"أنا صعيدي أحب الوهرانيين..يعجبني كريم زياني وأناصر بن زيمة في مدريد"!
ملامحه الوهرانية، جعلته لا يحس
بالغربة وهو في الجزائر، في حين أنّ سمرته الجذابة لم تُغفلها الأضواء، بل
احترمتها كثيرا في مهرجان الفيلم العربي. فنان متواضع، يتمتع بأخلاق
الصعايدة، يقول عنه المصريون "جدع" وعاشق للبطولات الجماعية، يتحدث للشروق
بحب كبير عن الجزائر، والحريرة الوهرانية، زياني وبن
زيمة..وعن أحمد زبانا، إنه النجم الشاب محمود عبد
المغني.
- أنت للمرة الأولى في الجزائر، وتحديدا في وهران، ما إحساسك؟
محمود
عبد المغني: أحسست باستقبال رائع، فمنذ دخولي الجزائر، قابلني الشعب
بحميمية وألفة، زادت أكثر عندما جئت وهران، وأيضا لمّا ذهبت في زيارة
سياحية لقلعة سانتا كروز، هناك التقيت بجمهور يعرف أعمالي، وحدثوني عن
أفلام الجزيرة، الشبح، ملاكي اسكندرية، دم الغزال، وحتى مسلسل المواطن
اكس.
أيّ صورة كانت في ذهنك عن الجزائر قبل زيارتها؟
إنها
المرة الأولى التي أزور فيها الجزائر، وحمدا لله، فقد صدقت ظنوني وقراءاتي
في التاريخ عن هذا البلد والشعب. الجزائريون شعب مناضل، اكتشفت أننا
كمصريين متشابهون في كثير من الصفات، وعندما وقعت مشكلة بين البلدين، وهي
صفحة وانتهت، تيّقن الجميع أن كرامة الشعب وتاريخ الجزائر خط أحمر
لا يجب المساس به.
أنا صعيدي، وعندما زرت وهران، أخبروني أنني
أشبه الوهرانيين، وقد سمعت أن هنالك فيلم يتم إنجازه حاليا عن حياة الشهيد
البطل أحمد زبانا، وعليه، تمنيت أن تتم دعوتي لأداء ولو مشهد واحد في
أحداثه، وسأعتبر ذلك، وقفة احترام مني للشعب الجزائري العظيم ولثورته
المجيدة.
هل ما يزال الفن المصري أحسن سفير لبلدكم نحو العالم العربي، بعد كل هذه الأحداث التي وقعت؟
أعتقد
أنه ما يزال مؤثرا في العالم العربي، كما أن وصف هوليود الشرق ما يزال
ينطبق على مصر، أما عن التأثير، فهو لم يتوقف منذ مدبولي والمهندس في
المسرح، وفي السينما مع محمود المليجي وعادل إمام، ويوسف شاهين...مثلا،
فيلم جميلة بوحيرد، ليوسف شاهين، كنت صغيرا عندما شاهدته أول مرة،
وفرحت جدا أن يوصف فيلم يروي سيرة الثورة الجزائرية،
على أنه مصري، ويضم نخبة من كبار النجوم في بلدي.
الحقيقة
أنني تشرفت بلقاء الشعب الجزائري، وعرفت جيدا أن الفن المصري ما يزال
سفيرا مهما، ولن أكشف سرا لو قلت لك أنني رفضت كل الإجراءات الأمنية
لحمايتي، وقلت لمنظمي المهرجان، دعوني أسير بحريتي في الشوارع، وألتقي
الناس العاديين، أتبادل معهم الكلام، لدرجة أنني تناولت الحريرة
الوهرانية، وطبق الكسكسي، وو..وتقربت بشكل كبير من
الوهرانيين فأحسست في بضع ساعات، أنني أصبحت واحدا
منهم.
ما هي أكثر شخصية في أعمالك أحسست أنها وصلت الجمهور في الجزائر؟
ربما
فيلم الجزيرة مع أحمد السقا، لأن اللهجة الصعيدية قريبة جدا من لهجة
الوهرانيين وسكان غرب البلاد...وهناك أيضا مسلسل شيخ العرب همام مع الفنان
يحيى الفخراني، لكن لا يمكن إنكار إعجابهم بأعمال أخرى، مثل المواقف
الكوميدية في شخصيتي بفيلم الشبح، ودوري المعقد في فيلم دم الغزال،
وأيضا، المواطن اكس.
يلاحظ أنك قوي تلفزيونيا وليس سينمائيا، ما هي الأسباب؟
كلام
صحيح، ولكنني أميل للفن السابع أكثر، حتى وإن نجحت تلفزيونيا في افتكاك
عدة جوائز، على غرار أحسن ممثل عن مسلسل الحارة، وهو الدور الذي قمت به،
عقب ابتعادي عن التلفزيون لخمس سنوات، وتركيزي على السينما، وتحديدا كشف
حساب للمخرج أمير رمسيس، مقلب حرامية، الشبح، الجزيرة..وأتمنى أن يكون
هنالك دور عرض سينمائي في الجزائر، لأنني اكتشفت شعبا فنانا بطبعه، ومتذوق
جدا، ولديكم مناظر رائعة تصلح لتصوير الأفلام فيها، مثل سانتا كروز بوهران،
والتي عندما صعدت لها، قلت لهم أعطوني نصا وكاميرا لأمثل الآن؟!
