قد نقفز من فرط السعادة عندما نعلم بقدوم مولودٍ جديد
، ونقف لنحني رؤوسنا وتبكي عيوننا حزناً وألماً عند
قبور من رحلوا.. وقد تستدعى لتكون:
ممثلاً..معلماً..صديقاً..ممرضاً..طبيباً..سياسياً..أو حتى
واجداً للأشياء "الضائعة" كالقلوب التي اختنقت
وتلاشت لفراق أحبائها
وعلى الرغم من الخرائط والجداول والصيّغ والأفعال
والقصص أو الكتب...
ومهما كثرت مراجعنا ودراساتنا وعلت رتب شهاداتنا
فنحن بالنهاية بشر ننتظم تحت عناوين واحدة ونتمتع بردود أفعال مهما اختلفت تتشابه .. ولن نكون سوى
نحن وانعكاس لما نضعه وتصقله الحياة في كنواتنا
كل لحظة نعيشها هي وحيدة وفريدة ..دقيقة لن تعود
ثانية أبداً ، كما الأشخاص الذين نفقدهم في حياتنا .. لن
تعيدهم المؤتمرات ولا المعاهدات ولا حتى المساعدات
المالية مهما كثرت وتعددت مصادرها
قد نجتمع لتكريم ذكراهم .. فبينما كانوا على الأرض
لمسوا حياة كل واحد منّا ، أصواتهم تتردد في ذاكرتنا
وابتسامتهم لا زالت تنعش ذلك الجزء المهجور في
قلوبنا .. ركبوا محطة الحياة ووصلوا الى مثواهم
الأخير ربما وجدوا أن بطن الأرض خير من ظهرها ..
كم دعونا لهم أن يرقدوا بسلام وأن يتمكن كل منّا من
متابعة حياته ويتقدم إلى الأمام في غيابهم ..دفنا معهم
أشياء كثيرة -أحاسيس وذكريات وصدى لضحكات
عذبة تجلجل أجسادنا- وآمنا أن عجلة الحياة لابد أن
تستمر .. ادعينا القوة والصبر وحملنا الهدف شعاراً
يواسينا يقوينا ويحمينا ويرد العزيمة فينا .. وآخرون
حملوا شعارات يترأسها :"أن لا للكذب في علاقاتنا"
واكتشفنا مع الزمن أنهم لم يكذبوا سوى علينا