أنا خائفة ..
أريد مغادرة جدّة بالفعل !
هذه الكارثة جعلتني أقرأ تفاصيل أكبر عن الجنون البيئي والتلوث الَّذي نعيش وسطه ..
تبًا للذكريات والعواطف والمولات والسنين الجميلة !!
أريد مغادرة جدّة إلى أيّ مكان ، أريد تنّفس هواءٍ نظيفِ لا أكثر ..
جدّة تشبه عجوزًا تحتضر ، زينّوها بمكياج الأضواء والعمائر والأسواق والمزارات الترفيهية ، لكنّ ” الأضواء ” لا تصلح ما أفسده الدهر !
اكتشفتُ بأنّ جدّة الَّتي أحبّها كذبت عليّ ! فهي ملوثة ومسممّة حتّى نخاع البحر ..
كلاّ ! لا تفهموني خطأً .. لا تقولوا بأنّ كارثة مثل هذه يجب ألاّ تجعلنا نخسر ولاءنا لجدّة ، إنّ ولاءنا لجدّة هو ما يجعلنا نستشعر الخطر ونحسّ به ..
هو ليس مجرّد ” سيول ” وأمطار شديدة فحسب – وما هي بشديدة – ، الأمر أفظع وأمرّ ، الأمر مرعبٌ فعلاً !
.
.
اللهمّ لكَ الحمد حتّى ترضا ولك الحمد إذا رضيت ولك الحمد بعد الرضا
يا ربّ ، بعد هذه الكارثة ، كلّ أحبابي ما زالوا بخير .. وأنا ما زلتُ اتنفس يا الله ، فلك الحمد ملء السماوات وملء الأرض وملء ما بينهما
يا ربّ ، المئات ماتوا في جدّة ، رحلوا ، تركوا أحبابهم على عتبات العيد .. وأنا لم أمت يا الله ، هذا يعني لي الشيء الكثير ، أشعر بأنّك تمنحني فرصةً أخرى وحياةً اخرى ..
يا ربّ ، ما زلنا ساخطين على الأقدار ، نغضب لأشياء تافهة جدًا .. السيول وحدها من علمتنا أنّنا نعيش في نعيمٍ وفرح وسعادة ، وأنّ الحزن شعورٌ أكبر ممّا تتخيّله الأقلام والصور !
يا ربّ ، إن لم يكن الخير في أن أعيش في جدّة ، فخذني بعيدًا عنها .. خذني لمكانٍ لم تعبث به البشر ، لم تقتله بعد ، خذني لمكانٍ أتنفس فيه هواءًا ” آمنًا ” !
أنا حزينة يا ربّ
وخائفة جدًا ، خاااائفة .. فكن معي ومعهم