بماذا حلُمتَ وأنت صغير؟
كثير
من المرات التي نتأثر فيها بسبب قراءة كتاب أو مشاهدة فيلم أو سماع حكاية
ما. هذا التأثير يكون سلبياً أحياناً وإيجابياً أحياناً أخرى. بعض الناس
يستفيد من تجربته التي تؤثر عليه فيحقق حلمه أو تتغير نظرته للحياة ويصبح
طموحاً وساعياً وراء أحلامه وبعضهم يصيبه اليأس ولا يتغير.
تأثرت برواية “حول العالم في ثمانين يوماً” للكاتب جول فيرن، لقد قرأت هذه
الرواية حين كان عمري 12 عاماً، اشتريتها من مكتبة صغيرة في روي، وقد كانت
تلك المكتبة المكان المفضل لديّ. كنا وقتها نعيش في قريتنا بولاية القابل
بالشرقية، ولكن كنا نذهب إلى مسقط مرة أو مرتين شهرياً. كنت أنتظر لحظة
زيارة مسقط بفارغ الصبر، لأنَّ مسقط تعني المكتبة والمكتبة تعني ذخيرة من
الكتب، والكتب تعني عالماً جديداً. حين رأيت رواية “حول العالم في ثمانين
يوما”، أدهشني عنوانها واشتريتها بسرعة وطرت بها. قرأتها بحماس ولم أتركها
إلا بعد أنْ انتهيت منها. لقد أذهلتني الرواية وعشت أياماً طويلة لا أفكر
إلا بها وبأحداثها التي تدور حول محاولة شخص إنجليزي وثري يدعى “فيلياس فوج”