عندما تأتي الأفكار .. تأتي تباعًا ، وحينها تخونني الأحبار فتتجمَّد في مخابئها ، وتتسارع عقارب الساعات فيصبح الزمن ضيّقًا حرجًا ، أحاول إيجاد وسيلةٍ سريعة للكتابة : حائط ، كرسي ، كتاب التصميم المنطقي ، ملاحظات جوالي .. إلخ ، ولا أمل !
أقنعني بأنّ الأفكار سوف تنتظرني ، وأنسى بأنَّ ذاكرتي هي سطحٌ آيلٌ للإنهيار ، تتساقط منه الأفكار والمهام والكلمات حتَّى قبل أن تحسن الجلوس !!
والآن ، ها أنا ذا .. أجلس على قارعة صفحةٍ بيضاء ، وأضع عقلي مثل علبة بازيلاء قديمة تستقبل تبرعات الأفكار الراحلة
.
.
في الصيف الماضي – أتذكر – عمِّدتُ إلى هاتفي الجوال وسجلتُ فيه 7 عناوين لمقالات أرغب بكتابتها ولم يتوفر لي الوقت نظرًا لظروفي .
وكنتُ أسترجع العناوين دومًا وأتأمَّلها بحماسٍ وأشتاق لاقترافها جدًا ، فجأةً لم تعد تكفيني مساحة الملاحظات في جوَّالي ، حذفتُ العناوين ببرود وأقنعتُ نفسي بأنَّني حفظتُها تمامًا ومن المستحيل عليّ نسيانها .
ندمتُ على فعل ذلك الآن ، أحتاج إلى عناوين للكتابة ، أحتاج لأفكار ، لألم .. لأي داهية أو فرح أو طفل لأكتب عنه !