لسلام عليكم ورحمة الله وبركاته ..
هذه
الاسماء بمعانيها بالترتيب المعروف ..
الله
هوالاسم الذى تفرد به الحق سبحانه وخص به نفسه ، وجعله
أول أسمائه واضافها كلها اليهولم يضفه الى إسم منها ، فكل ما يرد بعده يكون
نعتا له وصفة ،وهو إسم يدل دلالة العلم على الإله الحق وهو يدل عليه دلالة
جامعة لجميع الأسماء الإلهية الأحادية .هذا والاسم (الله) سبحانه مختص
بخواص لم توجد فى سائر أسماء الله تعالى.
الخاصيةالأولى : أنه إذا
حذفت الألف من قولك (الله) بقى الباقى على صورة (لله وهومختص به سبحانه كما
فى قوله ( ولله جنود السموات والأرض) ، وإن حذفت عن البقية اللام الأولى
بقيت على صورة (له) كما فى قوله تعالى ( له مقاليد السموات والأرض) فإن
حذفت اللام الباقية كانت البقية هى قولنا (هو) وهو أيضا يدل عليه سبحانه
كما فى قوله ( قل هوالله أحد ) والواو ذائدة بدليل سقوطها فى التثنية
والجمع ، فإنك تقول : هما ، هم ،فلا تبقى الواو فيهما فهذه الخاصية موجودة
فى لفظ الله غير موجودة فى سائرالاسماء.
الخاصية الثانية : أن كلمة
الشهادة _ وهى الكلمة التى بسببها ينتقل الكافر من الكفر الى الإسلام _ لم
يحصل فيها إلا هذا الاسم ، فلو أن الكافر قال : أشهد أن لا اله إلا الرحمن
الرحيم ، لم يخرج من الكفر ولم يدخل الاسلام ، وذلك يدل على اختصاص هذا
الاسم بهذه الخاصية الشريفة
الرحمن الرحيم
الرحمن
الرحيم إسمان مشتقان من الرحمة ، والرحمة فى الأصل رقة فى القلب تستلزم
التفضل والإحسان ، وهذا جائز فى حق العباد ، ولكنه محال فى حق الله سبحانه
وتعالى، والرحمة تستدعى مرحوما .. ولا مرحوم إلا محتاج ، والرحمة منطوية
على معنين الرقة .. والإحسان ، فركز تعالى فى طباع الناس الرقة وتفرد
بالإحسان . ولا يطلق الرحمن إلا على الله تعالى ، إذ هو الذى وسع كل شىء
رحمة ، والرحيم تستعمل فى غيره وهو الذى كثرت رحمته ، وقيل أن الله رحمن
الدنيا ورحيم الآخرة ، وذلك أن إحسانه فى الدنيا يعم المؤمنين والكافرين ،
ومن الآخرة يختص بالمؤمنين ، اسم الرحمن أخص من اسم الرحيم ، والرحمن نوعا
من الرحمن ، وأبعد من مقدور العباد ، فالرحمن هو العطوف على عباده بالإيجاد
أولا .. وبالهداية الى الإيمان وأسباب السعادة ثانيا .. والإسعاد فى
الآخرة ثالثا ، والإنعام بالنظر الى وجهه الكريم رابعا . الرحمن هو المنعم
بما لا يتصور صدور جنسه من العباد ، والرحيم هو المنعم بما يتصور صدور جنسه
من العباد
الملك
الملك هو الظاهر بعز
سلطانه ، الغنى بذاته ، المتصرف فى أكوانه بصفاته ، وهوالمتصرف بالأمر
والنهى ، أو الملك لكل الأشياء ، الله تعالى الملك المستغنى بذاته وصفاته
وأفعاله عن غيرة ، المحتاج اليه كل من عداه ، يملك الحياة والموت والبعث
والنشور ، والملك الحقيقى لا يكون إلا لله وحده ، ومن عرف أن الملك لله
وحده أبى أن يذل لمخلوق ، وقد يستغنى العبد عن بعض اشياء ولا يستغنى عن بعض
الأشياء فيكون له نصيب من الملك ، وقد يستغنى عن كل شىء سوى الله ، والعبد
مملكته الخاصة قلبه .. وجنده شهوته وغضبه وهواه .. ورعيته لسانه وعيناه
وباقى أعضائه .. فإذا ملكها ولمتملكه فقد نال درجة الملك فى عالمه ، فإن
انضم الى ذلك استغناؤه عن كل الناس فتلكرتبة الأنبياء ، يليهم العلماء
وملكهم بقدر قدرتهم على ارشاد العباد ، بهذه الصفاتيقرب العبد من الملائكة
فى صفاته ويتقرب الى الله
القدوس
تقول
اللغة أن القدس هو الطهارة ، والأرض المقدسة هى المطهرة ، والبيت المقدس
:الذى يتطهر فيه من الذنوب ، وفى القرآن الكريم على لسان الملائكة وهم
يخاطبون الله ( ونحن نسبح بحمدك ونقدس لك ) أى نطهر انفسنا لك ، وجبريل
عليه السلام يسمى الروح القدس لطهارته من العيوب فى تبليغ الوحى الى الرسل
أو لأنه خلق من الطهارة ، ولايكفى فى تفسير القدوس بالنسبة الى الله تعالى
أن يقال أنه منزه عن العيوب والنقائص فإن ذلك يكاد يقرب من ترك الأدب مع
الله ، فهو سبحانه منزه عن أوصاف كمال الناس المحدودة كما أنه منزه عن
أوصاف نقصهم ، بل كل صفة نتصورها للخلق هو منزه عنها وعمايشبهها أو يماثلها
السلام
تقول
اللغة هو الأمان والاطئنان ، والحصانة والسلامة ، ومادة السلام تدل على
الخلاص والنجاة ، وأن القلب السليم هو الخالص من العيوب ، والسلم (بفتح
السين أو كسرها ) هو المسالمة وعدم الحرب ، الله السلام لأنه ناشر السلام
بين الأنام ، وهو مانحالسلامة فى الدنيا والآخرة ، وهو المنزه ذو السلامة
من جميع العيوب والنقائص لكمالهفى ذاته وصفاته وأفعاله ، فكل سلامة معزوة
اليه صادرة منه ، وهوالذى سلم الخلق من ظلمه ، وهوالمسلم على عباده فى
الجنة ، وهو فى رأى بعض العلماء بمعنى القدوس . والأسلام هو عنوان دين الله
الخاتم وهو مشتق من مادة السلام الذى هو اسلام المرءنفسه لخالقها ، وعهد
منه أن يكون فى حياته سلما ومسالما لمن يسالمه ، وتحيةالمسلمين بينهم هى (
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته ) والرسول صلى الله عليه ةسلم يكثر من
الدعوة الى السلام فيقول : السلام من الاسلام.. افشوا السلام تسلموا ..
ثلاث من جمعهن فقد جمع الأيمان : الأنصاف مع نفسم ، وبذل السلام للعالم ،
والأنفاقمن الأقتار ( أى مع الحاجة ) .. افشوا السلام بينكم .. اللهم أنت
السلام ، ومنك السلام ، واليك يعود السلام ،فحينا ربنا بالسلام
المؤمن
الإيمان
فى اللغة هو التصديق ، ويقال آمنه من الأمان ضد الخوف ، والله يعطى الأمان
لمن استجار به واستعان ، الله المؤمن الذى وحد نفسه بقوله ( شهد الله أنه
لا اله إلا هو ) ، وهو الذى يؤمن أولياءه من عذابه ، ويؤمن عباده من ظلمه ،
هو خالقالطمأنينة فى القلوب ، أن الله خالق أسباب الخوف وأسباب الأمان
جميعا وكونه تعالى مخوفا لا يمنع كونه مؤمنا ، كما أن كونه مذلا لا يمنع
كونه معزا ، فكذلك هو المؤمن المخوف ، إن إسم ( المؤمن ) قد جاء منسوبا الى
الله تبارك وتعالى فى القرآن مرةواحدة فى سورة الحشر فى قوله تعالى ( هو
الله الذى لا اله إلا هو الملك القدوس السلام المؤمن المهيمن العزيز الجبار
المتكبر سبحان الله عما يشركون ) سورةالحشر
المهيمن
الهيمنة
هى القيام على الشىء والرعاية له ، والمهيمن هو الرقيب أو الشاهد ،
والرقيب اسم من أسماء الله تبارك وتعالى معناه الرقيب الحافظ لكل شىء ،
المبالغ فى الرقابةوالحفظ ، أو المشاهد العالم بجميع الأشياء ، بالسر
والنجوى ، السامع للشكر والشكوى، الدافع للضر والبلوى ، وهو الشاهد المطلع
على افعال مخلوقاته ، الذى يشهد الخواطر، ويعلم السرائر ، ويبصر الظواهر ،
وهو المشرف على أعمال العباد ، القائم علىالوجود بالحفظ والأستيلاء
العزيز
العز
في اللغة هو القوة والشدة والغلبة والرفعة و الأمتناع ، والتعزيز هو
التقوية ،والعزيز اسم من أسماء الله الحسنى هو الخطير ،( الذى يقل وجود
مثله . وتشتد الحاجةاليه . ويصعب الوصول اليه ) وإذا لم تجتمع هذه المعانى
الثلاث لم يطلق عليه اسم العزيز ، كالشمس : لا نظير لها .. والنفع منها
عظيم والحاجة شديدة اليها ولكن لاتوصف بالعزة لأنه لا يصعب الوصول الي
مشاهدتها . وفى قوله تعالى ( ولله العزة ولرسوله وللمؤمنين ولكن المنافقين
لا يعلمون ) فالعزة هنا لله تحقيقا ، ولرسوله فضلا ، وللمؤمنين ببركة
إيمانهم برسول الله عليه الصلاة والسلام
الجبار
اللغة
تقول : الجبرضد الكسر ، واصلاح الشىء بنوع من القهر ، يقال جبر العظم من
الكسر ، وجبرت الفقيرأى أغنيته ، كما أن الجبار فى اللغة هو العالى العظيم
والجبار
فى حق الله تعالى هو الذى تنفذ مشيئته على سبيل الإجبار فى كل أحد ، ولا
تنفذ قيه مشيئة أحد ، ويظهرأحكامه قهرا ، ولا يخرج أحد عن قبضة تقديره ،
وليس ذلك إلا لله ، وجاء فى حديث الإمام على ( جبار القلوب على فطرتها
شقيها وسعيدها ) أى أنه أجبر القلوب شقيهاوسعيدها على ما فطرها عليه من
معرفته ، وقد تطلق كلمة الجبار على العبد مدحا له وذلك هو العبد المحبوب
لله ، الذى يكون جبارا على نفسه ..جبارا على الشيطان .. محترسا من العصيان
والجبار
هو المتكبر ، والتكبر فى حق الله وصف محمود ، وفى حق العباد وصف مذموم
المتكبر
المتكبر
ذو الكبرياء ، هو كمال الذات وكمال الوجود ، والكبرياء والعظمة بمعنى
واحد، فلا كبرياء لسواه ، وهو المتفرد بالعظمة والكبرياء ، المتعالى عن
صفات الخلق ،الذى تكبر عما يوجب نقصا أو حاجة ، أو المتعالى عن صفات
المخلوقات بصفاته وذاته
كل من رأى العظمة والكبرياء لنفسه على
الخصوص دون غيره حيث يرى نفسه أفضل الخلق مع أن الناس فى الحقوق سواء ،
كانت رؤيته كاذبة وباطلة ، إلا لله تعالى
الخالق
الخلق
فى اللغة بمعنى الإنشاء ..أو النصيب لوافر من الخير والصلاح . والخالق فى
صفات الله تعالى هوالموجد للأشياء ، المبدع المخترع لها على غير مثال سبق ،
وهو الذى قدر الأشياء وهىفى طوايا لعدم ، وكملها بمحض الجود والكرم ،
وأظهرها وفق إرادته ومشيئته وحكمته.
والله الخالق من حيث
التقدير أولا ، والبارىء للإيجاد وفق التقدير ،والمصور لترتيب الصور بعد
الأيجاد ، ومثال ذلك الإنسان .. فهو أولا يقدر ما منهموجود ..فيقيم الجسد
..ثم يمده بما يعطيه الحركة والصفات التى تجعله إنساناعاقلا
البارئ
البارئ:
تقول اللغة البارىء من البرء ، وهو خلوص الشىء من غيره ، مثل أبرأه الله
من مرضه.
البارىء فى اسماء الله تعالى هو الذى خلق الخلق لا
عن مثال ،والبرء أخص من الخلق ، فخلق الله السموات والأرض ، وبرأ الله
النسمة ، كبرأ الله آدم من طين
البارىء الذى يبرىء جوهر المخلوقات
من الأفات ، وهو موجود الأشياء بريئة من التفاوت وعدم التناسق ، وهو معطى
كل مخلوق صفته التى علمها له فى الأزل،وبعض العلماء يقول ان اسم البارىء
يدعى به للسلامة من الأفات ومن أكثر من ذكره نالالسلامة من المكروه
المصور
تقول
اللغة التصوير هو جعل الشىء على صورة ، والصورة هى الشكل والهيئة
المصور
من أسماء الله الحسنى هو مبدع صور المخلوقات ، ومزينها بحكمته ،ومعطى كل
مخلوق صورته على ما أقتضت حكمته الأزلية ، وكذلك صور الله الناس فىالأرحام
أطوارا ، وتشكيل بعد تشكيل ، ، وكما قال الله تعالى ( ولقد خلقنا الإنسان
من سلالة من طين ، ثم جعلناه نطفة فى قرار مكين ، ثم خلقنا النطفة علقة
فخلقناالعلقة مضغة فخلقنا المضغة عظاما فكسونا العظام لحما ثم أنشأناه خلقا
آخر فتبارك الله أحسن الخالقين ) ، وكما يظهر حسن التصوير فى البدن تظهر
حقيقة الحسن أتم وأكمل فى باب الأخلاق ، ولم يمن الله تعالى على رسوله صلى
الله عليه وسلم كما من عليه بحسن الخلق حيث قال ( وإنك لعلى خلق عظيم ) ،
وكما تتعدد صور الابدان تتعدد صورالأخلاق والطباع
الغفار
فى اللغةالغفر والغفران : الستر ، وكل شىء سترته فقد
غفرته ، والغفار من أسماء الله الحسنى هى ستره للذنوب ، وعفوه عنها بفضله
ورحمنه ، لا بتوبة العباد وطاعتهم ، وهو الذى اسبل الستر على الذنوب فى
الدنيا وتجاوز عن عقوبتها فى الآخرة ، وهو الغافر والغفوروالغفار ، والغفور
أبلغ من الغافر ، والغفار أبلغ من الغفور ، وأن أول ستر الله على العبد أم
جعل مقابح بدنه مستورة فى باطنه ، وجعل خواطره وارادته القبيحة فى أعماق
قلبه وإلا مقته الناس ، فستر الله عوراته.
