بسم الله الرحمن الرحيم
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
عباد الله : في هذه الأيام تتوجه القلوب وترنو الأبصار وتتأجج الأشواق ويزداد الحنين، إلى البيت العتيق والمشاعر المقدسة إلى عرفة والمزدلفة , ومنى والملتزم والحطيم وزمزم , إنها المشاعر التي حركت المشاعر فنطق وجدان الشاعر:
أشواقنا نحو الحجـاز تطلعـت * كحنين مغترب إلى الأوطـان |
إن الطيور وإن قصصت جناحها * تسمو بفطرتها إلى الطيـران |
وقال الآخر:
يا راحلين إلـى منـى بقيـادي * هيجتمُ يوم الرحيل فـؤادي |
سرتم وسار دليلكم يا وحشتي * الشوق أقلقني وصوت الحادي |
قال تعالى : "وَأَذِّنْ فِي النَّاسِ بِالْحَجِّ يَأْتُوكَ رِجَالًا وَعَلَى كُلِّ ضَامِرٍ يَأْتِينَ مِنْ كُلِّ فَجٍّ عَمِيقٍ"
وقوله تعالى " وأذن في الناس بالحج " أي ناد في الناس بالحج يا ابراهيم
قال : يا رب كيف أبلغ الناس وصوتي لا ينفذهم !!
فقال : ناد وعلينا البلاغ , فقام على مقام إبراهيم وقيل على الحجر , وقيل على الصفا , وقيل على جبل أبي قُبَيس , وقال يا أيها الناسُ إن ربكم قد اتخذ بيتاً فحجوه ..
فيقال إن الجبال تواضعت حتى بلغ الصوت أرجاء الأرض , وأسمع مَنْ في الأرحام والأصلاب, وأجابهُ كُلُ شئٍ من حجرٍ ومدرٍ وشجرٍ, ومَنْ كتب الله أن يحج إلى يوم القيامة : لبيك اللهم لبيك لبيك لاشريك لك لبيك إن الحمد لله والنعمة لك والملك لاشريك ..