الحمد لله ثم الحمد لله، الحمد لله وسلام على عباده الذين اصطفى.
الحمد لله الواحد الأحد الفرد الصمد الذي لم يلد ولم يولد ولم يكن له كفوا أحد.
لك الحمد ربنا على ما أنعمت علينا.
الحمد لله الذي هدانا لهذا وما كنا لنهتدي لولا أن هدانا الله.
الحمد لله العزيز القهّار.
الحمد لله الواحد الجبّار والصلاة والسلام على سيدنا محمد من بعثه الله
رحمة للعالمين هاديا ومبشرا ونذيرا وداعيا إلى الله بإذنه سراجا وهّاجا
وقمرا منيرا، فهدى الله به الأمّة وكشف به عنها الغمة وبلّغ الرسالة وأدّى
الأمانة ونصح الأمة وجاهد في الله حق جهاده.
صلوات ربي وسلامه عليه وعلى سائر إخوانه من النبيين والمرسلين وءاله الطيبين وصحابته الغرّ الميامين ومن تبعهم بإحسان إلى يوم الدين.
أما بعد أيها الأحبة المسلمون أوصي نفسي وإياكم بتقوى الله العظيم والعمل
لما بعد الموت والاستعداد ليوم المعاد والتهيؤ بزاد التقوى ليوم لا ينفع
فيه مال ولا بنون إلا من أتى الله بقلب سليم.
يقول الله تعالى في القرءان الكريم: {وأن ليس للإنسان إلا ما سعى وأنّ سعيه سوف يرى ثم يجزاه الجزاء الأوفى} النجم.
هذه الدنيا ليست دار مستقر بل هي ممر إلى القبر والقبر باب وكل الناس داخله، فالكيّس الفطن هو الذي يعمل لما بعد الموت.
الكيّس الفطن هو الذي يبني لقبره وءاخرته. الكيّس الفطن هو الذي لا تأخذه
بهرجة الدنيا ولا زخارفها ولا تلهيه عن طاعة الله وأداء الواجبات.
الكيّس الفطن هو الذي لا ينجرف وراء المنهيات المحرمات
بدعوى أنها من المستلذات وأنه بعد في ريعان شبابه ويزعم أنّ قوله تعالى
يؤيده: {ولا تنس نصيبك من الدنيا} بل نقول له أكمل {وأحسن كما أحسن الله
إليك} القصص.