القسام ـ خاص:
رئيس المجلس التشريعي.. رنتيسي الضفة.. وأسد السجون كلها أسماء ما إن تذكر حتى يعرف صاحبها.. في أواخر الخمسينات من العمر، لا يوجد برأسه شعرة إلا واشتعل بها الرأس شيبا، دفع ثمنا كبيرا طيلة حياته من أجل التحرر والاستقلال، كان آخرها اعتقاله لمدة ثلاثة أعوام كرهينة مقابل جلعاد شاليط ، حيث تمت مساومته على أن يعطي أوامره بإطلاق سراح شاليط ليطلق سراحه فأبى ورفض، وكعادة المجاهدين الصامدين خلف القضبان حوّلوا الزنازين إلى جنات وروضات فكانت المدافن المظلمة فسحةً للعبادة والانفراد مع كتاب الله عز وجل ليبدلهم الله آلام الأسر وعذاباته خيراً وطمأنينة، وقد منّ الله عز وجل على الدكتور عزيز دويك ليكون واحداً ممن اصطفاهم الله ليجعل القرآن العظيم ربيع قلبه وزاد الليالي المظلمة..
المكتب الإعلامي لكتائب الشهيد عز الدين القسام كان له هذا اللقاء الحواري مع رئيس المجلس التشريعي والأسير المحرر الدكتور / عزيز دويك "أبوهشام".
دكتور عزيز حدثنا عن عملية الاعتقال الأخيرة وما هي التهم التي كانت توجه إليك من قبلهم؟
مباشرة بعد الانتخابات الشفافة والنزيهة التي حصلت في الضفة الغربية وقطاع غزة، وبدأنا بممارسة مهامنا بصورة ديمقراطية صحيحة، وبدأ المجلس التشريعي بممارسة أعماله في هذه الفترة بدأت أطراف عديدة تقف منا موقف العداء قبل أن تتوجه إلينا بالسؤال أو المحاورة حول مواقفنا من قضايا عديدة في هذا العالم تخص القضية الفلسطينية، وتخص قضايا الديانات والدين الإسلامي بشكل خاص، وبدأ فرض الحصار علينا لكن استمر التصعيد في العمل والمقاطعة، إلى أن انتهى في أواخر شهر يونيو أي بعد ثلاثة أشهر من تسلم الإخوان الوزراء مناصبهم في الحكومة التاسعة ثم تلا ذلك اعتقال النواب والوزراء بأعداد كبيرة، 5 وزراء و 41 نائب، وتم بعد ذلك اعتقال رئيس المجلس التشريعي الذي طورد حوالي 37 يوم وأعتقد أنا مع إخواني الآخرين الجريمة الكبرى التي ارتكبت كانت أننا مارسنا حقاً ديمقراطياً طبيعياً وصحيحاً في فترة لم يكن العالم يريد للشعب الفلسطيني أن يرفع صوته ويقول لا للظلم ونعم للتغيير والإصلاح.
أما بالنسبة للتهمة التي وجهت إلي هي أنني خضت الانتخابات تحت قائمة إرهابية وهي قائمة التغيير والإصلاح "حسب ادعائهم"، وبعد أن أقمت عليهم الحجة ببطلان هذا الإدعاء، قال لي القاضي: لتطلقوا سراح جلعاد شاليط، وحينها سنطلق سراحكم فورا، ولكننا رفضنا ذلك.
مراحل التحقيق التي مررت بها داخل السجون الصهيونية؟
لقد كان التحقيق معي ومع الأخوة النواب تحقيق قصير مقصده حقيقة أن يقع المرء في أي خطأ يبنى عليه قضية، حقيقة لا توجد قضية ولا توجد تهمة على الإطلاق لأي من الأخوة سوى كما قال الله تعالى:"وما نقموا منهم إلاّ أن يؤمنوا بالله العزيز الحميد"، وكان التحقيق يصل إلى 8 ساعات في بعض الأيام، والمقصود به فقط أن يقع المرء من خلال التحقيق في أي قضية يمكن أن تشكل بالنسبة له إدانة، لكن رغم كل ذلك حاولت المحكمة والمحققين من قبل لعب دور من يجعل الساحة القضائية الصهيونية مكاناً لتحقيق مآرب سياسية، وفي الحقيقة لم تكن هناك قضية وإنما قضايا لفقت من أجل إدانة الأخوة النواب لإبعادهم عن أداء واجبهم في خدمة الشعب من خلال مواقعهم في المجلس التشريعي الفلسطيني.
