ا شك أن التجسيم هو نفسه التجسيد فهما إذا بمعنى واحد
أما عن الفرق بينهما فهناك من له رأي آخر و تقسيم مختلف عنا ذكرناه و هو بالشكل التالي :
يقول الدكتور جابر قميحة في هذه المسألة ما يلي :
"والتجسيد أو التجسيم ملمح فني يعني إبراز المعنوي (الذي لا يدرك بحاسة من الحواس الخمس) في صورة حسية. كقولنا "تحطم اليأس على صخرة الأمل".
أما
التشخيص فيعني أن ينسب للحسي الجماد والطبيعة ملامح بشرية، كقولنا: "مصر
هبة النيل"، أو "إن الأهرامات تروى تاريخ قدماء المصريين.
وقد يجتمع التجسيد والتشخيص في مثال واحد، كقولنا "إن إيمان الرعيل الأول ينطق بالصدق واليقين"، فالإيمان ظهر هنا في صورة حسية مشخصة
وهناك
من النقاد من يسوي بين التجسيد والتشخيص فهما يمثلان صورة بلاغية تنزل
فيها الأفكار والمعاني منزلة الأشخاص، كما تنسب إلى الجماد والطبيعة صفات
بشرية. والمصطلح الإنجليزي هنا مشتق من أصل يوناني، ولا يختلف في معناه عن
كلمة Personification مثل قوله تعالى ﴿وَالنَّجْمُ وَالشَّجَرُ يَسْجُدَانِ
﴾[الرحمن:6]، وقول الشاعر:
والموت نفاذ على كفه جواهر يختار منها الجياد()
وقد يكون تقسيم هذه الظاهرة إلى ثلاثة أنواع أدخل في باب الدقة، كما مثلنا آنفا:
أ- فالتجسيد أو التجسيم هو إبراز المعنوي في صورة حسية غير عاقلة.
ب- التشخيص هو إبراز الحسي- غير العاقل- في صورة بشرية.
جـ- والجمع بينهما يعني إبراز المعنوي في صورة حسية بشرية
وهذه
الظاهرة الفنية في كل أشكالها تنقل "المعروض" من حالته التقريرية أو
المغيبة إلى حالة تُرى وتعاش بالبصر والبصيرة بما اكتسبته من نبض وحركة
وحياة.
و هناك صيغة أخرى للتفريق بين التشخيص و التجسيد
هناك فرق كبير بين التجسيد و التشخيص الأول التجسيد أو التجسيم : معناه أن الشيء
المعنوي يتحول إلى شيء مادي ملموس مثل : تسرق إسرائيل الفرحة من القلوب (
فالفرحة شيء مادي يُسرق ) أي أنه ملموس يمسك الثاني
التشخيص معناه منح صفة من صفات البشر للشيء المعنوي مثل : الغدر يتكلم في قلب اليهود ( فالغدر
شخص يتكلم ) أي أنك تعطي الغدر صفة من صفات البشر