تحقيق-جمـال الكشكي ومحمـد زكـريا:
عزيزي المواطن: إنتبه جيدا.. فالتلوث يلاحقك داخل زجاجات المياه الغازية, فالتجارب الواقعية أثبتت أن بها سموما قاتلة لا تراعي حقوق المستهلك, ولا تحترم رقابة, ولا تضع في حساباتها آدمية المواطن, ولا تعترف بنظافة الأجهزة والآلات المستخدمة عند التصنيع. صارت زجاجات المياه الغازية بيئة صالحة لنمو الفطريات ومكانا آمنا للأسلاك والمسامير التي أكلها الصدأ, وتحللت بداخلها الأوراق البالية وبقايا القاذورات والحشرات التي تفتك بنا جميعا.
الكارثة أخطر مما تتعامل معها لا سيما أن الشكاوي عديدة وتحولت الي ظاهرة مخيفة داخل بيوتنا.
تحقيقات الأهرام تفتح ملف سموم المياه الغازية بعنوان يحمل رسالة الي المواطن الغلبان ويطرح معه علامات استفهام جديدة لعل أبرزها:
من يتحمل ثمن هذا الداء الذي يلاحقنا؟ وأين الجهات المنوطة بالحفاظ علي حقوق المستهلك؟ ومن يقف وراء جرأة أصحاب المصانع المنتجة؟! وأين توجد الرقابة؟! وما هي العقوبات الواجب تطبيقها وهل يتم الأخذ بها واقعيا؟!
بداية هذه الأسئلة وغيرها صارت ضيفا دائما داخل عقول المستهلكين فلا يمر يوم دون ضبط زجاجة متلبسة باحتواء مواد ملوثة وسامة, فحسب رواية السيدة ماي زين فإنها وجدت خلال أقل من شهر ثلاث زجاجات معبأة وجاهزة من المفترض أيضا أن تكون معقمة وجدت بها قطعا من الأسلاك الصدئة التي غير صدؤها لون المياه فبدلا من أنها صفراء باتت حمراء قاتمة, كما أن هذه السيدة لاتزال في حالة صدمة وفزع بالغين لاكتشافها هذه الأجسام الغريبة, إذ تؤكد أن ابنها كان علي وشك أن يتناولها لولا أن حالفها الحظ وتعلقت عيناها بهذه الأجسام الغريبة داخل الزجاجة.
نفس المشهد تحكيه أمال عبد الحي سيدة واهنة في العمر وتضرب كفيها علي أحوال الدنيا التي رأت أن أباطرة تجار هذه الأيام لا يرحمون البشر, ولا يراعون ضمائرهم في تقديم منتجاتهم, ولها تجربة غاية في القسوة فعندما وقفت لتروي ظمأها أمام أحد الأكشاك فوجئت بأن بقايا حشرة في فمها, وما إن فطنت لشيء غريب نظرت الي الزجاجة لتجد أجزاء أخري للحشرة داخل الزجاجة.
مسامير الموت
أما الواقعة الأكثر كارثية فهي تلك التي عاشها المواطن عماد عبد الحميد بمحافظة قنا عندما تم نقله الي المستشفي مصابا بحالة إغماء شديدة. كانت مفاجأة أصابت الأطباء بالذهول بعد أن أكدت اشاعة مقطعية وجود جسم غريب داخل معدته, وبعد استخراجه اكتشفوا أنه مسمار وقال المريض أنه فعلا شعر أثناء تناوله زجاجة مياه غازية بجسم صلب يمر من خلال حنجرته, ولم يستطع التحكم فيه, وبعدها لم يشعر بشيء.
بينما قصة مؤلمة أيضا تضمنها محضر تم تحريره بقسم شرطة إمبابة عندما فوجيء صاحب محال بقالة بزجاجة مياه غازية من إنتاج شركة كبري تحتوي علي حشرة تشبه ذيل الثعبان أما الواقعة الثانية لنفس المواطن فهي عندما وجد مشبك غسيل داخل الزجاجة.
ربما تكون هذه بعض النماذج التي تبعث الخوف بداخلنا وتجعلنا نبحث عن منقذ عاجل لكن ملفات محاضر أقسام البوليس, وقصص وحكايات الضحايا كثيرة وعديدة وتمثل ظاهرة لا تحتاج الي دليل.
