إن العواطف تلعب دوراً مهماً وحساساً في حياة الإنسان, وأهم دور لها هو التوجيه
والحركة التي تخلقه لدى الفرد, المحبة والخوف, الغضب والحقد, الفرح والحزن, كل
هذه الأمور لها أثر في الإنسان بحيث تؤثر على حركته ومقصده, فبدون العاطفة تصبح
الحياة مشلولة ولا معنى لها. فالبنت التي يكون لها أب لا يعبأ بالحياة ينام إلى
منتصف النهار دون الاكتراث بما يجري حوله, هذه البنت لو قدّر لها وتزوجت وأصبحت
مسئولة عن إدارة عائلة, فإنها سوف تبدأ العمل وهي تحمل شعوراً خاصّاً تجاه
أولادها وبيتها بحيث أنها لا تستلذ بالنوم ما لم تؤمن كل متطلبات البيت
والأولاد, وإذا ما مرض طفلها فإنها مستعدة لتقف بالقرب من السرير الذي يرقد فيه
طفلها المريض حتى الصباح بدون أن تفكر بالنوم ولو للحظة واحدة وذلك لتؤمن
لطفلها احتياجاته. إن كل هذه الممارسات تمليها عليها عواطفها تجاه طفلها وبيتها
وأسرتها.
إن العواطف لها الأثر في تأمين سبل العيش واستقرارها في المجالات الاجتماعية,
والسياسية, والاقتصادية والثقافية.
إن المواقف التي يتخذها الأفراد تجاه التعاليم الدينية أو حفظ الحدود والثغور
كلها نابعة من وجود نوع من العواطف, وكذلك فإن حفظ الفرد لنفسه من الخطر
والحوادث والابتعاد والوقاية من العوامل التي تسبب موته وفناءه كل ذلك له
ارتباط بالعواطف.