حقوق الإنسان والتربية على
المواطنة.
التوطئة :
1- طرح
الإشكالية من الأبعادالمفاهيمية ، والتاريخية ،ثم السوسيولوجية.
2- مفهوم
المواطنة.
3- مفهوم
حقوق الإنسان .
4- التربية
على المواطنة وحقوق الإنسان ، بين الفضاء المدرسي والمحيط الإجتماعي.
5- الآفاق
الاستشرافية ،حول التربية على المواطنة وحقوق الإنسان ،من الواقع المغربي والعربي.
من المعلوم أن التربية عبر تاريخها عرفت تطورات
مهمة ،لامست من خلالها التجديد والبحث
رغبة في إحداث الوضعيات والظروف التربوية السليمة
التي توصلنا إلى إقامة علوم بحثة ، مثل السيكولوجيا والسيكوسوسيولوجيا
،والسيكوبيداغوجيا ،وغيرها من ضروب سوسيولوجية التربية وغيرها من التخصصات
المتعددة التي ترتبط بالتربية والتعليم.
من أهم ما حصل فى التربية في العصر الحديث
،المؤسس للمجتمع الحديث ،التوجه نحو اعتبار التربية استثمار للرأس المال البشري.
فالإنسان هو أهم ثروة ،لما يطبع هذه الثروة البشرية من أهمية لم تنتبه غليها سوى
المجتمعات التي توفقت في الغستثمار عبر التعليم والتكوين ،عبر مجموعة من الكفايات
والإتجاهات ،التي أعطيت للتربية في المجتمعات الحديثة
فأصبحت تحتل المكانة المتميزة ،ضمن مجال الإقتصاد،لتصبح
المنظورالإستثماري المهيمن
على مجموع الخطابات التربوية .
هذا الوضع الذي شهد تحولا على مستوى الدول
الغربية المتقدمة، ظل يراوح مكانه في المجتمع العربي ،الذي عرف تأخرا على مستوى
التعزيز ،لالشيء سوى كون الشعوب العربية كانت تعيش تحت وطأة أنظمة استمدت مقومات
الحقوق من مرجعيات غير ديمقراطية ،وأبعدت عن أبناء مجتمعاتها كل الوسائل القمينة
بانعتاق الإنسان ،أو العمل على سن المواثيق والشرائع الدستورية والحقوقية التي
تنصف الإنساتن في أعلى صور الكرامة الإنسانية التي منحها له الخالق.
وقد عرفت بلادنا تطورا مضطردا في سبيل التأصيل
الفعلي للثقافة الحقوقية من المقاربات الإصلاحية ،واحتلت مبادئ حقوق الإنسان
،والقيم الفضلى للمواطنة مكانة مركزية ضمن روح
ومنظور التوجه الديموقراطي ،في زمن المصالحة
معالذات ،وتقويم الأسس التي تجعلها تنأى عن المعاودة والحنين إلى الماضي المؤلم.
لنعد إلى المجال المفاهيمي لنحدد المادة موضوع
الدرس ،ولنتناول حقوق الإنسان في ارتباطها بالعناصر المكونة للعملية التعليمية
التعلمية . أي المتعلم ،والاستاذ ،والمادة .
ولنبدأ بالعنصر الأخير، أي المادة التي هي في
ماهيتها ،مجموعة من الشبكات العلائقية والتي تربطها منطلقات ومحطات تاريخية تفاعلت
بفعل عوامل تاريخية ،واندمجت من بوثقة قيمية ،دينيةوإنسانية ،وطورتها حقول من
العلوم الإنسانية التي غذتها ،لتصبها في قوالب قابلة للإنجاز والتمثل والأجرأة
داخل الأوساط التي تعدم القيم النبيلة .
ولقد كان للإعلان العالمي لحقوق الإنسان ،الذي
أقرته الجمعية العامة للأمم المتحدة في :10/12/1948 فالإيجابيات التي يمثلها هذا
الغعلان العالمي ،جاء بعد معاناة الإنسان في بقاع العالم،من الاضطهاد ،والقمع
،وسلب الحقوق والثروات ،والعتداءات المتعددة. فكانت المرجعية الإطار الانسب للتمسك
بالمشروعية ،وتكريم الإنسان ،من منطلق حقول إيجابية ،ترسخ مفهوم الحقوق ،ومفهوم
الحرية ،ومفهوم المساواة ...إلخ.
لابد من رسم تصور عملي لايبقي المفاهيم الخاصة
بحقوق الإنسان وفق أجرأة عملية ليس بالطرح السلبي بل بالتأسيس،والتشبع والإستبطان
،وتحقيق كفايات نوعية تصرّفها المواد الحاملة التالية: التربية الإسلامية –
الإجتماعيات –الفلسفة – اللغات والآداب –والعلوم الطبيعية.
هذه الموادالحاملة تستهدف بلوغ أهداف جد متطورة
تصل إلى كفايات ممتدة في الحقول التالية: 1-
/ الحياة الإجتماعية .
2- /
الحياة الفردية .
3- /
الحياةالسياسية.
4- /
الحياة المدرسية .
5- /الحياة الثقافية
6-
/الحياة..............
يبقى الإتجاه الذي ستنهجه علاقة الفرد بمحيطه وفق
التصيف المرتبط بالمحيط الأسري،والمحيط الإجتماعي ،والمحيط الطبيعي .
