
وهذا نتيجة لما وقع بأحداث الفيلم التي أثرت عليه بشكل سلبي وشديد.
أفلام الرعب والأطفال:
يعتقد
الدكتور (Joanne Cantor)، مدير مركز أبحاث التواصل بجامعة (Wisconsin) أن
مشاهدة الأطفال تحت سن 14عاما للأفلام المخيفة قد تسبب لهم مخاوف اضطرابية
مدى الحياة، يرجع هذا إلى أن الأطفال يتسمون بكونهم أكثر تأثرا من غيرهم،
ويصعب عليهم التفريق بين التهديد الحقيقي والخيال، ويعتقد هذا الدكتور أن
مشكلة الرهاب التي يعاني منها البالغون هي نتاج تراكمي للتجارب المؤلمة
التي مروا بها في الطفولة ومنها مشاهدة أفلام الرعب.
تأثير أفلام الرعب على القلب:
في
البداية تزيد مشاهدة أفلام الرعب من نبضات القلب بحوالي 15 نبضة في
الدقيقة ومع تكرار هذا يصاب الشخص على المدى الطويل بالأزمات القلبية أو
توقف القلب في أسوأ الحالات.
أفلام الرعب والمرأة الحامل:
تؤثر
التغيرات العاطفية التي تعيشها المرأة الحامل على الجنين، لذلك يجب عليها
تجنب التوتر لأنه يمنع وصول الأكسجين إلى الجنين حتى تشعر باسترخاء العقل
الذي يعود على صحته.
كما يوصي الخبراء المرأة الحامل بتجنب جميع
المؤثرات التي يمكن أن تسبب التوتر ومنها أفلام الرعب والإثارة لأن الجنين
يشعر بنفس المشاعر التي تعيشها الأم، وقد تم إثبات هذا من خلال بعض الأبحاث
التي بينت أن الحامل عند مشاهدتها لأفلام ممتعة ستشعر بالسعادة والهدوء،
أما عندما تقضي ساعات في مشاهدة أفلام الرعب أو الأفلام الحزينة يكون
خلالها الجنين في حالة من الصمت، مما يضعفه نتيجة لتأثره واتباعه
للاضطرابات العاطفية التي تتعرض الأم لها.
وبالرغم من أنه لم يتم
التعرف على كيفية تعرف الجنين على التغيرات العاطفية التي تتعرض الأم لها،
إنما يشك الخبراء أن التغيرات الهرمونية الناجمة عن المشاعر التي تولد
أثناء الفيلم سوف تنقل بصورة غير مباشرة إلى الجنين.
وفي هذه
الأبحاث طلب من 10 نساء حوامل مشاهدة نوعين مختلفين من الأفلام، وكان اسم
أحدهما: (صوت الموسيقى) والآخر حزين وكان يدعى: (البطل)، ثم قام الخبراء
بتسجيل تحركات الجنين أثناء مشاهدة أمهاتهم لهذه الأفلام مستخدمين التصوير
بالموجات فوق الصوتية.
وتبين أن الأطفال الذين يولدون من أمهات متوترات يعانون من ضعف مستويات الذكاء لديهم والميل إلى فرط النشاط والمشكلات العاطفية.
هل لمشاهدة أفلام الرعب أي جوانب إيجابية؟
في
الواقع نعم، هناك جوانب إيجابية كثيرة لمشاهدة أفلام الرعب قد لا تتخيلها
لكنها شيء واقعي وحقيقي، فتعريض نفسك لشيء مخيف وخطير مع التحكم في الموقف
يعود عليك ببعض الإيجابيات التي تتمثل في:
- المساعدة على تعلم كيفية التعامل والنظر إلى المخاوف على أنها شيء يمكن التحكم به.
- تعتبر علاجا إدراكيا لكثير من أمراض الرهاب والقلق.
- مواجهة المخاوف من التصرفات المفيدة والصحيحة.
- تقوية العديد من الجوانب الحسية ومنها الرؤية.
- إسراع عملية الأيض.
- تشعرنا بمتعة كوننا على قيد الحياة.
- الخوف إشارة حقيقية لتعلم شيء جديد.
يحب
الناس حقا شعور الخوف أثناء مشاهدة أفلام الرعب وما بها من مشاهد تتساقط
خلالها قطرات الدماء أو اللقطات المثيرة للاشمئزاز والوجوه المخيفة وعندما
نقدم على شيء من هذا على سبيل التسلية، فهو مقبول بشرط أن لا تتعاطف مع
الحالات المصورة فيما تشاهد.