* الفوائــد:
1- تحريـــم الظـــن من غير سبب ولا قرينــــــــة.
- ومما يدل على ذلك: قوله تعالى: ﴿ يا أيها الذين آمنوا اجتنبـــوا كثيراً من الظن إن بعض الظن إثــم ﴾.
- ينهي تبارك وتعالى عباده عن كثير من الظن ، لأن بعض ذلك يكون إثماً محضاً ، فليجتنب منه احتياطاً.
2- أن الظــن على قسمين:
- القسم الأول: الظن السيء من غير سبب ولا قرينة فهذا منهي عنـــه.
- القسم الثاني: الظن المبني على القرائن فهذا لا بأس به. لأن الله قال: ﴿ اجتنبوا كثيراً من الظن ﴾ ولم يقل الظــن كله.
3- أن الظــن السيء أكــذب الحديث.
-
قال الشيخ محمد بن عثيمين رحمه الله: ” لأن الإنسان إذا ظــن صارت نفسه
تحدثه ، تقول له: فعل كذا وكذا ، وهو يفعل كذا وكذا ، وهو يريد كذا وكذا “.
4- ينبغي للمسلم أن يحسن الظــن بأخيه المسلم.
- قال عمر بن الخطاب رضي الله عنه: لا تظنن بكلمــة خرجت من أخيك المؤمن إلا خيراً وأنت تجد لها في الخير محملاً.
5- بعض أسباب ظــن السوء:
أولاً: سوء النية وخبث المطية.
-
كأن ينشأ الإنسان تنشئة غير صالحة ، فيقع في كثير من المعاصي ومنها سوء
الظن بكل أحــد ويصبح ذلك مظهراً له من مظاهر سوء النية وخبث الطوية.
ثانياً: الحكم على النيات والسرائر.
-
وهذا منفذ خطأ ، لأن المبدأ الصحيح في الحكم على الأشخاص والأشياء هو
النظر إلى الظاهر وترك السرائر إلى الله فهو وحده المطلع عليها سبحانه.
ثالثاً: اتباع الهوى.
-
ذلك أن الإنسان إذا اتبع هواه صار هذا الهوى إلهه الذي يعبده من دون الله ،
فإنه لا يقع لا محالة في الظنون الكاذبة التي لا دليل عليها ولا برهان.
قال تعالى: ﴿ فإن لم يستجيبوا لك فاعلم أنما يتبعون أهواءهم ومن أضل ممن اتبــع هواه بغير هدى من الله ﴾.
6- علاج ســوء الظن:
أولاً: تريبة المسلم على العقيدة الصحيحة وهي حسن الظن بالله وبرسوله وبالمؤمنين الصالحين.
ثانياً: على الشخص أن يجتنب الشبهات حتى لا يكون عرضـة لكلام عليه.
-
ولهذا قال سلم: ( .... فمن اتقى الشبهات فقد استبرأ لدينه
وعرضه ، ومن وقع في الشبهات وقع في الحرام ، كالراعي يرعى حول الحمى يوشك
أن يرتـــــــع فيه .... ).
- مثال: إذا كان الشخص قد صلى في بيته أو في
مسجد آخر ، وجاء إلى مسجد آخر فإن السنة والأفضل أن يصلي مع الناس ، لئلا
يتخذ قعوده عن الصلاة ذريعة لإساءة الظن به.
- ولذلك جاء في حديث يزيد
بن الأسود: ( أنه صلى مع رسول الله سلم ، فلما صلى إذا
رجلان لم يصليا في ناحية المسجد فدعا بهما ، فجىء بهما ترعد فرائصهما ،
فقال: ما منعكما أن تصليا معنا ؟ قال: قد صلينا في رحالنا ؟ فقال: لا
تفعلوا ، إذا صلى أحدكم في رحله ثم أدرك الإمام ولم يصل فليصل معه فإنها له
نافلة ) رواه أبو داود.
ثالثاً: مجاهدة النفس على عدم سوء الظن.
- وتريبة النفس أنه ليس من السهل توجيه تهمة لأحد من الناس لمجرد ظــن أو تخمين لا دليل عليه ولا برهان.
رابعاً: النظر في سير العلماء والزهاد.
فإنها مليئة بصور حية عن الظن السيء وآثاره وطريق الخلاص منه.