عمل جيف كيني طوال عقد كامل في تصميم ألعاب
شعبية على الشبكة، صديقة للأطفال. وهو يكتب ويؤلف القصص. وتتلقى بعض كتبه
المجانية على الشبكة بانتظام نحو 70 ألف نقرة يوميا.
ولكن إذا كان كيني يتلقى اهتمام المراهقين
والشباب الصغار على الإنترنت، فلماذا يستمر في نشر الكتب الورقية؟ يردّ
كيني على ذلك بقوله: «أراهن على حماية نفسي عن طريق وضع قدم واحدة في عالم
الطباعة، والأخرى في عالم الإنترنت. وأعتقد أنه لا يزال للكتب سحر خاص».
علاوة على ذلك، لا يوجد حافز مالي للكتاب والمؤلفين لنشر نتاجهم الأدبي
مجانا.
* استراتيجية النشر
* ويعكس تصرف كيني الاستراتيجية العريضة
اليوم لعالم النشر الخاص بالأطفال، إذ يحاول الناشرون تحفيز الأطفال على
قراءة الكتب، عن طريق تقديم مواقع للشبكة صديقة لهم غنية بالغرافيكس، بغية
إغراق الصغار في خضم القصص التي يقرأونها. كما يكون بمقدورهم مع القصة
المعروضة على الشبكة، الدخول إلى العروض المصورة والألعاب الموجودة على
الشبكة والانغماس بها، وكسب الجوائز، والحصول على هويات خاصة بالإنترنت،
والدخول إلى المواقع الاجتماعية. وهذا أمر محير بالنسبة إلى الناشرين، لأنه
يتطلب التزاما عميقا، ووقتا ومالا.
ويقول مايكل نورس المحلل في مؤسسة «سيمبا
إنفورميشن» إن ناشري كتب الأطفال مهمون جدا لبقاء عالم النشر وديمومته ككل.
وغالبا ما ينظر إلى نشر كتب الأطفال على
أنه القطاع المستقر في هذا الميدان بفضل المبيعات إلى آباء الأطفال
وأمهاتهم، فضلا عن المكتبات المدرسية. وتقول سوزان مورفي نائبة رئيس قسم
التجارة في شركة «سكولاستيك» إن ناشري كتب الأطفال قد كسبوا جيدا خلال
الفترة الاقتصادية الصعبة. وأضافت «أعتقد أن الآباء والأمهات قد اقتصدوا في
الكثير من الأمور، لكنهم لم يبخلوا في الإنفاق على أمور يعتقدون أنها
ثمينة بالنسبة إلى أولادهم وتعليمهم».
وأفادت «نيلسين بوك سكان» بأن مبيعات كتب
الأحداث واليافعين كانت الأفضل من أي فئة أخرى من الكتب في العام 2008، فقد
ارتفعت بنسبة 6 في المائة من عام 2007. كما أفادت أن مبيعات العام الماضي
2009 استمرت متعادلة خلافا إلى كتب البالغين ذات الأغلفة الصلبة، والأغلفة
الورقية الموجهة إلى العامة التي انحدرت مبيعاتها بنسبة 4 في المائة،
والأغلفة الورقية التجارية التي انخفضت 2 في المائة. وقال نورس إن مبيعات
كتب الأطفال لا تزالـ«جيدة جدا»، لكنه حذر الناشرين من الثقة المتزايدة.
* كتب على الشبكة
* ويدرك كيني من التوقيع على الكتب
والأحداث الأخرى، أن البالغين يشترون عددا لا بأس به من كتبه «ويمبي»، فقد
طبع منها 28 مليون كتاب في الولايات المتحدة، استنادا إلى دار النشر
«إبرامز». وأضاف: «هناك قصص وروايات كثيرة يجري روايتها ولا تعتمد على
العنف والجنس وما شابه، التي باتت العلامة المميزة للأدب الخاص بالبالغين.
و«لقد بتنا نركز أكثر على رواية القصص. وهناك الكثير من البالغين الذين
أصادفهم الذين يقرأون فقط أدب الأطفال».
هذا الأمر قد يبدو جيدا كأساس بالنسبة إلى
دور النشر الخاصة بكتب الأطفال. لكن تسلية الأطفال والترفيه عنهم أضحت أكثر
صعوبة عاما بعد عام، لان شهية الأطفال مفتوحة اليوم على الهواتف الجوالة،
والكومبيوتر، وألعاب الفيديو، والتلفزيون، أكثر بكثير من الكتب. وفي يناير
(كانون الثاني) الماضي أفادت مؤسسة «كايزر فاملي فونديشن» أن الوقت المبذول
على تسلية الأطفال الذين تتراوح أعمارهم بين الثامنة والثامنة عشرة ارتفع
من 6.5 ساعة يوميا قبل خمس سنوات إلى 7.5 ساعة يوميا. ولكن 25 دقيقة منها
فقط استهلكت على قراءة الكتب. واكتشفت وزارة التعليم الأميركية أنه في عام
1984 أفادت نسبة 8 في المائة فقط من البالغ عمرهم 13 سنة، و9 في المائة من
البالغ عمرهم 17 سنة، أنهم لم يقرأوا بتاتا تلقاء أنفسهم تقريبا بهدف
التسلية. لكن في عام 2008 قفزت النسبة إلى 24 في المائة لكلتا فئتي العمر.
ومع ذلك فإن كثيرا من الناشرين لا يزالون
يبذلون جهودهم، فقد أطلقت «سكولاستيك» 10 كتب من سلسلة قصص جديدة في خريف
2008. وتأمل دار النشر هذه أن تلاقي هذه السلسلة ترحيبا من قِبل الذين هم
في سن 8 إلى 12 سنة. غير أن غالبية النشاطات والفعاليات شرعت تحصل على
الشبكة، حيث يتنافس الصغار على الجوائز وجمع مئات البطاقات للحصول عليها.
فاستنادا إلى «سكولاستيك» هناك 760 ألف مستخدم مسجل منهم. وكانت «ديزني» قد
شرعت أخيرا في تأسيس موقع على الشبكة للاشتراك بالكتب المنشورة عليها باسم
«ديزني ديجيتال بوك» الذي يتضمن مئات العناوين أملا في التأثير على الصغار
وأوليائهم. ويجري استخدام «قلم سحري» لقلب الصفحات الرقمية.
وعلى الرغم من تزايد مبيعات القارئات
الإلكترونية في العام الماضي، فإن الأطفال لم يولعوا بهذه الأجهزة الرقمية
براقة الشكل. كما أن الناشرين لم ينشروا الكثير عليها. ونورس غير مقتنع أن
هذه الكتب الإلكترونية مفيدة للأطفال والصغار على المدى البعيد. ويبقى بعد
ذلك السؤال حول ما إذا كانت كل هذه الوسائط المتعددة تضيف شيئا إلى تجربة
القراءة، وبالتالي يكون لها ثمارها.