إنسدل الستار عن هذه الدنيا التي تفضلت أن جمعتني في بوادر ِ هذه العتمة المتوارية على نسيجِ الإحتلَال، و تكبَّل القلب من صراخ الطفل الفلسطيني و هو في أحشاءِ أمه التي تَكَوَّرَتْ جرَّاء القصف الصهيوني الغاصب على منزلها المزركش بحديدٍ منفصلٍ عن أعضاءهِ.
همُّنا الوحيد هو القضية الفلسطينية التي عاشت أسيرةً دهراً في منتصفِ النشيخِ، لا غيثاً يضني هذا الغياب العربي و لا همسة الربيعِ تنوءُ بخبرِ إستقلالٍ دام َ دهراً.
تستيقظُ غ ـزَّة المكلومة في صباحاتها بصوتِ البيانو المعزوف على يد الغاصب الصهيوني و هو يتراوى بين وديانِ غزَّة، يرشُّ أناهُ بين مفاصل ِ الضياع، يتنهدُ على أن لا يصادفَ الموت في أحادي الصقيعِ.
تستيقظ ُ غزََّة في صباحاتها بأديمِ الضياع، و تُزِمرشُ بأصابعها المليئة بالحجرِ الأنا الديكتاتورية التي حنَّطتْ جسدتها و سخرتها للزمانِ، تستيقظُ غزة في صباحاتها بقنابل فسفورية تحرق الجسد الفلسطيني و تختمه ُ أشلاءاً و تعرضه في ساحات العرب قدوةً لمن سيجيءُ بعدها.
تستيقظ ُ غزة و ليتها لم تستيقظ ليشع منها نورُ المقاومة، و تُضني أناها بزخاتِ المطر العليل الذي أخذ جزءاً كبيراً من عمرها هباءاً منثوراً.
في حصارٍ دام ستين سنة و قلب ُ أحمد يشتهي التوقف على ناصية الموت المفاجئ للصهاينة الغاصبين، له حلمُ أن يندلع فُتاتاً بين دماءِ الصهاينة، يحلمُ أن يهدي لفلسطين جسدهُ الرطيب، أن يمنحها الروح التي لطالما هفتْ بالإستقلال الروحاني عن غزة المكلومة و عن فلسطين أجمع، يحلمُ أن يترك للتاريخِ عرضه، و يموتَ شهيد حربٍ توغلتْ في هشيمِ الصمتِ العربي.
لكن هناك من يرميهِ للإغراءِ و الظلمِ و يترك له نفسية العيشِ في متاهةِ الظلمِ إلى أن ينتهي الصقيعُ بولادةٍ جديدة و رسوخٍ يولعُ بتفكيكِ الدعائمِ عن مفاصلهِ، أمُّه من تركت لهُ نفسية العيشِ في رضخِ الكيان الصهيوني و النوم على شوكِ الضياع إلى أن يبعث الله مبعوثاً يطفئ نارَ الظلمِ من أناه.
كيف للأم أن تترك إبنها لليلٍ يأبى أن يترك الغمام في سلام، كيف لأمٍ أن ترى جسد طفلها الصعير ملقىً كحبةٍ تتعفَّنُ يف البورِ و تهرولُ إلى التابوتِ معلنةً الصرخة الأخيرة، كيف للام ٍ أن تنام على جنبٍ و طفلها الصغير يقاوم ُ أعداء الله في ساحة غزة و ينتظرون الأحجارَ ان تُبعث ناراً هشيمة، كيف للأمِ أن ترى أصقاعَ الويلِ في جسد ِ طفلها المرميِّ بين صخور ِ الحياةِ، تُتْقْنُ الذبابُ أحابيلَ الضغائنِ في جسدهِ و يُستحالُ جثة هامدة الغيثِ...صعبٌ عليها أن تبعث إبنها إلى صقيعِ الموت.
و ما زالَ أحمد مستمرٌ على أن يهدي للوطنِ جسداً طابَ في عنفوانِ الهُبوب، طُرح َ في عراءِ الوجود كنِفايةٍ مهملة.