والحقيقة
أن الجزائر لها تاريخ فني عريق أيضا، وجميعنا فرح بالسعفة الذهبية لفيلم
وقائع سنين الجمر في مهرجان كان، لكن يجب الاهتمام أكثر بدور العرض، وحتى
تلفزيونكم الوطني يحتاج إلى مزيد من التقنيات الجديدة، انطلاقا مما شاهدته
في الفندق أثناء تواجدي بوهران.
ما إحساسك بعد ثورة 25 يناير في مصر؟
ثورة
عظيمة، قام بها شعب عظيم، لتحقيق أهداف نبيلة، حتى
يزيل كل الفساد الذي تراكم لعقود، ومثلما قال الشيخ
الشعراوي"الحق هو الذي يثور ثم يهدأ ليبني الأمجاد".
ومثلما
تعلمون، نحن الآن في مرحلة انتقالية صعبة، لكن مررنا بما هو أكثر صعوبة،
ونتمنى لمصر استعادة دورها في المدى القريب..وبالمناسبة لا أحب وصف بلدي
بأم الدنيا، لكوننا جميعا نشترك في ذات المصالح العربية، ولا يجب ترك فرصة
للعدو، من أجل استغلال فرقتنا وفقا لمبدئه الأزلي "فرق تسد".
هل
الفن ما بعد الثورة سيختلف، وخصوصا مع صعود الإخوان
والسلفيين للسلطة، لدرجة أن هنالك من الفنانين من هدّد
بالهجرة؟
الإخوان فصيل مصري أصيل كان موجودا
وفعالا في الثورة، ويجب احترام وجهات نظره، كما يجب
احترام الصندوق النظيف الذي أتى بالإخوان المسلمين للسلطة،
ولا يجب استعمال الأحكام المسبقة في الفن وغيره.
يقال
أيضا بأن السينما النظيفة، وفقا لهذه النتائج، ستستعيد
مكانها، علما أن النقاد يصنفونك ضمن أبرز النجوم
الرافضين للظهور في مشاهد خليعة؟
تم عرض عدة
أدوار مهمة علي في أفلام جريئة ومغرية، وقمت برفضها
علما أنها كانت بأموال طائلة، لكنني فنان لا تهمه
المادة، بقدر قوة الدور.
وأنا لا أقوم بأدوار في
أفلام خليعة، لأنني صعيدي وبيني وبين جمهوري حبل ثقة
لا أحب قطعه بسبب أفلام ومشاهد إباحية.
حتى لو تسبب ذلك في تأخرك على سلم النجومية؟
لا
يزعجني التأخر سينمائيا لأنني أختار أعمالي بمحض إرادتي. وبالمناسبة،
فيلمي القادم من بطولتي بعنوان "رد فعل"، وتشاركني فيه حورية فرغلي، عمرو
يوسف، محمود الجندي، وضيفة الشرف هالة صدقي، وهو من إخراج حسام الجوهري.
الانتقال
في عمل فني واحد ألا يتعبك؟ مثلا في مسلسل الحارة
أنت تقفز من الكوميديا السوداء إلى مشاهد درامية حزينة
جدا في حلقة واحدة؟
متعة الممثل في التغيير، كما أنني لا
أحب النمطية في الأدوار. والأمر ذاته وقع في المواطن اكس، حيث أعجبني جدا
أن خطابي الذي مهد للثورة في المسلسل، داخل المحكمة، يتردد ويتم نقله في
العديد من مواقع الأنترنت.
سمعنا أنك تتعاون حاليا مع مخرج جزائري؟
صحيح،
بل منذ 2006، وأنا أشتغل مع المخرج أحمد صالح، وهو
جزائري في مسلسل لحظات حرجة الذي حقق نجاحا كبيرا
بجزأيه، علما أنني تعاونت معه في السابق، في فيلم
الديلر.
هل تحب الرياضة وتتابعها؟
كثيرا،
فأنا أهلاوي، وأحب أبو تريكة الذي يعشقه الجزائريون بجنون، كما تابعت أيضا
اللاعب نذير بلحاج، وتمنيت أن ينتقل من بورتسموث نحو توتنهام، لكن حدث
العكس، ويعجبني أيضا كريم زياني فهو "معلم" في وسط الميدان، كما أنني مناصر
لريال مدريد، وأشجع فيه اللاعب بن زيمة لأنه يذكرني بزيدان. - محمود عبد الغني رفقة صحافي الشروق