من المعروف أن أولئك الأشخاص الذين يعانون من الصداع
المزمن قد جربوا أنواعا متعددة من حبوب الأدوية والوصفات المنزلية .

ولكن
ماذا عن الفلفل الأحمر؟ إن السر في تلك الوصفة الشعبية هو مادة كابيسكين
التي تعد المكون الأساسي في الفلفل الأحمر. ويقال أنها تخفض المادة P التي
تقوم بدور الناقل العصبي و تنقل نبضات الألم. وقد يبدو ذلك شيئا غير محتمل
ولكن عددا من الدراسات قد قامت باختبار هذا الزعم ووجدت أغلب تلك الدراسات
دليلا يؤكد صدق هذه المقولة.

ومن بين تلك الدراسات دراسة مشهورة
نشرت عام 1998 في الصحيفة الطبية للألم بواسطة باحثين في قسم التخدير
والعناية بالحالات الحرجة في جامعة شيكاغو. حيث قام الباحثون بتحليل بيانات
33 دراسة سابقة ووجدوا أن عنصر كابيسكين الذي يوجد في الفلفل الأحمر يأتي
بنتيجة جيدة مع حالات الصداع المتتابعة والمزمنة والتي لا تجدي معها حبوب
الأدوية.

ولكن الأمر ليس بسيطا حيث أن تناول الصلصة الحارة لن يفيد,
حيث أن معظم الدراسات تقول بأن مادة كابسيكين الموجودة في الفلفل الأحمر
تؤثر فقط عند استخدامها ظاهريا. فقد أجريت دراسة بواسطة مجموعة من الباحثين
في مستشفى"ماساشوتيس" العام حيث قام الباحثون بجمع مجموعة متطوعين ممن
يعانون من الصداع المزمن وقاموا بتقسيمهم عشوائيا إلى مجموعتين.

حيث
وضعت المجموعة الأولى كميات قليلة من مادة كابسيكين المخففة في الأنف لمدة
أسبوع. أما المجموعة الأخرى فقد تلقت دواء غير مؤثر. وقد جدت الدراسة أن
هناك تناقصا ملحوظا في شدة الصداع في المجموعة التي أخذت مادة كابسيكين عن
طريق الأنف ولكن المجموعة الأخرى لم يحدث لها تحسن في حالة الصداع. وقد
نشرت دراسات أخرى هذا العام نتائج مشابهة لتلك النتيجة. وفي النهاية لقد
وجدت الدراسات أن مادة كابسيكين التي توجد في الفلفل الأحمر ربما تساعد في
تهدئة الصداع.