وينبغى للعبد
التأدب بأدب الإسمالعظيم فيستر عيوب اخوانه ويغفو عنهم ، ومن الحديث من لزم
الاستغفار جعل الله له من كل هم فرجا ، ومن كل ضيق مخرجا ، ورزقه من حيث
لا يحتسب
القهار
القهر فى اللغة
هوالغلبة والتذليل معا ، وهو الإستيلاء على الشىء فىالظاهر والباطن ..
والقاهروالقهار من صفات الله تعالى وأسمائه ، والقهار مبالغة فى القاهر
فالله هو الذى يقهرخلقه بسلطانه وقدرته ، هو الغالب جميع خلقه رضوا أم
كرهوا ، قهر الانسان على النوم
واذا أراد المؤمن التخلق
بخلق القهار فعليه أن يقهر نفسه حتى تطيع أوامرربها و يقهر الشيطان و
الشهوة و الغضب . روى أن أحد العارفين دخل على سلطان فرآهيذب ذبابة عن وجهه
، كلما طردها عادت ، فسال العارف : لم خلق الله الذباب ؟ فأجابهالعارف :
ليذل به الجبابرة
الوهاب
الهبة أن
تجعل ملكك لغيرك دون عوض، ولها ركننان أحدهما التمليك ، والأخر بغير عوض ،
والواهب هو المعطى ، والوهاب مبالغة من الوهب ، والوهاب والواهب من أسماء
الله الحسنى ، يعطى الحاجة بدون سؤال ،ويبدأ بالعطية ، والله كثير النعم
الرزاق
الرزاق من الرزق ، وهو معطى الرزق ، ولا تقال إلا لله
تعالى . والأرزاق نوعان، " ظاهرة " للأبدان " كالأكل ، و " باطنة " للقلوب
والنفوس كالمعارف والعلوم ، والله اذا أراد بعبده خيرا رزقه علما هاديا ،
ويدا منفقة متصدقة ، وإذا أحب عبدا أكثر حوائج الخلقاليه ، وإذا جعله واسطة
بينه وبين عباده فى وصول الأرزاق اليهم نال حظا من اسم الرزاق
قال
النبى سلم ( ما أحد أصبر على أذى سمعه ..من الله،يدّعون له
الولد ثم يعافيهم ويرزقهم ) ، وأن من اسباب سعة الرزق المحافظة علىالصلاة
والصبر عليها
الفتاح
الفتح
ضد الغلق ،وهو أيضا النصر ، والاستفتاح هو الاستنصار ، والفتاح مباغة فى
الفتح وكلها من أسماءالله تعالى ، الفتاح هو الذى بعنايته ينفتح كل مغلق ،
وبهدايته ينكشف كل مشكل ،فتارة يفتح الممالك لأنبيائه ، وتارة يرفع الحجاب
عن قلوب أوليائه ويفتح لهمالأبواب الى ملكوت سمائها ، ومن بيده مفاتيح
الغيب ومفاتيح الرزق ، وسبحانه يفتح للعاصين أبواب مغفرته ، و يفتح أبواب
الرزق للعباد
العليم
العليم لفظ
مشتق من العلم ، وهوأدراك الشىء بحقيقته ، وسبحانه العليم هو المبالغ فى
العلم ، فعلمه شامل لجميع المعلومات محيط بها ، سابق على وجودها ، لا تخفى
عليه خافية ، ظاهرة وباطنة ،دقيقة وجليلة ، أوله وآخره ، عنده علم الغيب
وعلم الساعة ، يعلم ما فى الأرحام ،ويعلم ما تكسب كل نفس ، ويعلم بأى أرض
تموت.
والعبد إذا أراد الله له الخير وهبه هبة العلم ،
والعلم له طغيان أشد من طغيان المال ويلزم الأنسان الا يغتر بعلمه ،روى أن
جبريل قال لخليل الله ابراهيم وهوفى محنته ( هل لك من حاجة ) فقال أبراهيم (
أما اليك فلا ) فقال له جبريل ( فاسأل الله تعالى ) فقال ابراهيم ( حسبى
من سؤالى علمه بحالى ) . ومن علم أنه سبحانه وتعالى العليم أن يستحى من
الله ويكف عن معاصيه ومن عرف أن الله عليم بحاله صبر على بليته وشكر عطيته
وأعتذر عن قبح خطيئته
القابض
القبض
هو الأخذ ، وجمع الكف على شىء ، و قبضه ضد بسطه، الله القابض معناه الذى
يقبض النفوس بقهره والأرواح بعدله ،والأرزاق بحكمته ، والقلوب بتخويفها من
جلاله . والقبض نعمة من الله تعالى على عباده ، فإذا قبض الأرزاق عن انسان
توجه بكليته لله يستعطفه ، وإذا قبض القلوب فرت داعية فى تفريج ما عندها ،
فهو القابض الباسط
وهناك أنواع من القبض الأول : القبض فى
الرزق ، والثانى : القبض فى السحاب كما قال تعالى ( الله الذى يرسل السحاب
فيبسطه فى السماء كيف يشاء ويجعله كسفا فترى الودق يخرج من خلاله فاذا أصاب
به من يشاء من عباده اذا هم يستبشرون ) ، الثالث : فى الظلال والأنوار
والله يقول ( ألم ترى الى ربك كيف مد الظل ولو شاء لجعله ساكنا ثم جعلنا
الشمس عليه دليلا ثم قبضناه الينا قبضا يسيرا ) ، الرابع : قبض الأرواح ،
الخامس : قبض الأرض قال تعالى ( وما قدروا الله حق قدره والأرض جميعا قبضته
يوم القيامة و السموات مطويات بيمينه سبحانه وتعالى عما يشركون ) ، السادس
قبض الصدقات ، السابع: قبض القلوب
الباسط
بسط بالسين أو بالصاد هى نشره ، ومده ، وسره ، الباسط من
أسماء الله الحسنى معناه الموسع للأرزاق لمن شاء من عباده ، وأيضا هو مبسط
النفوس بالسرور والفرح ،وقيل : الباسط الذي يبسط الرزق للضعفاء ، ويبسط
الرزق للأغنياء حتى لا يبقى فاقة ،ويقبضه عن الفقراء حتى لا تبقى طاقة.
يذكر
اسم القابض والباسط معا ، لا يوصف الله بالقبض دون البسط ، يعنى لا يوصف
بالحرمان دون العطاء ، ولا بالعطاء دون الحرمان
الخافض
الخفض
ضد الرفع ، وهوالانكسار واللين ، الله الخافض الذى يخفض بالأذلال أقواما
ويخفض الباطل ، والمذل لمن غضب عليه ، ومسقط الدرجات لمن استحق
وعلى
المؤمن أن يخفض عنده ابليس وأهل المعاصى ، وأن يخفض جناح الذل من الرحمة
لوالديه والمؤمنين
الرافع
الرافع سبحانه هو
الذى يرفع اوليائه بالنصر ، ويرفع الصالحين بالتقرب ،ويرفع الحق ، ويرفع
المؤمنين بالإسعاد
والرفع يقال تارة فى الأجسام الموضوعة
إذا أعليتها عن مقرها ، كقوله تعالى ( الذى رفع السموات بغير عمد ترونها ) ،
وتارة فى البناء إذا طولته كقوله تعالى ( وإذ يرفع ابراهيم القواعد من
البيت واسماعيل ) ،وتارة فى الذكر كقوله تعالى ( ورفعنا لك ذكرا " ) ،
وتارة فى المنزلة اذا شرفتهاكقوله تعالى ( ورفعنا بعضهم فوق بعض درجات )
المعز
المعز
هو الذى يهب العز لمن يشاء ، الله العزيز لأنه الغالب القوى الذى لايغلب ،
وهوالذى يعز الأنبياء بالعصمة والنصر ، ويعز الأولياء بالحفظ والوجاهه
،ويعز المطيع ولو كان فقيرا ، ويرفع التقى ولو كان عبد حبشيا
وقد
اقترن اسم العزيز باسم الحكيم ..والقوى..وذى الأنتقام ..والرحيم
..والوهاب..والغفاروالغفور..والحميد..والعليم..والمق تدر..والجبار . وقد
ربط الله العز بالطاعة، فهى طاعة ونور وكشف حجاب ، وربط سبحانه الذل
بالمعصية ، فهى معصية وذل وظلمة وحجاب بينك وبين الله سبحانه، والأصل فى
اعزاز الحق لعباده يكون بالقناعة ، والبعد عن الطمع
المذل
الذل ما كان عن قهر ،والدابة الذلول هى المنقادة غير
متصعبة ، والمذل هو الذى يلحق الذل بمن يشاء منعباده ، إن من مد عينه الى
الخلق حتى أحتاج اليهم ، وسلط عليه الحرص حتى لا يقنع بالكفاية ، واستدرجه
بمكره حتى اغتر بنفسه ، فقد أذله وسلبه ، وذلك صنع الله تعالى، يعز من يشاء
ويذل من يشاء والله يذل الأنسان الجبار بالمرض أو بالشهوة أو بالمال أو
بالاحتياج الى سواه ، ما أعز الله عبد بمثل ما يذله على ذل نفسه ، وما أذل
الله عبدا بمثل ما يشغله بعز نفسه ، وقال تعالى ولله العزة ولرسوله
وللمؤمنين
السميع
الله هو
السميع ،أى المتصف بالسمع لجميع الموجودات دون حاسة أو آلة ، هو السميع
لنداء المضطرين ،وحمد الحامدين ، وخطرات القلوب وهواجس النفوس ،و مناجاة
الضمائر ، ويسمع كل نجوى ،ولا يخفى عليه شىء فى الأرض أو فى السماء ، لا
يشغله نداء عن نداء، ولا يمنعه دعاءعن دعاء
وقد يكون السمع
بمعنى القبول كقول النبى عليه الصلاة والسلام ( اللهم إنى أعوذ بك من قول
لا يسمع ) ، أو يكون بمعنى الإدراك كقوله تعالى ( قد سمع الله قول التى
تجادلك فى زوجها ) . أو بمعنى فهم وعقل مثل قوله تعالى ( لا تقولوا راعنا
قولوا نظرنا واسمعوا ) ، أو بمعنى الانقياد كقوله تعالى ( سماعون للكذب)
وينبغى للعبد أن يعلم أن الله لم يخلق له السمع إلا ليسمع كلام الله الذى
أنزله على نبيه فيستفيد به الهداية ، إن العبد إذا تقرب الى ربه بالنوافل
أحبه الله فأفاض على سمعه نورا تنفذ به بصيرته الى ما وراء المادة
البصير
البصر هو العين ، أو حاسة الرؤية ،والبصيرة عقيدة القلب ،
والبصير هو الله تعالى ، يبصر خائنة الأعين وما تخفى الصدور، الذى يشاهد
الأشياء كلها ، ظاهرها وخافيها ، البصير لجميع الموجدات دون حاسة أوآلة
وعلى
العبد أن يعلم أن الله خلق له البصر لينظر به الى الآيات وعجائب الملكوت
ويعلم أن الله يراه ويسمعه وقال رسول الله سلم : ( الإحسان
أن تعبد الله كأنك تراه ، فإن لم تره فإنه يراك ) ، روى أن بعض الناس قال
لعيسى بن مريم عليه السلام: هل أجد من الخلق مثلك ، فقال : من كان نظره
عبرة ، ويقظته فكره ،وكلامه ذكرا فهو مثلى
الحكم
الحكم لغويا بمعنى المنع ، والحكم اسم من السماء الله
الحسنى ، هو صاحب الفصل بين الحق والباطل ، والبار والفاجر ، والمجازى كل
نفس بما عملت ، والذى يفصلبين مخلوقاته بما شاء ، المميز بين الشقى والسعيد
بالعقاب والثواب . والله الحكم لاراد لقضائه ، ولا راد لقضائه ، ولا معقب
لحكمه ، لا يقع فى وعده ريب ، ولا فى فعلهغيب ، وقال تعالى : واتبع ما يوحى
اليك واصبر حتى يحكم الله وهو خيرالحاكمين
قال الرسول عليه الصلاة
والسلام : ( من عرف سر الله فى القدر هانتعليه المصائب ) ، وحظ العبد من
هذا الاسم الشريف أن تكون حاكما على غضبك فلا تغضب على من أساء اليك ، وأن
تحكم على شهوتك إلا ما يسره الله لك ، ولا تحزن على ما تعسر، وتجعل العقل
تحت سلطان الشرع ، ولا تحكم حكما حتى تأخذ الأذن من الله تعالى الحكم العدل
العدل
العدل من أسماء الله الحسنى ، هوالمعتدل ، يضع كل شىء
موضعه ، لينظر الأنسان الى بدنه فإنه مركب من أجسام مختلفة،هى: العظم..
اللحم .. الجلد ..، وجعل العظم عمادا.. واللحم صوانا له .. والجلدصوانا
للحم ، فلو عكس الترتيب وأظهر ما أبطن لبطل النظام ، قال تعالى ( بالعدل
قامت السموات والأرض ) ، هو العدل الذى يعطى كل ذى حق حقه ، لا يصدر عنه
إلا العدل ، فهوالمنزه عن الظلم والجور فى أحكامه وأفعاله ، وقال تعالى (
وإذا حكمتم بين الناس أنت حكموا بالعدل ) ، وحظ العبد من اسم العدل أن يكون
وسطا بين طرفى الأفراط والتفريط، ففى غالب الحال يحترز عن التهور الذى هو
الأفراط ، والجبن الذى هو التفريط ،ويبقى على الوسط الذى هو الشجاعة ، وقال
تعالى ( وكذلك جعلناكم أمة وسطا لتكونواشهداء على الناس ) ..
اللطيف
اللطيف فى اللغة لها ثلاث معانى الأول : أن يكون عالما
بدقائق الأمور ، الثانى : هو الشىء الصغير الدقيق، الثالث : أطيف إذا رفق
به وأوصل اليه منافعه التى لا يقدر على الوصول اليها بنفسه . واللطيف
بالمعنى الثانى فى حق الله مستحيل ، وقوله تعالى ( الله لطيف بعباده )
يحتمل المعنين الأول والثالث ، وإن حملت الآية على صفة ذات الله كانت
تخويفا لأنه العالم بخفايا المخالفات بمعنى قوله تعالى ( يعلم خائنة الأعين
وما تخفى الصدور ) . والله هو اللطيف الذى اجتمع له الرفق فى العقل ،
والعلم بدقائق الأمور وإيصالها لمن قدرها له من خلقه ، فى القرآن فى أغلب
الأحيان يقترن اسم اللطيف باسم الخبير فهمايتلاقيان فى المعنى
الخبير
الله هو الخبير ،الذى لا يخفى عليه شىء فى الأرض ولا فى
السماء ، ولا تتحرك حركة إلا يعلم مستقرهاومستودعها . والفرق بين العليم
والخبير ، أن الخبير بفيد العلم ، ولكن العليم إذاكان للخفايا سمى خبيرا .