في يومٍ من أيامِ القصف الإسرائيلي و في تضاهرة حاشدة يتبعها سيلٌ من الأطفالِ، منهم الموتى المتشققين من قرحةِ الحشى و منهم النائمين في حضنِ الليل ينتظرون إشراقة يومَ جميلٍ بعيداً عن السكوت العربي.
و بينما كان أحمد يُتفح جراحه ُ للعاصفة السارية إلى الصقيعِ الغريب، هاجم الكيان الصهيوني تلك المجموعة المحتشدة في غياهبِ الوطن و بدأواْ في سيل الدم الطاهر إلى أن تفتت أعراضُ القائمين على ذاك الورى، فركَض أحمد للبيت و قبَّلَ رأس أمهِ و قال:
-"اليوم هو اليوم المنتظرُ يا أماه، فالغاصبون مجتمعونَ في كنايةِ الساحة كأنهم ينتظزون الموت على أوبئةِ جسدي، أرجوكِ أماه اتركيني أذهب"
ترنحت الأام و أدارتْ وجهها إلى الثمر المثقل على الحائطِ و قال:
-"وماذا بعد ذلك، هل سيشومُ الكيان الصهيوني و يخشى محاولة إنتحارية أخرى و يخرج ُ من رحمِ غزة خائفين؟"
-"لُقيتُ ما كُفيتَ يا اماه، أفلا أستحق الموت في سبيل الله و في سبيل الوطن الذي ظمَّنا دهراً في معاناتهِ؟"
-"لكَ الحق في ذلك يا بنيَّ، و لي الحق في أن أعارض لكَ هذا الموت الذي يُطيل مواجعي"
-"إنه استشهادٌ يا اماه"
-"لي قلبٌ يا بنيَّ، فهل تراني سأعيشُ بدونكَ؟"
انحنى لها و قبل يديها و قال:
-"أظنُّ أن الربَّ اختارني أن أقيمَ بهذه المهمة، اعذريني أماه فيتوجب علي أن أطيع أوامركَ هذه المرة، أرجوكِ ارضيْ عني"
نظرتْ إليهِ و ابتسمتْ له و قالتْ:
-"اذهبْ يا بنَيْ...فرضايْ و رضى الله معكَ"
همُّنا الوحيد هو القضية الفلسطينية التي عاشت أسيرةً دهراً في منتصفِ النشيخِ، لا غيثاً يضني هذا الغياب العربي و لا همسة الربيعِ تنوءُ بخبرِ إستقلالٍ دام َ دهراً.
تستيقظُ غ ـزَّة المكلومة في صباحاتها بصوتِ البيانو المعزوف على يد الغاصب الصهيوني و هو يتراوى بين وديانِ غزَّة، يرشُّ أناهُ بين مفاصل ِ الضياع، يتنهدُ على أن لا يصادفَ الموت في أحادي الصقيعِ.
تستيقظ ُ غزََّة في صباحاتها بأديمِ الضياع، و تُزِمرشُ بأصابعها المليئة بالحجرِ الأنا الديكتاتورية التي حنَّطتْ جسدتها و سخرتها للزمانِ، تستيقظُ غزة في صباحاتها بقنابل فسفورية تحرق الجسد الفلسطيني و تختمه ُ أشلاءاً و تعرضه في ساحات العرب قدوةً لمن سيجيءُ بعدها.
تستيقظ ُ غزة و ليتها لم تستيقظ ليشع منها نورُ المقاومة، و تُضني أناها بزخاتِ المطر العليل الذي أخذ جزءاً كبيراً من عمرها هباءاً منثوراً.
في حصارٍ دام ستين سنة و قلب ُ أحمد يشتهي التوقف على ناصية الموت المفاجئ للصهاينة الغاصبين، له حلمُ أن يندلع فُتاتاً بين دماءِ الصهاينة، يحلمُ أن يهدي لفلسطين جسدهُ الرطيب، أن يمنحها الروح التي لطالما هفتْ بالإستقلال الروحاني عن غزة المكلومة و عن فلسطين أجمع، يحلمُ أن يترك للتاريخِ عرضه، و يموتَ شهيد حربٍ توغلتْ في هشيمِ الصمتِ العربي.