كيف كان برنامجك اليومي داخل السجن خاصة بعد أن علمنا أن الله تعالى أنعم عليك بحفظ القرآن الكريم كاملاً؟
بالفعل في إحدى محاكماتي الصورية التي كانت في محكمة عوفر ابني الكبير وهو طبيب قال وأنت في الخارج كنت مشغول دائماً في قضايا العمل ففي السجن هناك فرصة أن تكمل حفظ كتاب الله عز وجل، فكنت أحفظ قرابة نصف كتاب الله عز وجل، ففيه مرضاة لله عز وجل.
والحمد لله عندي بنتي الصغيرة أتمت حفظ 20 جزء من كتاب الله عز وجل، ووعدتني مع نهاية السنة ستنهي حفظ كتاب الله إن شاء الله، حتى تلبسنا تاج الوقار يوم القيامة إن شاء الله تعالى.
أما أنا فمشيت على برنامج بفضل الله عز وجل وبعونه وبمساعدته، فحفظت صفحة على أقل تقدير في اليوم الواحد، وأنت تعرف ثلاث سنوات 36 شهر ففيها عدد كاف من الأيام لحفظ كتاب الله عز وجل، والأمر الحقيقة غاية في السهولة واليسر، وكان هناك مراجعات مستمرة وقيام ليل، بالإضافة إلى استمرارنا في التعاون مع الأخوة في إعطاء محاضرات في علوم دنيوية مختلفة، وأحكام تجويد وقراءة كتب، وإعطاء محاضرات، أعطينا محاضرات في التخطيط البيئي للأخوة، حضرنا واستمعنا لمحاضرات في السياسة وفي الاقتصاد وفي اللغة العربية وفي شتى العلوم.
ما أكثر موقف آلمك خلال فترة الاعتقال؟
الموقف العام المؤلم حقيقة هو إبعادنا عن واقع خدمتنا لأبناء شعبنا هذا الشعب الكريم الطيب العريق الذي فضلنا على غيرنا وقال كلمته بوضوح فأبى العالم أن يستمع لهذه الكلمة لأنه العالم يريد أن تعيش المنطقة حالة خداع كبير ولا يراد للمنطقة أن يقول فيها المظلوم أنا مظلوم، هذا كان حالة الألم الكبير أما في مواقف أخرى فكنت أحياناً في القيود ، لكن يا أخوة لم يؤثروا على نفسيتنا نحن قوم نحتسب أننا وما نحن فيه دائماً لله وفي سبيله.
كيف تركت الأسرى خلفك داخل السجون الصهيونية ؟
والله يا أخي تركت أسيادي، تركت خير الخلق، أشرف الناس، أفضل الناس أعظم الناس، أكرم الناس أعز الناس، تركت روحي وقلبي معهم وخرجت بجسدي، هؤلاء رجال والله أقولها بصدق هم فوق الرجال، عندما نتذكر الأخوة الأكارم خيرة الخلق، أتذكر أخوك وحبيبك "يحيى السنوار" أتذكر "روحي مشتهى "وأتذكر "توفيق أبو الهوج "وأتذكر "عباس السيد" وأتذكر "عباس شبانة" أتذكر كرام الخلق من كل الفصائل الفلسطينية، والله يا أخي هؤلاء هم أشرف الناس هؤلاء هم أكرم الناس هؤلاء هم من تعالوا فوق مطالب الجسد واحتياجات الأهل والنظر إلى المستقبل لكي يطلبوا الحرية بكل صدق وأمانة ووضعوا أرواحهم على أكفهم لله وفي سبيله إن شاء الله فقد تعالوا على كل مطالب الدنيا لأنهم يريدون رضا الله سبحانه وتعالى ابتداءً ثم الحرية والكرامة والعزة والظفر لدينهم وأبناء شعبهم.