ومن علم أن الله خبير بأحواله كان محترزا فى أقواله وأفعاله واثقا أن ما
قسم له يدركه ، وما لم يقسم له لا يدركه فيرى جميع الحوادث من الله فتهون
عليه الأمور ، ويكتفى بأستحضار حاجته فى قلبه من غير أن ينطق لسانه
الحليم
الحليم لغويا : الأناة والتعقل ، والحليم هو الذى لا
يسارع بالعقوبة ، بل يتجاوز الزلات ويعفو عن السيئات ، الحليم من أسماء
الله الحسنى بمعنى تأخيره العقوبة عن بعض المستحقين ثم يعذبهم ، وقد يتجاوز
عنهم ، وقد يعجل العقوبة لبعض منهم وقال تعالى ( ولو يؤاخذالله الناس بما
كسبوا ما ترك على ظهرها من دابة ) . وقال تعالى عن سيدنا إبراهيم ( إن
ابراهيم لحليم آواه منيب ) ، وعن إسماعيل ( فبشرناه بغلام حليم ) . وروى أن
إبراهيم عليه السلام رأى رجلا مشتغلا بمعصية فقال ( اللهم أهلكه ) فهلك ،
ثم رأى ثانيا وثالثا فدعا فهلكوا ، فرأى رابعا فهم بالدعاء عليه فأوحى الله
اليه : قف ياإبراهيم فلو أهلكنا كل عبد عصا ما بقى إلا القليل ، ولكن إذا
عصى أمهلناه ، فإن تابقبلناه ، وإن أصر أخرنا العقاب عنه ، لعلمنا أنه لا
يخرج عن ملكنا
العظيم
العظيم
لغويابمعنى الضخامة والعز والمجد والكبرياء ، والله العظيم أعظم من كل
عظيم لأن العقول لا يصل الى كنة صمديته ، والأبصار لا تحيط بسرادقات عزته ،
وكل ما سوى الله فهو حقير بل كالعدم المحض ، وقال تعالى ( فسبح باسم ربك
العظيم ) وقد كان النبى سلم يدعو عند الكرب : ( لا إله إلا
الله العظيم ، لا إله إلا الله ربالعرش العظيم ، لا إله إلا الله رب
السماوات ورب العرش العظيم ) . قال تعالى : ( ذلك ومن يعظم شعائر الله
فإنها من تقوى القلوب ) وحظ العبد من هذا الاسم أن من يعظم حرمات الله
ويحترم شعائر الدين ، ويوقر كل ما نسب الى الله فهو عظيم عند الله
وعندعباده
الغفور
الغفور
من الغفر وهو الستر ، والله هو الغفور بغفر فضلا وإحسانا منه ، هوالذى إن
تكررت منك الإساءة وأقبلت عليه فهو غفارك وساترك ، لتطمئن قلوب العصاة
،وتسكن نفوس المجرمين ، ولا يقنط مجرم من روح الله فهو غافر الذنب
وقابلالتوبة
والغفور .. هو من يغفر الذنوب العظام ، والغفار .. هو
من يغفر الذنوبالكثيرة . وعلم النبى سلم ابو بكر الصديق
الدعاء الأتى : اللهم إنى ظلمت نفسى ظلما كثيرا ، ولا يغفر الذنوب إلا أنت ،
فأغفر لى مغفرة من عندك ،وارحمنى إنك انت الغفور الرحيم
الشكور
الشكر
فى اللغة هى الزيادة ، يقال شكر فى الأرض إذا كثر النبات فيها ،والشكور هو
كثير الشكر ، والله الشكور الذى ينمو عنده القليل من أعمال العبد فيضاعف
له الجزاء ، وشكره لعبده هى مغفرته له ، يجازى على يسير الطاعات بكثير
الخيرات ،ومن دلائل قبول الشكر من العبد الزيادة فى النعمة ، وقال تعالى (
لئن شكرتم لأزيدنكم ولئن كفرتم إن عذابى لشديد ) ، والشكر من الله معناه
أنه تعالى قادرا على إثابة المحسنين وهو لا يضيع أجر من أحسن عملا
العـلي
العلو هو ارتفاع المنزلة ، والعلى من أسماء التنزيه ، فلا
تدرك ذاته ولاتتصور صفاته أو ادراك كماله ، والفرق بين العلى .. والمتعالى
أن العلى هو ليس فوقه شىء فى المرتبة أو الحكم ، والمتعالى هو الذى جل عن
إفك المفترين ، والله سبحانه هو الكامل على الإطلاق فكان أعلى من الكل
وحظ
العبد من الاسم هو ألا يتصور أن له علوا مطلقا ، حيث أن أعلى درجات العلو
هى للأنبياء ، والملائكة ، وعلى العبد أن يتذلل بين يدى الله تعالى فيرفع
شأنه ويتعالى عن صغائر الأمور
الكبير
الكبير هو العظيم ،والله تعالى هو الكبير فى كل شىء على
الإطلاق وهو الذى مبر وعلا فى "ذاته" و "صفاته" و"افعاله" عن مشابهة
مخلوقاته ، وهو صاحب كمال الذات الذى يرجع الى شيئين الأول : دوامه أزلا
وأبدا ، والثانى :أن وجوده يصدر عنه وجود كل موجود ، وجاء اسم الكبير فى
القرآن خمسة مرات .أربع منهم جاء مقترنا باسم (العلى ) . والكبير من العباد
هوالتقى المرشد للخلق ، الصالح ليكون قدوة للناس ، يروى أن المسيح عليه
السلام قال : من علم وعمل فذلك يدعى عظيما فى ملكوت السموات
الحفيظ
الحفيظ فى اللغة هى صون الشىء من الزوال ، والله تعالى
حفيظ للأشياء بمعنى أولا :أنه يعلم جملها وتفصيلها علما لايتبدل بالزوال ،
وثانيا :هو حراسة ذات الشىء وجميع صفاته وكمالاته عن العدم وقال رسول الله
سلم ( إذا أويت الى فراشك فأقرأ آية الكرسى ، لايزال عليك
الله حارس ) ، وحظ العبد من الاسم أن يحافظ على جوارحه من المعاصى ، وعلى
قلبه منالخطرات وأن يتوسط الأمور كالكرم بين الاسراف والبخل
المقيت
القوت لغويا هو مايمسك الرمق من الرزق ، والله المقيت
بمعنى هو خالق الأقوات وموصلها للأبدان وهى:الأطعمة والى القلوب وهى
:المعرفة ، وبذلك يتطابق معاسم الرزاق ويزيد عنه أن المقيت بمعنى المسئول
عن الشىء بالقدرة والعلم ، ويقال أن الله سبحانه وتعالى جعل أقوات عباده
مختلفة فمنهم من جعل قوته الأطعمة والأشربةوهم:الآدميون والحيوانات ، ومنهم
من جعل قوته الطاعة والتسبيح وهم:الملائكة ، ومنهم من جعل قوته المعانى
والمعارف والعقل وهم الأرواح
وحظ العبد من الاسم ألا تطلب حوائجك
كلها إلا من الله تعالى لأن خزائن الأرزاق بيده ، ويقول الله لموسى فى
حديثهالقدسى : يا موسى اسألنى فى كل شىء حتى شراك نعلك وملح طعامك
الحسيب
الحسيب فى اللغة هو المكافىء .والاكتفاء .والمحاسب .
والشريف الذى له صفات الكمال ، والله الحسيب بمعنى الذى يحاسب عباده على
أعمالهم ، والذى منه كفاية العباده وعليه الاعتماد ، وهو الشرف الذى له
صفات الكمال والجلال والجمال . ومن كان له الله حسيبا كفاه الله ، ومن عرف
أن الله تعالى يحاسبه فإن نفسه تحاسبه قبل أن يحاسب
الجليل
الجليل هو الله ،بمعنى الغنى والملك والتقدس والعلم
والقدرة والعزة والنزاهة ، إن صفات الحق أقسام صفات جلال : وهى العظمة
والعزة والكبرياء والتقديس وكلها ترجع الى الجليل ، وصفات جمال : وهى اللطف
والكرم والحنان والعفو والإحسان وكلها ترجع الى الجميل ، وصفات كمال : وهى
الأوصاف التى لا تصل اليها العقول والأرواح مثل القدوس ، وصفات ظاهرها
جمال وباطنها جلال مثل المعطى ، وصفات ظاهرها جلال وباطنها جمال مثل الضار
،والجليل من العباد هو من حسنت صفاته الباطنة أما جمال الظاهر فأقل قدرا
الكريم
الكريم فى اللغة هو الشىء الحسن النفيس ، وهو أيضا السخى
النفاح ، والفرق بين الكريم والسخى أن الكريم هو كثيرالإحسان بدون طلب ،
والسخى هو المعطى عند السؤال ، والله سمى الكريم وليس السخى فهوالذى لا
يحوجك الى سؤال ، ولا يبالى من أعطى ، وقيل هو الذى يعطى ما يشاء لمن يشاء
وكيف يشاء بغير سؤال ، ويعفو عن السيئات ويخفى العيوب ويكافىء بالثواب
الجزيل العمل القليل
وكرم الله واسع حيث قال رسول الله صلى الله
عليه وسلم ( إنى لأعلم آخر أهل الجنة دخولا الجنة ، وآخر أهل النار خروجا
منها ، رجلا يؤتى فيقال اعرضوا عليه صغار ذنوبه ، فيقال عملت يوم كذا ..كذا
وكذا ، وعملت يوم كذا..كذا وكذا فيقول نعملا يستطيع أن ينكر ،وهو مشفق من
كبار ذنوبه أن تعرض عليه ،فيقال له :فإن لك مكان كل سيئة حسنة، فيقول : رب
قد عملت أشياء ما أراها هنا ) وضحك الرسول سلم حتى بدت
نواجذه
الرقيب
الرقيب فى
اللغة هو المنتظر والراصد، والرقيب هو الله الحافظ الذى لا يغيب عنه شىء ،
ويقال للملك الذى يكتب أعمال العباد ( رقيب ) ، وقال تعالى ( ما يلفظ من
قول إلا لديه رقيب عتيد ) ، الله الرقيب الذى يرى أحوال العباد ويعلم
أقوالهم ، ويحصى أعمالهم ،يحيط بمكنونات سرائرهم ، والحديث النبوى يقول (
الاحسان أن تعبد الله كأنك تراه ،فإن لم تكن تراه فإنه يراك )، وحظ العبد
من الاسم أن يراقب نفسه وحسه ، وأن يجعل عمله خالص لربه بنية طاهرة
المجيب
المجيب فى اللغة لها معنيان ، الأول الأجابة ، والثانى
أعطاء السائل مطلوبه، وفى حق الله تعالى المجيب هو مقابلة دعاء الداعين
بالاستجابة ، وضرورة المضطرين بالكفاية ، المنعم قبل النداء ، ربما ضيق
الحال على العباد ابتلاء رفعا لدرجاتهم بصبرهم وشكرهم فى السراء والضراء ،
والرسول عليه الصلاة والسلام قال : ( أدع الله وأنتم موقنون من الأجابة)
وقد ورد أن اثنين سئلا الله حاجة وكان الله يحب أحدهماويكره الآخر فأوحى
الله لملائكته أن يقضى حاجة البغيض مسرعا حتى يكف عن الدعاء ،لأن الله يبغض
سماع صوته ، وتوقف عن حاجة فلان لأنى أحب أن أسمع صوته
الواسع
الواسع مشتق من السعة ، تضاف مرة الى العلم اذا اتسع ،
وتضاف مرة أخرى الى الإحسان وبسط النعم ، الواسع المطلق هو الله تبارك
وتعالى اذا نظرنا الى علمه فلاساحل لبحر معلوماته ، واذا نظرنا الى إحسانه
ونعمه فلا نهاية لمقدوراته ، وفىالقرآن الكريم اقترن اسم الواسع بصفة
العليم ، ونعمة الله الوتسع نوعان : نعمة نفع وهى التى نراها من نعمته
علينا ، ونعمة دفع وهى ما دفعه الله عنا من انواع البلاء ،وهى نعمة مجهولة
وهى أتم من نعمة النفع ، وحظ العبد من الاسم أن يتسع خلقك ورحمت كعباد الله
فى جميع الأحوال
الحكيم
الحكيم
صيغة تعظيم لصاحب الحكمة ، والحكيم فى حق الله تعالى بمعنى العليم
بالأشياء وإيجادها على غاية الإحكام والأتقان والكمال الذى يضع الأشياء فى
مواضعها،ويعلم خواصها ومنافعها ، الخبير بحقائق الأمور ومعرفة أفضل
المعلومات بأفضل العلوم، والحكمة فى حق العباد هى الصواب فى القول والعمل
بقدر طاقة البشر
الودود
الود
.. والوداد بمعنى الحب والصداقة ، والله تعالى ودود..أى يحب عباده ويحبونه
، والودود بثلاث معان الأول : أن الله مودود فى قلوب اوليائه ، الثانى :
بمعنى الوادّ وبهذا يكون قريب من الرحمة ، والفرق بينهما أن الرحمة تستدعى
مرحوم محتاج ضعيف ، الثالث: أن يحب الله اوليائه ويرضى عنهم . وحظ العبد من
الاسم أن يحب الخير لجميع الخلق ،فيحب للعاصى التوبة وللصالح الثبات ،
ويكون ودودا لعباد الله فيعفو عمن أساء اليه ويكون لين الجانب لجميع الناس
وخاصة اهله وعشيرته وكما حدث لسيدنا رسول الله صلىالله عليه وسلم حين كسرت
رباعيته وأدمى وجهه فقال ( اللهم اهد قومى فإنهم لا يعلمون ) فلم يمنعه سوء
صنيعهم عن أرادته الخير لهم
المجيد
اللغة
تقول أن المجده و الشرف والمروءة والسخاء ، والله المجيد يدل على كثرة
إحسانه وأفضاله ، الشريف ذاته ، الجميل افعاله ، الجزيل عطاؤه ، البالغ
المنتهى فى الكرم ، وقال تعالى ( قوال قرآن المجيد ) أى الشريف والمجيد
لكثرة فوائده لكثرة ما تضمنه من العلوم والمكارم والمقاصد العليا ، واسم
المجيد واسم الماجد بمعنى واحد فهو تأكيد لمعنىالغنى ، وحظ العبد من الاسم
أن يكون كريما فى جميع الأحوال مع ملازمة الأدب
الباعث
