حبيبتي غابت شمسُكـِ عني
فاللدنيا العتيقة ... أشدو
بالغناء والألحان والتجلي
أنت ِ .. مِنى
ولستُ بالعشقـِ أتمتم أو أغني
فها هي الأقدار شاءت تمتحنى
كيف حال الهوي؟
فالبعاد يمتهنى
كيف صارت العقارب ؟
فالساعات كالنيران تلتهمني
والأمانى الحائرات عند الليل تنتظرنى
مالي والسكون يُقبحُ وجهه في .. لأنى
وحدى في دروب الكون
فحبيبتي غابت شمسُها عني
فهل تسمعين نداء العشق مِني ؟
هل تنظرين في حنايا قلبي ؟
لترين كيف تـُرسم العروق ؟
فأسمكـِ حُفر بعروقي
وأطيافكـِ تحتضني
فكيف أهرب من سكون الليل
والزمن المهيب؟
كيف يشفي القلب
بالقدر المريب؟
إني في وجودكـِ قمري
لا أهيب
إنى في غيابكـِ
روحي عن الدنيا تغيب
إذا ما دعاني
حبوتُ إليه كطفلـٍ رضيع
وأحسستُ أني ولدتُ حديثـــًا
وأيام عمري غدت في ربيع
سرقت صبايْ وملكت قوايْ
وكانت مـُدادًا كسد منيع
رحلتُ إليها من غير حزر
فكانت بعيني ملاكــًا بريئــًا
وكانت بوصفي جمالاً بديع
فماذا أقول
وقد كنتُ دومـًا أخشي عليها
من نفس حاقد
من زيف جاشع
من برد قارص في وقت السقيع
وماذا أقول وقلتُ كثيرًا
فعند الصباح رأيتكـِ في الضوء
ذرات شوق أبت أن تضيع
رأيتــُـكـِ حـُــسنــًا
رأيتــُـكـِ طــُــهرًا
رأيتــُـكـِ زهرًا ووردٍ ينيع
وفي الليل كنتُ ألقاكـِ دومــًا
شعاعــًا مضيئـــًا وحمــلاً وديع
وصارت بقلبي بقايا حريق
وقد لاح في الأفــق صمتُ الحكايا
وقد صرتُ وحدي في نفس الطريق
لعلي أراها وأسمع نداها
فإنى أراها شـــذ ًا من رحيق
فمهما أفترقنا
ومهما رحلنا
فإني أراكـِ في قمم السحــاب
قمرًا جميـــلاً
وزمنــًا جليـــلاً
وحُــلمـًا فريدًا فنعم الرفيق !
ومهما حزنـّا ومهما شجنـّا
فغدًا قد نعودُ بكلـِ البريق
فإن كنتُ وحدي وقلبي عليل
وإن كان دربُ الأمانى طويل
فماذا سيفعلُ نبضي الغريق
وستبقي الذكري عالقة
وسنبقي نحنُ الأحيــاء
نرسمُ من الشوقـِ ألوانــًا
نكتـُـب في الصحفـِ قصائدنـا
ننثر علي الورقـِ مشاعرنـا
ليتعلم منـّا الأدبـــاء
فالعشقـِ دروبـٍ نسلـِكه
نمشي وهوانـّا يُطيبـه
لكى نحيىّ دومــًا سعــداء
قـد نسطر نهرًا من الكلمات
من نبع القلبِ من الغرفات
بستان مشاعر يحوينا
لكي نبقىّ نحنُ الشعراء
ووجدتُ يدكـِ في يدي
لغدوتُ بالأحلامـِ
فوق الأفـق البعيــد
فهذا يوم مولدي
إني يا عمري أمام عينيــكـِ
بالخطايا أهتــــدي
إنى أراكــِ في عيونـِ الناس
أراكــِ في أفـق السماء
أراكــِ قبلة معبدي
فهل بالكلمات عرفتـِ مقصدي
فإن زارنـّا الشوق يومـًا وناديّ
فبالشوقـِ نحييّ لهذا الموعــدِ
فلا تحرميني حبيبتــى من غدي
علي الطرقاتـِ
وعيونُ النــاسـِ ترقــُـبـُـني والقلب
حائرٌ فيه النبضاتـِ
وقد طاف القلب يتعربـد
كـسـكـير ٍ .. يبحثُ عن حـانــاتـِ
أغـدو من درب إلي درب
أمشيّ تـتـرنــحُ بيّ الخطواتـِ
في هذا الدرب كان لقانا
كنا نهــيــم
كنا ندواي الجرح بالكلمــاتـِ
وفي هذا الدرب كان رحيلٌ
فهنا ودعـت حـُلم حياتي
إني أخاف أن تجمع بنا الأيام
ونتذكر اللحظات والعبراتـِ
ويأتى الرحيل إلينا يشـُـدنا
فيزيدُ خوفى من فراقـٍ آتـِ
فماذا أقول
سأقول فراقــُـكـِ يقتلنى
والصمت الحائر
مقتولٌ مثل الكلماتـِ
فيضيع العمرُ ولا أدري
أحيــاء نحـنُ ام أمواتُ ؟