كيف تنظر لصفقة الحرائر، التي أنجزها فصائل المقاومة وبرأيك هل بات فجر الحرية للأسرى قريباً؟
أقول الحقيقة نظرت إلى صفقة الحرائر على أنها إنجاز حقيقي للأخوة في كتائب المقاومة وكتائب الشهيد عز الدين القسام على رأسهم لأنكم حقيقة صمدتم كما صمدتم في الميدان صمدتم في مشوار المفاوضات الشاق والصعب والطويل وتشبثتم بموقف هو الموقف المنحاز لحق أسرارنا بالحرية، وليس من العدل بحال أن نطلب للعدو بحرية أسيره وأن ننسى 11 ألف أسير كل شاب منهم يقبع في سجون ظلم وفي سجون عدوان على شعب كل شاب منهم نطلب حريته ونطلب حقه في أرضه ومقدساته.
أما الشق الثاني من السؤال فأنا أعتقد إن شاء الله تعالى أن الأمور في تقديري تسير بوتيرة أسرع نحو إنجاز الصفقة، وبإذن الله سيكون فجر حرية لأبنائنا وأحبابنا بل سادتنا وقادتنا قريب بإذن الله تعالى.
كلمة توجهها للمقاومة الفلسطينية وخاصة كتائب القسام؟ وبعد صمود المقاومة في معركة الفرقان الأخيرة؟
حرب الفرقان لم يحاربها أحد بل حاربها الله سبحانه وتعالى، "كما أخرجك ربك من بيت بالحق وإن فريقاً من المؤمنين لكارهون يجادلونك بالحق بعدما تبين كأنما يساقون إلى الموت وهم ينظرون"، نعم الناس تخشى لكن الله سبحانه وتعالى يشجع القلوب ويثبتها وينصرها فشعبنا شعب مظلوم وشبابنا مظلومون هم يدافعون عن حرية شعبهم وعن حق أرضهم وقومهم وأناسهم في العزة والكرامة، وحق دينهم في أن يكون هو الأعز والله تعالى يقول:"ولله العزة ولرسوله وللمؤمنين ولكن المنافقين لا يعلمون".
حول موضوع غولدستون وتأجيل محمود عباس للتقرير كيف تنظرون إلى ذلك ؟
هناك استياء غير عادي وغير مسبوق في الشارع الفلسطيني من قضية تقرير غولديستون والمسئولين عن تأجيلها، وقد أبديت وجهة نظري من أنه القائد الحقيقي للشعب دائماً لا يستمر ولا يصر على خطئه، وإنما يقدم استقالته للشعب هذا الأفضل والأولى له والأفضل لشعبه، والإصرار على عدم الاعتراف بالخطأ والخطيئة، وهو حقيقة يتشبث بالكرسي ونحن والله يجب أن نكون من أزهد الناس في المناصب والكراسي لأننا سنخرج من هذه الدنيا لا لنا ولا علينا، إن كان منا التقصير فمصابنا أكبر في الآخرة، والمسلم الحق دائماً ينظر إلى مآله في الآخرة ولا ينظر إلى الدنيا لأن هذه الدنيا إنما هي متاع وهي زائلة.
هل يعتبر هذا التقرير بداية لنهاية حكم سلطة رام الله التي باعت من خلاله دماء شهداء غزة؟
أنا استأت ولا أزال أعبر عن هذا الاستياء بقوة وأقول إن استيائي حقيقة من موقف لا أجد له ممدوحاً، وبالتالي أنا لا أريد أن أتنبأ بالمستقبل الذي يشغلني في هذه الأيام بصدق وبقوة الحقيقة هي حالة المصالحة التي نأمل أن تؤسس لرحلة جديدة وعهد جديد، وأن تعيد للمجلس التشريعي هيبته ومكانته، وأن يساءل كل مخطئ عن خطئه أمام مندوبي الشعب كي يقول الشعب كلمته من خلال مجلسه التشريعي المنتخب بأنزه وأشرف انتخابات حصلت في تاريخ البشرية.
هل ستعودون لممارسة مهماتكم في المجلس التشريعي وجلسات المجلس خصوصاً بعد انتهاء ولاية أبو مازن؟
إذا اتفق الأمناء العامون للفصائل الفلسطينية على أمر وإن شاء الله يكلل بالنجاح لأنه دائماً الله غالب على أمره ولكن أكثر الناس لا يعلمون، فأعتقد أن المجلس التشريعي سيكون له دوراً واضحاً.