الباعث فى اللغة هو أثارة أو أرسله أو الأنهاض ، والباعث
فى حق الله تعالى لها عدة معان الأول : أنه باعث الخلق يوم القيامة ،
الثانى : أنه باعث الرسل الى الخلق ، الثالث: أنه يبعث عباده على الفعال
المخصوصة بخلقه للأرادة والدواعى فى قلوبهم ، الرابع : أنه يبعث عباده عند
العجزبالمعونة والإغاثة وحظ العبد من الاسم أن يبعث نفسه كما يريد مولاه
فعلا وقولا فيحملها على ما يقربها من الله تعالى لترقى النفس وتدنو من
الكمال
الشهيد
شهد فى
اللغة بمعنى حضر وعلم وأعلم ، و الشهيد اسم من أسماء الله تعالى بمعنى الذى
لا يغيب عنه شىء فى ملكه فى الأمور الظاهرة المشاهدة ، إذا اعتبر العلم
مطلقا فالله هو العليم ، وإذا أضيف الى الأمور الباطنة فهو الخبير ، وإذا
أضيف الى الأمور الظاهرة فهو الشهيد ، والشهيد فى حق العبد هى صفة لمن باع
نفسه لربه ،فالرسول سلم شهيد ، ومن مات فى سبيل الله شهيد
اللهم
امنحنا الشهادة فى سبيل جهاد النفس والهوى فهو الجهاد الأكبر ،واقتل
أنفسنا بسيف المحبةحتى نرضى بالقدر ، واجعلنا شهداء لأنوارك فى سائر
اللحظات
الحـق
الحق
هو الله ، هوالموجود حقيقة ، موجود على وجه لا يقبل العدم ولا يتغير ،
والكل منه واليه ، فالعبد إن كان موجودا فهو موجود بالله ، لا بذات العبد ،
فالعبد وإن كان حقا ليس بنفسه بلهو حق بالله ، وهو بذاته باطل لولا إيجاد
الله له ، ولا وجود للوجود إلا به ، وكلشىء هالك إلا وجه الله الكريم ،
الله الثابت الذى لا يزول ، المتحقق وجوده أزلاوأبدا
وتطلق كلمة
الحق أيضا على القرآن ..والعدل ..والأسلام .. والصدق ، ووصف الحق لا يتحلى
به أحد من الخلق إلا على سبيل الصفة المؤقتة ، وسيزول كل ملك ظاهروباطن
بزوال الدنيا ويبقى ملك المولى الحق وحده
الوكيل
تقول
اللغة أن الوكيل هو الموكول اليه أمور ومصالح غيره ، الحق من أسماء الله
تعالى تفيض بالأنوار ، فهوالكافى لكل من توكل عليه ، القائم بشئون عباده ،
فمن توكل عليه تولاه وكفاه ، ومن استغنى به أغناه وأرضاه . والدين كله على
أمرين ، أن يكون العبد على الحق فى قوله وعمله ونيته ، وأن يكون متوكلا على
الله واثقا به ، فالدين كله فى هذين المقامين ،فالعبد آفته إما بسبب عدم
الهداية وإما من عدم التوكل ، فإذا جمع الهداية الى التوكل فقد جمع الإيمان
كله
القوي المتين
هذان
الأسمان بينهما مشاركة فى أصل المعنى ، القوة تدل على القدرة التامة ،
والمتانة تدل على شدة القوة والله القوى صاحب القدرة التامة البالغة الكمال
،والله المتين شديد القوة والقدرة والله متم قدره وبالغأمره واللائق
بالأنسان أن لا يغتر بقوته ، بل هومطالب أن يظهر ضعفه أمام ربه ، كما كان
يفعل عمر الفاروق حين يدعو ربه فيقول : ( اللهم كبرت سنى وضعفت قوتى ) لأنه
لا حول ولا قوة إلا بالله ، هو ذو القوة أىصاحبها وواهبها ، وهذا لا
يتعارض مع حق الله أن يكون عباده أقوياء بالحق وفي الحق وبالحق
الولـي
الولى فى اللغة هو الحليف والقيم بالأمر ، والقريب و
الناصر والمحب ، والولىأولا : بمعنى المتولى للأمر كولى اليتيم ، وثانيا :
بمعنى الناصر ، والناصر للخلقفى الحقيقة هو الله تبارك وتعالى ، ثالثا :
بمعنى المحب وقال تعالى ( الله ولى الذين آمنوا ) أى يحبهم ، رابعا : بمعنى
الوالى أى المجالس ، وموالاة الله للعبد محبته له ، والله هو المتولى أمر
عباده بالحفظ والتدبير ، ينصر أولياءه ، ويقهرأعدائه ، يتخذه المؤمن وليا
فيتولاه بعنايته ، ويحفظه برعايته ، ويختصه برحمته
وحظ العبد من اسم
الولى أن يجتهد فى تحقيق الولاية من جانبه ، وذلك لايتم إلا بلإعراض عن
غير الله تعالى ، والأقبال كلية على نور الحق سبحانه وتعالى
الحميد
الحميد لغويا هو المستحق للحمد والثناء ، والله تعالى هو
الحميد ،بحمده نفسه أزلا ، وبحمده عباده له أبدا ، الذى يوفقك بالخيرات
ويحمدك عليها ، ويمحو عنك السيئات ، ولا يخجلك لذكرها ، وان الناس منازل فى
حمد الله تعالى ، فالعامة يحمدونه على إيصال اللذات الجسمانية ، والخواص
يحمدونه على إيصال اللذات الروحانية ،والمقربون يحمدونه لأنه هو لا شىء
غيره ، ولقد روى أن داود عليه السلام قال لربه ( إلهى كيف اشكرك ، وشكرى لك
نعمة منك علىّ ؟ ) فقال الأن شكرتنى
والحميد من العباد هو من حسنت
عقيدته وأخلاقه وأعماله وأقواله ، ولم تظهر أنوار اسمه الحميد جلية فى
الوجود إلا فى رسول الله سلم
المحصي
المحصى لغويا بمعنى الإحاطة بحساب الأشياء وما شأنه
التعداد ، الله المحصى الذى يحصى الأعمال ويعدها يوم القيامة ، هو العليم
بدقائق الأمور ، واسرار المقدور، هو بالمظاهر بصير ، وبالباطن خبير ، هو
المحصى للطاعات ، والمحيط لجميع الحالات ،واسم المحصى لم يرد بالأسم فى
القرآن الكريم , ولكن وردت مادته فى مواضع ، ففى سورةالنبأ ( وكل شىء
أحصيناه كتابا ) ، وحظ العبد من الاسم أن يحاسب نفسه ، وأن يراقب ربه فى
أقواله وأفعاله ، وأن يشعل وقته بذكر أنعام الله عليه ، ( وان تعدوا نعمة
الله لا تحصوها) الآية
المبدئ
المبدىء لغويا بمعنى بدأ وابتدأ ،والأيات القرآنية التى
فيها ذكر لاسم المبدىء والمعيد قد جمعت بينهما ، والله المبدىء هو المظهر
الأكوان على غير مثال ،الخالق للعوالم على نسق الكمال ، وأدب الأنسان مع
الله المبدىء يجعله يفهم أمرين أولهما أن جسمه من طين وبداية هذا الهيكل من
الماء المهين ، ثانيهما أن روحه من النور ويتذكر بدايته الترابية ليذهب
عنه الغرور
المعيد
المعيد لغويا
هوالرجوع الى الشىء بعد الانصراف عنه ، وفى سورة القصص ( ان الذى فرض عليك
القرآن لرادك الى معاد ) ، أى يردك الى وطنك وبلدك ، والميعاد هو الآخرة ،
والله المعيد الذى يعيد الخلق بعد الحياة الى الممات ، ثم يعيدهم بعد الموت
الى الحياة ، ومن يتذكر العودة الى مولاه صفا قلبه ، ونال مناه ، والله
بدأ خلق الناس ، ثم هو يعيدهم أى يحشرهم ، والأشياء كلها منه بدأت واليه
تعود
المحيي
الله
المحيى الذى يحيى الأجسام بإيجاد الأرواح فيها ، وهو محي الحياة ومعطيها
لمن شاء ، ويحيى الأرواح بالمعارف ،ويحيى الخلق بعد الموت يوم القيامة ،
وأدب المؤمن أن يكثر من ذكر الله خاصة فى جوف الليل حتى يحيى الله قلبه
بنور المعرفة
المميت
والله
المميت والموت ضد الحياة ، وهو خالق الموت وموجهه على من يشاء من الأحياء
متى شاء وكيف شاء، ومميت القلب بالغفلة ، والعقل بالشهوة . ولقد روى أن
الرسول سلم كان من دعائه اذا أوى الى فراشه ( اللهم باسمك
أحيا وباسمك أموت ) وإذا أصبح قال : الحمد لله الذى أحيانا بعدما أماتنا
وإليه النشور
الحـي
الحياة
فى اللغة هى نقيض الموت ، والحى فى صفة الله تعالى هو الباقى حيا بذاته
أزلا وأبدا ، والأزل هو دوام الوجود فى الماضى ، والأبد هو دوام الوجود فى
المستقبل ، والأنس والجن يموتون ، وكل شىء هالك إلا وجهه الكريم ، وكل حى
سواه ليس حيا بذاته إنما هو حى بمدد الحى ، وقيل إن اسم الحى هو اسم الله
الأعظم
القيوم
اللغة
تقول أن القيوم و السيد ، والله القيوم بمعنى القائم بنفسه مطلقا لا بغيره
، ومع ذلك يقوم به كل موجود ، ولا وجود أو دوام وجود لشىء إلا به ، المدبر
المتولى لجميع الأمور التىتجرى فى الكون ، هو القيوم لأنه قوامه بذاته
وقوام كل شىء به ، والقيوم تأكيد لاسم الحى واقتران الإسمين فى الآيات ،
ومن أدب المؤمن مع اسم القيوم أن من علم أن الله هو القيوم بالأمور أستراح
من كد التعبير وتعب الاشتغال بغيره ولم يكن للدنيا عنده قيمة ، وقيل أن اسم
الله الأعظم هو الحى القيوم
الواجد
الواجد فيه معنى الغنى والسعة ، والله الواجد الذى لا
يحتاج الى شىء وكل الكمالات موجودة له مفقودة لغيره ، إلا إن أوجدها هو
بفضله ، وهو وحده نافذ المراد ، وجميع أحكامه لا نقض فيها ولا أبرام ، وكل
ما سوى الله تعالى لا يسمى واجدا ، وإنما يسمى فاقدا ، واسم الواجد لم يرد
فى القرآن ولكنه مجمع عليه ، ولكن وردت مادة الوجود مثل قوله تعالى ( انا و
جدناه صابرا نعم العبد انه أواب ) الآية
الماجد
الماجد فى اللغة بمعنى الكثير الخير الشريف المفضال ،
والله الماجد من له الكمال المتناهى والعز الباهى ، الذى بعامل العباد
بالكرم والحود ، والماجد تأكيد لمعنى الواجد أى الغنى المغنى ، واسم الماجد
لم يرد فى القرآن الكريم ، ويقال أنه بمعنى المجيد إلا أن المجيد أبلغ ،
وحظ العبد من الاسم أن يعامل الخلق بالصفح والعفو وسعة الأخلاق
الواحد
الواحد فى اللغة بمعنى الفرد الذى لم يزل وحده ولم يكن
معه أحد ، والواحد بمعنى الأحد وليس للأحد جمع ، والله تعالى واحد لم يرضى
بالوحدانية لأحد غيره ،والتوحيد ثلاثة : توحيد الحق سبحانه وتعالى لنفسه ،
وتوحيد العبد للحق سبحانه ،وتوحيد الحق للعبد وهو أعطاؤه التوحيد وتوفيقه
له ، والله واحد فى ذاته لا يتجزأ ،واحد فى صفاته لا يشبهه شىء ، وهو لا
يشبه شىء ، وهو واحد فى أفعاله لا شريك له
الصمد
الصمد فى اللغة بمعنى القصد وأيضا بمعنى الذى لا جوف له ،
والصمد فى وصف الله تعالى هو الذى صمدت اليه الأمور ، فلم يقض فيها غيره ،
وهو صاحب الأغاثات عند الملمات ،وهو الذى يصمد اليه الحوائج ( أى يقصد ) .
ومن اختاره الله ليكون مقصد عباده فى مهمات دينهم ودنياهم ، فقد أجرى على
لسانه ويده حوائج خلقه ، فقد أنعم عليه بحظ منوصف هذا الاسم ، ومن أراد أن
يتحلى بأخلاق الصمد فليقلل من الأكل والشرب ويترك فضول الكلام ، ويداوم على
ذكر الصمد وهو فى الصيام فيصفو من الأكدار البشرية ويرجع الى البداية
الروحانية
القادر المقتدر
الفرق
بين الاسمين أن المقتدر أبلغ من القادر ، وكل منهما يدل على
القدرة،والقدير والقادر من صفات الله عز وجل ويكونان من القدرة ، والمقتدر
ابلغ ، ولم يعد سم القدير ضمن الاسماء التسعة وتسعين ولكنه ورد فى آيات
القرآن الكريم أكثر من ثلاثين مرة
والله القادر الذى يقدر على أيجاد
المعدوم وإعدام الموجود ، أما المقتدر فهو الذى يقدر على إصلاح الخلائق
على وجه لا يقدر عليه غيره فضلا منه وإحسانا
المقدم
المؤخر
المقدم لغويا بمعنى الذى يقدم الأشياء ويضعها فى
موضعها ،والله تعالى هو المقدم الذى قدم الأحباء وعصمهم من معصيته ، وقدم
رسول الله سلم بدءا وختما ، وقدم أنبياءه وأولياءه بتقريبهم
وهدايتهم ، أما المؤخر فهو الذى يؤخر الأشياء فيضعها فى مواضعها ، والمؤخر
فى حق الله تعالى الذى يؤخرالمشركين والعصاة ويضرب الحجاب بينه وبينهم
،ويؤخر العقوبة لهم لأنه الرؤوف الرحيم، والنبى سلم غفر له
ما تقدم من ذنبه وما تأخر ومع ذلك لم يقصر فى عبادته ، فقيل له ألم يغفر
الله لك ما تقدم من ذنبك وما تأخر ) فأجاب : ( أفلا أ
هذه
الاسماء بمعانيها بالترتيب المعروف ..