بعد التعرض للبعد التاريخي والبعد المفاهيمي الذي
تمت الإشارة إليه من باب الإستئناس،لابد من الوصول إلى تصور يقرب مفاهيم حقوق
الإنسان على مستوى المناهج ،والبرامج حتى تتوضح الصورة بشكل يجعلها في متناول كل
مهتم.[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة]
1)
1- المادة
الدراسية : القراءة –التربية على المواطنة –الفلسفة – التربية الإسلامية.
2- الكلمات
والمفردات المبلورة للمفهوم( نص موات لدراسة المفهوم مثلا: الحق في التعلم )
3- المفهوم
: الحق في : الحرية –التنقل – الحياة –العيش الكريم –التعلم –التطبيب –العمل.........إلخ
4- الإطار
الذي يعالج فيه المفهوم : اجتماعي ،ثقافي ،أسري ،مدرسي........إلخ
5- الإتجاه
الذي يعالجه المفهوم: علاقة الفرد بمجتمعه ،فكر الفرد ،علاقته بمدرسته.
ألايمكننا التساؤل هل نقدم هذه المفاهيم المجردة
دون إخضاعها للتعلم ضمن وضعيات ،ترسخها وتجعل المتعلم بطبيعة الحال بتقبلها،مع احترام الزمن المعرفي للمتعلم في
تناسبه مع عمر المتعلم .
وبانطلاقنا من مبدإ الحاجة ،مع التكييف والضبط
الذاتي ،وذلك بالتدرج الزمني الذي لايغرق المتعلم في مجموعة من المفاهيم المجردة
التي تغيب عنها تمثلاته حول موضوع المعرفة ،بل ينبغيى وفق التفاعل الثلاثي الذي
اشرت إليه سابقا .
وبما أن المادة هي ذات طبيعة قيمية تستمد
مرجعيتها من القيم الدينية والحضارية ،والهوية في أعلى تجلياتها الوطنية والعالمية
،فالخطابات التي يكثر فيها الإملاء ،والنهي ،والمنع ،تبقى عديمة الجدوى ،ولنا في
الكتاب الأبيض الذي أطر المرجعية الوطنية للتربية على حقوق الإنسان مايغني ويفيد
كل مهتم.ولأجل ذلك تبلور التصور الإجرائي لمنهاج التربية على المواطنة،والذي يعتبر
مجالا متقدما مستمد من عدة مرجعيات لم تكن منعدمة في المناهج المغربية ،لكنها
طوّرتبأساليب تعتمد المواكبة المتطورة المنفتحة علىالعام في نظرة استشرافية توطد
وتكسب المتعلم سلوكات وقيم المواطنة ،وف سيرورة متكيفة مع المستوى العمري للمتعلم
ولأجرأة هذه المبادئ ،والقيم ضمن المناهجالحالية
لمادة التربية على المواطنةكما أن الإمكانية غدت ضرورية لدمج مبادئ مدونة الاسرة
،في البرامج المستقبلية دعما وتعزيزا لتلك المفاهيم .
فإذا كانت التربية على المواطنة تتلخص في :
- الجهود التي تقوم بها المدرسة والمجتمع والجهات
المسؤولة عن قطاع التربية إقليمية ،أوجهوية ،أومركزيةكلها مجتمعة لمخرجات متشبعة
وواعية بإنسانيتها ،ووعيها الوطني ،وفق نهج يكسبها الحقوق ويلزمها بالواجبات ،تجاه
الذات ،والأسرة ،والمجتمع. وهذه هي الكفايات المستعرضة التي تتوق المناهج الوطنية
لتحقيقها .
ويتوخى المنهاج الحالي للتربية على المواطنة القدرات
والكفايات التالية:
1- تنمية
القدرات الشخصية لتعزيز الإستقلالية.
2- تنمية
قدرات مرتبطة بالحياة الإجتماعية .
3- تنمية
قدرات مرتبطةبالمشاركة المواطنة .
4- إكساب
مفاهيم وقيم أساسية والوعي بدلالاتها وبما تمليه من حقوق وواجبات:
الكرامة – الحرية – المساواة – العدل – التضامن – التسامح – الديمقراطية -
.......
هذه القيم والمفاهيم ستحمل المتعلم على الوعي بالختيارات المسؤولة ،والقدرة
على حل المشاكل والنزاعات . كما أنها ترسخ الوعي بالحقوق والواجبات .
وقدنجد في الإتفاقيات والمواثيق الدولية وقيمنا الدينية والحضارية المرجعية
لجعل المتعلمين والمتعلمات يتفاعلون معها في الفضاءات والتجمعات ،وفق اختيارات
واعية ،تصرف لتوطيد قيم المساواة والديمقراطية ،وغيرها من القيم النبيلة التي تسعى
إلى تكريم الغنسان المغربي من خلال الصورة التي يحملها المتعلم المغربي عن تعلماته
القيمية المستبطة والمتجلية في مخرجات التعليم التي نتوق لها مستقبلا. كما أن في
الإيجابيات التي تحملها المبادرة الوطنية للتنمية البشرية ما يساعد على اتشراء هذه
المبادئ التي تواكبها النهضة الحقوقية التي تستشرف الغد الواعد في الوطن
العربي،والذي يعد المغرب أحد أجزائه المبادرة ،والسباقة إلى الإصلاح والتجديد
الهيكلي والتنظيمي.