رئيس المجلس التشريعي.. رنتيسي الضفة.. وأسد السجون كلها أسماء ما إن تذكر حتى يعرف صاحبها.. في أواخر الخمسينات من العمر، لا يوجد برأسه شعرة إلا واشتعل بها الرأس شيبا، دفع ثمنا كبيرا طيلة حياته من أجل التحرر والاستقلال، كان آخرها اعتقاله لمدة ثلاثة أعوام كرهينة مقابل جلعاد شاليط ، حيث تمت مساومته على أن يعطي أوامره بإطلاق سراح شاليط ليطلق سراحه فأبى ورفض، وكعادة المجاهدين الصامدين خلف القضبان حوّلوا الزنازين إلى جنات وروضات فكانت المدافن المظلمة فسحةً للعبادة والانفراد مع كتاب الله عز وجل ليبدلهم الله آلام الأسر وعذاباته خيراً وطمأنينة، وقد منّ الله عز وجل على الدكتور عزيز دويك ليكون واحداً ممن اصطفاهم الله ليجعل القرآن العظيم ربيع قلبه وزاد الليالي المظلمة..
المكتب الإعلامي لكتائب الشهيد عز الدين القسام كان له هذا اللقاء الحواري مع رئيس المجلس التشريعي والأسير المحرر الدكتور / عزيز دويك "أبوهشام".
دكتور عزيز حدثنا عن عملية الاعتقال الأخيرة وما هي التهم التي كانت توجه إليك من قبلهم؟
مباشرة بعد الانتخابات الشفافة والنزيهة التي حصلت في الضفة الغربية وقطاع غزة، وبدأنا بممارسة مهامنا بصورة ديمقراطية صحيحة، وبدأ المجلس التشريعي بممارسة أعماله في هذه الفترة بدأت أطراف عديدة تقف منا موقف العداء قبل أن تتوجه إلينا بالسؤال أو المحاورة حول مواقفنا من قضايا عديدة في هذا العالم تخص القضية الفلسطينية، وتخص قضايا الديانات والدين الإسلامي بشكل خاص، وبدأ فرض الحصار علينا لكن استمر التصعيد في العمل والمقاطعة، إلى أن انتهى في أواخر شهر يونيو أي بعد ثلاثة أشهر من تسلم الإخوان الوزراء مناصبهم في الحكومة التاسعة ثم تلا ذلك اعتقال النواب والوزراء بأعداد كبيرة، 5 وزراء و 41 نائب، وتم بعد ذلك اعتقال رئيس المجلس التشريعي الذي طورد حوالي 37 يوم وأعتقد أنا مع إخواني الآخرين الجريمة الكبرى التي ارتكبت كانت أننا مارسنا حقاً ديمقراطياً طبيعياً وصحيحاً في فترة لم يكن العالم يريد للشعب الفلسطيني أن يرفع صوته ويقول لا للظلم ونعم للتغيير والإصلاح.
أما بالنسبة للتهمة التي وجهت إلي هي أنني خضت الانتخابات تحت قائمة إرهابية وهي قائمة التغيير والإصلاح "حسب ادعائهم"، وبعد أن أقمت عليهم الحجة ببطلان هذا الإدعاء، قال لي القاضي: لتطلقوا سراح جلعاد شاليط، وحينها سنطلق سراحكم فورا، ولكننا رفضنا ذلك.
مراحل التحقيق التي مررت بها داخل السجون الصهيونية؟
لقد كان التحقيق معي ومع الأخوة النواب تحقيق قصير مقصده حقيقة أن يقع المرء في أي خطأ يبنى عليه قضية، حقيقة لا توجد قضية ولا توجد تهمة على الإطلاق لأي من الأخوة سوى كما قال الله تعالى:"وما نقموا منهم إلاّ أن يؤمنوا بالله العزيز الحميد"، وكان التحقيق يصل إلى 8 ساعات في بعض الأيام، والمقصود به فقط أن يقع المرء من خلال التحقيق في أي قضية يمكن أن تشكل بالنسبة له إدانة، لكن رغم كل ذلك حاولت المحكمة والمحققين من قبل لعب دور من يجعل الساحة القضائية الصهيونية مكاناً لتحقيق مآرب سياسية، وفي الحقيقة لم تكن هناك قضية وإنما قضايا لفقت من أجل إدانة الأخوة النواب لإبعادهم عن أداء واجبهم في خدمة الشعب من خلال مواقعهم في المجلس التشريعي الفلسطيني.
