ها نحن نستقبل بإذن
الله هذا الشهر العظيم.. شهر بركة.. شهر رحمة ومغفرة.. وعتق من النار، فعن
أبي هريرة رضي الله عنه قال: قال رسول الله سلم: "إذا دخل شهر رمضان فتحت أبواب الجنة وغلقت أبواب النار وصفدت الشياطين" رواه البخاري ومسلم.. وفي رواية لمسلم "فتحت أبواب الرحمة"
ولا يخفى ما في ذلك من تبشير المؤمنين بكثرة الأعمال الصالحة وما يتيسر لهم من أسباب الإعانة عليها الموصلة إلى الجنة.
وهو شهر جعل الله
صيامه فريضة.. وقيامه تطوعا.. من أدى نافلة فيه أو تقرب بخصلة خير كان كمن
أدى الفريضة في سواه، ومن أدى الفريضة كان كمن أدى سبعين فريضة في سواه.
وهو
شهر الصبر.. والصبر ثوابه الجنة.. وهو شهر المواساة.. من فطر صائما كان
مغفرة لذنوبه وعتق رقبته من النار.. وكان له مثل أجره من غير أن ينقص من
أجره شيئا قال سلم: "من فطر صائما كان له مثل أجره من غير أن ينقص من أجر الصائم شئ" أخرجه أحمد والنسائي وصححه الألباني.
وفي حديث سلمان: "من
فطر فيه صائما كان مغفرة لذنوبه وعتق رقبته من النار، وكان له مثل أجره من
غير أن ينقص من أجره شئ، قالوا: يا رسول الله ليس كلنا يجد ما يفطر به
الصائم، فقال سلم: يعطي الله هذا الثواب لمن فطر صائما
مذقة لبن أو تمرة أو شربة ماء ومن سقى صائما سقاه الله من حوضي شربة لا
يظمأ بعدها حتى يدخل الجنة". قال الله تعالى: }إِنَّمَا
نُطْعِمُكُمْ لِوَجْهِ اللَّهِ لَا نُرِيدُ مِنكُمْ جَزَاء وَلَا شُكُورًا
{76/9} إِنَّا نَخَافُ مِن رَّبِّنَا يَوْمًا عَبُوسًا قَمْطَرِيرًا
{76/10} فَوَقَاهُمُ اللَّهُ شَرَّ ذَلِكَ الْيَوْمِ وَلَقَّاهُمْ
نَضْرَةً وَسُرُورًا {76/11} وَجَزَاهُم بِمَا صَبَرُوا جَنَّةً وَحَرِيرًا{ [الإنسان8:
12]
، فقد كان السلف الصالح يحرصون على إطعام الطعام ويقدمونه على كثير من
العبادات، سواء كان ذلك بإشباع جائع أو إطعام أخ صالح فلا يشترط في المطعم
الفقر، فقد قال رسول اله سلم: "أيما مؤمن أطعم مؤمنا على جوع أطعمه الله من ثمار الجنة ومن سقى مؤمنا على ظمأ سقاه الله من الرحيق المختوم" رواه الترمذي بسند حسن.
وقد قال بعض السلف: "لأن أدعو عشرة من أصحابي فأطعمهم طعاما يشتهونه أحب إلي من أعتق عشر من ولد إسماعيل!!"
وكان كثير من السلف يؤثر بفطوره وهو صائم، منهم عبد الله بن عمر رضي الله عنهما وداود الطائي, ومالك ابن دينار وأحمد ابن حنبل.
وكان ابن عمر لا يفطر إلا مع اليتامى والمساكين، وربما علم أن أهله قد ردوهم عنه فلم يفطر في تلك الليلة.
وكان من السلف من يطعم إخوانه الطعام وهو صائم ويجلس يخدمهم ويروحهم.. منهم الحسن وابن المبارك.
قال أبو السوار العدوي: "كان
رجالا من بني عدي يصلون في هذا المسجد ما أفطر أحد منهم على طعام قط وحده،
إن وجد من يأكل معه أكل وإلا أخرج طعامه إلى المسجد فأكله مع الناس وأكل
الناس معه".
وعبادة إطعام الطعام ينشأ عنها عبادات كثيرة منها التودد إلى الذين أطعمتهم فيكون ذلك سببا في دخول الجنة "لن تدخلوا الجنة حتى تؤمنوا ولن تؤمنوا حتى تحابوا".
كما ينشأ عنها مجالسة الصالحين واحتساب الأجر في معونتهم على الطاعات التي تقووا عليها بطعامك.
والان سؤالى كيف انت مع رمضان في هذا الفصل الحار
احســـــــــــــن
متـــــــــــــعـب