الله
هوالاسم الذى تفرد به الحق سبحانه وخص به نفسه ، وجعله
أول أسمائه واضافها كلها اليهولم يضفه الى إسم منها ، فكل ما يرد بعده يكون
نعتا له وصفة ،وهو إسم يدل دلالة العلم على الإله الحق وهو يدل عليه دلالة
جامعة لجميع الأسماء الإلهية الأحادية .هذا والاسم (الله) سبحانه مختص
بخواص لم توجد فى سائر أسماء الله تعالى.
الخاصيةالأولى : أنه إذا
حذفت الألف من قولك (الله) بقى الباقى على صورة (لله وهومختص به سبحانه كما
فى قوله ( ولله جنود السموات والأرض) ، وإن حذفت عن البقية اللام الأولى
بقيت على صورة (له) كما فى قوله تعالى ( له مقاليد السموات والأرض) فإن
حذفت اللام الباقية كانت البقية هى قولنا (هو) وهو أيضا يدل عليه سبحانه
كما فى قوله ( قل هوالله أحد ) والواو ذائدة بدليل سقوطها فى التثنية
والجمع ، فإنك تقول : هما ، هم ،فلا تبقى الواو فيهما فهذه الخاصية موجودة
فى لفظ الله غير موجودة فى سائرالاسماء.
الخاصية الثانية : أن كلمة
الشهادة _ وهى الكلمة التى بسببها ينتقل الكافر من الكفر الى الإسلام _ لم
يحصل فيها إلا هذا الاسم ، فلو أن الكافر قال : أشهد أن لا اله إلا الرحمن
الرحيم ، لم يخرج من الكفر ولم يدخل الاسلام ، وذلك يدل على اختصاص هذا
الاسم بهذه الخاصية الشريفة
الرحمن الرحيم
الرحمن
الرحيم إسمان مشتقان من الرحمة ، والرحمة فى الأصل رقة فى القلب تستلزم
التفضل والإحسان ، وهذا جائز فى حق العباد ، ولكنه محال فى حق الله سبحانه
وتعالى، والرحمة تستدعى مرحوما .. ولا مرحوم إلا محتاج ، والرحمة منطوية
على معنين الرقة .. والإحسان ، فركز تعالى فى طباع الناس الرقة وتفرد
بالإحسان . ولا يطلق الرحمن إلا على الله تعالى ، إذ هو الذى وسع كل شىء
رحمة ، والرحيم تستعمل فى غيره وهو الذى كثرت رحمته ، وقيل أن الله رحمن
الدنيا ورحيم الآخرة ، وذلك أن إحسانه فى الدنيا يعم المؤمنين والكافرين ،
ومن الآخرة يختص بالمؤمنين ، اسم الرحمن أخص من اسم الرحيم ، والرحمن نوعا
من الرحمن ، وأبعد من مقدور العباد ، فالرحمن هو العطوف على عباده بالإيجاد
أولا .. وبالهداية الى الإيمان وأسباب السعادة ثانيا .. والإسعاد فى
الآخرة ثالثا ، والإنعام بالنظر الى وجهه الكريم رابعا . الرحمن هو المنعم
بما لا يتصور صدور جنسه من العباد ، والرحيم هو المنعم بما يتصور صدور جنسه
من العباد
الملك
الملك هو الظاهر بعز
سلطانه ، الغنى بذاته ، المتصرف فى أكوانه بصفاته ، وهوالمتصرف بالأمر
والنهى ، أو الملك لكل الأشياء ، الله تعالى الملك المستغنى بذاته وصفاته
وأفعاله عن غيرة ، المحتاج اليه كل من عداه ، يملك الحياة والموت والبعث
والنشور ، والملك الحقيقى لا يكون إلا لله وحده ، ومن عرف أن الملك لله
وحده أبى أن يذل لمخلوق ، وقد يستغنى العبد عن بعض اشياء ولا يستغنى عن بعض
الأشياء فيكون له نصيب من الملك ، وقد يستغنى عن كل شىء سوى الله ، والعبد
مملكته الخاصة قلبه .. وجنده شهوته وغضبه وهواه .. ورعيته لسانه وعيناه
وباقى أعضائه .. فإذا ملكها ولمتملكه فقد نال درجة الملك فى عالمه ، فإن
انضم الى ذلك استغناؤه عن كل الناس فتلكرتبة الأنبياء ، يليهم العلماء
وملكهم بقدر قدرتهم على ارشاد العباد ، بهذه الصفاتيقرب العبد من الملائكة
فى صفاته ويتقرب الى الله
القدوس
تقول
اللغة أن القدس هو الطهارة ، والأرض المقدسة هى المطهرة ، والبيت المقدس
:الذى يتطهر فيه من الذنوب ، وفى القرآن الكريم على لسان الملائكة وهم
يخاطبون الله ( ونحن نسبح بحمدك ونقدس لك ) أى نطهر انفسنا لك ، وجبريل
عليه السلام يسمى الروح القدس لطهارته من العيوب فى تبليغ الوحى الى الرسل
أو لأنه خلق من الطهارة ، ولايكفى فى تفسير القدوس بالنسبة الى الله تعالى
أن يقال أنه منزه عن العيوب والنقائص فإن ذلك يكاد يقرب من ترك الأدب مع
الله ، فهو سبحانه منزه عن أوصاف كمال الناس المحدودة كما أنه منزه عن
أوصاف نقصهم ، بل كل صفة نتصورها للخلق هو منزه عنها وعمايشبهها أو يماثلها
السلام
تقول
اللغة هو الأمان والاطئنان ، والحصانة والسلامة ، ومادة السلام تدل على
الخلاص والنجاة ، وأن القلب السليم هو الخالص من العيوب ، والسلم (بفتح
السين أو كسرها ) هو المسالمة وعدم الحرب ، الله السلام لأنه ناشر السلام
بين الأنام ، وهو مانحالسلامة فى الدنيا والآخرة ، وهو المنزه ذو السلامة
من جميع العيوب والنقائص لكمالهفى ذاته وصفاته وأفعاله ، فكل سلامة معزوة
اليه صادرة منه ، وهوالذى سلم الخلق من ظلمه ، وهوالمسلم على عباده فى
الجنة ، وهو فى رأى بعض العلماء بمعنى القدوس . والأسلام هو عنوان دين الله
الخاتم وهو مشتق من مادة السلام الذى هو اسلام المرءنفسه لخالقها ، وعهد
منه أن يكون فى حياته سلما ومسالما لمن يسالمه ، وتحيةالمسلمين بينهم هى (
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته ) والرسول صلى الله عليه ةسلم يكثر من
الدعوة الى السلام فيقول : السلام من الاسلام.. افشوا السلام تسلموا ..
ثلاث من جمعهن فقد جمع الأيمان : الأنصاف مع نفسم ، وبذل السلام للعالم ،
والأنفاقمن الأقتار ( أى مع الحاجة ) .. افشوا السلام بينكم .. اللهم أنت
السلام ، ومنك السلام ، واليك يعود السلام ،فحينا ربنا بالسلام
المؤمن
الإيمان
فى اللغة هو التصديق ، ويقال آمنه من الأمان ضد الخوف ، والله يعطى الأمان
لمن استجار به واستعان ، الله المؤمن الذى وحد نفسه بقوله ( شهد الله أنه
لا اله إلا هو ) ، وهو الذى يؤمن أولياءه من عذابه ، ويؤمن عباده من ظلمه ،
هو خالقالطمأنينة فى القلوب ، أن الله خالق أسباب الخوف وأسباب الأمان
جميعا وكونه تعالى مخوفا لا يمنع كونه مؤمنا ، كما أن كونه مذلا لا يمنع
كونه معزا ، فكذلك هو المؤمن المخوف ، إن إسم ( المؤمن ) قد جاء منسوبا الى
الله تبارك وتعالى فى القرآن مرةواحدة فى سورة الحشر فى قوله تعالى ( هو
الله الذى لا اله إلا هو الملك القدوس السلام المؤمن المهيمن العزيز الجبار
المتكبر سبحان الله عما يشركون ) سورةالحشر
المهيمن
الهيمنة
هى القيام على الشىء والرعاية له ، والمهيمن هو الرقيب أو الشاهد ،
والرقيب اسم من أسماء الله تبارك وتعالى معناه الرقيب الحافظ لكل شىء ،
المبالغ فى الرقابةوالحفظ ، أو المشاهد العالم بجميع الأشياء ، بالسر
والنجوى ، السامع للشكر والشكوى، الدافع للضر والبلوى ، وهو الشاهد المطلع
على افعال مخلوقاته ، الذى يشهد الخواطر، ويعلم السرائر ، ويبصر الظواهر ،
وهو المشرف على أعمال العباد ، القائم علىالوجود بالحفظ والأستيلاء
العزيز
العز
في اللغة هو القوة والشدة والغلبة والرفعة و الأمتناع ، والتعزيز هو
التقوية ،والعزيز اسم من أسماء الله الحسنى هو الخطير ،( الذى يقل وجود
مثله . وتشتد الحاجةاليه . ويصعب الوصول اليه ) وإذا لم تجتمع هذه المعانى
الثلاث لم يطلق عليه اسم العزيز ، كالشمس : لا نظير لها .. والنفع منها
عظيم والحاجة شديدة اليها ولكن لاتوصف بالعزة لأنه لا يصعب الوصول الي
مشاهدتها . وفى قوله تعالى ( ولله العزة ولرسوله وللمؤمنين ولكن المنافقين
لا يعلمون ) فالعزة هنا لله تحقيقا ، ولرسوله فضلا ، وللمؤمنين ببركة
إيمانهم برسول الله عليه الصلاة والسلام
الجبار
اللغة
تقول : الجبرضد الكسر ، واصلاح الشىء بنوع من القهر ، يقال جبر العظم من
الكسر ، وجبرت الفقيرأى أغنيته ، كما أن الجبار فى اللغة هو العالى العظيم
والجبار
فى حق الله تعالى هو الذى تنفذ مشيئته على سبيل الإجبار فى كل أحد ، ولا
تنفذ قيه مشيئة أحد ، ويظهرأحكامه قهرا ، ولا يخرج أحد عن قبضة تقديره ،
وليس ذلك إلا لله ، وجاء فى حديث الإمام على ( جبار القلوب على فطرتها
شقيها وسعيدها ) أى أنه أجبر القلوب شقيهاوسعيدها على ما فطرها عليه من
معرفته ، وقد تطلق كلمة الجبار على العبد مدحا له وذلك هو العبد المحبوب
لله ، الذى يكون جبارا على نفسه ..جبارا على الشيطان .. محترسا من العصيان
والجبار
هو المتكبر ، والتكبر فى حق الله وصف محمود ، وفى حق العباد وصف مذموم
المتكبر
المتكبر
ذو الكبرياء ، هو كمال الذات وكمال الوجود ، والكبرياء والعظمة بمعنى
واحد، فلا كبرياء لسواه ، وهو المتفرد بالعظمة والكبرياء ، المتعالى عن
صفات الخلق ،الذى تكبر عما يوجب نقصا أو حاجة ، أو المتعالى عن صفات
المخلوقات بصفاته وذاته
كل من رأى العظمة والكبرياء لنفسه على
الخصوص دون غيره حيث يرى نفسه أفضل الخلق مع أن الناس فى الحقوق سواء ،
كانت رؤيته كاذبة وباطلة ، إلا لله تعالى
الخالق
الخلق
فى اللغة بمعنى الإنشاء ..أو النصيب لوافر من الخير والصلاح . والخالق فى
صفات الله تعالى هوالموجد للأشياء ، المبدع المخترع لها على غير مثال سبق ،
وهو الذى قدر الأشياء وهىفى طوايا لعدم ، وكملها بمحض الجود والكرم ،
وأظهرها وفق إرادته ومشيئته وحكمته.
والله الخالق من حيث
التقدير أولا ، والبارىء للإيجاد وفق التقدير ،والمصور لترتيب الصور بعد
الأيجاد ، ومثال ذلك الإنسان .. فهو أولا يقدر ما منهموجود ..فيقيم الجسد
..ثم يمده بما يعطيه الحركة والصفات التى تجعله إنساناعاقلا
البارئ
البارئ:
تقول اللغة البارىء من البرء ، وهو خلوص الشىء من غيره ، مثل أبرأه الله
من مرضه.
البارىء فى اسماء الله تعالى هو الذى خلق الخلق لا
عن مثال ،والبرء أخص من الخلق ، فخلق الله السموات والأرض ، وبرأ الله
النسمة ، كبرأ الله آدم من طين
البارىء الذى يبرىء جوهر المخلوقات
من الأفات ، وهو موجود الأشياء بريئة من التفاوت وعدم التناسق ، وهو معطى
كل مخلوق صفته التى علمها له فى الأزل،وبعض العلماء يقول ان اسم البارىء
يدعى به للسلامة من الأفات ومن أكثر من ذكره نالالسلامة من المكروه
المصور
تقول
اللغة التصوير هو جعل الشىء على صورة ، والصورة هى الشكل والهيئة
المصور
من أسماء الله الحسنى هو مبدع صور المخلوقات ، ومزينها بحكمته ،ومعطى كل
مخلوق صورته على ما أقتضت حكمته الأزلية ، وكذلك صور الله الناس فىالأرحام
أطوارا ، وتشكيل بعد تشكيل ، ، وكما قال الله تعالى ( ولقد خلقنا الإنسان
من سلالة من طين ، ثم جعلناه نطفة فى قرار مكين ، ثم خلقنا النطفة علقة
فخلقناالعلقة مضغة فخلقنا المضغة عظاما فكسونا العظام لحما ثم أنشأناه خلقا
آخر فتبارك الله أحسن الخالقين ) ، وكما يظهر حسن التصوير فى البدن تظهر
حقيقة الحسن أتم وأكمل فى باب الأخلاق ، ولم يمن الله تعالى على رسوله صلى
الله عليه وسلم كما من عليه بحسن الخلق حيث قال ( وإنك لعلى خلق عظيم ) ،
وكما تتعدد صور الابدان تتعدد صورالأخلاق والطباع
الغفار
فى اللغةالغفر والغفران : الستر ، وكل شىء سترته فقد
غفرته ، والغفار من أسماء الله الحسنى هى ستره للذنوب ، وعفوه عنها بفضله
ورحمنه ، لا بتوبة العباد وطاعتهم ، وهو الذى اسبل الستر على الذنوب فى
الدنيا وتجاوز عن عقوبتها فى الآخرة ، وهو الغافر والغفوروالغفار ، والغفور
أبلغ من الغافر ، والغفار أبلغ من الغفور ، وأن أول ستر الله على العبد أم
جعل مقابح بدنه مستورة فى باطنه ، وجعل خواطره وارادته القبيحة فى أعماق
قلبه وإلا مقته الناس ، فستر الله عوراته.