الدكتورة زينب عوض الله رئيس الجمعية القومية لحماية المستهلك لم تنكر ذيوع ظاهرة وجود أجسام غريبة ومواد ملوثة داخل زجاجات المياه الغازية, وأرجعت ذلك إلي عدة أسباب في مقدمتها صراع الحيتان بين أصحاب صناعة المياه الغازية إذ يحاول كل طرف تشوية سمعة الآخر, أما بقية الأسباب ــ في رأي د. زينب عوض الله ــ فترجع إلي عدم وجود آليات للعمل بشكل دقيق ونظيف, وغياب التعقيم أو الغسيل الجيد للأواني المستخدمة في عمليات التشغيل, كما أن وجود ملوثات مثل الحشرات أو الفطريات أو الأسلاك الصدئة فهذا يتحمله غياب الرقابة والمتابعة من قبل المسئولين بهذه الشركات, فالابحاث والاستطلاعات التي أجريت علي بعض نماذج الزجاجات الملوثة حملت النتيجة لمراحل التشغيل التي يمربها الإنتاج, سواء نظافة الأواني أو نظافة العاملين أنفسهم, ولذا فإنه من الواجب أن تكون هناك عقوبات رادعة وسريعة من قبل الجهات المسئولة لتفعيل مبدأ حماية المستهلك طبقا للمواصفات المطلوبة لإنتاج المياه الغازية بدءا من مرحلة تعبئة المياه وحتي مرحلة طرحها بالأسواق, كما أن من الضروري أن تسهم جهات حماية المستهلك سواء الرسمية أو المدنية في توعية المواطن وكيفية التصرف عندما
يجد أجساما غريبة داخل زجاجة مياه غازية إذ يجب أن يتقدم بتحرير محضر يثبت من خلاله الحالة وذلك لدي الجهات الرقابية المسئولة, كل هذا يكون وسيلة رادعة لكل الشركات التي لاتفرض رقابة أو متابعة حقيقية علي منتجاتها.
شاهد عيان
عامل باحدي الشركات رفض ذكر اسمه يؤكد أن دائرة العمل ومراحل التنفيذ تحتمل بشكل كبير دخول أجسام غريبة داخل الزجاجة سواء تكون في الزجاجة وهي فارغة أو في المياه قبل تعبئتها, وضرورة العمل بسرعة والمتطلبات الانتاجية اليومية تفرض الإيقاع السريع الذي يحمل بداخله مخاطر تؤدي في النهاية إلي وجود مثل هذه الأجسام, ورغم أنها تكون حالات محدودة لكن لايمكن إنكارها.
وظاهرة الأجسام الغريبة داخل المياه الغازية ــ في رأي الدكتور نبيل عبد المقصود استاذ علاج السموم بطب القاهرة ــ تؤكد أن القائمين علي هذه الصناعة لايحترمون آدمية البشر, فوجود حشرات وبقايا أسلاك ومسامير تتسبب في بكتيريا وميكروبات تدمر الجهاز الهضمي في وقت قصير من عمر الانسان, كما أنها تقتل المناعة في الوقت نفسه يوجه د.عبد المقصود نداء إلي كل المواطنين بأن يتجهوا فور تعرضهم لشرب مياه غازية ملوثة إلي أحد مراكز السموم وإبلاغ الأطباء بالواقعة لتحليل المياه التي شرب منها وتحديد الميكروبات الموجودة بها للوصول إلي مضادات حيوية مناسبة لنوع الميكروبات كما أنه لابد أن ينتبه المواطنون إلي ذلك من خلال آلام البطن أو الاسهال أو الميول إلي قيء, كما يوجه د. عبد المقصود نفس النداء أيضا إلي العاملين وأصحاب المطاعم والأكشاك بأن يدققوا النظر في المنتجات التي يقدمونها إلي المستهلكين وأن يراعوا ضمائرهم بألايغضوا الطرف عن مثل هذه الأخطاء!