كيف كان برنامجك اليومي داخل السجن خاصة بعد أن علمنا أن الله تعالى أنعم عليك بحفظ القرآن الكريم كاملاً؟
بالفعل في إحدى محاكماتي الصورية التي كانت في محكمة عوفر ابني الكبير وهو طبيب قال وأنت في الخارج كنت مشغول دائماً في قضايا العمل ففي السجن هناك فرصة أن تكمل حفظ كتاب الله عز وجل، فكنت أحفظ قرابة نصف كتاب الله عز وجل، ففيه مرضاة لله عز وجل.
والحمد لله عندي بنتي الصغيرة أتمت حفظ 20 جزء من كتاب الله عز وجل، ووعدتني مع نهاية السنة ستنهي حفظ كتاب الله إن شاء الله، حتى تلبسنا تاج الوقار يوم القيامة إن شاء الله تعالى.
أما أنا فمشيت على برنامج بفضل الله عز وجل وبعونه وبمساعدته، فحفظت صفحة على أقل تقدير في اليوم الواحد، وأنت تعرف ثلاث سنوات 36 شهر ففيها عدد كاف من الأيام لحفظ كتاب الله عز وجل، والأمر الحقيقة غاية في السهولة واليسر، وكان هناك مراجعات مستمرة وقيام ليل، بالإضافة إلى استمرارنا في التعاون مع الأخوة في إعطاء محاضرات في علوم دنيوية مختلفة، وأحكام تجويد وقراءة كتب، وإعطاء محاضرات، أعطينا محاضرات في التخطيط البيئي للأخوة، حضرنا واستمعنا لمحاضرات في السياسة وفي الاقتصاد وفي اللغة العربية وفي شتى العلوم.
ما أكثر موقف آلمك خلال فترة الاعتقال؟
الموقف العام المؤلم حقيقة هو إبعادنا عن واقع خدمتنا لأبناء شعبنا هذا الشعب الكريم الطيب العريق الذي فضلنا على غيرنا وقال كلمته بوضوح فأبى العالم أن يستمع لهذه الكلمة لأنه العالم يريد أن تعيش المنطقة حالة خداع كبير ولا يراد للمنطقة أن يقول فيها المظلوم أنا مظلوم، هذا كان حالة الألم الكبير أما في مواقف أخرى فكنت أحياناً في القيود ، لكن يا أخوة لم يؤثروا على نفسيتنا نحن قوم نحتسب أننا وما نحن فيه دائماً لله وفي سبيله.
كيف تركت الأسرى خلفك داخل السجون الصهيونية ؟
والله يا أخي تركت أسيادي، تركت خير الخلق، أشرف الناس، أفضل الناس أعظم الناس، أكرم الناس أعز الناس، تركت روحي وقلبي معهم وخرجت بجسدي، هؤلاء رجال والله أقولها بصدق هم فوق الرجال، عندما نتذكر الأخوة الأكارم خيرة الخلق، أتذكر أخوك وحبيبك "يحيى السنوار" أتذكر "روحي مشتهى "وأتذكر "توفيق أبو الهوج "وأتذكر "عباس السيد" وأتذكر "عباس شبانة" أتذكر كرام الخلق من كل الفصائل الفلسطينية، والله يا أخي هؤلاء هم أشرف الناس هؤلاء هم أكرم الناس هؤلاء هم من تعالوا فوق مطالب الجسد واحتياجات الأهل والنظر إلى المستقبل لكي يطلبوا الحرية بكل صدق وأمانة ووضعوا أرواحهم على أكفهم لله وفي سبيله إن شاء الله فقد تعالوا على كل مطالب الدنيا لأنهم يريدون رضا الله سبحانه وتعالى ابتداءً ثم الحرية والكرامة والعزة والظفر لدينهم وأبناء شعبهم.
