بسم الله الرحمن الرحيم
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
تعلقت به فكيف أنساه!
السؤال
أنا أحب شخص وهو يحبني، وقررنا أن نبتعد عن بعض، ولكن لا أدري كيف أستطيع أن أنساه.. أرشدوني ماذا أفعل؟
يجيب عليها عبير عبد الرحيم الدسوقي
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
تعلقت به فكيف أنساه!
السؤال
أنا أحب شخص وهو يحبني، وقررنا أن نبتعد عن بعض، ولكن لا أدري كيف أستطيع أن أنساه.. أرشدوني ماذا أفعل؟
يجيب عليها عبير عبد الرحيم الدسوقي
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته..
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله محمد -سلم- ثم أما بعد:
أختي السائلة الكريمة:
أناديكِ يا سليلة العفيفات الطاهرات: أحب بداية أن أمتدح فيك هذه الصراحة التي نفقدها في كثير من فتياتنا، ولا أخفيك سرًا أن هذه العلاقات السائدة بين شبابنا وبناتنا تمثل من وقت لآخر ناقوس خطر للأمة الكريمة.
ولا أنكر عليك هذه العاطفة، فتلك فطرة (فطر الناس عليها) هي فطرة إنسانية فُطِرنا عليها، ولكننا يا فتاتي لا نسير حسب ما تمليه الأهواء علينا إلا إذا كانت مطواعة لشرع الله.
وكلامي هذا أسوقه إليك لأني سأبني عليه -كأساس- ما أريد أن أبذله لك من نصائح ستعينك على نسيان ما تسمينه حبيبك، ونسيان ما أسميتيه حبًّا، فالنسيان ولله الحمد نعمة من الله وفضل، حيث قال الرسول الكريم -سلم- "رفع عن أمتي الخطأ والنسيان وما استكرهوا عليه".
وأحب قبل أن ندخل في موضوعنا أن تجيبي بنفسك لنفسك على هذه الأسئلة لتعرفي من أنت وماذا تريدين؟
- هل أعرف نفسي جيدا؟
- هل أعرف أهدافي في الحياة؟
- هل أعيش سعيدة في الحياة؟ وما هي السعادة؟
- هل أتمنى أن أكون خالية من الأمراض الفكرية والجسمية والنفسية؟
- هل أسعى دوما لتحقيق ما يرضي الله ولا يغضبه؟
- هل أود التحلي بالخلق الطيب والقيم الصالحة؟
- هل أتمنى العيش مع الآخرين بحب حقيقي؟
فإذا كانت طموحاتك محققة بالفعل من هذه الأسئلة فلا عليك بكلامنا القادم، فإنه قد تم العلاج إذًا!! إلا إذا كانت غير واضحة هذه الأسئلة في الذهن فلنساعدك إذًا الآن في تحقيق ما تطلبين من أمور: كنسيان –فارس الأحلام، تحسبينه كذلك- أو حتى البحث عن فارس جديد.
أولاً: لتعلمي أن هذا الذي تسميه حبًّا وتقولين (أنا أحب شخصًا) وكذا قولك (وهو يحبني) هذا ليس بحب، ففرق كبير بين العاطفة الجياشة في القلب نحو الجنس الآخر، والحب الحقيقي؛ لأن ما تتحدثين عنه وأنت في هذا السن ليس بحب بل هذا شوق وعشق، وكما يؤكد علماء النفس أن هذا الشوق يتعلق بلذة معينة أو شهوة ما، فإن تحققت ذهب ذلك الشوق كأنه السراب، فأين الحب؟!! وما أشد حاجة نفوسنا إلى أن تروض على خلق العفة في المعاملة والألفاظ، ومن العفة ألا تكوني أمة –أو عبدا- لشهوة ما.
ثانيـاً: لتعلمي وتدركي أيضا: أن من شروط الارتباط الزواجي ومن آدابه:
على سبيل المثال:
• دخول البيوت من أبوابها، وقد قدمت هذه لأن ما بني على باطل فهو باطل.، وإياكِ أن تثقي بمن تسلق الجدران ولم يدخل من الأبواب.
• الكفاءة شرط، وكما أشار علماء الشريعة بأن الكفاءة ليس المقصود بها الماديات فقط، ولكنها كفاءة علمية واجتماعية وعمرية، ولقد أثبت الأطباء النفسيون بأنه ينصح أن يكون سن الزوج أكبر من سن الزوجة لتسير مركب الحياة، وهذا يفضل في واقعنا اليوم، ولا نتعلل بزواج رسولنا من السيدة خديجة، فلذلك حكمته، ويكفي أنه رسول الله القائد، وليس مقصود اقتدائنا به أن نقتدي به في كل الأمور، فهناك أمور ليس لنا أن نقلده فيها، وهى ما دخل فيها إعجاز الله أو تأييده الكريم له لعلة معينة، والكفاءة العمرية بين الرجل مهمة لتحقيق القوامة التي يريدها ربنا سبحانه وتعالى.
ثالثـاً: كما أنك تركته وابتعدتما عن بعض، فاعلمي يا فتاتي أن هذا من فضل الله عليك –والله إن ربك يحبك- أن قطع هذه الصلة؛ لأنه يريد لكِ أن تحيي حياة سعيدة هانئة مطمئنة، مع شخص يحب الستر ويفضل الحلال الطاهر الذي يحبه الله ويطرب له الكون (الزواج) وليس من وراء ستار، والله يحبك لأنه أبعدك عمن يصطاد في الماء العكر.
ثم إني الآن أبث إليك عشر نصائح، أحب أن تصغين لها جيدا، وانتبهي: رسالتك صغيرة لكن الجواب عليها يحتاج والله إلى كتب، وذلك ليس لصعوبة الأمر، فالعاقلات أمثالك يفهمن الأمر سريعا، ولكنه يحتاج لجواب كبير؛ لأن الموضوع خطير بالفعل، وقد وقعت كثير من بناتنا فيه –كما أشرنا في أول كلامنا إليك.
النصائح وعلاج الحب الزائف، وطريقة نسيان الحبيب المزور:
1. اقطعي طرق الاتصال المتنوعة بهذا الشاب، كإلغاء رقم الهاتف الخاص به من عندك، وإذا استطعت أن تغيري رقم هاتفك فذلك أفضل، وكذا لو كان هناك تواصل عن طريق ميل فاقطعي ذلك، ولا تعومي ضد موجة تكاد تغرقك إذا انجرفت فيها ومعها، وغيري طريق ذهابك وإيابك من دراستك أو مشاويرك وحين عودتك للبيت أو خروجك منه، وهذه نقطة مهمة لقطع الأفكار، وإنهاء مسألة تذكر هذا الشاب
2. غيري الصحبة التي ترافقينها الآن من صديقات السوء، وأصحاب هواية التصاحب والتصادق على شباب، لأنك في سن من السهل جدا أن تتعلقي بغير ذلك الشاب، وكما قال نبيك وحبيبك الذي تحبين رسول الله -سلم- أحب أن أسمعكِ تصلين على نبيك -سلم- يقول: "المرء على دين خليله فلينظر أحدكم من يخالل".