لم تكن الصغيرة هانيا بوقاسة، 10 سنوات، متحمسة لصيام رمضان، خاصة أنها من
محبي الحليب ومشتقاته، حسب والدتها، حيث بدا لها اليوم طويلا ومتعبا، لولا
تشجيعات الأهل ووعدهم لها بمكافآت تحبها، على غرار المثـلجات وما شابهها،
علما أنها آخر العنقود في عائلتها. تخطت هانيا فطور الصباح بصعوبة، خاصة
أنها اضطرت لتجاوز الحليب وما تبعه، وبلغت منتصف النهار حيث أحست بالجوع،
لكنها تخطت الأمر أيضا بعد تشجيعات والدتها، ليصل بها الأمر إلى العصر،
فأرادت وبشدة تناول كوب الحليب الذي اعتادت عليه مع قهوة العصر، ثـم
استجمعت قواها لتكمل اليوم إلى آخره، حيث لبّت لها والدتها كل طلباتها،
خاصة أنها اشتهت الكثـير من الأمور كما قالت.
عند الإفطار، أحست هانيا
بالفخر، وعرفت أن الصيام ليس صعبا كما كان يبدو لها من قبل، وقرّرت أن تصوم
في اليوم الموالي. ولأنها لم تكن كبيرة كفاية لتتحمل الجوع والعطش في هذا
الحر، فقد جعلتها والدتها تصوم كل 3 أيام وتحصل على المثـلجات في كل مرة
ك، في انتظار ال الكبرى يوم عيد الفطر.