كيف تنظر لصفقة الحرائر، التي أنجزها فصائل المقاومة وبرأيك هل بات فجر الحرية للأسرى قريباً؟
أقول الحقيقة نظرت إلى صفقة الحرائر على أنها إنجاز حقيقي للأخوة في كتائب المقاومة وكتائب الشهيد عز الدين القسام على رأسهم لأنكم حقيقة صمدتم كما صمدتم في الميدان صمدتم في مشوار المفاوضات الشاق والصعب والطويل وتشبثتم بموقف هو الموقف المنحاز لحق أسرارنا بالحرية، وليس من العدل بحال أن نطلب للعدو بحرية أسيره وأن ننسى 11 ألف أسير كل شاب منهم يقبع في سجون ظلم وفي سجون عدوان على شعب كل شاب منهم نطلب حريته ونطلب حقه في أرضه ومقدساته.
أما الشق الثاني من السؤال فأنا أعتقد إن شاء الله تعالى أن الأمور في تقديري تسير بوتيرة أسرع نحو إنجاز الصفقة، وبإذن الله سيكون فجر حرية لأبنائنا وأحبابنا بل سادتنا وقادتنا قريب بإذن الله تعالى.
كلمة توجهها للمقاومة الفلسطينية وخاصة كتائب القسام؟ وبعد صمود المقاومة في معركة الفرقان الأخيرة؟
حرب الفرقان لم يحاربها أحد بل حاربها الله سبحانه وتعالى، "كما أخرجك ربك من بيت بالحق وإن فريقاً من المؤمنين لكارهون يجادلونك بالحق بعدما تبين كأنما يساقون إلى الموت وهم ينظرون"، نعم الناس تخشى لكن الله سبحانه وتعالى يشجع القلوب ويثبتها وينصرها فشعبنا شعب مظلوم وشبابنا مظلومون هم يدافعون عن حرية شعبهم وعن حق أرضهم وقومهم وأناسهم في العزة والكرامة، وحق دينهم في أن يكون هو الأعز والله تعالى يقول:"ولله العزة ولرسوله وللمؤمنين ولكن المنافقين لا يعلمون".
حول موضوع غولدستون وتأجيل محمود عباس للتقرير كيف تنظرون إلى ذلك ؟
هناك استياء غير عادي وغير مسبوق في الشارع الفلسطيني من قضية تقرير غولديستون والمسئولين عن تأجيلها، وقد أبديت وجهة نظري من أنه القائد الحقيقي للشعب دائماً لا يستمر ولا يصر على خطئه، وإنما يقدم استقالته للشعب هذا الأفضل والأولى له والأفضل لشعبه، والإصرار على عدم الاعتراف بالخطأ والخطيئة، وهو حقيقة يتشبث بالكرسي ونحن والله يجب أن نكون من أزهد الناس في المناصب والكراسي لأننا سنخرج من هذه الدنيا لا لنا ولا علينا، إن كان منا التقصير فمصابنا أكبر في الآخرة، والمسلم الحق دائماً ينظر إلى مآله في الآخرة ولا ينظر إلى الدنيا لأن هذه الدنيا إنما هي متاع وهي زائلة.
هل يعتبر هذا التقرير بداية لنهاية حكم سلطة رام الله التي باعت من خلاله دماء شهداء غزة؟
أنا استأت ولا أزال أعبر عن هذا الاستياء بقوة وأقول إن استيائي حقيقة من موقف لا أجد له ممدوحاً، وبالتالي أنا لا أريد أن أتنبأ بالمستقبل الذي يشغلني في هذه الأيام بصدق وبقوة الحقيقة هي حالة المصالحة التي نأمل أن تؤسس لرحلة جديدة وعهد جديد، وأن تعيد للمجلس التشريعي هيبته ومكانته، وأن يساءل كل مخطئ عن خطئه أمام مندوبي الشعب كي يقول الشعب كلمته من خلال مجلسه التشريعي المنتخب بأنزه وأشرف انتخابات حصلت في تاريخ البشرية.
هل ستعودون لممارسة مهماتكم في المجلس التشريعي وجلسات المجلس خصوصاً بعد انتهاء ولاية أبو مازن؟
إذا اتفق الأمناء العامون للفصائل الفلسطينية على أمر وإن شاء الله يكلل بالنجاح لأنه دائماً الله غالب على أمره ولكن أكثر الناس لا يعلمون، فأعتقد أن المجلس التشريعي سيكون له دوراً واضحاً.