وينبغى للعبد
التأدب بأدب الإسمالعظيم فيستر عيوب اخوانه ويغفو عنهم ، ومن الحديث من لزم
الاستغفار جعل الله له من كل هم فرجا ، ومن كل ضيق مخرجا ، ورزقه من حيث
لا يحتسب
القهار
القهر فى اللغة
هوالغلبة والتذليل معا ، وهو الإستيلاء على الشىء فىالظاهر والباطن ..
والقاهروالقهار من صفات الله تعالى وأسمائه ، والقهار مبالغة فى القاهر
فالله هو الذى يقهرخلقه بسلطانه وقدرته ، هو الغالب جميع خلقه رضوا أم
كرهوا ، قهر الانسان على النوم
واذا أراد المؤمن التخلق
بخلق القهار فعليه أن يقهر نفسه حتى تطيع أوامرربها و يقهر الشيطان و
الشهوة و الغضب . روى أن أحد العارفين دخل على سلطان فرآهيذب ذبابة عن وجهه
، كلما طردها عادت ، فسال العارف : لم خلق الله الذباب ؟ فأجابهالعارف :
ليذل به الجبابرة
الوهاب
الهبة أن
تجعل ملكك لغيرك دون عوض، ولها ركننان أحدهما التمليك ، والأخر بغير عوض ،
والواهب هو المعطى ، والوهاب مبالغة من الوهب ، والوهاب والواهب من أسماء
الله الحسنى ، يعطى الحاجة بدون سؤال ،ويبدأ بالعطية ، والله كثير النعم
الرزاق
الرزاق من الرزق ، وهو معطى الرزق ، ولا تقال إلا لله
تعالى . والأرزاق نوعان، " ظاهرة " للأبدان " كالأكل ، و " باطنة " للقلوب
والنفوس كالمعارف والعلوم ، والله اذا أراد بعبده خيرا رزقه علما هاديا ،
ويدا منفقة متصدقة ، وإذا أحب عبدا أكثر حوائج الخلقاليه ، وإذا جعله واسطة
بينه وبين عباده فى وصول الأرزاق اليهم نال حظا من اسم الرزاق
قال
النبى سلم ( ما أحد أصبر على أذى سمعه ..من الله،يدّعون له
الولد ثم يعافيهم ويرزقهم ) ، وأن من اسباب سعة الرزق المحافظة علىالصلاة
والصبر عليها
الفتاح
الفتح
ضد الغلق ،وهو أيضا النصر ، والاستفتاح هو الاستنصار ، والفتاح مباغة فى
الفتح وكلها من أسماءالله تعالى ، الفتاح هو الذى بعنايته ينفتح كل مغلق ،
وبهدايته ينكشف كل مشكل ،فتارة يفتح الممالك لأنبيائه ، وتارة يرفع الحجاب
عن قلوب أوليائه ويفتح لهمالأبواب الى ملكوت سمائها ، ومن بيده مفاتيح
الغيب ومفاتيح الرزق ، وسبحانه يفتح للعاصين أبواب مغفرته ، و يفتح أبواب
الرزق للعباد
العليم
العليم لفظ
مشتق من العلم ، وهوأدراك الشىء بحقيقته ، وسبحانه العليم هو المبالغ فى
العلم ، فعلمه شامل لجميع المعلومات محيط بها ، سابق على وجودها ، لا تخفى
عليه خافية ، ظاهرة وباطنة ،دقيقة وجليلة ، أوله وآخره ، عنده علم الغيب
وعلم الساعة ، يعلم ما فى الأرحام ،ويعلم ما تكسب كل نفس ، ويعلم بأى أرض
تموت.
والعبد إذا أراد الله له الخير وهبه هبة العلم ،
والعلم له طغيان أشد من طغيان المال ويلزم الأنسان الا يغتر بعلمه ،روى أن
جبريل قال لخليل الله ابراهيم وهوفى محنته ( هل لك من حاجة ) فقال أبراهيم (
أما اليك فلا ) فقال له جبريل ( فاسأل الله تعالى ) فقال ابراهيم ( حسبى
من سؤالى علمه بحالى ) . ومن علم أنه سبحانه وتعالى العليم أن يستحى من
الله ويكف عن معاصيه ومن عرف أن الله عليم بحاله صبر على بليته وشكر عطيته
وأعتذر عن قبح خطيئته
القابض
القبض
هو الأخذ ، وجمع الكف على شىء ، و قبضه ضد بسطه، الله القابض معناه الذى
يقبض النفوس بقهره والأرواح بعدله ،والأرزاق بحكمته ، والقلوب بتخويفها من
جلاله . والقبض نعمة من الله تعالى على عباده ، فإذا قبض الأرزاق عن انسان
توجه بكليته لله يستعطفه ، وإذا قبض القلوب فرت داعية فى تفريج ما عندها ،
فهو القابض الباسط
وهناك أنواع من القبض الأول : القبض فى
الرزق ، والثانى : القبض فى السحاب كما قال تعالى ( الله الذى يرسل السحاب
فيبسطه فى السماء كيف يشاء ويجعله كسفا فترى الودق يخرج من خلاله فاذا أصاب
به من يشاء من عباده اذا هم يستبشرون ) ، الثالث : فى الظلال والأنوار
والله يقول ( ألم ترى الى ربك كيف مد الظل ولو شاء لجعله ساكنا ثم جعلنا
الشمس عليه دليلا ثم قبضناه الينا قبضا يسيرا ) ، الرابع : قبض الأرواح ،
الخامس : قبض الأرض قال تعالى ( وما قدروا الله حق قدره والأرض جميعا قبضته
يوم القيامة و السموات مطويات بيمينه سبحانه وتعالى عما يشركون ) ، السادس
قبض الصدقات ، السابع: قبض القلوب
الباسط
بسط بالسين أو بالصاد هى نشره ، ومده ، وسره ، الباسط من
أسماء الله الحسنى معناه الموسع للأرزاق لمن شاء من عباده ، وأيضا هو مبسط
النفوس بالسرور والفرح ،وقيل : الباسط الذي يبسط الرزق للضعفاء ، ويبسط
الرزق للأغنياء حتى لا يبقى فاقة ،ويقبضه عن الفقراء حتى لا تبقى طاقة.
يذكر
اسم القابض والباسط معا ، لا يوصف الله بالقبض دون البسط ، يعنى لا يوصف
بالحرمان دون العطاء ، ولا بالعطاء دون الحرمان
الخافض
الخفض
ضد الرفع ، وهوالانكسار واللين ، الله الخافض الذى يخفض بالأذلال أقواما
ويخفض الباطل ، والمذل لمن غضب عليه ، ومسقط الدرجات لمن استحق
وعلى
المؤمن أن يخفض عنده ابليس وأهل المعاصى ، وأن يخفض جناح الذل من الرحمة
لوالديه والمؤمنين
الرافع
الرافع سبحانه هو
الذى يرفع اوليائه بالنصر ، ويرفع الصالحين بالتقرب ،ويرفع الحق ، ويرفع
المؤمنين بالإسعاد
والرفع يقال تارة فى الأجسام الموضوعة
إذا أعليتها عن مقرها ، كقوله تعالى ( الذى رفع السموات بغير عمد ترونها ) ،
وتارة فى البناء إذا طولته كقوله تعالى ( وإذ يرفع ابراهيم القواعد من
البيت واسماعيل ) ،وتارة فى الذكر كقوله تعالى ( ورفعنا لك ذكرا " ) ،
وتارة فى المنزلة اذا شرفتهاكقوله تعالى ( ورفعنا بعضهم فوق بعض درجات )
المعز
المعز
هو الذى يهب العز لمن يشاء ، الله العزيز لأنه الغالب القوى الذى لايغلب ،
وهوالذى يعز الأنبياء بالعصمة والنصر ، ويعز الأولياء بالحفظ والوجاهه
،ويعز المطيع ولو كان فقيرا ، ويرفع التقى ولو كان عبد حبشيا
وقد
اقترن اسم العزيز باسم الحكيم ..والقوى..وذى الأنتقام ..والرحيم
..والوهاب..والغفاروالغفور..والحميد..والعليم..والمق تدر..والجبار . وقد
ربط الله العز بالطاعة، فهى طاعة ونور وكشف حجاب ، وربط سبحانه الذل
بالمعصية ، فهى معصية وذل وظلمة وحجاب بينك وبين الله سبحانه، والأصل فى
اعزاز الحق لعباده يكون بالقناعة ، والبعد عن الطمع
المذل
الذل ما كان عن قهر ،والدابة الذلول هى المنقادة غير
متصعبة ، والمذل هو الذى يلحق الذل بمن يشاء منعباده ، إن من مد عينه الى
الخلق حتى أحتاج اليهم ، وسلط عليه الحرص حتى لا يقنع بالكفاية ، واستدرجه
بمكره حتى اغتر بنفسه ، فقد أذله وسلبه ، وذلك صنع الله تعالى، يعز من يشاء
ويذل من يشاء والله يذل الأنسان الجبار بالمرض أو بالشهوة أو بالمال أو
بالاحتياج الى سواه ، ما أعز الله عبد بمثل ما يذله على ذل نفسه ، وما أذل
الله عبدا بمثل ما يشغله بعز نفسه ، وقال تعالى ولله العزة ولرسوله
وللمؤمنين
السميع
الله هو
السميع ،أى المتصف بالسمع لجميع الموجودات دون حاسة أو آلة ، هو السميع
لنداء المضطرين ،وحمد الحامدين ، وخطرات القلوب وهواجس النفوس ،و مناجاة
الضمائر ، ويسمع كل نجوى ،ولا يخفى عليه شىء فى الأرض أو فى السماء ، لا
يشغله نداء عن نداء، ولا يمنعه دعاءعن دعاء
وقد يكون السمع
بمعنى القبول كقول النبى عليه الصلاة والسلام ( اللهم إنى أعوذ بك من قول
لا يسمع ) ، أو يكون بمعنى الإدراك كقوله تعالى ( قد سمع الله قول التى
تجادلك فى زوجها ) . أو بمعنى فهم وعقل مثل قوله تعالى ( لا تقولوا راعنا
قولوا نظرنا واسمعوا ) ، أو بمعنى الانقياد كقوله تعالى ( سماعون للكذب)
وينبغى للعبد أن يعلم أن الله لم يخلق له السمع إلا ليسمع كلام الله الذى
أنزله على نبيه فيستفيد به الهداية ، إن العبد إذا تقرب الى ربه بالنوافل
أحبه الله فأفاض على سمعه نورا تنفذ به بصيرته الى ما وراء المادة
البصير
البصر هو العين ، أو حاسة الرؤية ،والبصيرة عقيدة القلب ،
والبصير هو الله تعالى ، يبصر خائنة الأعين وما تخفى الصدور، الذى يشاهد
الأشياء كلها ، ظاهرها وخافيها ، البصير لجميع الموجدات دون حاسة أوآلة
وعلى
العبد أن يعلم أن الله خلق له البصر لينظر به الى الآيات وعجائب الملكوت
ويعلم أن الله يراه ويسمعه وقال رسول الله سلم : ( الإحسان
أن تعبد الله كأنك تراه ، فإن لم تره فإنه يراك ) ، روى أن بعض الناس قال
لعيسى بن مريم عليه السلام: هل أجد من الخلق مثلك ، فقال : من كان نظره
عبرة ، ويقظته فكره ،وكلامه ذكرا فهو مثلى
الحكم
الحكم لغويا بمعنى المنع ، والحكم اسم من السماء الله
الحسنى ، هو صاحب الفصل بين الحق والباطل ، والبار والفاجر ، والمجازى كل
نفس بما عملت ، والذى يفصلبين مخلوقاته بما شاء ، المميز بين الشقى والسعيد
بالعقاب والثواب . والله الحكم لاراد لقضائه ، ولا راد لقضائه ، ولا معقب
لحكمه ، لا يقع فى وعده ريب ، ولا فى فعلهغيب ، وقال تعالى : واتبع ما يوحى
اليك واصبر حتى يحكم الله وهو خيرالحاكمين
قال الرسول عليه الصلاة
والسلام : ( من عرف سر الله فى القدر هانتعليه المصائب ) ، وحظ العبد من
هذا الاسم الشريف أن تكون حاكما على غضبك فلا تغضب على من أساء اليك ، وأن
تحكم على شهوتك إلا ما يسره الله لك ، ولا تحزن على ما تعسر، وتجعل العقل
تحت سلطان الشرع ، ولا تحكم حكما حتى تأخذ الأذن من الله تعالى الحكم العدل
العدل
العدل من أسماء الله الحسنى ، هوالمعتدل ، يضع كل شىء
موضعه ، لينظر الأنسان الى بدنه فإنه مركب من أجسام مختلفة،هى: العظم..
اللحم .. الجلد ..، وجعل العظم عمادا.. واللحم صوانا له .. والجلدصوانا
للحم ، فلو عكس الترتيب وأظهر ما أبطن لبطل النظام ، قال تعالى ( بالعدل
قامت السموات والأرض ) ، هو العدل الذى يعطى كل ذى حق حقه ، لا يصدر عنه
إلا العدل ، فهوالمنزه عن الظلم والجور فى أحكامه وأفعاله ، وقال تعالى (
وإذا حكمتم بين الناس أنت حكموا بالعدل ) ، وحظ العبد من اسم العدل أن يكون
وسطا بين طرفى الأفراط والتفريط، ففى غالب الحال يحترز عن التهور الذى هو
الأفراط ، والجبن الذى هو التفريط ،ويبقى على الوسط الذى هو الشجاعة ، وقال
تعالى ( وكذلك جعلناكم أمة وسطا لتكونواشهداء على الناس ) ..
اللطيف
اللطيف فى اللغة لها ثلاث معانى الأول : أن يكون عالما
بدقائق الأمور ، الثانى : هو الشىء الصغير الدقيق، الثالث : أطيف إذا رفق
به وأوصل اليه منافعه التى لا يقدر على الوصول اليها بنفسه . واللطيف
بالمعنى الثانى فى حق الله مستحيل ، وقوله تعالى ( الله لطيف بعباده )
يحتمل المعنين الأول والثالث ، وإن حملت الآية على صفة ذات الله كانت
تخويفا لأنه العالم بخفايا المخالفات بمعنى قوله تعالى ( يعلم خائنة الأعين
وما تخفى الصدور ) . والله هو اللطيف الذى اجتمع له الرفق فى العقل ،
والعلم بدقائق الأمور وإيصالها لمن قدرها له من خلقه ، فى القرآن فى أغلب
الأحيان يقترن اسم اللطيف باسم الخبير فهمايتلاقيان فى المعنى
الخبير
الله هو الخبير ،الذى لا يخفى عليه شىء فى الأرض ولا فى
السماء ، ولا تتحرك حركة إلا يعلم مستقرهاومستودعها . والفرق بين العليم
والخبير ، أن الخبير بفيد العلم ، ولكن العليم إذاكان للخفايا سمى خبيرا .
