لماذا يا دنيا
وسط قفص من البلور الشفاف
تأسرني الذكريات الملاح
وسط عتمة النهار
و زحمة المسير
وسط غياب الضمير
و كثرة الخداع
نتقوقع في دائرة الحياة
يسلبنا الموت أعز الأحباب
تدوسنا الأرجل الهوجاء
ننتشي نخب الغدر و الإستهزاء
نتداول الخيانة في صحف الصباح
يصبح العدل شذوذا في هذا الزمان
و يطغى الظلم و سماجة الطباع
الكل ينتقد الكل
و كأنه و حده ملاك و ضحية هذا الزمان
سبحانك ربي من دنيا الأغراب
من نحن
و ما نريد من هذا العالم المثقل بالأحزان
آه عليك يا فؤادي الحيران
كم مرة أوصيتك بالصبر و عدم المبالاة
عدم الثقة بأي إنسان
فلا الحب و لا الإخاء
موجود هذا الزمان
لا العدل و لا الأمان
متوفر في حياتنا يا إنسان
كنت و أمسيت متفائلا
و إن عاكسني اتجاه الرياح
و لكني لست سوى إنسان
مسير في دنيا الأوهام
متشائم من عقارب الساعات
من تعاقب الليل و النهار
فمرحبا بك يا ناقل الأرواح
مرحى لك
فأنت الحقيقة الوحيدة و الكبرى
في هذا الزمان
أنت و وجود اللـه الواحد القهار