سبق وأن تحدثنا في العدد السابق عن وقاية الطفل من العنف وبعض من أساليب في كيفية التعامل مع الطفل في المنزل أو المدرسة وفي هذا العدد نكمل حديثنا في كيفية التصرف مع الأطفال في أفعاله وكيفية التعامل معه ومعاقبته.
حاول أيجاد وسائل لكي تجعل طفلك قويا :
يجب أن يبحث الأبوان دائما أثناء صراعات القوى مع الطفل كيف يمكن لهما إعطاءه الحرية والقوة في هذا الموقف ... فعندما تامر آلم بعدم إلقاء مخادع "الكنبه" أرضا فالأفضل ان تطلب منه بدلا من ذلك ان يكون الحارس والمراقب لمخادع الكنبة التي تسقط كل دقيقة .. فان هذا الحل الذي جعل منه مسئولا واعطاه وظيفة قد يؤدي الى نهاية طيبة لمثل هذا الصراع .
افعل غير المتوقع :
ان الأبوين يمكنهم تغيير ما هو منهم أثناء صراعهم مع أطفالهم مثل طلبهم من ابنهم أن يذهب لإحضار بعض الحلوى من الدولاب لنقلها الى مكان آخر أو ان يقول " إحنا بقالنا كثير ماخرجناش عاوزين نخرج ألنهاردة " ان هذا ليس تشجيعا عل التمرد ولكن إعادة تجديد العلاقة مع الطفل تجعله يحرص على الحب والتعاون ويجعل ذلك راسخا في ذهنه .
لماذا لا يكون المكسب المشترك هو الهدف :
ان نهاية كل صراع يكون مكسبا لطرف والخسارة لآخر .. غير ان مبدأ المكسب المشترك في أن يشعر كل من الطرفين بأنه حقق كل ما يريده وهو أفضل شيء .. ان ذلك يتطلب المفاوضة ولا استجابة لبعض طلباتهم المقبولة فان ذلك سوف يكون له انعكاسا جيدا على الأسرة فانه يجب ان تكسب ويجب أن يكسب ويجب ان يشعر هو بالمكسب فهل تستطيع ان تجد أسلوبا يحقق لك ولطفلك القوة ولا يجعلك تستسلم ولا يجعله يستسلم أيضا .
كيف تتعامل بحكمة مع كلمة لا :
بعض الآباء يعتقدون ان الطفل يقول " لا لرفض سلطتهم في حين أن بعض التعاملات داخل المجتمع جميعها تبدأ بكلمة "لا" .. ففي الحديقة مثلا يوجد كلمة "لا" تقطف الزهور... لا تلق القاذورات قل "لا" للمخدرات لذلك فأننا يجب ان تعتبر كلمة "لا" من الطفل هي عدم موافقة على الشيء وليس عدم الاحترام للأمر .
-ضع دائما في اعتبارك أنك تريدهم أن يقولوا وبحزم "لا" لضغوط أصدقاء السوء التي تدفعهم للانحراف وللخطأ وللرذيلة وان استخدامهم لكلمة "لا" بدون تردد هو حيوي في الحفاظ عليهم .
قهر الأطفال يؤدي الى الانتقام :
ان الأطفال الذين يتعرضون للقهر أو للأضعاف او لتخويف أو الضرب يعمدون الى الحصول على القوة من خلال الانتقام انهم سوف يوجهون الأذى للآخرين لانهم يحسون بالألم وسوف يمارسون كل نشاط يؤدي الى إيذاء الآخرين فالانتقام عند طفل الثانية يحدث من خلال بصفته الطعام وقلبه الأطباق بيده والانتقام في سن السادسة عشر سوف يكون بتعاطي المخدرات والرسوب في الامتحانات والانتحار والأطفال عندما يمارسون معارك القوة وسلوكيات الانتقام فانهم يفعلون ذلك لانهم عاجزون ولا يجدون أسلوبا إيجابيا لكي يتواصلوا مع هذا المجتمع ولانهم يعرفون أن هذا السلوك له قيمة .. ان جميع الآباء يحاولون تربية النشء لكي يصبح مطيعا قادرا على اتخاذ القرارات ولديه ثقة فيما اختاره لحياته . ان طفلك سوف يرى المستقبل أكثر وضوحا اذا أعطيت له الفرصة لكي يمارس منذ بداية حياته بطريقة إيجابية وسليمة .
قل لطفلك " انا أحبك "