ومن علم أن الله خبير بأحواله كان محترزا فى أقواله وأفعاله واثقا أن ما
قسم له يدركه ، وما لم يقسم له لا يدركه فيرى جميع الحوادث من الله فتهون
عليه الأمور ، ويكتفى بأستحضار حاجته فى قلبه من غير أن ينطق لسانه
الحليم
الحليم لغويا : الأناة والتعقل ، والحليم هو الذى لا
يسارع بالعقوبة ، بل يتجاوز الزلات ويعفو عن السيئات ، الحليم من أسماء
الله الحسنى بمعنى تأخيره العقوبة عن بعض المستحقين ثم يعذبهم ، وقد يتجاوز
عنهم ، وقد يعجل العقوبة لبعض منهم وقال تعالى ( ولو يؤاخذالله الناس بما
كسبوا ما ترك على ظهرها من دابة ) . وقال تعالى عن سيدنا إبراهيم ( إن
ابراهيم لحليم آواه منيب ) ، وعن إسماعيل ( فبشرناه بغلام حليم ) . وروى أن
إبراهيم عليه السلام رأى رجلا مشتغلا بمعصية فقال ( اللهم أهلكه ) فهلك ،
ثم رأى ثانيا وثالثا فدعا فهلكوا ، فرأى رابعا فهم بالدعاء عليه فأوحى الله
اليه : قف ياإبراهيم فلو أهلكنا كل عبد عصا ما بقى إلا القليل ، ولكن إذا
عصى أمهلناه ، فإن تابقبلناه ، وإن أصر أخرنا العقاب عنه ، لعلمنا أنه لا
يخرج عن ملكنا
العظيم
العظيم
لغويابمعنى الضخامة والعز والمجد والكبرياء ، والله العظيم أعظم من كل
عظيم لأن العقول لا يصل الى كنة صمديته ، والأبصار لا تحيط بسرادقات عزته ،
وكل ما سوى الله فهو حقير بل كالعدم المحض ، وقال تعالى ( فسبح باسم ربك
العظيم ) وقد كان النبى سلم يدعو عند الكرب : ( لا إله إلا
الله العظيم ، لا إله إلا الله ربالعرش العظيم ، لا إله إلا الله رب
السماوات ورب العرش العظيم ) . قال تعالى : ( ذلك ومن يعظم شعائر الله
فإنها من تقوى القلوب ) وحظ العبد من هذا الاسم أن من يعظم حرمات الله
ويحترم شعائر الدين ، ويوقر كل ما نسب الى الله فهو عظيم عند الله
وعندعباده
الغفور
الغفور
من الغفر وهو الستر ، والله هو الغفور بغفر فضلا وإحسانا منه ، هوالذى إن
تكررت منك الإساءة وأقبلت عليه فهو غفارك وساترك ، لتطمئن قلوب العصاة
،وتسكن نفوس المجرمين ، ولا يقنط مجرم من روح الله فهو غافر الذنب
وقابلالتوبة
والغفور .. هو من يغفر الذنوب العظام ، والغفار .. هو
من يغفر الذنوبالكثيرة . وعلم النبى سلم ابو بكر الصديق
الدعاء الأتى : اللهم إنى ظلمت نفسى ظلما كثيرا ، ولا يغفر الذنوب إلا أنت ،
فأغفر لى مغفرة من عندك ،وارحمنى إنك انت الغفور الرحيم
الشكور
الشكر
فى اللغة هى الزيادة ، يقال شكر فى الأرض إذا كثر النبات فيها ،والشكور هو
كثير الشكر ، والله الشكور الذى ينمو عنده القليل من أعمال العبد فيضاعف
له الجزاء ، وشكره لعبده هى مغفرته له ، يجازى على يسير الطاعات بكثير
الخيرات ،ومن دلائل قبول الشكر من العبد الزيادة فى النعمة ، وقال تعالى (
لئن شكرتم لأزيدنكم ولئن كفرتم إن عذابى لشديد ) ، والشكر من الله معناه
أنه تعالى قادرا على إثابة المحسنين وهو لا يضيع أجر من أحسن عملا
العـلي
العلو هو ارتفاع المنزلة ، والعلى من أسماء التنزيه ، فلا
تدرك ذاته ولاتتصور صفاته أو ادراك كماله ، والفرق بين العلى .. والمتعالى
أن العلى هو ليس فوقه شىء فى المرتبة أو الحكم ، والمتعالى هو الذى جل عن
إفك المفترين ، والله سبحانه هو الكامل على الإطلاق فكان أعلى من الكل
وحظ
العبد من الاسم هو ألا يتصور أن له علوا مطلقا ، حيث أن أعلى درجات العلو
هى للأنبياء ، والملائكة ، وعلى العبد أن يتذلل بين يدى الله تعالى فيرفع
شأنه ويتعالى عن صغائر الأمور
الكبير
الكبير هو العظيم ،والله تعالى هو الكبير فى كل شىء على
الإطلاق وهو الذى مبر وعلا فى "ذاته" و "صفاته" و"افعاله" عن مشابهة
مخلوقاته ، وهو صاحب كمال الذات الذى يرجع الى شيئين الأول : دوامه أزلا
وأبدا ، والثانى :أن وجوده يصدر عنه وجود كل موجود ، وجاء اسم الكبير فى
القرآن خمسة مرات .أربع منهم جاء مقترنا باسم (العلى ) . والكبير من العباد
هوالتقى المرشد للخلق ، الصالح ليكون قدوة للناس ، يروى أن المسيح عليه
السلام قال : من علم وعمل فذلك يدعى عظيما فى ملكوت السموات
الحفيظ
الحفيظ فى اللغة هى صون الشىء من الزوال ، والله تعالى
حفيظ للأشياء بمعنى أولا :أنه يعلم جملها وتفصيلها علما لايتبدل بالزوال ،
وثانيا :هو حراسة ذات الشىء وجميع صفاته وكمالاته عن العدم وقال رسول الله
سلم ( إذا أويت الى فراشك فأقرأ آية الكرسى ، لايزال عليك
الله حارس ) ، وحظ العبد من الاسم أن يحافظ على جوارحه من المعاصى ، وعلى
قلبه منالخطرات وأن يتوسط الأمور كالكرم بين الاسراف والبخل
المقيت
القوت لغويا هو مايمسك الرمق من الرزق ، والله المقيت
بمعنى هو خالق الأقوات وموصلها للأبدان وهى:الأطعمة والى القلوب وهى
:المعرفة ، وبذلك يتطابق معاسم الرزاق ويزيد عنه أن المقيت بمعنى المسئول
عن الشىء بالقدرة والعلم ، ويقال أن الله سبحانه وتعالى جعل أقوات عباده
مختلفة فمنهم من جعل قوته الأطعمة والأشربةوهم:الآدميون والحيوانات ، ومنهم
من جعل قوته الطاعة والتسبيح وهم:الملائكة ، ومنهم من جعل قوته المعانى
والمعارف والعقل وهم الأرواح
وحظ العبد من الاسم ألا تطلب حوائجك
كلها إلا من الله تعالى لأن خزائن الأرزاق بيده ، ويقول الله لموسى فى
حديثهالقدسى : يا موسى اسألنى فى كل شىء حتى شراك نعلك وملح طعامك
الحسيب
الحسيب فى اللغة هو المكافىء .والاكتفاء .والمحاسب .
والشريف الذى له صفات الكمال ، والله الحسيب بمعنى الذى يحاسب عباده على
أعمالهم ، والذى منه كفاية العباده وعليه الاعتماد ، وهو الشرف الذى له
صفات الكمال والجلال والجمال . ومن كان له الله حسيبا كفاه الله ، ومن عرف
أن الله تعالى يحاسبه فإن نفسه تحاسبه قبل أن يحاسب
الجليل
الجليل هو الله ،بمعنى الغنى والملك والتقدس والعلم
والقدرة والعزة والنزاهة ، إن صفات الحق أقسام صفات جلال : وهى العظمة
والعزة والكبرياء والتقديس وكلها ترجع الى الجليل ، وصفات جمال : وهى اللطف
والكرم والحنان والعفو والإحسان وكلها ترجع الى الجميل ، وصفات كمال : وهى
الأوصاف التى لا تصل اليها العقول والأرواح مثل القدوس ، وصفات ظاهرها
جمال وباطنها جلال مثل المعطى ، وصفات ظاهرها جلال وباطنها جمال مثل الضار
،والجليل من العباد هو من حسنت صفاته الباطنة أما جمال الظاهر فأقل قدرا
الكريم
الكريم فى اللغة هو الشىء الحسن النفيس ، وهو أيضا السخى
النفاح ، والفرق بين الكريم والسخى أن الكريم هو كثيرالإحسان بدون طلب ،
والسخى هو المعطى عند السؤال ، والله سمى الكريم وليس السخى فهوالذى لا
يحوجك الى سؤال ، ولا يبالى من أعطى ، وقيل هو الذى يعطى ما يشاء لمن يشاء
وكيف يشاء بغير سؤال ، ويعفو عن السيئات ويخفى العيوب ويكافىء بالثواب
الجزيل العمل القليل
وكرم الله واسع حيث قال رسول الله صلى الله
عليه وسلم ( إنى لأعلم آخر أهل الجنة دخولا الجنة ، وآخر أهل النار خروجا
منها ، رجلا يؤتى فيقال اعرضوا عليه صغار ذنوبه ، فيقال عملت يوم كذا ..كذا
وكذا ، وعملت يوم كذا..كذا وكذا فيقول نعملا يستطيع أن ينكر ،وهو مشفق من
كبار ذنوبه أن تعرض عليه ،فيقال له :فإن لك مكان كل سيئة حسنة، فيقول : رب
قد عملت أشياء ما أراها هنا ) وضحك الرسول سلم حتى بدت
نواجذه
الرقيب
الرقيب فى
اللغة هو المنتظر والراصد، والرقيب هو الله الحافظ الذى لا يغيب عنه شىء ،
ويقال للملك الذى يكتب أعمال العباد ( رقيب ) ، وقال تعالى ( ما يلفظ من
قول إلا لديه رقيب عتيد ) ، الله الرقيب الذى يرى أحوال العباد ويعلم
أقوالهم ، ويحصى أعمالهم ،يحيط بمكنونات سرائرهم ، والحديث النبوى يقول (
الاحسان أن تعبد الله كأنك تراه ،فإن لم تكن تراه فإنه يراك )، وحظ العبد
من الاسم أن يراقب نفسه وحسه ، وأن يجعل عمله خالص لربه بنية طاهرة
المجيب
المجيب فى اللغة لها معنيان ، الأول الأجابة ، والثانى
أعطاء السائل مطلوبه، وفى حق الله تعالى المجيب هو مقابلة دعاء الداعين
بالاستجابة ، وضرورة المضطرين بالكفاية ، المنعم قبل النداء ، ربما ضيق
الحال على العباد ابتلاء رفعا لدرجاتهم بصبرهم وشكرهم فى السراء والضراء ،
والرسول عليه الصلاة والسلام قال : ( أدع الله وأنتم موقنون من الأجابة)
وقد ورد أن اثنين سئلا الله حاجة وكان الله يحب أحدهماويكره الآخر فأوحى
الله لملائكته أن يقضى حاجة البغيض مسرعا حتى يكف عن الدعاء ،لأن الله يبغض
سماع صوته ، وتوقف عن حاجة فلان لأنى أحب أن أسمع صوته
الواسع
الواسع مشتق من السعة ، تضاف مرة الى العلم اذا اتسع ،
وتضاف مرة أخرى الى الإحسان وبسط النعم ، الواسع المطلق هو الله تبارك
وتعالى اذا نظرنا الى علمه فلاساحل لبحر معلوماته ، واذا نظرنا الى إحسانه
ونعمه فلا نهاية لمقدوراته ، وفىالقرآن الكريم اقترن اسم الواسع بصفة
العليم ، ونعمة الله الوتسع نوعان : نعمة نفع وهى التى نراها من نعمته
علينا ، ونعمة دفع وهى ما دفعه الله عنا من انواع البلاء ،وهى نعمة مجهولة
وهى أتم من نعمة النفع ، وحظ العبد من الاسم أن يتسع خلقك ورحمت كعباد الله
فى جميع الأحوال
الحكيم
الحكيم
صيغة تعظيم لصاحب الحكمة ، والحكيم فى حق الله تعالى بمعنى العليم
بالأشياء وإيجادها على غاية الإحكام والأتقان والكمال الذى يضع الأشياء فى
مواضعها،ويعلم خواصها ومنافعها ، الخبير بحقائق الأمور ومعرفة أفضل
المعلومات بأفضل العلوم، والحكمة فى حق العباد هى الصواب فى القول والعمل
بقدر طاقة البشر
الودود
الود
.. والوداد بمعنى الحب والصداقة ، والله تعالى ودود..أى يحب عباده ويحبونه
، والودود بثلاث معان الأول : أن الله مودود فى قلوب اوليائه ، الثانى :
بمعنى الوادّ وبهذا يكون قريب من الرحمة ، والفرق بينهما أن الرحمة تستدعى
مرحوم محتاج ضعيف ، الثالث: أن يحب الله اوليائه ويرضى عنهم . وحظ العبد من
الاسم أن يحب الخير لجميع الخلق ،فيحب للعاصى التوبة وللصالح الثبات ،
ويكون ودودا لعباد الله فيعفو عمن أساء اليه ويكون لين الجانب لجميع الناس
وخاصة اهله وعشيرته وكما حدث لسيدنا رسول الله صلىالله عليه وسلم حين كسرت
رباعيته وأدمى وجهه فقال ( اللهم اهد قومى فإنهم لا يعلمون ) فلم يمنعه سوء
صنيعهم عن أرادته الخير لهم
المجيد
اللغة
تقول أن المجده و الشرف والمروءة والسخاء ، والله المجيد يدل على كثرة
إحسانه وأفضاله ، الشريف ذاته ، الجميل افعاله ، الجزيل عطاؤه ، البالغ
المنتهى فى الكرم ، وقال تعالى ( قوال قرآن المجيد ) أى الشريف والمجيد
لكثرة فوائده لكثرة ما تضمنه من العلوم والمكارم والمقاصد العليا ، واسم
المجيد واسم الماجد بمعنى واحد فهو تأكيد لمعنىالغنى ، وحظ العبد من الاسم
أن يكون كريما فى جميع الأحوال مع ملازمة الأدب