غير صحيـح
بعد عرض النماذج والتجارب الواقعية التي تثبت تلوث المياه الغازية, وبعد الاستماع إلي تحقيقين في حماية المستهلك, وأيضا مناقشة أطباء سموم حملنا هذه القضية وسألنا أحد المسئولين عن التسويق بإحدي الشركات فتهرب من الإجابة ورفض التعليق.
ملحوظة: انتهي التحقيق والقضية في أيدي جهاز حماية المستهلك, ونحن في الانتظار
الكارثة أخطر مما تتعامل معها لا سيما أن الشكاوي عديدة وتحولت الي ظاهرة مخيفة داخل بيوتنا.
تحقيقات الأهرام تفتح ملف سموم المياه الغازية بعنوان يحمل رسالة الي المواطن الغلبان ويطرح معه علامات استفهام جديدة لعل أبرزها:
من يتحمل ثمن هذا الداء الذي يلاحقنا؟ وأين الجهات المنوطة بالحفاظ علي حقوق المستهلك؟ ومن يقف وراء جرأة أصحاب المصانع المنتجة؟! وأين توجد الرقابة؟! وما هي العقوبات الواجب تطبيقها وهل يتم الأخذ بها واقعيا؟!
بداية هذه الأسئلة وغيرها صارت ضيفا دائما داخل عقول المستهلكين فلا يمر يوم دون ضبط زجاجة متلبسة باحتواء مواد ملوثة وسامة, فحسب رواية السيدة ماي زين فإنها وجدت خلال أقل من شهر ثلاث زجاجات معبأة وجاهزة من المفترض أيضا أن تكون معقمة وجدت بها قطعا من الأسلاك الصدئة التي غير صدؤها لون المياه فبدلا من أنها صفراء باتت حمراء قاتمة, كما أن هذه السيدة لاتزال في حالة صدمة وفزع بالغين لاكتشافها هذه الأجسام الغريبة, إذ تؤكد أن ابنها كان علي وشك أن يتناولها لولا أن حالفها الحظ وتعلقت عيناها بهذه الأجسام الغريبة داخل الزجاجة.
نفس المشهد تحكيه أمال عبد الحي سيدة واهنة في العمر وتضرب كفيها علي أحوال الدنيا التي رأت أن أباطرة تجار هذه الأيام لا يرحمون البشر, ولا يراعون ضمائرهم في تقديم منتجاتهم, ولها تجربة غاية في القسوة فعندما وقفت لتروي ظمأها أمام أحد الأكشاك فوجئت بأن بقايا حشرة في فمها, وما إن فطنت لشيء غريب نظرت الي الزجاجة لتجد أجزاء أخري للحشرة داخل الزجاجة.
مسامير الموت
أما الواقعة الأكثر كارثية فهي تلك التي عاشها المواطن عماد عبد الحميد بمحافظة قنا عندما تم نقله الي المستشفي مصابا بحالة إغماء شديدة. كانت مفاجأة أصابت الأطباء بالذهول بعد أن أكدت اشاعة مقطعية وجود جسم غريب داخل معدته, وبعد استخراجه اكتشفوا أنه مسمار وقال المريض أنه فعلا شعر أثناء تناوله زجاجة مياه غازية بجسم صلب يمر من خلال حنجرته, ولم يستطع التحكم فيه, وبعدها لم يشعر بشيء.
بينما قصة مؤلمة أيضا تضمنها محضر تم تحريره بقسم شرطة إمبابة عندما فوجيء صاحب محال بقالة بزجاجة مياه غازية من إنتاج شركة كبري تحتوي علي حشرة تشبه ذيل الثعبان أما الواقعة الثانية لنفس المواطن فهي عندما وجد مشبك غسيل داخل الزجاجة.
ربما تكون هذه بعض النماذج التي تبعث الخوف بداخلنا وتجعلنا نبحث عن منقذ عاجل لكن ملفات محاضر أقسام البوليس, وقصص وحكايات الضحايا كثيرة وعديدة وتمثل ظاهرة لا تحتاج الي دليل.
