دزاير 54
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.

دزاير 54 دخول

descriptionالإيثار Emptyالإيثار

more_horiz

أخلاق المسلم


الإيثار
انطلق حذيفة العدوي في معركة اليرموك يبحث عن ابن عم له، ومعه شربة ماء.


 


وبعد أن وجده جريحًا قال له: أسقيك؟ فأشار إليه بالموافقة. وقبل أن يسقيه سمعا


 


رجلا يقول: آه، فأشار ابن عم حذيفة إليه؛ ليذهب بشربة الماء إلى الرجل الذي يتألم،


 


فذهب إليه حذيفة، فوجده هشام بن العاص.



ولما أراد أن يسقيه سمعا رجلا آخر يقول: آه، فأشار هشام لينطلق إليه حذيفة بالماء،


 


فذهب إليه حذيفة فوجده قد مات، فرجع بالماء إلى هشام فوجده قد مات، فرجع إلى ابن عمه فوجده قد مات. فقد فضَّل كلُّ واحد منهم أخاه على نفسه، وآثره بشربة ماء.
***
جاءت امرأة إلى الرسول mسلم، وأعطته بردة tongue، فلبسها صلى


 


الله عليه وسلم، وكان محتاجًا إليها، ورآه أحد أصحابه، فطلبها منه، وقال: يا رسول


 


الله، ما أحسن هذه.. اكْسُنِيها. فخلعها النبي mسلم وأعطاها إياه.


 


فقال الصحابة للرجل: ما أحسنتَ، لبسها النبي mسلم محتاجًا إليها،


 


ثم سألتَه وعلمتَ أنه لا يرد أحدًا. فقال الرجل: إني والله ما سألتُه لألبسها، إنما سألتُه


 


لتكون كفني. [البخاري]. واحتفظ الرجل بثوب الرسول mسلم؛ فكان كفنه.
جاء رجل جائع إلى الرسول mسلم وهو في المسجد، وطلب منه


 


طعامًا، فأرسل mسلم ليبحث عن طعام في بيته، فلم يجد إلا الماء،


 


فقال رسول الله mسلم: (من يُضيِّف هذا الليلة رحمه الله)، فقال رجل من الأنصار: أنا يا رسول الله.



وأخذ الضيفَ إلى بيته، ثم قال لامرأته: هل عندك شيء؟ فقالت: لا، إلا قوت صبياني،


 


فلم يكن عندها إلا طعام قليل يكفي أولادها الصغار، فأمرها أن تشغل أولادها عن


 


الطعام وتنومهم، وعندما يدخل الضيف تطفئ السراج(المصباح)، وتقدم كل ما عندها


 


من طعام للضيف، ووضع الأنصاري الطعام للضيف، وجلس معه في الظلام حتى


 


يشعره أنه يأكل معه، وأكل الضيف حتى شبع، وبات الرجل وزوجته وأولادهما


 


جائعين.
وفي الصباح، ذهب الرجلُ وضيفه إلى النبي mسلم، فقال للرجل: (قد


 


عجب الله من صنيعكما بضيفكما الليلة) [مسلم]. ونزل فيه قول



الله -تعالى-: {ويؤثرون على أنفسهم ولو كان بهم خصاصة} [الحشر: 9]. والخصاصة: شدة الحاجة.
***
اجتمع عند أبي الحسن الأنطاكي أكثر من ثلاثين رجلا، ومعهم أرغفة قليلة لا تكفيهم،


 


فقطعوا الأرغفة قطعًا صغيرة وأطفئوا المصباح، وجلسوا للأكل، فلما رفعت السفرة،


 


فإذا الأرغفة كما هي لم ينقص منها شيء؛ لأن كل واحد منهم آثر أخاه بالطعام


 


وفضله على نفسه، فلم يأكلوا جميعًا.
***
ما هو الإيثار؟



الإيثار هو أن يقدم الإنسان حاجة غيره من الناس على حاجته، برغم احتياجه لما


 


يبذله، فقد يجوع ليشبع غيره، ويعطش ليروي سواه. قال الله mسلم:


 


 (لا يؤمن أحدكم حتى يحب لأخيه ما يحب لنفسه) [متفق عليه].



وتقول السيدة عائشة -رضي الله عنها-: ما شبع رسول الله mسلم


 


ثلاثة أيام متوالية حتى فارق الدنيا، ولو شئنا لشبعنا، ولكننا كنا نؤثر على أنفسنا.



فضل الإيثار:
أثنى الله على أهل الإيثار، وجعلهم من المفلحين، فقال تعالى: {ويؤثرون على


 


أنفسهم ولو كان بهم خصاصة ومن يوق شح نفسه فأولئك هم المفلحون} [الحشر: 9].
الأثرة:
الأثرة هي حب النفس، وتفضيلها على الآخرين، فهي عكس الإيثار، وهي صفة


 


ذميمة نهى عنها النبي mسلم، فما أقبح أن يتصف الإنسان بالأنانية


 


وحب النفس، وما أجمل أن يتصف بالإيثار وحب الآخرين.

descriptionالإيثار Emptyرد: الإيثار

more_horiz
*




الإيثار 59_009
privacy_tip صلاحيات هذا المنتدى:
لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
power_settings_newقم بتسجيل الدخول للرد