الباعث
الباعث فى اللغة هو أثارة أو أرسله أو الأنهاض ، والباعث
فى حق الله تعالى لها عدة معان الأول : أنه باعث الخلق يوم القيامة ،
الثانى : أنه باعث الرسل الى الخلق ، الثالث: أنه يبعث عباده على الفعال
المخصوصة بخلقه للأرادة والدواعى فى قلوبهم ، الرابع : أنه يبعث عباده عند
العجزبالمعونة والإغاثة وحظ العبد من الاسم أن يبعث نفسه كما يريد مولاه
فعلا وقولا فيحملها على ما يقربها من الله تعالى لترقى النفس وتدنو من
الكمال
الشهيد
شهد فى
اللغة بمعنى حضر وعلم وأعلم ، و الشهيد اسم من أسماء الله تعالى بمعنى الذى
لا يغيب عنه شىء فى ملكه فى الأمور الظاهرة المشاهدة ، إذا اعتبر العلم
مطلقا فالله هو العليم ، وإذا أضيف الى الأمور الباطنة فهو الخبير ، وإذا
أضيف الى الأمور الظاهرة فهو الشهيد ، والشهيد فى حق العبد هى صفة لمن باع
نفسه لربه ،فالرسول سلم شهيد ، ومن مات فى سبيل الله شهيد
اللهم
امنحنا الشهادة فى سبيل جهاد النفس والهوى فهو الجهاد الأكبر ،واقتل
أنفسنا بسيف المحبةحتى نرضى بالقدر ، واجعلنا شهداء لأنوارك فى سائر
اللحظات
الحـق
الحق
هو الله ، هوالموجود حقيقة ، موجود على وجه لا يقبل العدم ولا يتغير ،
والكل منه واليه ، فالعبد إن كان موجودا فهو موجود بالله ، لا بذات العبد ،
فالعبد وإن كان حقا ليس بنفسه بلهو حق بالله ، وهو بذاته باطل لولا إيجاد
الله له ، ولا وجود للوجود إلا به ، وكلشىء هالك إلا وجه الله الكريم ،
الله الثابت الذى لا يزول ، المتحقق وجوده أزلاوأبدا
وتطلق كلمة
الحق أيضا على القرآن ..والعدل ..والأسلام .. والصدق ، ووصف الحق لا يتحلى
به أحد من الخلق إلا على سبيل الصفة المؤقتة ، وسيزول كل ملك ظاهروباطن
بزوال الدنيا ويبقى ملك المولى الحق وحده
الوكيل
تقول
اللغة أن الوكيل هو الموكول اليه أمور ومصالح غيره ، الحق من أسماء الله
تعالى تفيض بالأنوار ، فهوالكافى لكل من توكل عليه ، القائم بشئون عباده ،
فمن توكل عليه تولاه وكفاه ، ومن استغنى به أغناه وأرضاه . والدين كله على
أمرين ، أن يكون العبد على الحق فى قوله وعمله ونيته ، وأن يكون متوكلا على
الله واثقا به ، فالدين كله فى هذين المقامين ،فالعبد آفته إما بسبب عدم
الهداية وإما من عدم التوكل ، فإذا جمع الهداية الى التوكل فقد جمع الإيمان
كله
القوي المتين
هذان
الأسمان بينهما مشاركة فى أصل المعنى ، القوة تدل على القدرة التامة ،
والمتانة تدل على شدة القوة والله القوى صاحب القدرة التامة البالغة الكمال
،والله المتين شديد القوة والقدرة والله متم قدره وبالغأمره واللائق
بالأنسان أن لا يغتر بقوته ، بل هومطالب أن يظهر ضعفه أمام ربه ، كما كان
يفعل عمر الفاروق حين يدعو ربه فيقول : ( اللهم كبرت سنى وضعفت قوتى ) لأنه
لا حول ولا قوة إلا بالله ، هو ذو القوة أىصاحبها وواهبها ، وهذا لا
يتعارض مع حق الله أن يكون عباده أقوياء بالحق وفي الحق وبالحق
الولـي
الولى فى اللغة هو الحليف والقيم بالأمر ، والقريب و
الناصر والمحب ، والولىأولا : بمعنى المتولى للأمر كولى اليتيم ، وثانيا :
بمعنى الناصر ، والناصر للخلقفى الحقيقة هو الله تبارك وتعالى ، ثالثا :
بمعنى المحب وقال تعالى ( الله ولى الذين آمنوا ) أى يحبهم ، رابعا : بمعنى
الوالى أى المجالس ، وموالاة الله للعبد محبته له ، والله هو المتولى أمر
عباده بالحفظ والتدبير ، ينصر أولياءه ، ويقهرأعدائه ، يتخذه المؤمن وليا
فيتولاه بعنايته ، ويحفظه برعايته ، ويختصه برحمته
وحظ العبد من اسم
الولى أن يجتهد فى تحقيق الولاية من جانبه ، وذلك لايتم إلا بلإعراض عن
غير الله تعالى ، والأقبال كلية على نور الحق سبحانه وتعالى
الحميد
الحميد لغويا هو المستحق للحمد والثناء ، والله تعالى هو
الحميد ،بحمده نفسه أزلا ، وبحمده عباده له أبدا ، الذى يوفقك بالخيرات
ويحمدك عليها ، ويمحو عنك السيئات ، ولا يخجلك لذكرها ، وان الناس منازل فى
حمد الله تعالى ، فالعامة يحمدونه على إيصال اللذات الجسمانية ، والخواص
يحمدونه على إيصال اللذات الروحانية ،والمقربون يحمدونه لأنه هو لا شىء
غيره ، ولقد روى أن داود عليه السلام قال لربه ( إلهى كيف اشكرك ، وشكرى لك
نعمة منك علىّ ؟ ) فقال الأن شكرتنى
والحميد من العباد هو من حسنت
عقيدته وأخلاقه وأعماله وأقواله ، ولم تظهر أنوار اسمه الحميد جلية فى
الوجود إلا فى رسول الله سلم
المحصي
المحصى لغويا بمعنى الإحاطة بحساب الأشياء وما شأنه
التعداد ، الله المحصى الذى يحصى الأعمال ويعدها يوم القيامة ، هو العليم
بدقائق الأمور ، واسرار المقدور، هو بالمظاهر بصير ، وبالباطن خبير ، هو
المحصى للطاعات ، والمحيط لجميع الحالات ،واسم المحصى لم يرد بالأسم فى
القرآن الكريم , ولكن وردت مادته فى مواضع ، ففى سورةالنبأ ( وكل شىء
أحصيناه كتابا ) ، وحظ العبد من الاسم أن يحاسب نفسه ، وأن يراقب ربه فى
أقواله وأفعاله ، وأن يشعل وقته بذكر أنعام الله عليه ، ( وان تعدوا نعمة
الله لا تحصوها) الآية
المبدئ
المبدىء لغويا بمعنى بدأ وابتدأ ،والأيات القرآنية التى
فيها ذكر لاسم المبدىء والمعيد قد جمعت بينهما ، والله المبدىء هو المظهر
الأكوان على غير مثال ،الخالق للعوالم على نسق الكمال ، وأدب الأنسان مع
الله المبدىء يجعله يفهم أمرين أولهما أن جسمه من طين وبداية هذا الهيكل من
الماء المهين ، ثانيهما أن روحه من النور ويتذكر بدايته الترابية ليذهب
عنه الغرور
المعيد
المعيد لغويا
هوالرجوع الى الشىء بعد الانصراف عنه ، وفى سورة القصص ( ان الذى فرض عليك
القرآن لرادك الى معاد ) ، أى يردك الى وطنك وبلدك ، والميعاد هو الآخرة ،
والله المعيد الذى يعيد الخلق بعد الحياة الى الممات ، ثم يعيدهم بعد الموت
الى الحياة ، ومن يتذكر العودة الى مولاه صفا قلبه ، ونال مناه ، والله
بدأ خلق الناس ، ثم هو يعيدهم أى يحشرهم ، والأشياء كلها منه بدأت واليه
تعود
المحيي
الله
المحيى الذى يحيى الأجسام بإيجاد الأرواح فيها ، وهو محي الحياة ومعطيها
لمن شاء ، ويحيى الأرواح بالمعارف ،ويحيى الخلق بعد الموت يوم القيامة ،
وأدب المؤمن أن يكثر من ذكر الله خاصة فى جوف الليل حتى يحيى الله قلبه
بنور المعرفة
المميت
والله
المميت والموت ضد الحياة ، وهو خالق الموت وموجهه على من يشاء من الأحياء
متى شاء وكيف شاء، ومميت القلب بالغفلة ، والعقل بالشهوة . ولقد روى أن
الرسول سلم كان من دعائه اذا أوى الى فراشه ( اللهم باسمك
أحيا وباسمك أموت ) وإذا أصبح قال : الحمد لله الذى أحيانا بعدما أماتنا
وإليه النشور
الحـي
الحياة
فى اللغة هى نقيض الموت ، والحى فى صفة الله تعالى هو الباقى حيا بذاته
أزلا وأبدا ، والأزل هو دوام الوجود فى الماضى ، والأبد هو دوام الوجود فى
المستقبل ، والأنس والجن يموتون ، وكل شىء هالك إلا وجهه الكريم ، وكل حى
سواه ليس حيا بذاته إنما هو حى بمدد الحى ، وقيل إن اسم الحى هو اسم الله
الأعظم
القيوم
اللغة
تقول أن القيوم و السيد ، والله القيوم بمعنى القائم بنفسه مطلقا لا بغيره
، ومع ذلك يقوم به كل موجود ، ولا وجود أو دوام وجود لشىء إلا به ، المدبر
المتولى لجميع الأمور التىتجرى فى الكون ، هو القيوم لأنه قوامه بذاته
وقوام كل شىء به ، والقيوم تأكيد لاسم الحى واقتران الإسمين فى الآيات ،
ومن أدب المؤمن مع اسم القيوم أن من علم أن الله هو القيوم بالأمور أستراح
من كد التعبير وتعب الاشتغال بغيره ولم يكن للدنيا عنده قيمة ، وقيل أن اسم
الله الأعظم هو الحى القيوم
الواجد
الواجد فيه معنى الغنى والسعة ، والله الواجد الذى لا
يحتاج الى شىء وكل الكمالات موجودة له مفقودة لغيره ، إلا إن أوجدها هو
بفضله ، وهو وحده نافذ المراد ، وجميع أحكامه لا نقض فيها ولا أبرام ، وكل
ما سوى الله تعالى لا يسمى واجدا ، وإنما يسمى فاقدا ، واسم الواجد لم يرد
فى القرآن ولكنه مجمع عليه ، ولكن وردت مادة الوجود مثل قوله تعالى ( انا و
جدناه صابرا نعم العبد انه أواب ) الآية
الماجد
الماجد فى اللغة بمعنى الكثير الخير الشريف المفضال ،
والله الماجد من له الكمال المتناهى والعز الباهى ، الذى بعامل العباد
بالكرم والحود ، والماجد تأكيد لمعنى الواجد أى الغنى المغنى ، واسم الماجد
لم يرد فى القرآن الكريم ، ويقال أنه بمعنى المجيد إلا أن المجيد أبلغ ،
وحظ العبد من الاسم أن يعامل الخلق بالصفح والعفو وسعة الأخلاق
الواحد
الواحد فى اللغة بمعنى الفرد الذى لم يزل وحده ولم يكن
معه أحد ، والواحد بمعنى الأحد وليس للأحد جمع ، والله تعالى واحد لم يرضى
بالوحدانية لأحد غيره ،والتوحيد ثلاثة : توحيد الحق سبحانه وتعالى لنفسه ،
وتوحيد العبد للحق سبحانه ،وتوحيد الحق للعبد وهو أعطاؤه التوحيد وتوفيقه
له ، والله واحد فى ذاته لا يتجزأ ،واحد فى صفاته لا يشبهه شىء ، وهو لا
يشبه شىء ، وهو واحد فى أفعاله لا شريك له
الصمد
الصمد فى اللغة بمعنى القصد وأيضا بمعنى الذى لا جوف له ،
والصمد فى وصف الله تعالى هو الذى صمدت اليه الأمور ، فلم يقض فيها غيره ،
وهو صاحب الأغاثات عند الملمات ،وهو الذى يصمد اليه الحوائج ( أى يقصد ) .
ومن اختاره الله ليكون مقصد عباده فى مهمات دينهم ودنياهم ، فقد أجرى على
لسانه ويده حوائج خلقه ، فقد أنعم عليه بحظ منوصف هذا الاسم ، ومن أراد أن
يتحلى بأخلاق الصمد فليقلل من الأكل والشرب ويترك فضول الكلام ، ويداوم على
ذكر الصمد وهو فى الصيام فيصفو من الأكدار البشرية ويرجع الى البداية
الروحانية
القادر المقتدر
الفرق
بين الاسمين أن المقتدر أبلغ من القادر ، وكل منهما يدل على
القدرة،والقدير والقادر من صفات الله عز وجل ويكونان من القدرة ، والمقتدر
ابلغ ، ولم يعد سم القدير ضمن الاسماء التسعة وتسعين ولكنه ورد فى آيات
القرآن الكريم أكثر من ثلاثين مرة
والله القادر الذى يقدر على أيجاد
المعدوم وإعدام الموجود ، أما المقتدر فهو الذى يقدر على إصلاح الخلائق
على وجه لا يقدر عليه غيره فضلا منه وإحسانا
المقدم
المؤخر
المقدم لغويا بمعنى الذى يقدم الأشياء ويضعها فى
موضعها ،والله تعالى هو المقدم الذى قدم الأحباء وعصمهم من معصيته ، وقدم
رسول الله سلم بدءا وختما ، وقدم أنبياءه وأولياءه بتقريبهم
وهدايتهم ، أما المؤخر فهو الذى يؤخر الأشياء فيضعها فى مواضعها ، والمؤخر
فى حق الله تعالى الذى يؤخرالمشركين والعصاة ويضرب الحجاب بينه وبينهم
،ويؤخر العقوبة لهم لأنه الرؤوف الرحيم، والنبى سلم غفر له
ما تقدم من ذنبه وما تأخر ومع ذلك لم يقصر فى عبادته ، فقيل له ألم يغفر
الله لك ما تقدم من ذنبك وما تأخر ) فأجاب : ( أفلا أ