الدكتورة زينب عوض الله رئيس الجمعية القومية لحماية المستهلك لم تنكر ذيوع ظاهرة وجود أجسام غريبة ومواد ملوثة داخل زجاجات المياه الغازية, وأرجعت ذلك إلي عدة أسباب في مقدمتها صراع الحيتان بين أصحاب صناعة المياه الغازية إذ يحاول كل طرف تشوية سمعة الآخر, أما بقية الأسباب ــ في رأي د. زينب عوض الله ــ فترجع إلي عدم وجود آليات للعمل بشكل دقيق ونظيف, وغياب التعقيم أو الغسيل الجيد للأواني المستخدمة في عمليات التشغيل, كما أن وجود ملوثات مثل الحشرات أو الفطريات أو الأسلاك الصدئة فهذا يتحمله غياب الرقابة والمتابعة من قبل المسئولين بهذه الشركات, فالابحاث والاستطلاعات التي أجريت علي بعض نماذج الزجاجات الملوثة حملت النتيجة لمراحل التشغيل التي يمربها الإنتاج, سواء نظافة الأواني أو نظافة العاملين أنفسهم, ولذا فإنه من الواجب أن تكون هناك عقوبات رادعة وسريعة من قبل الجهات المسئولة لتفعيل مبدأ حماية المستهلك طبقا للمواصفات المطلوبة لإنتاج المياه الغازية بدءا من مرحلة تعبئة المياه وحتي مرحلة طرحها بالأسواق, كما أن من الضروري أن تسهم جهات حماية المستهلك سواء الرسمية أو المدنية في توعية المواطن وكيفية التصرف عندما
يجد أجساما غريبة داخل زجاجة مياه غازية إذ يجب أن يتقدم بتحرير محضر يثبت من خلاله الحالة وذلك لدي الجهات الرقابية المسئولة, كل هذا يكون وسيلة رادعة لكل الشركات التي لاتفرض رقابة أو متابعة حقيقية علي منتجاتها.
شاهد عيان
عامل باحدي الشركات رفض ذكر اسمه يؤكد أن دائرة العمل ومراحل التنفيذ تحتمل بشكل كبير دخول أجسام غريبة داخل الزجاجة سواء تكون في الزجاجة وهي فارغة أو في المياه قبل تعبئتها, وضرورة العمل بسرعة والمتطلبات الانتاجية اليومية تفرض الإيقاع السريع الذي يحمل بداخله مخاطر تؤدي في النهاية إلي وجود مثل هذه الأجسام, ورغم أنها تكون حالات محدودة لكن لايمكن إنكارها.
وظاهرة الأجسام الغريبة داخل المياه الغازية ــ في رأي الدكتور نبيل عبد المقصود استاذ علاج السموم بطب القاهرة ــ تؤكد أن القائمين علي هذه الصناعة لايحترمون آدمية البشر, فوجود حشرات وبقايا أسلاك ومسامير تتسبب في بكتيريا وميكروبات تدمر الجهاز الهضمي في وقت قصير من عمر الانسان, كما أنها تقتل المناعة في الوقت نفسه يوجه د.عبد المقصود نداء إلي كل المواطنين بأن يتجهوا فور تعرضهم لشرب مياه غازية ملوثة إلي أحد مراكز السموم وإبلاغ الأطباء بالواقعة لتحليل المياه التي شرب منها وتحديد الميكروبات الموجودة بها للوصول إلي مضادات حيوية مناسبة لنوع الميكروبات كما أنه لابد أن ينتبه المواطنون إلي ذلك من خلال آلام البطن أو الاسهال أو الميول إلي قيء, كما يوجه د. عبد المقصود نفس النداء أيضا إلي العاملين وأصحاب المطاعم والأكشاك بأن يدققوا النظر في المنتجات التي يقدمونها إلي المستهلكين وأن يراعوا ضمائرهم بألايغضوا الطرف عن مثل هذه الأخطاء!
غير صحيـح
بعد عرض النماذج والتجارب الواقعية التي تثبت تلوث المياه الغازية, وبعد الاستماع إلي تحقيقين في حماية المستهلك, وأيضا مناقشة أطباء سموم حملنا هذه القضية وسألنا أحد المسئولين عن التسويق بإحدي الشركات فتهرب من الإجابة ورفض التعليق.
ملحوظة: انتهي التحقيق والقضية في أيدي جهاز حماية المستهلك, ونحن في الانتظار