لكن هناك من يرميهِ للإغراءِ و الظلمِ و يترك له نفسية العيشِ في متاهةِ الظلمِ إلى أن ينتهي الصقيعُ بولادةٍ جديدة و رسوخٍ يولعُ بتفكيكِ الدعائمِ عن مفاصلهِ، أمُّه من تركت لهُ نفسية العيشِ في رضخِ الكيان الصهيوني و النوم على شوكِ الضياع إلى أن يبعث الله مبعوثاً يطفئ نارَ الظلمِ من أناه.
كيف للأم أن تترك إبنها لليلٍ يأبى أن يترك الغمام في سلام، كيف لأمٍ أن ترى جسد طفلها الصعير ملقىً كحبةٍ تتعفَّنُ يف البورِ و تهرولُ إلى التابوتِ معلنةً الصرخة الأخيرة، كيف للام ٍ أن تنام على جنبٍ و طفلها الصغير يقاوم ُ أعداء الله في ساحة غزة و ينتظرون الأحجارَ ان تُبعث ناراً هشيمة، كيف للأمِ أن ترى أصقاعَ الويلِ في جسد ِ طفلها المرميِّ بين صخور ِ الحياةِ، تُتْقْنُ الذبابُ أحابيلَ الضغائنِ في جسدهِ و يُستحالُ جثة هامدة الغيثِ...صعبٌ عليها أن تبعث إبنها إلى صقيعِ الموت.
و ما زالَ أحمد مستمرٌ على أن يهدي للوطنِ جسداً طابَ في عنفوانِ الهُبوب، طُرح َ في عراءِ الوجود كنِفايةٍ مهملة.
في يومٍ من أيامِ القصف الإسرائيلي و في تضاهرة حاشدة يتبعها سيلٌ من الأطفالِ، منهم الموتى المتشققين من قرحةِ الحشى و منهم النائمين في حضنِ الليل ينتظرون إشراقة يومَ جميلٍ بعيداً عن السكوت العربي.
و بينما كان أحمد يُتفح جراحه ُ للعاصفة السارية إلى الصقيعِ الغريب، هاجم الكيان الصهيوني تلك المجموعة المحتشدة في غياهبِ الوطن و بدأواْ في سيل الدم الطاهر إلى أن تفتت أعراضُ القائمين على ذاك الورى، فركَض أحمد للبيت و قبَّلَ رأس أمهِ و قال:
-"اليوم هو اليوم المنتظرُ يا أماه، فالغاصبون مجتمعونَ في كنايةِ الساحة كأنهم ينتظزون الموت على أوبئةِ جسدي، أرجوكِ أماه اتركيني أذهب"
ترنحت الأام و أدارتْ وجهها إلى الثمر المثقل على الحائطِ و قال:
-"وماذا بعد ذلك، هل سيشومُ الكيان الصهيوني و يخشى محاولة إنتحارية أخرى و يخرج ُ من رحمِ غزة خائفين؟"
-"لُقيتُ ما كُفيتَ يا اماه، أفلا أستحق الموت في سبيل الله و في سبيل الوطن الذي ظمَّنا دهراً في معاناتهِ؟"
-"لكَ الحق في ذلك يا بنيَّ، و لي الحق في أن أعارض لكَ هذا الموت الذي يُطيل مواجعي"
-"إنه استشهادٌ يا اماه"
-"لي قلبٌ يا بنيَّ، فهل تراني سأعيشُ بدونكَ؟"
انحنى لها و قبل يديها و قال:
-"أظنُّ أن الربَّ اختارني أن أقيمَ بهذه المهمة، اعذريني أماه فيتوجب علي أن أطيع أوامركَ هذه المرة، أرجوكِ ارضيْ عني"
نظرتْ إليهِ و ابتسمتْ له و قالتْ:
-"اذهبْ يا بنَيْ...فرضايْ و رضى الله معكَ"