دماء شباب ليبيا في عنق النظام وحدهدماء شباب ليبيا في عنق النظام وحده، النظام من قمته إلى أدنى مستوى تنظيمي فيه، يتحمل مسؤولية الدماء التي أهرقت في المدن الليبية، فكل الدلائل تؤكد أن الشباب خرجوا في مظاهرات سلمية لكن أجهزة القمع بعناصر أمنها وأعضاء لجانها الثورية و"البلطجية" الذين سخر لهم مال الشعب لخدمة النظام واجهتهم بالسيوف والهروات ثم الرصاص الحي الذي أودى بحياة ما يزيد عن عشرة في مدينة البيضاء لوحدها.
ويح نظام ما يحسن إلا القمع والترهيب وسفك الدماء، ويح نظام لم يع الدرس ويقتفي خطى النظامين المصري والتونسي في مواجهة من تظاهروا ضدهما حتى بعد فشل سياستهما والتحقق من أن استخدام العنف كان سببا لسقوطهما.
ويتساءل الكثير ممن حولنا : لماذا يقعون في نفس الخطأ ويرتكبون نفس الخطيئة، والرد هو حرمان المولى عز وجل توفيقه لهم، وإرادته أن يتورطوا في جلب غضبه ونزول نقمته! فماذا يمكن أن نجيب وقد وضح الخطأ.
إن النظام الليبي هو المسؤول عن الأرواح التي أزهقت، والضحايا الذين سقطوا، وما وقع جريمة ضد الإنسانية يتحمل وحده وزرها، ونحن من هذا المنبر ندعوا إلى إدانة عنف النظام ضد المتظاهرين بأشد العبارات تحميله مسؤولية تداعيات استخدامه القوة والرصاص الحي لتفريق المتظاهرين، واعتباره المسؤول عما قد يحل بالبلاد جراء تهوره في مواجهة مظاهرات سلمية لشباب عزَّل خرجوا للتعبير عن مواقفهم والإعلان عن مطالبهم.
ونهيب في هذه الساعات العصيبة بجميع الأطراف المراقبة لما حدث من زهق أرواح وإراقة دماء بأن يجتمعوا على إدانة النظام وأجهزته وعلى رأسها الأجهزة الأمنية وحركة اللجان الثورية والتنديد باستخدامه للقوة ضد المواطنين العزل.
ونعتقد أن الألوية الأن هي اتخاذ كافة الإجراءات التي تضمن حماية المواطنين وتضمن حقهم في التعبير عن أراءهم والإعلان عن مواقفهم بكل حرية وأمن.
ونهيب من خلال هذا المنبر بكافة القوى والتكوينات السياسية والاجتماعية والثقافية والرموز التوافق على إدانة ممارسات السلطات في حق المتظاهرين، فإن هذا أقل الواجب تجاه أبناءنا الذين صاروا عرضة لانتهاكات المفسدين، يستبيحون أرواحهم ودمائهم دون خوف أو وجل.
وندعو من منبرنا هذا التباحث مع كافة الجهات المختصة في جرائم الأنظمة وانتهاكات الحكومات وأجهزتها في كيفية وضع السلطات الليبية أمام ما ارتكبته من جرائم قتل، وما يمكن أن يُرتكب في الأيام القادمة، لا سامح الله، بما في ذلك الخيارات القانونية