هل أنت محّنك في التعامل مع الإشاعات؟
يتواجد المحنّكون المكتبيون في كل مكان عمل تقريباً، وسواء كنت تعمل في شركة صغيرة أم شركة كبيرة، فإن صراع القوى الداخلية تتصاعد بشكل غير مرئي، مع ذلك لا يحتاج الوضع منك أن تكون مديراً مؤثراً لتتقدم.
عليك ببساطة أن تتعلم كيف تجدف في المياه المظلمة، ونستعرض فيما يلي ثلاث مشكلات أساسية في مكان العمل، وكيف تتعامل معها بكل هدوء وتهذيب.
سؤال: أحاول دائماً أن أتجنب الوقوع في فخ ترويج الإشاعات، وتناقلها إلا أن الأفراد من حولي يسعون دائماً إلى توريطي في القيل والقال، والجدل الفارغ وتناقل الأخبار والثرثرة والإشاعات المغرضة في كثير من الأحيان، كيف يمكنني أن أتعامل مع وضع كهذا؟
الجواب: قد يكون المحاور الهادئ الأعصاب سيفاً ذو حدين. المهارة هنا تتمثل في قدرتك على تقييم الوضع: أن تدرك متى تستمع ومتى تقاطع ومتى تغادر!
الوجه الإيجابي للمشاركة في جلسة كهذه هو أن هذا الثرثار أو مصدر المعلومات السري أو مصدر الإشاعات يمكن أن يساعدك في معرفة التيارات السياسية الداخلية للشركة والقواعد غير المكتوبة التي تسير عليها، ففي حين أنك تتلقى أخبار إندماج الشركة بشركة أخرى بشيء من الشك والارتياب، فإن بقاءك في دائرة المعلومات المتاحة أمر جيد.
لا بأس في الاستماع ما دمت خارج إطار "إذكاء نار" الإشاعات، ولا تتعاطى بمعلومات وهمية أو كاذبة لا أساس لها.
احرص أن لا تتورط في أحاديث غير محترمة تهبط بالمجلس والجالسين إلى مستوى غير لائق.
إذا كان أحدهم يريد أن يمضي في سرد مساوئ منافس له لغرض في نفسه فأنت لست مضطراً لتكون أحد المتآمرين!
سؤال: أنا موظف مخلص ومجدّ في عملي، إلا أن مديري يمارس لعبة التفضيل (المحسوبية) بين الزملاء فيعطي الامتيازات لموظفين معينين معروف عنهم تقربهم ومحاباتهم للمدير، كيف أتصرف؟
الجواب: تماماً كما هو الحال مع السياسيين، يسعى المدراء إلى تشكيل حزب من الحلفاء والمناصرين.
عليك أن لا تفترض أوتوماتيكياً أنك ضحية لسياسة التفضيل، وقبل أن تندب حظّك تأكد من أنك قد نقلت رغبتك في الحصول على مسؤوليات أكبر من تلك التي أوكلت إليك إلى مديرك المباشر.
من الممكن أن يكون مديرك بانتظار هذه الخطوة.. بانتظار مبادرتك.
إذا كنت قد عرضت طموحاتك بشكل واضح وصريح، اسأل مديرك عن خطوات محددة تحتاج إلى سلوكها لكي تترفع في الرتبة الوظيفية.
وبالتالي في المسؤوليات المناطة، اضبط أعصابك وحافظ على إيجابيتك في المحادثات التي تجريها في هذا الشأن مع مديرك، على سبيل المثال ركز على رغبتك في التطور والترقية وليس على ما تعانيه من إحباط من جراء ما تلمسه من تفرقة بسبب سياسة التفضيل، وتذكر أن إغفالك لسبب تهميشك وتبنيك لفكرة "إن هذا العنب حامض"، لن يفيدك شيئاً بل أنك ستعاني من آثارها السلبية.
سؤال: يبدو أحد أصدقائي متحفزاً دائماً للنيل مني، فكلما سنحت له الفرصة تصرف بشكل يظهرني بمظهر العامل السيء، كيف أتعامل مع شخص كهذا؟
الجواب: للأسف، العديد من الخبراء يواجهون زميلاً سيئاً كهذا.. واحداً على الأقل في مرحلة من مراحل حياتهم العملية، إذا كان هناك من يحبطك عن عمد يمكنك أن تواجه ذلك بعدة طرق:
- أحد الخيارات هو أن تسحب هذا الشخص جانباً وتسأله لماذا يتصرف بهذا الشكل، وما سبب هذه السلوكيات المسيئة؟ كن محدداً بكلامك وإذا اقتضى الأمر تعرض لمواقف معينة، ولكن انتبه أن لا يأخذ حديثك منحى الاتهام المباشر.
لا تدع عواطفك تتحكم بك. اترك للطرف الآخر فرصة لشرح موقفه فهذا ربما يساعد في تصفية الجو من عوامل التوتر التي تشحنه.
إذا وجدت أن الأمر ميؤوس منه أعلن بصوت واثق أنك لا تسمح لأحد أن ينال من سمعتك!
- عندما تشعر أن الأمر خطير، وأن مواجهة زميلك لا طائل من ورائه، أي لا فائدة منه، اعمد إلى توثيق سلوكياته، وإلى جمع دلائل ملموسة على سوء تصرفه، فهذا يدعم ادعاءاتك ويبرهن على أثر هذه السلوكيات في تدهور أدائك.
بعد ذلك ضع الأمر بين يدي مدراءك والمشرفين عليك بطريقة موضوعية واحترافية، مهمتك هنا ليست التذمر والتشكي والتجريح بزميلك، مهمتك أن تضع مدرائك في الصورة، وتشرح لهم مدى تأثير سلوكيات شخص كهذا على إنتاجية الشركة، فلو كان مديرك يهتم بتنقية بيئة العمل لديه من كل ما يعكر صفو أخلاقيات العمل وأدائه فلا بد وأن يتوجه لمعالجة الأمر.
من المؤكد أن حالات كهذه لا تكون فريدة ومحددة، ولا يكون التعامل معها بأسلوب واحد ومحدد، لأن كل ذلك يتعلق بالوضع الذي تجد نفسك فيه، وكل وضع كما تقول التجارب له بصمته الخاصة!
كما أن شريحة الأشخاص الذين تتعامل معهم تختلف من مكان عمل لآخر حتى ولو تماثلت الأوضاع.
ومع ذلك، تبقى القاعدة العامة للتعامل مع سلبيات كهذه ثابتة نوعاً ما: ترفّع عن مستوى الشجار، كن موضوعياً، محترماً، محترفاً، دبلوماسياً.
وأنا أقول، مارس ذكاءك الاجتماعي![right]